لا شك أن سلسلة Assassin’s Creed تقدم كل ما في وسعها لإنشاء عوالم مرتبطة بفترات تاريخية مثيرة، وهي واحدة من المميزات التي حافظت على حماس اللاعبين لسنوات طويلة.
تمكنت السلسلة من تعليمنا الكثير حول الثقافات المختلفة حول العالم وأخذتنا في مغامرات رائعة لاستكشاف حقبات تاريخية جديرة بالاهتمام، وذلك كما فعل الإصدار الأخير Assassin’s Creed Valhalla الذي يسرد تاريخًا بديلًا لغزو قبائل الفايكينج لبريطانيا القديمة في القرن التاسع.
السرد الشامل في السلسلة منح أفضيلة لشركة يوبي سوفت في العمل على عناوين فردية منفصلة، تتيح للمطور الانتقال إلى أي موقع يختاره ليقدم لنا تجربة مغامرات تاريخية مدهشة دون الحاجة لتسلسل الأحداث.
لكن ما هي الأماكن والحقب الزمنية التي يُمكن أن نراها في العناوين القادمة من السلسلة؟ حسناً، هذه 10 مواقع وحقب زمنية نعتقد أنها ستقدم تجربة رائعة وفريدة في سلسلة Assassin’s Creed.
10 حقب تاريخية نتمنى رؤيتها في Assassin’s Creed
بغداد العقد 1250
كانت العراق، وتحديداً بغداد، مركزًا للاكتشافات العلمية منذ حوالي 800 عام من الآن. اشتهر السكان في ذلك العصر بالاهتمام الشديد بالفلسفة والعلوم وخصوصاً علوم الفلك.
النجاح الكبير الذي حققته لعبة Assassin’s Creed: Origins في تصوير مصر القديمة في البيئات الصحراوية، يجعلنا متحمسين لإمكانية تكرار التجربة في الشرق الأوسط وبرأي ستكون بغداد هي الأكثر ملائمة لطبيعة السلسلة.
كل ما تحتاجه لاختيار نقطة جغرافية فريدة ستجده في بغداد، الحضارة المعمارية المذهلة، المؤامرات السياسية، الثقافة، ووصولاً إلى الغزو المغولي بقيادة هولاكو.
طريق الحرير في العصور القديمة
طريق الحرير ليس موقعاً اعتيادياً، بل يُمكن اعتباره حدثًا تاريخيًا يجمع العديد من الثقافات المختلفة من خلال التجارة، وهو ما يجعله مكاناً فريداً مليئاً بالإمكانات.
كان هذا الطريق التجاري يربط الشرق بالغرب، وكان لحظة ثقافية مميزة للعديد من الأماكن بما في ذلك الصين وكوريا وبلاد فارس وشرق أفريقيا وجنوب أوروبا، من بين العديد من الأماكن الأخرى.
لم يقتصر الطريق التجاري على تجارة الحرير فحسب، بل كان يشمل أيضاً العديد من المنتجات المختلفة، وكان الطريق مركزاً ذا أهمية سياسية وثقافية. بالإضافة إلى أن هذا الموقع يسمح بتضمين سور الصين العظيم، وهو شيء سنحب تسلقه بلا شك.
إلى جانب القوافل المحملة بالحرير وبعض المنتجات الأخرى انتقلت أيضاً عبر هذا الطريق الأفكار والديانات، وهو ما يجعله فرصة رائعة للسلسلة لاستكشاف التاريخ والجغرافيا في حقبات زمنية مختلفة مثل الإمبراطورية البيزنطية.
ولكي تعرف مدى أهمية هذا الموقع، قامت الصين في 2019 بافتتاح طريق الحرير الجديدة بهدف ربط الصين بالعالم عبر استثمار مليارات الدولارات في البنى التحتية على طول طريق الحرير الذي يربطها بالقارة الأوروبية، ليكون أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية.
رومانيا في القرن الخامس عشر
تشكل رومانيا في هذه الفترة موقعاً أكثر تحديداً من بعض المواقع الأخرى المدرجة على هذه القائمة، وهذا يأتي بسبب تميزها بصورة شريرة حيث كان فلاد الثالث “Vlad the Impaler” شخصية مرعبة حقاً وكان ينبض بالخبث والقسوة وكان مصدر إلهام لشخصية دراكولا.
ورغم أن فلاد قد يكون السبب الرئيسي وراء استكشاف هذه الفترة، إلا أن الموقع ذاته كان لا يزال مليئاً بالشخصيات والتاريخ. كانت بلاد فالاشيا “الأفلاق” في ذلك الوقت على خلاف مع الأتراك العثمانيين، وكانت هناك العديد من المكائد السياسية التي يمكن الخوض فيها.
نفذ فلاد الثالث سلسلة من الهجمات عبر نهر الدانوب في شتاء 1461-1462، بينما جاء الرد على يد محمد الثاني بغزو هائل كانت نتيجته إزاحة فلاد الثالث عن العرش وتنصيب أخوه الأصغر رادو سل فروموس على العرش.
حقبة اليابان الإقطاعية
أعتقد أن اليابان الإقطاعية هي من أكثر الحقب الزمنية التي يأمل عشاق السلسلة رؤيتها في الإصدار القادم، وبالطبع لديهم الكثير من الأسباب لذلك.
كانت الحرب في كل مكان، مرت خلالها اليابان الإقطاعية بفترة تاريخية دموية وعنيفة، نتيجة الصراع والقتال المستمر بين العشائر المتحاربة والأباطرة.
يُمكن للإصدار القادم من Assassin’s Creed أن يُقدم مظهراً فنياً رائعاً لهذه الحقبة، ويستفيد من بعض الأسلحة الفريدة التي كانت موجودة في ذلك الوقت مثل درع الساموراي، إلى جانب تقديم الهندسة المعمارية التي ميزت اليابان حينها.
النجاح المذهل للعبة Ghost of Tsushima يجعلنا متحمسين للمزيد حول هذه الحقبة التاريخية، خصوصاً وأن طريقة القتال فيها ملائمة جداً لما اعتدنا عليه في السلسلة، مثل أساليب التخفي التي اتبعها محاربو الساموراي.
حقبة إمبراطورية المايا
كانت إمبراطورية المايا حضارة ثقافية نابضة بالحياة بين فترة ما قبل الكلاسيكية في عام 2000 قبل الميلاد وبداية الغزو الاسباني في عام 1511. كانت الإمبراطورية مهد ثقافة متنوعة وواسعة النطاق.
المواقع الفردية التي تشكل حضارة المايا كانت محصورة في منطقة أمريكا الوسطى، والتي كانت منطقة تاريخية تضم المكسيك والسلفادور والعديد من البلدان الأخرى. وهذا من شأنه أن يشكل تجربة بصرية مذهلة، مع كمية من التحديات والفرص الجديدة للإبداع، خصوصاً وأن فن المايا في العصر الكلاسيكي كان على مستوى عال من التطور والحرفية الجمالية.
يمكن أن تتناسب سلسلة أساسنز كريد تمامًا مع هذه المواقع، ويمكن أن تؤدي الأسلحة في ذلك الوقت إلى نهج مختلف تمامًا لكيفية اغتيال اللاعبين لأهدافهم. هذه الفترة لا تُصور غالبًا في الألعاب، لكنها غنية بالمواقع ومتنوعة وبالهندسة المعمارية المذهلة.
حقبة بريطانيا السلتية
البريطانيون السلتيون هم السكان الأصليين الذين سكنوا بريطانيا العظمى من العصور الحديدية إلى العصور الوسطى. وهناك تاريخ جميل جذاب إلى حد لا يصدق في التاريخ المبكر لهذه الثقافة، ولا شك أن وضع عالم مليء بالقتال في مثل هذا المكان البعيد والفريد من نوعه سيكون خياراً فريداً.
يوجد ألعاب تتضمن التأثيرات الثقافية والفولكلورية لسيلتيك بريطانيا، مثل لعبة Hellblade: Senua’s Sacrifice التي جمعت بين الإسكندنافية وثقافة السلتيك.
ومع نجاح بعض الألعاب الذي أثبت بالفعل وجود جاذبية لهذا الموقع، فمن الحكمة أن تستفيد يوبي سوفت من ذلك لتقديم تجربة تاريخية أكثر عمقاً.
فترة حرب الوردتين
كانت حرب الوردتين فترة خطيرة ودموية من التاريخ الإنجليزي، وسوف تكون وسيلة مثالية لمطوري السلسلة للغوص فيها كونها كانت حربًا طويلة ومتشعبة ومليئة بالخطط والتحالفات، مثل تلك التي أقامتها الملكة الماكرة مارغريت أنجو المسؤولة عن إنشاء الجيش الذي قتل ريتشارد يورك وحرر هنري السادس من الأسر.
سلسلة Assassin’s Creed ألقت نظرة على الفترة الإنجليزية الفيكتورية من قبل، ولكن لا يزال هناك الكثير من التاريخ الإضافي الذي يمكن استكشافه. من خلال النظر إلى الصراع بين عائلة لانكاستر وعائلة يورك، ستجد أن هناك الكثير من الفرص للحديث عن قادة تاريخيين مثل ريتشارد الثالث.
وإلى جانب المعارك الدامية والمكائد السياسية سيضفي التصميم الجميل والهندسة المعمارية جمالاً على موقع اللعبة، حيث يمكن استخدام الحقول القاحلة لتحقيق تأثير كبير في الشعور بالعجز والعزلة، في حين أن الكاتدرائيات والقلاع الجميلة ستكون عظيمة للتسلق.
شيكاغو – عشرينيات القرن الماضي
أثبتت لعبة Assassin’s Creed: Syndicate أن السلسلة لا يجب أن تركز دائماً على التاريخ القديم فقط، حيث شاهدنا كيف تم تعيين أحداث القصة في لندن في سنة 1868 خلال الثورة الصناعية، وهي تجربة نأمل تكرارها لكن مع حقبة ومدينة مختلفة.
خلال عشرينيات القرن الماضي، كانت مدينة شيكاغو مركزاً للجريمة المنظمة. الكحول والمقامرة والدعارة والابتزاز كانت مجرد أمثلة قليلة من الجرائم التي شارك فيها آل كابوني.
يُمكن للعبة تسليط الضوء على حرب العصابات في تلك الفترة ومحاولتها في السيطرة على الأسواق غير المشروعة، إلى جانب الفساد الحكومي والتحالفات السياسية المشبوهة.
الحرب الأهلية الأمريكية (1861 – 1865)
الحرب الأهلية الأمريكية ما زالت تعد الحرب الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة، حيث خاضت البلاد صراعات داخلية واجه فيها الاتحاد مجموعات من الانفصاليين في عدة ولايات جنوبية.
هذه الفترة ستكون مليئة بالإمكانات بشكل مدهش بدءً من تسليط الضوء على موضوعات حساسة مثل العبودية والانعزالية والآثار المدمرة للحرب، وكذلك تناول بعض الشخصيات المهمة في التاريخ مثل أبراهام لينكولن.
لو تم تعيين أحداث إحدى ألعاب السلسلة القادمة في هذه الفترة، فسوف نشاهد قتالاً دموياً إلى جانب الخطط العسكرية والاستراتيجيات المختلقة مثل تفاصيل خطة اناكوندا لكسب الحرب عبر حصار الاتحاد للموانئ الرئيسية وهو من شأنه أن يضعف الاقتصاد الكونفدرالي هذا بخلاف المعارك الضارية التي جرت عبر ولاية ميزوري للسيطرة على نهر المسيسيبي.
الثورة الروسية (1917 – 1923)
خلال السنوات الماضية التي عشناها مع سلسلة Assassin’s Creed، أثبتت الثورات أنها إعداداً ملائماً لخوض تجربة مثيرة من المؤامرات والتجسس، حيث عشنا هذه التجربة مرة مع الثورة الأمريكية وأخرى مع الثورة الفرنسية.
يُمكن لروسيا، بتاريخها العميق وثورتها الوحشية أن تكون خياراً ملائمة للسلسلة، كما أننا لم نشاهد الكثير من الاهتمام بالمنطقة الشرقية من العالم في السلسلة، باستثناء لعبة Assassin’s Creed Chronicles والتي للأسف لم تقدم تجربة مناسبة.
يمكن أن تكون روسيا منطقة ممتازة نخوض فيها صراع البلاشفة الغزير بالمؤمرات، وكيفية قيادتهم للانتفاضة في شوارع سانت بطرسبرغ وصولاً إلى الاستيلاء على المرافق الحكومية الرئيسية.
