مراجعة لعبة Re:ZERO – The Prophecy of the Throne

Re:ZERO – The Prophecy of the Throne هي أحدث لعبة رواية قصصية في امتياز Re:ZERO، وهي تحكي قصة مبنية على روايات وحلقات مسلسل الأنمي المشهور الذي يحمل نفس الاسم.

واحدة من أكبر التحديات التي تواجه أي لعبة من الألعاب المتعلقة بإحدى أعمال الأنمي اليابانية هي أن أحداثها لن تكون منطقية لغير المعجبين أو اللاعبين الجدد على عالم السلسلة.

تفترض اللعبة أنك تعرف الكثير عن أحداث المسلسل الأصلي قبل الدخول فيها، والتي تعتمد بشكل عام على سحب البطل من عالمه الحقيقي إلى بُعد أو عالم بديل، ويحتاج إلى شق طريقه في مساحة غير مألوفة تمامًا مليئة بالكائنات الخيالية والسحر والمغامرات المثيرة.

الفكرة يتم استخدامها بكثرة في الأعمال اليابانية هذه الأيام، وتُلقب هذه النوعية تحديدًا من القصص باسم isekai، إلا أن هذا العمل حصل على إهتمام كبير من المعجبين والنقاد من بين جميع هذه الأعمال بسبب قدرة البطل سوبارو على العودة إلى لحظة سابقة في حياته بعد موته مع الاحتفاظ بذكرياته كاملة.

يستطيع البطل استخدام هذه المهارة لتغيير الأحداث المستقبلية في مرات الإعادة اللاحقة من خلال استخدام الذكريات التي لا يزال يحملها، وهذه القدرة المميزة تم تضمينها كذلك داخل لعبة الرواية القصصية بطريقة مميزة تجعلها متفردة عن أي لعبة رواية قصصية أخرى أو ألعاب الفيديو في العموم.

Re:ZERO – The Prophecy of the Throne متوفرة الآن على منصّات PS4, PC, Nintendo Switch. (تمت المراجعة على منصّة PS4).

مراجعة لعبة Re:ZERO – The Prophecy of the Throne ..

الموت ليس دائمًا الحل الأخير

---

Re:ZERO – The Prophecy of the Throne تقدم قصة جديدة تمامًا ومختلفة عن أحداث الرواية الأصلية، ولكن تحت الإشراف الكامل لكاتب الرواية Tappei Nagatsuki، مؤلف الروايات الخفيفة التي أصبحت المادة الأصلية لمسلسل الأنمي فيما بعد.

تبدأ حبكة اللعبة بعد أحداث الفصل الثاني من القصة الأصلية، وهذا يعني أن بطل الرواية سوبارو عاش بالفعل في العالم الخيالي لمدة شهر تقريبًا، الوقت الذي ساعده في التغلب على سذاجته المعروفة عن أبطال القصص من هذا النوع، ولكن جهله الدائم بالمستقبل وماذا يمكنه أن يفعل بشأنه تظل صفة ملازمة له مهما حدث.

هذا الجانب من شخصيته أمر بالغ الأهمية للعبة، وتنعكس أهميته في كل من القصة وطريقة اللعب، حيث يُعد جهل سوبارو وميله لارتكاب الأخطاء القاتلة هي المساحة الأساسية لنمو شخصيته بصورة طبيعية تتيح للاعب أو القارئ تعلم المزيد عن المؤامرات وتفاصيل العالم بصورة تفاعلية مثيرة للإعجاب وغير معقدة على الإطلاق.

قصة البطل تبدأ فعلًا عندما ينخرط في مؤامرة تهدد نظام الحكم وحياة المملكة كلها، ويتطلب حل المشكلة أن تؤدي كاهنة واحدة من ستة مرشحات معتمدات طقسًا معينًا لإعداد تجديد الميثاق الذي من شأنه أن يحمي هذه المملكة من الدمار.

سوبارو كما قد يعرف المتابعون هو صديق جيد لواحدة من الكهنات الستة وهي إيمليا بطلة المسلسل الرئيسية، ومن هذا المنطلق فإن سوبارو يسعى في هدفه الأول وهو مساعدة إيمليا على الفوز بدور الكاهنة من خلال شخصيته المنفتحة والمعلومات التي يعرفها بسبب مرات العودة المتتالية التي تتيحها له قدرته الخاصة.

هناك الكثير من الغموض والأسرار المتعلقة بكيفية النجاح في هذا الامتحان، وطباع شخصيات المرشحات والمساعدين المحيطين بكل منهن، وهذا قد يلهم شعورًا بالريبة لدى اللاعب ويشجعه على الفحص النقدي المتجدد لجميع الشخصيات حتى الذين قد يكون على معرفة مسبقة بهم.

ولكن التعرف على عالم اللعبة ليس مجرد مسألة اكتساب المعرفة التي ستعرفنا بالقصة أو تعزز تفاصيلها، ولكن يتم تقسيم الأقسام الطويلة من النصوص بخيارات حوار متناثرة يمكن للاعب الاختيار من بينها، وهذه هي إحدى الطرق المباشرة الأولى التي من خلالها يقوم المطور بإشراك اللاعب في تفاصيل القصة المكتوبة.

تحيد Re:ZERO أيضًا عن معايير الروايات المرئية بطرق مختلفة، بالإضافة إلى توفير العديد من فترات الراحة المسلية عن ساعات الكتابة المتتالية، وهذا يسهل التجاوب مع القصة لو كان المحبين يشعرون بالضجر من فترات الكلام الطويلة في مثل هذا النوع من الألعاب.

تأتي إحدى هذه الطرق في شكل أقسام الحركة، والتي يتحكم فيها اللاعب بشكل مباشر في سوبارو أثناء استكشافه للبيئة المحيطة به من خلال التحدث إلى الشخصيات الجانبية وفحص المواقع لجمع المعلومات والعناصر التي يمكنها أن تساعد في المراحل المتقدمة من اللعب مثل المهمات التكتيكية الشبيهة بسلسلة Utawarerumono.

قبل كل مهمة، تكون هناك دائمًا فترة استعداد قصيرة يمكن للاعب فيها أن يجمع المعلومات التي اكتسبها معًا لصياغة استراتيجية لاستخدامها في مرحلة الصراع التالية، ويجب العلم أن بعض الاستراتيجيات لن تكون مُتاحة اذا لم يستكشف اللاعبون البيئة من حولهم بدقة كافية.

إذا حدث ذلك، لن يتمكن سوبارو من تقديم أي شيء ذي قيمة استراتيجية على الإطلاق، وهذا ينعكس عليه بشكل سيء لاحقًا لأنه يُعتبر أضعف شخصية في عالم اللعبة بالكامل، كما أنه هو الشخصية الوحيدة التي يمكنك التحكم فيها بشكل مباشر أثناء المهمات.

فور أن تبدأ المهمة، يتم تعيين كل شخصية في المكان بترتيب أدوار معين، وعندما يتحرك سوبارو يتم استهلاك مجموعة الأدوار المُتاحة للاعب. الحاجة المُلحة لإتخاذ القرارت الجيدة هو أمر هام بالنظر إلى كمية الحركات المحدودة في كل دور، وهو تحدي يتعرض له البطل باستمرار أثناء أحداث المسلسل.

يمكن تحريك الكاميرا وفحص ساحة المعركة بالكامل خلال هذه المهام، كما أن البطل سوف يخسر ويعود إلى نقطة سابقة في الأحداث مرات عدة لأن موضوع اللعبة الأساسي يتمحور حول ارتكاب الأخطاء والتعلّم منها، وأن يصبح اللاعب في وضع أفضل للتغلب على التحدي بعد كل خسارة.

المهام ديناميكية بشكل كبير لأن المعلومات الجديدة يمكنها أن تغير حالة رقعة اللعب وأهداف الفوز، كما أن المعرفة المُكتسبة من العودة إلى نقطة زمنية سابقة بعد الموت تجعل المحاولات الثانية أكثر إثارة للإهتمام، وتجعل نظرتنا إلى الموت في ألعاب الفيديو إيجابية بعض الشيء على غير العادة.

كل مرحلة، جنبًا إلى جنب مع الديناميكيات المتغيرة في المهمات تحافظ على تنوع لعبة Re:Zero وتجعلها ممتعة ومتجددة بشكل ملحوظ، وهو ليس أمرًا سهلًا عندما يتعلق الأمر بالتجارب التي تعتمد فيها الألعاب بشكل كبير على القراءة، كما أنه يشجع اللاعبين على القراءة والانتباه للتفاصيل من أجل استخدامها فيما بعد أثناء المعارك.

هناك شيء يجب تقديره بشأن النصوص الطويلة للعبة، وهي أنها ليست مقيدة بوقت حلقة أو عدد معين من الصفحات، مما أتاح للكاتب مساحة تنفس كبيرة في الحبكة أمكنه من خلالها تقديم حوارات متفرعة وعمق أكبر للعالم بدون أي مشاكل تُذكر، ولذا فهي تعتبر لعبة تكميلية ممتازة لمحتوى القصة الأصلية.

يعمل على تعزيز جاذبية القصة الفنان الرئيسي Shinichirou Otsuka، والذي عمل سابقًا على سلسلة ألعاب Conception. تصاميم الشخصيات قد لا تكون الأكثر تعقيدًا أو تفصيلًا، ولكنها بالتأكيد نظيفة ومريحة للعين، والأهم أنها تبدو مطابقة تقريبًا لأسلوب رسم الشخصيات في الروايات الخفيفة أو مسلسل الأنمي.

يلمح المخطط الإنسيابي المصاحب للاعبين في جميع الأوقات إلى اللحظات التي يجب أن يبحث فيها اللاعبون عن خيارات حوار أو إجراءات إضافية قد تغير نتيجة السيناريو، ولكن باعتبار المخطط يعرض جميع النتائج المحتملة، فيبدو أن قصة اللعبة خطية في النهاية رغم فكرتها الأساسية عن العودة وتغيير الأحداث.

سيستغرق الانتهاء من محتوى القصة الأساسي من 10-14 ساعة على الأقل، اعتمادًا على إذا ما كان اللاعب يسمح بتشغيل الأداء الصوتي أو يقوم بتسريع النصوص ويعتمد على سرعة القراءة فقط.

يمكن اختبار مغامرة Re:Zero بالكامل مع ترجمة باللغة الإنجليزية وأداء صوتي اليابانية. اللعبة تستخدم جميع مؤديين الاصوات الأصليين لأداء نفس أدوارهم مجددًا داخل اللعبة، ونلاحظ أن الشخصيات عادة تُظهر العديد من المشاعر أثناء حديثها وأن الصور ليست ثابنة في المجمل مثل باقي ألعاب الروايات القصصية.

العيب الوحيد في نظرنا تكمن في اختيار كتابة القصة نفسها، حيث أنها تضع اللاعب في دوامة من الغموض بشأن طبيعة الملكة السرية التي اخترقت رسوم تتويج الكاهنة، رغم أن من شاهد المسلسل يمكنه أن يعرف الإجابة ببساطة عن طريق ملاحظة شخصية الملكة الجديدة والحصرية للعبة الفيديو فقط.

وبالطبع كما قد يستنتج القارئ، جميع أحداث القصة التي يتم سردها لن يتم توصيلها أبدًا مع محتوى الامتياز الأصلي، ولكن على الجانب المشرق تستخدم اللعبة التفاصيل المذكورة مسبقًا لصنع تغييرات جديدة ومُبتكرة لم تكن الروايات الأصلية لتسمح بها بسبب طبيعة إصدارها المحدودة.

كلمة أخيرة

أخيرًا، باعتبارها لعبة رواية بصرية، فإنها تحتوي على جميع الأدوات التي قد تكون مطلوبة لمثل هذه النوعية من الألعاب في وقتنا الحالي، مثل سجل يجمع جميع المحادثات السابقة، ومعرض صور يستذكر الأحداث التي نمر بها، ومخزونًا لمراجعة المصطلحات المهمة والتأكد من متابعة الحبكة بأفضل طريقة ممكنة.

Re:ZERO – The Prophecy of the Throne هي بلا شك التجربة المثالية لمحبي الامتياز الأصلي، فهي تحتوي على قصة جديدة بالكامل من مؤلف الروايات الأصلي، وتقدم أسلوب لعب مُبتكرًا يستطيع إيصال الفكرة الأساسية من العمل بصورة تستحق الاحترام.

للأسف الأقسام الاستراتيجية قد لا تكون رائعة إلى حد كبير لمحدودية الحركة أثناءها، ولكن جوهر اللعبة نفسه كرواية بصرية يجعل من وجود مثل هذه الأقسام أمر مريح وجذاب خاصة لمن لا يستطيع الاعتياد على قراءة هذه الكميات الكبيرة من الكلمات.