مراجعات

مراجعة لعبة Remothered Broken Porcelain

الشعور بالعجز وقلة الحيلة، هذا هو حجر الأساس في تجربة الرعب النفسي والبقاء على قيد الحياة Remothered Broken Porcelain.

تحتوي اللعبة على الكثير من العناصر المألوفة لمحبي هذا النوع، حيث تجري أحداثها في فندق منزعل تملؤه القاعات المخيفة ذات الإضاءة الخافتة، وتتألف طريقة اللعب من الركض والاختباء من المخلوقات المرعبة، والألغاز البيئية التي تتراوح ما بين اللمسات الذكية والحيرة التامة.

إنها الأساسيات التي عهدناها في ألعاب البقاء على قيد الحياة مثل Alien: Isolation, Outlast وألعاب Resident Evil المبكرة، وهي بالتأكيد قادرة على توفير الإثارة والقشعريرة المناسبة لجذب عشاق هذا النوع من الألعاب، أضف إلى ذلك أنها تحتوي على قصة معقدة ذات خيوط متناثرة هدفها نسج الروابط بينها وبين الجزء السابق Remothered Tormented Fathers، وتعمل بمثابة تجربة سابقة ومكملة لهذا الجزء الأصلي في نفس الوقت، أو بمعنى أدق فيها تخترق السرد الذي تم تقديمه سابقًا كأنها تقول للاعب أنه قد ترك صفحة أو تخطي فصلًا من فصول القصة أثناء تجربته الماضية.

أنت تلعب دور المراهقة المتمردة جينيفر، وهي شخصية هشة للغاية وكل شيء تقريبًا سيحاول مستميتًا تحطيمها من الداخل.

يمكن أن يكون هذا النوع من الانغماس فعالًا للغاية عند استخدامه بشكل صحيح، لكن من المؤسف أن اللعبة لا تتمكن من الوفاء بوعدها رغم الإعداد المبدئي الجيد، والسبب يعود إلى الكثير من الأعطال التقنية التي جعلتنا مشتتين تمامًا عن الاهتمام بالجوانب الإيجابية من اللعبة، وجعلت اللعبة مثل اسمها مزهرية محطمة لا تستحق حتّى المحاولة لتجميع أجزائها معًا.

اللعبة لا تزال إلى اليوم تحصل على تحديثات وتعديلات لإصلاح المشاكل التقنية العديدة التي واجهتها منذ يوم الإطلاق، وفي الواقع هناك أعطال كثيرة تمت بالفعل معالجتها والفضل يعود إلى إهتمام المطور بالاستماع إلى ردود فعل اللاعبين والمراجعين، ولكن تظل هناك بعض الأخطاء الفادحة في البنية الأساسية للتجربة، والتي لا يمكن تعديلها أو تجاهلها بأي طريقة مهما توالت التعديلات التقنية.

Remothered Broken Porcelain متوفرة الآن على منصّة PS4, Xbox One, PC, Nintendo Switch. (تمت المراجعة على منصّة PS4).

مراجعة لعبة Remothered Broken Porcelain ..

ملحمة مرعبة غير جاهزة للإطلاق


تتوسع Remothered Broken Porcelain بشكل كبير في المعرفة السابقة التي قامت التجربة الأولى ببناء الأساس لها، كما أنها تسد بعض الثغرات التي كانت موجودة في قصة اللعبة السابقة، وهذا يتم من خلال وضع اللاعبين في مكان جينيفر، المراهقة التي يتم طردها لتمردها الدائم من معهد فليمينغتون للبنات لتجد نفسها تعمل كخادمة في فندق Ashmann البعيد والمعزول، والتي لن تستغرق طويلًا قبل أن تضطر للقتال من أجل حياتها ضد طاقم متنوع من القتلة الذي يبدون جميعهم وكأنهم قد خرجوا من أحد أفلام الرعب الكلاسيكية في الثمانينيات.

في اللحظات الافتتاحية، تُظهر اللعبة الكثير من الغموض والإمكانات لصنع تجربة جيدة ومثيرة. بعد أن تدور حادثة غامضة في وقت متأخر من الليل، تصبح أندريا المرأة العجوز مضيفة النُزل غاضبة فجأة، وتبدأ في مطاردتك عبر دهاليز الفندق بدون أدنى سبب، مما يضطر اللاعب إلى دراسة نظام التسلل بحذر والاختباء في الأماكن المحددة مثل الخزائن وأسفل الأسرة وداخل الصناديق حتى يحصل على الفرصة المناسبة لإسقاط المضيفة بهجمات خفية قاضية.Remothered Broken Porcelain

هناك العديد من الوسائل والمكونات التي يمكن العثور عليها لصنع قنابل وأدوات لتحويل الانتباه عنك ومحاربة المضيفة والمخلوقات المرعبة الأخرى.

المشكلة تكمن في أن اللعبة تتخلى إلى حد كبير عن هذه المفاهيم بمجرد تقديمها المبدئي لها، وبدلًا من ذلك تقذف اللاعب في مواقف خطية ضد أعداء لا يُهزمون، تاركة حل الألغاز وصنع الأدوات والهجمات الخفية في الغفار بينما تقود القصة شيئًا فشيئًا نحو ذروتها الدموية.

عندما تجد أنك لست محتاجًا للإهتمام بجميع العناصر ووسائل المساعدة المُقدّمة في اللعبة للانتهاء منها، يصبح الإخراج مخيبًا للآمال، ولكن استطعنا نوعًا ما أن نتعايش مع الأمر بسبب القصة الرائعة والشخصيات المثيرة للاهتمام، وكذلك بعض التقلبات الرائعة والمخيفة حقًا في الحبكة الأساسية.

ستحصل بعض التفاصيل عالية المستوى على تقدير محبي الجزء الأول، والتي استطاعت فعلًا أن تستحضر روح بعض الأعمال الفنية الكلاسيكية القديرة في عالم الرعب مثل أفلام The Shining و The Silence of the Lambs.Remothered Broken Porcelain

للأسف تعاني هذه القصة المبدعة من معيقات كونها لعبة فيديو، حيث تبدأ الثغرات التقنية في الانتشار شيئًا فشيئًا مع التقدم في اللعبة، ونجد أن الشخصيات تتلعثم بشكل مزعج أثناء المشاهد القصصية، أو تركيز وجهة النظر على بقعة معيّنة في الشاشة أثناء المطاردات، وأحيانًا كثيرة لا تظهر الأيقونات التفاعلية على الشاشة مما يمنعك بالقيام بالحركات الاعتيادية مثل التقاط الأسلحة والأشياء، وهذا الأمر يمكن أن يكون مزعجًا ومدمرًا خصوصًا في المعارك الرئيسية ويجبرك في النهاية على إعادة المشهد أو المرحلة من البداية لإصلاح الوضع.

تميل حركة جينيفر إلى التوقف عن الاستجابة بشكل صحيح عندما تنحشر في الزواية، وحتّى وقتها غالبًا ما يكون الأعداء قادرين على ضربك دون لمسك فعليًا، أو العكس وهو أننا نجدهم غير قادرين على رؤيتنا أو الاقتراب منا رغم أننا نقف في مواجهتهم.

اللعبة كذلك لا تعرف الفرق بين المعلومات التي يجب تخبئتها في زوايا البيئة المحيطة، وبين التفاصيل الذي يجب ذكرها أثناء الحديث والمشاهد القصصية، وأحيانًا كثيرة شعرنا فيها أننا لا نستطيع الربط بين المعطيات أو رسم الصورة الكاملة كما نفعل في بعض ألعاب الرعب الأخرى التي تستخدم نفس الأسلوب لسرد القصة.Remothered Broken Porcelain

في منتصف اللعبة تقريبًا، تكتسب جينيفر قدرة خارقة على التحكم في حشرات العث للتفاعل مع البيئة وإيقاف حركة المطاردين.

الفكرة رائعة ولكن التنفيذ يظل مروعًا مثله مثل باقي آليات اللعبة، حيث أن تحركات العث بطيئة، والمناورات التي يقومون بها تبدو أقرب إلى بالونات الهيليوم بدلًا من طائرات Drones السريعة مثلًا، مما يجعل توجيهها في الأماكن الضيقة مثل فتحات التهوية أمرًا صعبًا ومحبطًا للغاية.

القدرة كذلك تحتاج إلى إعادة شحن والانتظار لوقت طويل قبل استخدامها مما جعلنا نتضايق من كل موقف كنا في حاجة لاستخدام هذه القدرة فيه.

لا تمنعنا السلبيات من ذكر بعض النقاط الإيجابية التي تستحق إلقاء الضوء عليها مثل تصميم وإخراج الصوتيات. غمغمة المخلوقات التي تطاردك في الظلام مقترنة بخطوات أقدامك العالية على السجادة وحفيف الأشجار والرياح من النوافذ، والموسيقى التصويرية المنسجمة مع حالة الفتاة النفسية ومعدل توترها الذي يرتفع مع بداية كل مطاردة.

كل هذه اللمسات مصممة ببراعة وتعطي بعض الأجواء الضرورية والشعور بالرهبة من كل غرفة جديدة تدخلها في الفندق، كم أنه يتم تعزيز سحرها بشكل خاص عن طريق استخدام سماعات الرأس مثل ألعاب Blair Witch و Layers of Fear.TV

من الناحية المرئية كذلك تبدو اللعبة رائعة، وتمتلئ كل منطقة في نُزل Ashmann بالممرات الطويلة التي تنذر بالخطر والزواية المظلمة التي تخبئ مفاجآت غير سارة.

تصميم الشخصيات أيضًا رائع ومرعب بما فيه الكفاية، على الرغم من أن اللعبة نفسها ليست مخيفة بما فيه الكفاية لتجعل مثل هذا المظهر مقنعًا حقًا، سواء أكان هذا بسبب الحركة البطيئة، أو القصة المتقطعة والمُبهمة، أو الأعطال التقنية.

لا يمكننا معرفة السبب الحقيقي وراء ظهور التجربة بهذا الشكل، ولكن أقل ما يمكن قوله أن Remothered Broken Porcelain لم تكن لعبة جاهزة للإطلاق بعد.

كلمة أخيرة

تستغرق Remothered Broken Porcelain من 6-8 ساعات تقريبًا للانتهاء منها، ومع قوة الإتجاه الفني والصوتي للعبة، وجدناها لا تستغل ذلك بشكل جيد لتعزيز الأفكار المميزة التي وضعتها كأساس.

الحركة المتفاوتة وتصاميم الألغاز المزعجة والأعطال التقنية جميعها أشياء أدت إلى فشل التجربة وعدم تمتعها بقدرة كبيرة على البقاء والصمود، ونتمنّى في المستقبل أن يهتم المطور بتطوير عالم اللعبة وجعله أكثر إثارة للإهتمام بدلًا من التركيز على المطاردات القصيرة المزعجة والاسقاطات التي لا تفي حق أعمال الرعب الأخرى التي تأخذ الإلهام منها.

Review overview

الإيجابيات

  • إخراج فني وصوتي مبهر
  • العديد من الاسقاطات على أعمال الرعب الكلاسيكية
  • القدرة على التحكم في العث لحل الألغاز فكرة مُبتكرة وجديدة

السلبيات

  • قصة متناثرة وغير مترابطة بشكل صحيح
  • الكثير من الأعطال التقنية
  • التخلي عن صقل بعض جوانب اللعبة من أجل التركيز على التسلل والمطاردات

الملخص

6Remothered Broken Porcelain تجربة رعب قوية من الناحية الفنية والصوتية، وتستخدم العديد من مصادر الإلهام من الأعمال المرعبة المحبوبة، ولكنها تعاني من عيوب قاتلة في التصميم، والكثير من المشاكل التقنية التي ستمنع اللاعبين من الاستمتاع بها أو الاهتمام بما تريد القصة أن تعرضه من معلومات أو لحظات مرعبة.

محمد حسن
الكاتبمحمد حسن
محرر تنفيذي
أغطي صناعة ألعاب الفيديو وأكتب عن اللاعبين والمؤتمرات والمراجعات على جميع المنصّات.