Watch Dogs Legion لعبة عالم مفتوح تدور أحداثها في المستقبل القريب وتحديدًا في نسخة أكثر تقدّمًا من مدينة لندن الواقعية من الناحية التكنولوجية.
تعيد اللعبة خلق المعالم الأيقونية في المدينة مثل قصر باكينجهام وعجلة لندن بلمسات مستقبلية صارخة، وتملئ الخلفية بالتفاصيل التكنولوجية المُبتكرة مثل طائرات التوصيل الآلية، والإعلانات ثلاثية الأبعاد، والسيارات ذاتية القيادة لتصنع تجربة محاكاة قوية وساحة لعب مثيرة للقيام بالعديد من أفعال التخريب والقرصنة الممتعة.
تم تلفيق سبب سلسلة التفجيرات التي ظهرت حديثًا في المدينة لمجموعة القراصنة Dedsec، واللذين تم تصنيفهم على أنهم إرهابيين يجب القضاء عليهم، ولكن الحقيقة هي أن كل هذا تم تصميمه من مجموعة القراصنة المنافسة الغامضة والمعروفة باسم Zero Day.
وفي خضم هذه الفوضى، تستغل المجموعة العسكرية الخاصة ألبيون هذا الفراغ، وكذلك المؤسسات الإجرامية والشركات التابعة لها لفرض سيطرتها على المجتمع المظلوم.
تبدأ منظمة DedSec من الصفر باستقطاب مجموعات جديدة من المقهورين من مختلف أنحاء المدينة لتبرئة اسمها وتحرير المدينة من هذه السلطة الظالمة، وهكذا فإن Watch Dogs Legion تأخذ الأسس والأفكار التي قدمتها الأجزاء السابقة وتقوم بالتوسيع عليها بشكل كبير من خلال إتاحة الفرصة للاعبين لتجنيد أي شخصية يصادفونها تقريبًا في جميع أنحاء المدينة، مما يؤدي إلى حشد طاقم ضخم ومتنوع من المقاتلين من أجل الحرية.
تصور اللعبة بطريقة مبالغ فيها قليلًا وقوع كل واحد من هؤلاء المواطنين الضعفاء والأبرياء في قبضة الفاشية وقيود الرأسمالية التي وضعتها نخبة من رجال الأعمال وكبار السياسين وممثلي عالم الجريمة على المدينة، مما يحركهم بشكل أو بآخر إلى الثورة والإنضمام إلى جماعة القراصنة DedSec، ولكن يكتشف اللاعب مع الوقت أن كل منهم يخفي وراءه العديد من الأسرار، وأنهم يمتلكون القدرات والمواصفات المناسبة لإنجاح هذه الحركة الثورية من مكانهم مهما كانت الوظيفة أو الخلفية أو المرحلة العمرية لأي منهم.
النهج الذي تسير عليه اللعبة مختلف ومثير للإعجاب، على الرغم من أنها لا تزال تحتوي على بعض المشكلات الصغيرة التي تؤثر على قوة الرسالة التي تريد اللعبة إيصالها، ولكن لا يزال هذا التفسير الخيالي للمشاكل السياسية يعكس الواقع الذي نعيشه في عام 2020، ويتناول بعض المواضيع الجادة التي لا تتطرق إليها الألعاب كثيرًا، كما أنه قادر على إصدار بيان عميق حول التحلّي بمشاعر الأمل في أحلك الظروف، مدعومًا بواحد من أفضل العوالم المفتوحة التي تمثل بداية رائعة لألعاب الجيل الجديد.
Watch Dogs Legion متوفرة الآن على منصات PS4, Xbox One, PC. (تمت المراجعة على منصّة إكس بوكس).
ننوه أن ملاك اللعبة على الجيل الحالي يُمكنهم الترقية مجاناً للجيل الجديد على نفس عائلة الأجهزة، كما أنها تدعم ميزة الحفظ المشترك ونقل ملفات التقدم.
مراجعة لعبة Watch Dogs Legion ..
بين الأفكار الثورية والعشوائية التكرارية
Watch Dogs Legion تحتوي على مئات الشخصيات القابلة اللعب، والثابت الوحيد الذي يمثل خيط الوصل بينهم هو إتصالهم جميعًا بمدينة لندن نفسها.
تتمتع كل منطقة من المناطق الثمانية في عالم المستقبل بثقافاتها المتنوعة، وتركيبتها السكانية الفريدة، والأنماط الثقافية الخاصة بها، مما يجعل عاصمة إنجلترا التي صنعها المطور مكانًا مثيرًا للتجول والاستكشاف.
تعجبنا كثيرًا لرؤية بعض المعالم الأيقونية مثل برج لندن وسيرك بيكاديللي مُعاد إنشاؤها من الخارج والداخل بتفاصيل مذهلة، وحملنا بعض مشاعر التقدير للجهد المبذول في نقل هذه الأماكن والتزويد عليها من خلال عدسة المستقبل المتطور والمظلم.
تمكنت اللعبة ببراعة من التقاط التاريخ والتنوع الثقافي في جميع المناطق، وفي نفس الوقت استطاعت كذلك أن تترك العديد من العلامات المقترنة بالشر المتأصل الذي يمثله وجود منظمة ألبيون المستبدة، والتي تحتجز مصائر المواطنين على مرأى ومسمع من الجميع.
الكثير من أجواء المدينة والمواضيع الجاري مناقشتها في الشوارع والحارات لها جذور في عصرنا الحالي على الرغم من وقوعها في المستقبل القريب.
تصور Watch Dogs Legion بشكل فعال القلق والحيرة التي تصيب المواطنين عند رؤية بلدهم تسقط ببطء في الفوضى، وهو أمر مرتبط بمشاكل الواقع الحالي مثل خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وتفشّي الجماعات المسلحة وأيدولوجيات اليمين المتطرف وخطرهم على المجتمع الأوروبي بجميع طوائفه.
القصة نفسها تتناول العديد من الموضوعات المتعلقة بالقومية والكراهية العرقية والرأس المالية والطبقية وبالطبع عنف الشرطة في التعامل مع جميع فئات المجتمع.
في الكثير من الأحيان كذلك نرى المشاكل الفردية التي تواجهها بعض النوعيات المعيّنة من الأشخاص يتم نسجها داخل خيوط القصة بصورة مستترة مثل المعاملة غير الإنسانية للمهاجرين وأصحاب اللون الأسود، ولكن الهدف الحقيقي للعبة ليس عرض هذه المشاكل وتضمينها داخل القصة بصورة درامية وحسب، بل تقديم حبكة جديدة وحلول غير اعتيادية لهذه المشاكل في ثوبها المستقبلي العنيف والمتطور والشبيه باللوحة التي ترسمها بعض الأعمال الفنية مثل Mr Robot أو Black Mirror.
هناك بعض اللحظات القليلة التي تنجح فيها القصة الرئيسية فعلًا في تسليط الضوء على هذه المشكلات المنتشرة، وأبرز مثال على ذلك هو ظهور مغني الراب البريطاني Stormzy والذي يقدم لنا أداًء مثيرًا وقويًا في مواجهة العنصرية النظامية.
أما باقي القضايا داخل المجتمع، فتستعين هنا اللعبة بالرسائل النصية والتسجيلات الصوتية والعديد من الوسائل التكميلية المتفرقة الأخرى لتقديم السرد المتعلق بهذه القضايا، مثل فضح مضايقات ألبيون للمواطنين في الأماكن العامة، والسخرية من الأيدولوجيات اليمنية المتطرفة داخل اللعبة بطرق سخيفة ولكنها ليست بعيدة كل البُعد عما نسمعه في الحياة الواقعية.
معروف دائمًا عن ألعاب Ubisoft استخدامها لسياسات العالم الواقعي في نسج قصصها ذات الاسقاطات التاريخية أو المعاصرة، ولعبة Watch Dogs Legion لا تختلف كثيرًا في هذه النقطة.
نعم قد لا يتم التطرق إلى القضايا والفروق الدقيقة بين الحالات المختلفة بقدر كبير من العمق (وهذا يعود إلى طبيعة اللعبة العشوائية والتكرارية)، ولكن لحظات القصة البارزة وطريقة بناء العالم كافيتين لطمس الخط الفاصل بين الخيال والواقع، وتحديد حقيقة المشكلات التي تواجه مجتمعنا الجالي، مع تقديم أحداث فعلية ونتائج قاسية لتجاهل مثل هذه المشكلات وتركها تتفاقم مع الوقت.
تنسيق العالم المفتوح للعبة يعمل بهذا الصدد كسلاح ذو حدين، حين أن تأثير السرد الرئيسي يقل مع الوقت بسبب نطاق اللعبة الواسع وحرصها على إيصال رسائلها بطرق موجزة وقصيرة من خلال شخصيات اللاعبين العشوائية والمهمات القصيرة التكرارية.
ومع الوقت يصبح السرد الرئيسي مثل ألعاب فار كراي معتمدًا بالكامل على الأنشطة الجانبية في استكشاف الفروق الدقيقة بين الموضوعات السياسية الجادة التي تناقشها اللعبة، ولكن على الجانب المشرق فهي تؤدي مهمتها بشكل جيد إلى حد معقول.
مثل الألعاب السابقة أو ألعاب العالم المفتوح بشكل عام، يتم اختصار تجربة اللعبة في حلقة تكرارية مألوفة والتي نجدها هنا متمثلة في الاستكشاف والقتالات أو التسلل وبعض الأنشطة الحوارية الأخرى التي تتطلبها منك اللعبة.
أنظمة اللعب بسيطة نوعًا ما وهذا ينطبق أيضًا على طريقة عمل آليات القرصنة (لا تتوقع بعض التفاصيل المعقدة مثل لعبة Deus Ex)، ولكن بحكم بيئة اللعبة فإنها تميل أكثر إلى تأثيرات القرصنة على الأنظمة المحيطة، والتلاعب بالأشخاص والحياة الاجتماعية بشكل عام من أجل تحقيق الأهداف المرجوة.
اعتمادًا على كيفية استخدامك للبنية التحتية في المدينة – والتي تتكون من الكاميرات والهواتف وأجهزة الكمبيوتر والطائرات بدون طيار وغيرها من الأجهزة التي يمكنك اختراقها – يمكنك تحقيق العديد من أهدافك والهروب من خطر الأعداء المحيطين بك في كل مكان، مما يجعلك تشعر دائمًا أنك في حالة حركة وتركيز مستمر على كل ما هو حولك لأنك تستطيع الاستفادة منه مهمًا كان بسيطًا.
هنا تصل لعبة Watch Dogs Legion إلى ذروتها من حيث توجيه اللاعب خلال عناصر المحاكاة، حيث يمكن للعديد من اختياراتك أن تتحول إلى سلسلة مرضية من التفاعلات التي تؤدي إلى نتائج غير متوقعة.
القرصنة هي أداة اتصالك الاساسي بالعالم، ولكنها تفتح لك العديد من الفرص الذكية التي تتعدى حدود ما كان يمكن القيام به باستخدام نفس الأسلوب في الألعاب السابقة، مثل استخدام الكاميرات لتنزيل معلومات الدخول أو تحميل بعض البيانات على أجهزة الأعداء المحمولة، أو التحكم في السيارات عن بعد واستخدامها في تنفيذ خطة إلهاء لتمكنك من الوصول لهدفك دون عوائق.
كل هذا لا تخبرك اللعبة به، وإنما تترك لك الفرصة لاكتشافه، وتخاطب عقلك فقط من خلال البناء المعماري المبدع لمناطق المهمات المختلفة، لكن في النهاية يظل فإن أبطال المهمات الحقيقيين هم المواطنين من حولك.
مع هذه القائمة الواسعة من الشخصيات يمكنك أن تجد العديد من المواهب في مختلف المجالات مثل القرصنة أو القيادة أو المشاجرات اليدوية، وكل منهم يحمل بعض الخصائص أو القدرات التي تزيد من فرصة نجاحه في موقع المهمة مثل محطات القطار أو مواقع البناء أو مركز للمجندين المسلحين فائق التجهيز والحراسة.
الاحتمالات الموجودة لا نهائية، ومن الممتع جدًا استخدام أي مهارات تجدها لدى المواطنين لإتمام المهمات بطريقة مختلفة في كل مرة مما أزال الكثير من التكرارية التي اعتدنا عليها في ألعاب العالم المفتوح.
ضم المواطنين إلى صفوف المقاومة على الجانب الآخر أمر سهل ويصبح مملًا قليلًا بعد فترة قصيرة، حيث أنك تحتاج إلى القيام بمهمة واحدة ثانوية لصنع الرابط بينك وبين المواطن، ولكن يجب الذكر أن اللعبة تتذكر ما هي القرارات التي تقوم بها في كل وقت، وإذا قمت بإيذاء أحد المواطنين على سبيل المثال من خلال الضرب أو القيادة برعونة، فإن اللعبة تدون ذلك في ملفهم، وتمنعك عن ضم هؤلاء الأشخاص إلى صفوفك مهما حاولت.
لا يتوقع اللاعب كذلك أن كل شيء سيسير كما يريد، حيث أن أقل خطأ يمكنه أن يعكر صفو المهمة ويؤدي إلى سقوط جميع أنواع الأعداء والأخطار عليك، وحتّى مهام التوظيف يمكنها أن تفشل وتجبرك على بذلك المجهود الإضافي لتعيين من هم قادرين على إتمام كل مهمة.
الأمر يحتاج إلى دراسة جيّدة ومتعمّقة لظروف كل منطقة وتوقع التحديات التي يمكن أن يواجهها اللاعب، وإذا أراد اللاعبون زيادة صعوبة الأمر، فهناك أيضًا خيار تحويل الوفيات في الحملة إلى أمر دائم بدلًا من خروجهم من المنظمة لفترة محددة من الوقت لإضافة المزيد من الواقعية وإحساسًا أكبر بعواقب ما يفعلونه.
هناك أيضًا العديد من الآثار الجانبية التي تأتي مع ضم أي شخص إلى قائمة فريقك، مثل إدمان القمار التي يجعلك تجني أو تخسر المال طالما كان المقامر عضوًا في فريقك، أو العرضة الزائدة للإصابة خصوصًا مع العجائز أو الأطفال، ولا يتم توزيع المهارات والآثار الجانبية بشكل عشوائي، بل غالبًا ما تكون مرتبطة بشكل وثيق مع خلفيات الأشخاص الاجتماعية، ولهذا يجب الحذر واختيار الشخصيات المناسبة في الأوقات الصحيحة والإتجاه إلى الأماكن التي يمكن من خلالها الوصول إلى مثل هذه النوعيات من الأشخاص.
اللعبة لا تقوم بمزامنة السيرة الذاتية للمواطنين مع قدراتهم وحسب، بل نجد أنه قد تم إنجاز قدر هائل من العمل في التمثيل الصوتي لكل من المواطنين اللذين تختارهم.
هناك أكثر من ألف سمة بشرية يمكن خلقها عشوائيًا ما بين اللهجات الخاصة ونبرات الصوت وتعبيرات الوجه ولون البشرة، وحتّى الموسيقى التي يتم تشغيلها في وسائل المواصلات وجدناها متماشية مع الموضوع أو المزاج العام للمهمة، وهي في الواقع تضم مجموعة ممتازة من المقطوعات الموسيقية وخيارات متنوعة من بين الموسيقى الكلاسيكية والروك العصرية وجعلت القيادة واستكشاف المدينة متعة حقيقية.
النتيجة في النهاية تظل واحدة، ولكن نطاق العمل المبذول مثير حقًا للإعجاب، ويزيد من قابلية تصديق أننا فعلًا نعيش في هذه المدينة الواسعة المكتظة بالناس من مختلف البيئات والشخصيات والأهداف، ويجعلنا مهتمين أكثر وأكثر باستكشاف خلفياتهم والتركيز في الكلام المكتوب خلال مهمات التوظيف المتنوعة.
للأسف الشديد مهمات توظيف المواطنين هي أكثر ما يعيب اللعبة رغم أنها جزء كبير من تكوينها، وهذا لأنها تقع في حلقة مكررة من الأهداف المعاد تدويرها والحوارات المألوفة حتّى لو كان ذلك باستخدام أصوات مختلفة لكل شخصية، مما جعلنا نشعر أن المدينة في الحقيقة صغيرة بعض الشيء وليست كبيرة كما تخيلنا من ضخامة العرض في البداية .
نأخذ في الاعتبار كذلك النقص الواضح في الأنشطة الجانبية التي يمكن القيام بها دونًا عن المهمات الرئيسية أو مهمات التوظيف، وأن التبديل بين استخدام الشخصيات ليس له أي تأثير على مشاهد القصة الرئيسية أو مجريات الأحداث، مما جعلنا نشعر أن اللعبة ليس لها أي هدف واضح أو وجهة نظرة مركزية في أغلب الأوقات. لا يمكن اللعب بأكثر من شخصية واحدة كذلك في أي مهمة، مما يحطم فكرة التعاون بين أعضاء الفريق الواحد من الأساس.
أحيانًا كثيرة أيضًا لا يكون هناك تجانس واضح بين نوعية الشخصية التي تستخدمها والموضوع الذي يناقشه السرد.
على سبيل المثال من الغريب أن نجد إمرأة عجوزة أو مغنيًا شابًا يتحدث عن الفاشية والطبقية مع ممثلي الشركات الكبيرة، مما منعنا من التعلّق بالقضايا والمشاهد الرئيسية في أغلب الأوقات، وكنّا نتمنى أنه لو كان هناك ركيزة يتكىء عليها السرد دومًا حتّى مع وجود العديد من العوامل المتغيرة العشوائية من حوله.
طريقة اللعب الأساسية كذلك والمتمثلة في اختراق الآلات وإجراء الإتصالات واختيار كيفية سير المهمة في كثير من الأحيان لا تنجح في جعلنا نشعر بالمتعة وهذا يعود إلى أن غالبية المهمة معتمدة بالكامل على المدخلات التي يقدمها اللاعب، بمعنى أنه لو لم يفكر اللاعب في أساليب متنوعة للانتهاء من المهمة، وحاول أن يشق طريقه سريعًا باستخدام التسلل أو أي أداة أخرى فلن تكون المهمة ممتعة بالقدر الكافي.
لا يوجد أي هيكل حقيقي للمهمات بعيدًا عن الخيارات المُتاحة، ولو لم يتعب اللاعب في نسج الأحداث المثيرة بنفسه، فلن تساعده اللعبة في القيام بذلك.
تقدم اللعبة خاصية كسب العملات الافتراضية والعديد من متاجر الإكسسوارات والملابس بحيث يمكنك ارتداء الملابس المفضلة لديك وتخصيص الشخصيات حسب ذوقك، كما أن هناك متجر يوبيسوفت الرسمي الذي يقبل ببيع نفس المتعلقات الشكلية مقابل المال الحقيقي، ولكن الجيد هو أنك لست بحاجة لشراء أي من هذه المتعلقات أو دفع أي نقود لكي تستمتع بكل ما تقدّمه اللعبة، والغريب أن المواطنين الذين يمكن شرائهم من هذه المتاجر لا يمتلكون أي أفضلية عن اللذين يمكن الحصول عليهم من داخل العالم نفسه، مما يجعلنا نتسائل عن سبب وجودها في الأصل.
كلمة أخيرة
أخيرًا وكما اعتدنا من المستوى الذي يقدمه فريق يوبيسوفت في ألعابه، تحتوي التجربة على تعريب كامل للنصوص والقوائم مع القدرة على تخصيص حجم الخط وتعديل إتجاه القوائم، كما أن فريق التعريب يهتم بتغيير صيغة الحوار وقواعد الإملاء على حسب اختيار جنس الشخصية، مما ساعد كثيرًا في جعل الحوارات طبيعية أكثر على خلاف العديد من الألعاب التي تستخدم لغة عربية جامدة خالية من الدقة أو أسلوب كتابة موحد لجميع المواقف.
تأتي اللعبة مع حملة قصة واسعة، وسيستغرق اللاعب العادي ما بين 20 إلى 25 ساعة تقريبًا لإكمال القصة الرئيسية، أو أقل لو كان على علم بأسلوب اللعب من التجارب السابقة، ولكن هذا مجرد وقت لعب تقريبي بدون حساب المهام والأهداف الجانبية، والتي قد تجعل مدة الانتهاء تتضاعف. أضف إلى ذلك طريقة معالجة المهمات نفسها وسرعة الانتهاء منها والتي تختلف حسب الشخصيات الموجودة في حوزة اللاعب وطريقة لعبه.
في الماضي مع ألعاب مثل Ghost Recon Breakpoint، كان لدي المطور تاريخ مؤسف عندما يتعلق الأمر باستخدام أحداث العالم الواقعي والقضايا السياسية في ألعابه، أما في Watch Dogs Legion فالأمر مختلف تمامًا.
اللعبة تفعل الكثير لمواجهة الفاشية وعدم المساواة و مناقشة تأثير التكنولوجيا الجديدة وتضخيمها للمخاوف و مشاعر الكراهية القديمة. ورغم أن طبيعة الشخصيات العشوائية لا تعطيها حضورًا قويًا أثناء اللحظات المهمة، ولكن وجود أشرار مكتوبين جيدًا ساعد في تأسيس الأفكار التي تريد اللعبة مناقشتها، وتوضيح نظرة المجتمع إلى ثقافة لندن وحجم الاضطهاد الموجود في عالم المستقبلي.
Watch Dogs Legion لعبة مناهضة للفاشية، وهي تتمسك بهذه الرسالة وتسعى إلى الوصول لنتيجة مُرضية ومؤكدة بخصوصها من خلال القصة التي صنعتها، كما أن طريقة اللعب الذكية والفريدة تعزز هذه الفكرة وتقدّم المزيد من الإبداع أكثر من أي وقت مضى.
بحلول نهاية اللعبة، سيكون لديك طاقمًا فريدًا يتكون من مواطنين متنوعين ومتباينين في الخلفيات الثقافية والعرقة والاقتصادية، ولكن جميعهم متحدون على هدف واحد وهو استعادة مدينتهم الآمنة، ولا يمكن أن ننكر أنه لا يوجد طريقة أفضل من ذلك لإيصال رسالة اللعبة وترسيخها في عقول اللاعبين.
Review overview
الإيجابيات
- رسالة قوية مناهضة للفاشية وتتناول العديد من الموضوعات السياسية
- توظيف رائع لآليات اللعب تسمح بالمرونة وتكافيء الابتكار
- مجموعة ضخمة من الشخصيات والخيارات القابلة للتطبيق في كل مهمة
- صورة مدروسة من لندن الواقعية مع تصور مستقبلي مبهر للحياة الثقافية والفنية والاجتماعية في المدينة.
السلبيات
- الهيكل العشوائي للعبة غير متناسق ويُضعف من قوة رسالة اللعبة
- مهمات اللعبة غالبًا ما تجعلك تعيد زيارة المواقع والأهداف بشكل متكرر
الملخص
8Watch Dogs Legion لعبة ذات رسالة قوية، ومضمون مُبتكر يساعد على إيصال هذه الرسالة بأفضل الطرق. طريقة اللعب العشوائية تقدم الكثير من الإبداع، وتنم عن مجهود رائع في جعل جميع التفاصيل تبدو حيوية وواقعية، ولكنها تعاني من نفس عيوب هذا الإتجاه العشوائي وهي التقصير في مدى التعمق الذي يذهب في مناقشة المواضيع الجادة، والتكرارية التي تصيب الأنشطة والمهمات بعد فترة قصيرة من بدء اللعبة.