مراجعة لعبة Catherine Full Body

Catherine Full Body تجربة ناضجة تتناول العديد من مشاكل مرحلة البلوغ مثل الإحساس بالمسؤولية، وأهمية الصدق في بناء العلاقات، والسخافات بين المتحابين وبعضهم من خلال نظرة رجل في الثلاثينات يكافح بصورة مستمرة من أجل تجاوز التحديات والعقبات الرومانسية التي يتعثر فيها أثناء حياته اليومية، بالإضافة إلى سعيه خلال مغامرته لمعرفة حقيقة مشاعره تجاه نفسه ومستقبله والأصدقاء من حوله.

كانت لعبة Catherine الأصلية بمثابل أول عنوان مستقل يعمل عليه المخرج Katsura Hashino بعيدًا عن سلسلة ألعاب Megami Tensei و Persona.

استطاعت اللعبة منذ ذلك الوقت صنع مكانة فريدة لنفسها، وحصلت على استقبال إيجابي من اللاعبين والنقاد بسبب قصتها الناضجة الغريبة، ونظام اللعب الفريد الذي يمزج بين التحديات الاجتماعية وحل الألغاز المعقدة، كما أنها كانت بمثابة تجربة مبدئية لما سوف تكون عليه لعبة Persona 5 في المستقبل.

اللعبة تقدم تجربة سيريالية مخادعة وصعبة، ويمكن أن تصبح قصتها مزعجة للكثير من اللاعبين، وهذا لأنها تشجع على الاستجابة العاطفية والذهنية منهم لكي تكمل الصورة الناضجة التي ترسمها، غير أنها تقوم بتضمين الأفكار التي تناقشها داخل أسلوب اللعب بطريقة عبقرية لتستخرج ردود أفعال غير اعتيادية تعكس ما يشعر به بطل الرواية في كل وقت، وتشجع اللاعبين على التعاطف معه حتّى لو لم يكونوا قد اختبروا هذه المواقف التي يتعرّض لها من قبل.

نناقش في مراجعة اليوم أهم الأسباب التي جعلتنا نقع في حب لعبة Catherine إلى هذا اليوم، وأيضًا نتطرق إلى تفاصيل المحتوى الجديد الموجود في نسخة Full body، والذي أضاف العديد من التحسينات والتغييرات الجذرية في أسلوب اللعب وقصة اللعبة، وأتاح للبطل أن يتخذ مسارًا جديدًا تمامًا يختلف عن الطريقين المتاحين له في القصة الأصلية، ونشرح كيف رفع المحتوى الجديد مستوى اللعبة والإضافة التي قدمها إلى تجربة كانت متكاملة في الأصل.

Catherine Full Body متوفرة الآن على منصّات PS4, Nintendo Switch (تمت المراجعة على منصّة سويتش).

مراجعة لعبة Catherine Full Body ..

رحلة مميزة عن اكتشاف الذات

تحكي اللعبة عن فترة في حياة Vincent Brooks، وهو رجل في الثلاثينات من عمره حصل لتوه على وظيفة جديدة، ويعيش في علاقة طويلة الأمد مع صديقته Katherine McBride سيدة الأعمال الصارمة التي تمنعها وظيفتها من الإتصال بفينسنت بانتظام.

وبعد علاقة دامت لخمس سنين تطرح كاثرين أخيرًا موضوع الزواج على صديقها لتصيبه بحالة من التوتر، وتجعله مترددًا في الالتزام وإتخاذ المسؤولية والتخلي عن أسلوب حياته المعتاد.

أصدقاء فينسينت يبذلون قصارى جهدهم يوميًا لينصحونه بما يجب فعله، ويشيرون أثناء حديثهم إلى سلسلة غامضة من الجرائم حيث يموت فيها الرجال الذين يقومون بخيانة صديقاتهم أو زوجاتهم أثناء نومهم.

وبينما يجلس البطل في حيرة من أمره حول ما يجب فعله تظهر أمامه فتاة شقراء شابة من حيث لا يدري، ويبدأ الإثنان في الشرب معًا ومناقشة رفضهما المشترك للزواج والتقيّد بحياة لا يريدها أي منهم.

في نفس الليلة يختبر فينسنت كابوسًا مرعبًا حيث تتساقط الأحجار المكونة لبرج ما شيئًا فشيئًا ويجب عليه أن يصل إلى القمة قبل يتحطم البرج بالكامل ويموت في حلمه إلى الأبد، ثم يستيقظ البطل ليكتشف وجود الفتاة الشقراء بجانبه وأنهما قد ناما معًا بعد الخروج من المقهى، وهكذا تبدأ قصة فينسنت وحياته الممزقة بين صديقته القديمة Katherine وحبيبته الجديدة التي صدف أن يكون اسمها هي أيضًا Catherine.

هناك عدد قليل من الألعاب التي تتناول مثل هذا الموضوع بهذه الجرأة. هناك عناوين لا تُعد ولا تُحصى تقوم على معالجة مواضيع عميقة مثل الموت أو الهوية أو علم النفس أو الحروب السياسية والاجتماعية، ولكن هذه اللعبة هي الوحيدة التي تتناول موضوع الالتزام، أو بمعنى أدق القلق والخوف من الالتزام.

فينسنت ممزق بين حرية شبابه ومسؤوليات سن الرشد، ولا تتوانى صديقته في وضع المزيد من الضغط عليه وتشجيعه على النظر في موضوع الزواج ومواجهة سيل من المسؤوليات.

الفكرة هنا أن معظم الألعاب التي تعالج موضوع النضج عامة تفرض على البطل فقدان البراءة التي يتمتع بها، وتعيد تشكيل العالم من حوله وتبين له أن الحقيقة ليست مثالية كما يفترض عقله الشاب، ولكن لعبة Catherine تعرض هذا الأمر بطريقة مختلفة.

التحدي هنا لا يعنى بالضرورة فقدان البراءة، وإنما اكتساب المسؤولية والأخلاق والأهداف الأساسية ليستطيع الفرد التكيف مع مصاعب الحياة، وبهذا فإن اللعبة تركز على تغيير البطل من الداخل ولا تسلك الطريق الآخر وهو تدمير العالم في نظره أو تحويله إلى شخصية كئيبة طوال الوقت بهدف إظهار النضوج العقلي.

هناك القليل من الألعاب أو الأعمال الفنية في العموم التي تعرض الأمر بمثل هذه الطريقة ولهذا كانت Catherine تجربة مميزة ومختلفة في نظري.

يعزز هذا الانطباع الإطار الذي تضع فيه اللعبة تجربة النضوج الإنساني والعقلي للبطل، والذي يعتمد على دفع الأحجار بطرق متنوعة وتفادي الفخاخ الموضوعة بعناية لتسلق الأبراج المنهارة في الكوابيس التي يحلم بها أثناء النوم، والتي قد يشعر اللاعب للوهلة الأولى أنها غير متماشية مع الفكرة العامة للعبة.

دفع الأحجار تجربة بسيطة لا تتماشى مع الوزن الدرامي والنفسي للقصة. أثناء عمل الكوابيس سيتوجب عليك صياغة سلالم من هذه الأحجار المكعبة، والتفكير السريع في أفضل طريقة للصعود، مع الحذر من طوابق الأحجار التي تتساقط شيئًا فشيئًا كلما صعدت إلى أعلى، وما يزيد الطين بلة هو أن كل كتلة من كتل الأحجار لها خصائص مختلفة يمكنها أن تزيد من تعقيد المهمة ويحتوي العديد منها على وسائل مساعدة أو أفخاخ مؤذية يمكنها أن تؤثر على تقدّمك.

صعود كل برج هو لغز في حد ذاته، ولكن كل هذا يتناسب مع طريقة سرد القصة، ويضع التحديات التي يواجهها البطل في قالب متقن يساعد في ترسيخ المحنة التي يتعرض لها في عقول اللاعبين.

قد تبدو هذه الكوابيس كعقاب على عيوب فينسنت وخطاياه المستمرة، ولكن الحقيقة أن العديد من الأمور التي يتعرض لها من كلتا الفتاتتين عفوية وغير متوقعة ولا يتم الترتيب لها مسبقًا تمامًا مثل حالة الأبراج غير المستقرة.

بالفعل يقوم فينسنت ببعض الأخطاء في بداية اللعبة، ولكن المشاكل لا تتوقف عند الفكرة المبدئية التي شرحناها في بداية المقال، بل يستمر في التعرض للعديد من الاختبارات الأخرى التي غالبًا ما لا يكون مستعدًا لها، ويتم وضعه دائمًا تحت ضغط الموازنة بين علاقتين كأنه يمشي على حبل مشدود ضعيف تحت رحمة السرد غير الثابتة على الدوام، ولكنه لا يستسلم بل يتحرك إلى الأمام ويحاول الهرب من الكابوس الذي يطارده كل ليلة ضد إرادته.

القصة بالكامل مبنية على هذه الفكرة وهي أنه بالرغم من رغبة فينسنت في أن يبقى كل شيء على حاله، فهو لا يستطيع الاسترخاء أبدًا بغض النظر عن أي امرأة يختارها، ويتم تحدي فينسنت للتكيف مع الأمور بمختلف الوسائل سواء في كوابيسه أو في حياته الاجتماعية، ولكن هذا كله لا يعنى بالضرورة أن اللاعب سيشعر بما يشعر به وسيتطلب الأمر بالتأكيد أكثر من بعض الاختلافات في أسلوب السرد لجعل اللاعب يتعاطف مع هذه الشخصية المعيوبة.

لنكتشف أسرار روعة Catherine Full Body وجمال كتابة الشخصيات فتعالوا نعود مجددًا إلى جزئية الألغاز في اللعبة.

الكوابيس تجبر اللاعب على تحديد خط سيره بعناية، وأي تغيير في مكان الوقوف أو حركة أحد الكتل يمكنه أن يكلف اللاعب الكثير.

هذه ليست لعبة ألغاز عادية يمكنك فيها أن تفكر مرارًا قبل إتخاذ أي خطوة، بل هنا ستجد كل فعل له رد فعل والوقت الضيق يجبرك على التكيف سريعًا مع التحديات المتغيرة تمامًا كما يفعل فينسنت في حياته اليومية.

الترابط بين الكتل وبعضها والتفاعلات التي تحدث بينها كثيرة ومتنوعة ويتعين على اللاعب إعادة تعيين الإستراتيجيات وتوجيهها استنادًا إلى هذه العوامل المتغيرة.

وبناءً على ذلك تضيف اللعبة القدرة على الرجوع عن تنفيذ بعض الحركات التي لا لزوم لها لتجنب إحباط الفشل المتكرر، ورغم أن هذا يجعل صعوبة التحدي أقل تأثيرًا إلا أنه يعزز فكرة التكيف والتجربة لإيجاد الحلول الناجحة بعد سلسلة من الأخطاء المتكررة.

فلسفة Catherine Full Body تشجع على التعلم من التجربة وليس الحفظ والمجهود، وتطلب من اللاعب الانسياق وراء العقبات ومواجهتها في وقتها لتختبر سرعة بديهته والقدرة على إيجاد الحلول في أحلك الظروف. فكرة الوقت المحدود كذلك طريقة ممتازة لإضافة الديناميكية والتوتر إلى اللعبة وتسريع التفاعل مع ضوابتها.

يمكن للاعب العادي أن يقضي ساعات في قياس أي شيء من المتغيرات التي تحملها أي لعبة، ويقوم باتخاذ الخطط المضادة حسب الوقت الذي قضاه في دراسة هذه المتغيرات، أما عندما يكون اللاعب محدودًا بوقت معين فسيتوجب عليه تعويد نفسه على اللعب من منظور مختلف تمامًا والتخلي عن التردد والتباطؤ الذي قد يصيبه أثناء مواجهة أي نوع من أنواع التحديات في الألعاب الأخرى.

الموضع قد يبدو بسيطًا ولكنه يرمز بقوة إلى الضغوط النفسية التي يتعرض لها فينسنت مرارًا وتكرارًا. سلسلة ألعاب بيرسونا تزدهر بسبب الجانب الاجتماعي منها والذي يشجع على فهم الشخصيات ومشاكلها لاكتساب مهارات جديدة، وبنفس الحال يثبت لنا Hashino مرة أخرى أنه سيد تصميم الشخصيات في ألعاب الفيديو مع Catherine Full Body والتي تستخدم صعود البرج وعوامله المتغيرة لصنع تأثير نفسي قريب من الحالة التي يشعر بها بطل اللعبة.

إتجاه المخرج في التصميم يظهر كذلك في الجانب الاجتماعي من اللعبة، والتي تسمح لفينسنت بالتفاعل مع الأصدقاء داخل وخارج الكوابيس وتعلم المزيد عن مشاكلهم التي غالبًا ما تكون شبيهة بالمشاكل التي يتعرض لها هو أيضًا.

كل شخصية في اللعبة مفعمة بالمشاعر وتعاني من كفاحات شخصية تمامًا مثل بطل اللعبة وستجد المقهى (المكان الرئيسي للحوارات) يعمل بمثابة الواحة الاجتماعية للشخصيات تمامًا مثل بيرسونا.

الفرق هنا أن الشخصيات الجانبية تعمل أكثر لتطوير شخصية فينسنت بدلًا من الاعتناء بمشاكلهم الشخصية وحسب، حيث يستغل المطور كل شخصية وكل وسيلة متاحة لديه لفحص شخصية فينسنت وحتّى الوسائل البسيطة مثل رسائل الهاتف وأماكن الشرب وألعاب الفيديو جميعها تخدم فكرة واحدة وهي استكشاف عقل فينتسنت ومساعدته على توجيه قراراته نحو الإتجاه الصحيح والذي يقوده بدوره نحو واحدة من النهايات المتعددة الموجودة في اللعبة.

هذه النقطة في ذاتها اختلاف كبير وناضج قليلًا عن شخصيات بيرسونا الرئيسية والتي لا نجدها بالضرورة تتطور وتتغير من خلال التفاعلات الاجتماعية بل تظل هي نفسها الشخصية القادرة على حل جميع المشاكل والدروس المستفادة من الحوارات تمر عبر الشخصية إلى اللاعب ولكنّها لا تؤثر فعليًا على شخصية البطل أو تجعلك تشعر بتأثير الظروف المحيطة به على كيانه وتوجهاته.

فينسنت على الجانب الآخر شخصية شفافة سهلة الفهم ويمكنك أن ترى بوضوح تأثير كل عنصر من عناصر اللعبة عليه مثل الكوابيس التي تراوده وحالات القلق التي تنتابه وانفعالاته أمام المشاكل وقلبه الطيب الذي يجعله يساعد من حوله ويستمع إليهم بغض النظر عن مشاكله الشخصية، بل ويتعلم من التفاعل معهم المزيد عن نفسه وعن أمور حياته ويقوم بترجمتها في علاقاته من خلال الرسائل والحوارات مع الأصدقاء.

هذا الأمر يجعلنا نتوقف عند نقطة تناقض مهمة، وهي التباين الواضح بين شخصية فينسينت داخل وخارج الكوابيس التي تراوده.

في العالم الواقعي فينسنت شخص فاشل يحاول بقدر الإمكان الهروب من مشاكله ومسؤولياته، ولكنه داخل الكوابيس شخصية مثابرة تسعى نحو الخلاص، بل وتتوقف بين الحين والآخر لمساعدة الأشخاص المحتاجين اللذين يعانون من نفس مشكلته ويتعلّم منهم تقنيات جديدة تساعده في رحلته.

كيف إذن يستطيع فينسنت السعى في محنته إذا كانت في الأصل مشكلته هو أنه شخصية مترددة تخاف من المسؤوليات والسعي وراء المستقبل؟ ناهيك عن تجاهل اللعبة لفكرة أن البقاء مع إحدى الفتاتين لا يمثل النهاية السعيدة أو المرغوبة لقصة البطل، فكيف إذن تنتهي رحلته التي يسعى فيها للهروب من مشاكله المتزايدة التي تضعه فيها كلتا الفتاتين مع بالبقاء مع إحداهما؟

Katherine مرتبطة بشخصية فينسنت ارتباطًا عمليًا، وتستغله في إشباع رغباتها العقلية قبل قلبها بحكم كونها سيدة أعمال كما نلاحظ في تمسكها بموضوع الزواج، أما الشقراء Catherine فهي تستغل البطل لإشباع رغباتها الجنسية قبل أي شيء، ولكن هنا نتسائل ماذا عن مشاعر فينسنت نفسها، عن رغبته في أن يحبه الطرف الآخر كما هو بدون أي توقعات، والحرية التي ينشدها منذ بداية اللعبة؟

توضح لنا اللعبة أن الاستمرار مع أي من الفتاتين له ميزاته وعيوبه، ولكنها تجبر البطل على اختيار إحداهما في النهاية وتحمل هذه العيوب، وتجعل حل المشكلة من جانبه هو فقط بدون إمكانية الرد أو المساومة مع الطرف الآخر.

الموضوع كان غريبًا وغير منطقيًا في علاقة بين طرفين إثنين، ولهذا سعدت كثيرًا بما قامت به نسخة Catherine Full Body من تغييرات، وأهمها هي تقديم الاختيار الثالث والمتمثل في الفتاة الجديدة Rin أو للصدفة البحتة يصبح اسمها أيضًا هو Qatherine.

في الحقيقة، لا تترك Rin الكثير من الانطباعات الجيدة في البداية، فهي تظهر بمظهر الفتاة البريئة التي لا تعاني من أي مشكلات على عكس الفتاتين الآخرتين، وتقول الأشياء الصحيحة دائمًا في وقتها، بل وتسمح لفينسنت برؤية الأمور من وجهة نظر مختلفة لما يكن ليفكر فيها على الإطلاق بسبب الضغط الواقع عليه.

على خلاف الماضي كذلك يتم توظيف Rin في المقهى كعازفة بيانو يمكن الحديث معها في أي وقت على عكس باقي الفتيات اللاتي يمكن الوصول إليهن في أوقات محددة.

هذا الأمر جعلني قلقًا نوعًا ما لأنني أحببت الكتابة الشفافة في باقي الشخصيات، والتي تجعلني أرى الصورة الكاملة والسلبيات والإيجابيات الخاصة بكل منهم، وأيضًا على عكس باقي الشخصيات لا توفر Rin أي مصدر للقلق أو التوتر، بل على عكس نجدها متواجدة مع البطل في الكوابيس لتعزف البيانو من أجله مما يساعد في إيقاف انهيار البرج لفترة من الوقت وتسهيل مهمة التسلق.

الرحلة مع Rin ممتعة نوعًا ما، ولا تعاني من المشاكل والضغوط التي تفرضها عليك الفتاتين، ولكن هذه كانت النقطة التي تميز اللعبة في الأساس، والتي يمكن رؤية الترميزات والاسقاطات التي تناقشها في جميع جوانب اللعبة، وتعطيك انطباعًا أنه مهما كان الجانب الذي ستختاره فإن الأمور لن تكون سهلة، أما في حالة Rin فالأمور نجدها طبيعية وسهلة للغاية، بل وشعرت أن وجودها كعازفة في الحانة أمرًا مقصودًا لأن هذا المكان يمثل الواحة التي يهرب فيها فينسنت من مشاكله العاطفية.

هذا الانطباع الأولى لم يلبث وأن تلاشي سريعًا بعد الوصول إلى نقطة معيّنة تنكشف فيها الأسرار الدرامية عن هذه الفتاة الجديدة، والتي استطاعت تقديم تحديات عاطفية جديدة بنفس مستوى القصة الأصلية، كما أنه تم دمج بعض الحوارات الجديدة للشخصية في المشاهد الأصلية لتعبر لنا عن العوامل الرئيسية التي أدت لتغيير شخصية فينسنت خصوصًا داخل عالم الكوابيس التي تطارده.

عن طريق إتخاذ إجراءات معيّنة والإجابة على الأسئلة التي تطرحها عليك اللعبة طوال الوقت بطريقة معينة طوال القصة، يتمكن اللاعب من فتح مسار رومانسي محتمل مع Rin، ويكتشف فيه اللاعب كيف كانت Rin داعمة له طوال هذا الوقت على عكس باقي الفتيات، كما أنه يتم تدمير نظام الأخلاقيات Freedom-Order Morality (والذي كان يحدد نهايات العلاقات السابقة) واستبادله بنظام النبتة المزهرة الجديد.

هذه النبتة تزهر كلما قمت باختيار إحدى الإجابات الصحيحة التي تعبر في المجمل عن الحرية والمغامرة وقبول الاختلاف ومحاربة التوقعات، مما يظهر أن اتباع الاختيارات الأخلاقية في اللعبة الأصلية لا يؤدي بالضرورة إلى نتائج أفضل.

الدرس الذي نتعلمه هنا أن الاحتمالات الجديدة يمكنها أن تؤدي إلى مستقبل رائع لو اعطيناها الفرصة، وهي رسالة لا يسعني إلا تقديرها بالطبع.

Rin تمثل الدعم العاطفي لشخصية فينسنت، والشخصية التي تشجعه على أن يكون أفضل ما يمكن أن يكون عليه، بدلًا من فرض آرائه الخاصة على حياته، كما تقول لإحدى الشخصيات التي تحاول التحرش بها داخل اللعبة “Don’t Push Your Values Onto Me”.

تشجع الشخصية كذلك فينسنت على إيجاد الطيبة الموجودة بداخله، والحافز إلى ملاحظة مشاكل الآخرين وعيوبهم وهذا لأن كل ما يقوم به مهما كان صغيرًا هو محض تقدير كبير من طرفها.

لا يوجد علاقة حب لا تعاني من المشاكل بالطبع، ولهذا تطرح نسخة Catherine Full Body مجموعة جديدة من الأبراج والتحديات والأفخاخ الجديدة، مع إمكانية تجربة شكل مختلف تمامًا من الأبراج القديمة مع التحسينات التي تضيفها هذه النسخة، وفي نفس الوقت تقدّم اللعبة مستويات جديدة من الصعوبة وتسهيلات في نظام اللعب لتتيح الاستمتاع بالقصة بدون مواجهة هذه العوائق الجديدة.

تحتوي اللعبة على واحد وعشرين مقطوعة موسيقية جديدة، وإمكانية الاختيار من بين 14 مؤدية صوت يابانية لشخصية Catherine (جميعهن قمن بلعب دور الفتاة الخائنة بشكل أو بآخر في إحدى الأعمال اليابانية)، وأيضًا تدعم تجربة اللعب التعاوني عبر الإنترنت مع الأصدقاء، وهناك نظام تصنيف يسمح بجمع اللاعبين من نفس المستوى، أو نظام عشوائي يضع أي شخص في مواجهة لاعب آخر مهما كانت درجة مهارته.

فوق ذلك تضيف Full Body المزيد من الأصوات والأغاني والشخصيات القابلة للعب في نظام التحدي الخاص باللعبة Babel، والذي يتيح لك تجربة بعض المراحل الصعبة والحصرية لهذا النظام، والأكثر متعة أنه يمكن تجربة هذه المراحل بأي من شخصيات اللعبة أو حتّى بشخصية Joker من Persona 5، وأثناء اللعب به ستجد موسيقى بيرسونا تعمل في الخلفية وأيضًا ستستمع أصوات أصدقاء البطل Phantom Thieves يشجعونه على الاستمرار في الصعود.

كلمة أخيرة

Catherine Full Body تجربة فريدة من نوعها ومصممة بدقة لتشجيع اللاعبين على فهم محنة البطل رغم عيوبه الكثيرة في رحمة الظروف الغير مستقرة التي تحيط به من كل ناحية.

تشجعك اللعبة على التكيف مع الظروف والتعامل السريع مع المشكلات التي تواجهك، وتنجح في نفس الوقت في بناء شخصية البطل واستفزاز ردود فعل اللاعب من خلال العديد من الأنظمة المُبتكرة والمترابطة بشكل رائع.

في البداية كنت قلقًا بشأن شخصية Rin العاطفية والمثالية بطريقة زائدة عن اللزوم، وكما نعرف فإن الحب معتمد بشكل كبير على العاطفة مما جعلها تتمتع بميزة غير عادلة نوعًا ما على الفتاتين الأصليتين، ولكن مع اقترابي من إنهاء طريق الفتاة الجديدة تمكنت من رؤية الشفافية الي تتمتع بها والجوانب المختلفة في شخصيتها، كما أن الفتاتين تحصل كل منهما على نهاية جديدة تُلقي نظرة نوعًا ما على الجانب الإيجابي لهن بدلًا من التركيز على عيوبهن طوال فترة اللعب.

يستغرق الانتهاء من قصة اللعبة -تحديدًا قصة إحدى الفتيات الثلاثة- عشر ساعات تقريبًا ولكن هناك قيمة كبيرة في إعادة اللعبة لاختبار باقي المشاهد والنهايات والاستماع إلى حوارات الشخصيات التي لم تسنح لك الفرصة للتحدث معها في المرة الأولى، بالإضافة إلى الصعوبات المتنوعة وأنظمة التحديات الجانبية وخاصية اللعب عبر الإنترنت وجميع هذه الأشياء بلا شك ستمنحك المزيد من وقت اللعب الممتع وتشجعك على التفكير والابتكار لفترة طويلة من الزمن.