مراجعات

مراجعة لعبة Microsoft Flight Simulator

عندما تم إصدار Microsoft Flight Simulator الأصلية منذ ما يقرب من أربعين عامًا، كانت اللعبة مخصصة بالكامل للمتحمسين وأصحاب الخيال الواسع، حيث أن أجهزة الحاسب المنزلية القديمة كانت قادرة بالكاد على التعامل مع لوحات قمرة القيادة، ناهيك عن محاكاة المطارات والأجواء والمناظر الطبيعية، ولكن لحسن الحظ ليست هذه التجربة التي تمتعنا بها مع Microsoft Flight Simulator 2020، والتي بدت لنا وكأنها قطعة من المستقبل البعيد.

تم تطوير اللعبة بواسطة استوديو Asobo الفرنسي باستخدام معلومات الطقس الحالية وبيانات جغرافية دقيقة تم انتقاؤها من خرائط Bing (وهي شبكة حوسبة سحابية عالمية) لجعل اللعبة تبدو مذهلة بصريًا بنفس قدر كونها تجربة محاكاة واقعية.

وعلى ارتفاع 10000 قدم بالتأكيد سيحصل اللاعبون على فرصة لرؤية هذا الإبداع البصري بطريقة لا توفرها أي لعبة أخرى مهما كان درجة إتساع أو جمال العالم الذي تحتويه.

بدءاً من سلاسل الجبال الصخرية التي تعلوها الثلوج وإلى الوديان الصحراوية المنحدرة وحتّى المدن الصاخبة، سيجد اللاعب كل تفصيلة نابضة بالحياة كما لو كانوا مسافراً فعلًا بنفسه إلى هذه الأماكن في الحياة الواقعية.

نوعًا ما شعرنا أن هذه اللعبة استطاعت أن تظهر ما ستكون وحدات التحكم الجديدة قادرة على القيام به، فهي لا تصنع مساحات واسعة خيالية وتعاني لكي تقدّمها لنا بأفضل صورة وأقل أوقات تحميل، بل تأخذنا إلى مستوى آخر وتضع الأرض كلها بين يديك بدون أي مشاكل فنية أو أعطال تقنية تُذكر.

تصل Microsoft Flight Simulator إلى خدمة Game Pass للحاسب الشخصي منذ يوم الإطلاق، مع التأكيد على قدومها إلى نسخة Xbox Series X في المستقبل.

جدير بالذكر أن هذه اللعبة لا تستهدف اللاعبين المحبين لألعاب محاكاة قيادة الطائرات فقط، فهي قد تكون مثيرة للاهتمام للاعبين الذين لم يقوموا بالتفكير في مثل هذه الألعاب من قبل، أو أولئك الذين لا يمتلكون ذراعات القيادة باهظة الثمن لتحقيق الاستفادة الأقصى من اللعبة، ولكنهم سيتمكنون من الاستمتاع بها بنفس القدر لأنها فعلًا تجبرك على تقدير ضخامة وروعه المحتوى الذي تقدمه كما سنوضح في مراجعة اليوم.

Microsoft Flight Simulator متوفرة الآن على أجهزة PC ويمكن الوصول إليها مجانًا من خلال الاشتراك في خدمة Game Pass (تصدر اللعبة لاحقًا على منصّة الجيل الجديد Xbox Series X)

مراجعة لعبة Microsoft Flight Simulator ..

السماء بين يديك


من اللحظة الأولى للبدء يتمكن اللاعب من الوصول إلى خريطة العالم بأكمله من شاشة المقدّمة والتحليق عاليًا على سطح أي موقع يختاره بضغطة زر بسيطة.

جميع خيارات المساعدة المفيدة مُتاحة، ومن خلال تشغيلها لن يحتاج اللاعب إلى أي شيء سوى ذراع التحكم العادية والانتباه إلى الارتفاع وسرعة الهواء، لكن هذه ليست لعبة محاكاة سطحية لكي يقوم اللاعب بفعل ذلك، فإذا قام فقط بإيقاف تشغيل المساعدة التلقائية، وتشغيل مساعد الذكاء الاصطناعي، سيحصل وقتها على تجربة محاكاة صارمة لا هوادة فيها وتهتم أولًا وقبل كل شيء بالدقة والأصالة.

Microsoft Flight Simulator هي تمثيل دقيق لتجربة الطيران بجميع تفاصيلها الكئيبة والرتيبة.

تجبرك اللعبة على التحلّي بالصبر وإتخاذ كمية احتياطات هائلة قبل البدء في تشغيل أي طائرة من خلال إجراء فحوصات طويلة للمحرك والمعدات والالتزام بسلامة الإقلاع والهبوط وإتباع مسارات الطيران المخططة بعناية.

سيتعلم اللاعب كذلك كيفية استخدام المقود ونظام الملاحة والإقلاع والهبوط بشكل سليم والتحدث مع مراقبي الحركة الجوية، وأيضًا سيقوم بتفقد الكثير من الأشياء في الطائرة للتأكد من سلامتها طبقًا لقوائم مراجعات الإجراءات العادية كما يحدث مع الطائرات الحقيقية.Microsoft Flight Simulator

يمكن أن تكون اللعبة أكثر سهولة إذا كنت تفضل ذلك، حيث يمكنك أن تختار المكان الذي تبدأ منه سواء على المدرج أو في الهواء، وتستطيع ترك الثرثرة الفارغة وقوائم المراجعة إلى مساعد الطيار الإلكتروني أو يمكنك أن تطلب منه إرشادك خلال العملية.

اللاعب يستطيع الوصول كذلك إلى أي نقطة من الرحلة يريد تجربتها بشكل فوري، سواء أكانت تلك إقلاع الطائرة أو الصعود أو الاقتراب أو الهبوط، مع تغيير مستوى المساعدات الأوتوماتيكية حسب الرغبة، وبالطبع يستطيع إيقاف تشغيل بيانات الطقس المباشر واستدعاء العواصف أو جعل الشمس ترقص من أفق إلى آخر بضغطة زر واحدة.

لكن لنكون واضحين، التجربة في البداية تظل محيرة ومتعبة بالنسبة للمبتدئين، وهي ليست لعبة للأشخاص الذين لا يستطيعون تخصيص كمية جادة من الساعات لتعلم كل شيء متعلّق بقيادة الطائرات.

الدروس التعليمية تفترض بعض المعرفة المسبقة حول علم الطيران، وتقدّم لك قائمة مرجعية بما يجب فعله لإتمام كل برنامج تعليم لكن لا تخبرك في بعض الأحيان كيف يتم تحقيق ذلك بدقة.

سيحتاج اللاعب إلى تعلّم بعض الأشياء بنفسه من خلال الخوض في قائمة الإعدادات وحفظ التعريفات وإعادة ضبطها لتكون أكثر سهولة في الوصول، كما أن قمرة القيادة نفسها تختلف من طائرة إلى أخرى مما يعني أنه سيتعين على اللاعب إعادة تعلّم الكثير في كل مرة يقوم فيها بقيادة طائرة جديدة.Microsoft Flight Simulator

بالنسبة للعبة نفسها فهي لا تقدّم الكثير من الأنظمة مثل باقي الألعاب، وإنما تمنحك جميع الأدوات من البداية ثم تدعوك لاستكشاف العالم المفتوح بكل جماله وتفاصيله الرائعة.

Microsoft Flight Simulator عبارة عن مزيج فريد من بيانات الخرائط وتكنولوجيا البث والمسح التصويري وكل هذا يتم استخدامه لصنع بوابة مثيرة للإعجاب يمكنها نقلك إلى أي مكان تريده تقريبًا، ولو كنت على دراية بأي من هذه الأماكن فستستطيع معرفة طريقك من خلال النظر إلى المعالم فقط لأن محرك الرسوم يقوم بعمل مذهل في تقديم كل شيء بجودة صور تبدو حقًا وكأنها من الجيل التالي للألعاب.

الإبداع الحقيقي يكمن في التفاصيل. التصميمات الداخلية للطائرات رائعة، النظر من النافذة الجانبية لنرى أشعة غروب الشمس تلقي بظلالها على المواد الداخلية لقمرة القيادة كان أمراً مذهلاً، ومع صعود الطائرة إلى أعلى يمكن رؤية الصقيع يبدأ في التكون على النوافذ، وأثناء النزول يذوب هذا الصقيع ويتدفق الماء من الزجاج.

كل هذه التفاصيل الدقيقة جعلتنا نشعر بجمال اللعبة، والانغماس في أجوائها ولكن للأسف يُعد الإتصال السريع بالانترنت أمرًا ضروريًا لتستطيع اللعبة التعامل مع التدفق السريع لهذا الكم من البيانات في نفس الوقت.Microsoft Flight Simulator

هذا الأمر يؤثر كذلك على نوعية المحاكاة التي وجدنا أنها تتعثر في بعض الأحيان، فعلى الرغم من أن هناك أكثر من 400 مدينة عالمية تم تصويرها بدقة باستخدام المسح داخل اللعبة، إلا أن بعض المدن الأخرى تم إنشاؤها من خلال الذكاء الاصطناعي وخرائط Bing، مما جعل بعض المدن مثل لندن تبدو مخيبة للأمال، ولكن على الجانب المشرق يسمح المطور للمستخدمين والمحترفين في التصميم بإنشاء وتوزيع نماذج المدن الخاصة بهم، كما تم التأكيد على رغبة المطور بتحديث بيانات اللعبة وتحسينها لتناسب سرعات الإنترنت المختلفة في المستقبل.

كلمة أخيرة

هناك العديد من التحديات ومهام الطيران المحددة لتجربتها، بل وحتى أن هناك لوحة نتائج عالمية يمكنك اختبار قدراتك فيها ضد الطيارين الآخر، لكنك لن تضطر أبدًا إلى القيام بأي من هذا.

كل ما تحتاجه هو اختيار نقطة انطلاق ووجهة، والطيران على طول ساحل أمالفي، أو فوق جبال الأورال، ويمكنك عبور المحيط الأطلسي أو البحر الأيرلندي أو بحيرة واكاتيبو. أينما ذهبت، ستجد اللعبة تلتقط الشعور بالاندفاع الروحي والعاطفي اللذان يصاحبانك وأنت تذهب لرؤية العالم بطريقة مختلفة.

Microsoft Flight Simulator هي من نوع الألعاب التي يمكنها أن تجعلك متحمسًا بعد فترة من الركود، أو تجدد شغفك بشيء لم تكن تعرف أنه موجود بداخلك.

أنا مستمتع فعلًا بهذه المهارة الجديدة التي تعلمتها في مراجعة القوائم الخاصة بطائرتي، ورسم خطط الطيران الخاصة بي، وشعرت فعلًا لأول مرة أنني امتلك العالم بأكمله، ولست متأكدًا ما إذا كان ذلك من أهداف المطور أو بمحض الصدفة، ولكن اللعبة فعلًا وجدت أنها مناسبة للغاية كتجربة علاجية خاصة في الوقت الحالي الذي أصبح فيه السفر أمرًا صعبًا ومستحيلًا في بعض الحالات.

Review overview

الإيجابيات

  • مساحات خيالية للسفر والاستكشاف
  • واقعية في تصميم قمرة القيادة وتفاصيل الإقلاع والهبوط
  • مجموعة واسعة من الطائرات مع اختلاف في صعوبة وطريقة قيادة كل منها
  • تجديد معلومات حالة الطقس دوريًا باستخدام الإنترنت

السلبيات

  • الدروس التعليمية تفترض بعض المعرفة المسبقة بعلم الطيران
  • الحاجة إلى سرعات إنترنت قوية لتحميل جميع تفاصيل اللعبة

الملخص

9.5Microsoft Flight Simulator تجربة المحاكاة الأكثر واقعية لعلم الطيران وكيفية تجهيز الطائرات والإقلاع بها. اللعبة تستخدم معلومات الطقس الحالية والبيانات الجغرافية الدقيقة لصنع عالم واقعي متكامل وتمنحك العديد من الأدوات لكي تستمتع بالتجربة حسب درجة المهارة التي تمتلكها.

محمد حسن
الكاتبمحمد حسن
محرر تنفيذي
أغطي صناعة ألعاب الفيديو وأكتب عن اللاعبين والمؤتمرات والمراجعات على جميع المنصّات.