مراجعة لعبة Werewolf: The Apocalypse – Earthblood

The World of Darkness هي سلسلة من ألعاب الطاولة والفيديو تدور مغامراتها في عالم واسع مليء بالقصص الخيالية الشيقة في بيئات حديثة مع بعض لمسات الرعب والتواصل مع الطبيعة، ولعبة اليوم Werewolf the Apocalypse – Earthblood تُعتبر المدخل المبدئي المثالي على هذه القصص المثيرة والممتعة.

في عالم اللعبة، يحكم جميع القبائل الحية وقوى الطبيعة ثلاثة من الكائنات القوية لدرجة تشبه الآلهة بشكل متساوي، ولكن للأسف يختل التوازن بينهم مع التقدم التكنولوجي المتزايد للبشرية واستهلاك الطبيعة، مما يرفع قوة واحد من الثلاثة في مواجهة الآلهة الآخرين وينذر هذا الأمر بالفساد المؤكد.

هكذا يعود بطل اللعبة المستذئب Cahal إلى قبيلته بعد خمس سنوات من المنفى الاختياري من أجل مساعدتهم في معركتهم ضد الشركة التي تغزو غاباتهم وتسعى في بناء المرافق المخصصة للتجارب البشرية، ومن خلال صد هجمات الشركة تأمل المجموعة في استعادة التوازن بين قوى أرواح الغابة.

تصدر اللعبة في الرابع من فبراير على منصّات PS5, PS4, Xbox Series X/S, Xbox One, PC. (تمت التجربة على منصّة PS4)

مراجعة لعبة Werewolf: The Apocalypse – Earthblood …

صحوة الطبيعة في مواجهة طمع الشركات

---

بالنسبة للمطلعين على لعبة الطاولة فيعرفون بالتأكيد أن مكافحة الشركات والإرهاب البيئي في معارك ضارية هي صورة اللعبة الأساسية، ومعظم المشاكل تتعلق بشكل أو بآخر بالأمور الشخصية التي تتورط فيها عائلة كاهال وعشيرته أثناء المواجهة.

أما ما ذكرناه بخصوص حرب المستذئبين الخفية من أجل توازن قوى العالم فهي تفاصيل ليست عميقة أو متصلة تمامًا ولكنها تخدم الأساس المبدئي المناسب للمذبحة الدموية التي سنطلق العنان لها أثناء اللعب لمكافحة الشركات والإرهاب البيئي.

بدون حرق أي تفاصيل كبيرة تخص القصة، يبدو واضحًا من الوهلة الأولى أن طريقة تعامل اللعبة مع المواضيع التي تقدّمها تبدو فريدة من نوعها، وتظهر لنا الجانب البدائي العاطفي من حياة المستذئبين، وتعمل على توظيف البيئة والعالم من حولهم بشكل مناسب ليخدم بناء الشخصيات أكثر من كونها مجرد كائنات غاضبة متحولة في الفراغ.

المستذئبون في اللعبة يمتلكون علاقة فطرية وعميقة مع الطبيعة، ويتواصلون مع أرواح الغابة بطرق سحرية متنوعة ستجعل اللاعبين يدركون البناء الرائع والتوازن الدقيق لعناصر الطبيعة التي تدعم وجودنا وحياة البشرية بالكامل.

القصة مليئة بالحوارات الجادة والموضوعات الروحانية الشيقة، ومن المؤكد أن طبيعة الإتصال البيئي لعناصر المقاومة تضع لمسة جديدة ومختلفة على موجة طمع الشركات الكبيرة السيئة التي نراها كثيرًا في هذا النوع من القصة.

أسلوب اللعب كذلك يحتوي على مجموعة من الأفكار الرائعة، والتي تم تنفيذ بعضها بشكل جيد نسبيًا، إلا أن الكثير منها يبدو قديمًا في التصميم والمضمون، ويعود بشكل واضح ومحبط إلى مدرسة قديمة في تطوير الألعاب.

تقدّم Werewolf the Apocalypse – Earthblood، وهي لعبة حركة من منظور الشخص الثالث القدرة على التبديل بين ثلاثة أشكال مختلفة من شخصية اللاعب وهي شكل البشري Human، والذئب Lupus، والمستذئب Crinos، ويمنح كل شكل منهم حرية كبيرة في التعامل مع أي موقف بالطريقة التي تناسب كل لاعب.

عندما لا يستخدم كاهال جهاز الراديو الخاصة به للتواصل مع أحد أفراد عشيرته، فهو يتمكن من التحول من رجل إلى شكل الذئب Lupus بضغطة زر واحدة، وهذا يمكّنه من العمل بشكل أسرع في مهامه والانزلاق في فتحات التسلل الصغيرة بالنسبة للشكل البشري العادي.

هذا الشكل يؤهله فقط للوصول إلى الأماكن التي يريدها بسهولة، أما القتالات الفعلية فهو يخوضها جميعها في شكل المستذئب الثالث Crinos. هذا التحول يعمل فقط عندما يكون قريبًا من الأعداء، ويساعده في التحول إلى وحش كاسر يبلغ طوله تسعة أقدام تقريبًا.

بمجرد أن يتحول البطل، سوف يتمكن من تمزيق أطراف أعدائه باستخدام وضعين قتاليين مختلفين Agile/Agressive، وكلاهما له نوعان مختلفان من الهجمات التي يمكن دمجها معًا بطرق مختلفة للتغلب على نوعيات معينة من الأعداء، مع العلم أن هناك نوعية معينة جذابة من موسيقى الميتال الصاخبة لا تعمل إلا عند التواجد في هذا الشكل فقط.

امتلاك ثلاثة مجموعات منفصلة من القدرات – كإنسان وذئب ومستذئب- هو الأساس الذي يعتمد عليه تصميم Werewolf the Apocalypse – Earthblood، وتقييم التهديدات التي تواجه Cahal وتغيير الشكل أو الوضع القتالي حسب الموقف هو أحد أسرار النجاح في جميع أقسام اللعبة.

جزء كبير من المناطق الموجودة في اللعبة ينقسم إلى غرف تحتوي على مجموعة من الأعداء الذي يمكن التعامل معهم كيفما تشاء.

يمكنك أن تتجاوز بعض الأقسام تمامًا من خلال التخفي الجيد والتحول إلى شكل الذئب، أو يمكنك أن تخوض جميع التحديات في شكل معارك عدوانية وستجد أن اللعبة تتكيف مع الطريقة التي تختارها لعبور المهام دومًا.

اللعبة تكون في أفضل حالاتها عندما يجمع اللاعب بين نوعين من اللعب -القتال الخفي والعدواني- والذي يتم تسهيل التغيير بينهما في معظم الغرف تقريبًا، حيث يوجد مداخل سرية وعناصر لتعطيل حركة الأعداء في كل الغرف تقريبًا، كما أن معظم الأعداء يمكن تجنب مجال رؤيتهم أو قتلهم خلسة بدون أي مشاكل تُذكر.

يمكن لبطل اللعبة كذلك تشغيل الرؤية الحمراء التي تتيح تسليط الضوء على الأعداء وأسلاك الكاميرات والعناصر المفيدة بشكل عام. ولكن بغض النظر عن أسلوب اللعب الذي تعتمده، لن تكون التحديات أمامك سهلة أو بسيطة في معظم الأوقات.

الأعداء لا يقعون في فخ ألعاب التسلل المتعادة، ولا يبحثون حول الجثث لبعض ثوان قبل أن يتناسوا ما رؤوه، بل عند ملاحظة أي شيء مريب يبدأ كل شخص في الغرفة في البحث عن دخيل ولن يستسلموا، كمان أن هناك أنواع جديدة من الأعداء يتم تقديمها في كل مستوى لتقدم أنواعًا جديدة من التحديات التي تستدعي التخطيط الجيد.

بينما يتقدم كاهال خلال Werewolf the Apocalypse – Earthblood نجده يكتسب طاقة روحية من خلال استكمال الأهداف، أو التقاط أرواح الطبيعة الضالة حول كل مستوى، والتي لا يمكن رؤيتها إلا من خلال نظرة العين الحمراء. يمكن إنفاق هذه النقاط في شجرة مهارات لتعزيز أو تحسين كل جانب من جوانب القوة التي يمتلكها البطل.

صلاحيات وحركات جديدة، مؤشرات أقوى، مساعدات أفضل للتسلل وفترات أطول لأنظمة الغضب والاستذئاب، ويمكن كذلك من خلالها تحسين قدرة التحمل الأسلحة التي يمكنه حملها مثل القوس والنشاب وغيرها من الأمور,

لكن يجب العلم أن بعض المعارك في اللعبة لا يمكن تفاديها، خاصة مع الأعداء الرئيسيين المرتبطين بقصة وأساس عالم اللعبة، وهكذا فإن الاستثمار في الحركات القتالية أمر لا مفر منه مهما كانت درجة الحرية الممنوحة لك في اللعبة.

Werewolf the Apocalypse – Earthblood هي تجربة مناسبة لأي لاعب مهتم بعالم الظلام الذي تدور فيه جميع ألعاب السلسلة، وفي الواقع تفترض اللعبة أنك على معرفة مسبقة بتفاصيل هذا العالم لأن الكثير من الأمور والمحادثات لا تشرح بدقة ماذا تعني هذه التسميات المختلفة، ولكن يمكن القول أن فهمها سيكون سهلًا بعد اجتياز أول مهمة أو اثنتين وسماع نفس الكلمات مرارًا وتكرارًا.

المشكلة الرئيسية هي أن إطار اللعبة العام يبدو واضحًا أنه يعود إلى العصور القديمة، حيث تجد هياكل الغرف متكررة ومتتالية بشكل مزعج قليلًا.

تتجه اللعبة إلى هذا الأسلوب مرات عدة حتى بعد انفتاح العالم في منتصف القصة وظهور مواقع جديدة يمكن الذهاب إليها، وسيعرف اللاعبون أنه مهما كان إتجاه القصة فإن مضمون المهمات سيكون ثابتًا بدون أي اختلافات جذرية.

وبالحديث عن الطابع القديم، فعلى الرغم من اللعبة تظل غالبًا محتفظة بمعدل ثابت للإطارات وهو 60 إطارًا في الثانية، إلا أن الجودة المرئية الفعلية اللعبة تتساوى تقريبًا مع إصدارات الألعاب المبكرة على منصّات بلايستيشن 3، بينما وجدنا نماذج الشخصيات تتحرك بصورة صلبة وقاسية خلال المقاطع القصصية بدلًا من الحركة التي اعتدنا عليها هذا الجيل في المشاهد السينمائية.

علاوة على ذلك، المشاهد القصصية مكتوبة بطريقة سيئة، ويمكن قول الشيء نفسه عن جودة التمثيل الصوتي، مع دراما مبالغ فيها وعدم توافق النبرات مع حركات الشفاه يمكن أن يفسد التجربة بأكملها.

على الأقل لا تزال هناك بعض النقاط المضيئة خاصة في أشكال التحولات والحركات القتالية الأنيقة أثناء اللعب، بالإضافة إلى موسيقى الميتال المدوية التي تقوم بعمل جدير بالثناء خلال عملها بشكل مصاحب لغضب المستذئب على الشاشة.

كلمة أخيرة

Werewolf the Apocalypse – Earthblood تبدو مثل لعبة من العصر الماضي في نواحي كثيرة منها أسلوب اللعب الخطي، والمرئيات السيئة، والبيئات غير الملهمة، كما أن المحتوى القصصي قصير للغاية ويستغرق على الأكثر عشر ساعات للانتهاء منه، ومع ذلك فهي تظهر بصيصًا من الابتكار في التعامل مع المحتوى القصصي للعبة الطاولة الأصلية، وبعض الإبداع في كتابة الأفكار الأساسية للقصة بطريقة جديدة وغير معتادة.

الأساطير عميقة ومثيرة للإهتمام، كما أن الحرية الديناميكية في التغلب على المستويات بالطريقة التي يستسيغها اللاعبين تم تطبيقها بعناية في جميع المستويات، وكمية التحديات الجديدة مع كل مستوى تدل على أن اللعبة صُنعت بهدف التشجيع على الحركة والانغماس في هذا العالم القصصي الواسع أكثر من العمل على كونه مبهرًا بصريًا ومتقدّمًا في الصور المرئية وابتكارات اللعب عن باقي ألعاب الجيل.