بعد سنوات من الترقب والانتظار بشغف، يمكن القول أن هناك العديد من العقبات المكدّسة أمام لعبة Final Fantasy 7 Remake منذ بداية العمل عليها.
لا يقتصر الأمر فقط على أن اللعبة هي إعادة صياغة لجزء بسيط من القصة الأصلية مع العلم بأننا نجهل عدد الأجزاء التي سوف تحتاجها السلسلة لسرد القصة كاملة، بل أيضًا تسعى Square Enix للتوسع في الأحداث الأصلية المُختصرة والعمل على تشكيلها من جديد بطرق مختلفة.
يتم إعادة إنشاء الشخصيات القديمة والمواقع المألوفة ولحظات القصة المهمة بدقة متناهية، ويسير هذا جنبًا إلى جنب مع الاجتهاد الواضح في توسيع وتضخيم بعض الأماكن التي لم نحصل على الفرصة لاستكشافها والتجول فيها في الماضي، والتعمّق في بعض الحقائق والتفاصيل التي كانت سطحية بخصوص الشخصيات أو الأحداث أو في بعض الحالات صناعة جوانب وقصص وشخصيات جديدة تمامًا من الصفر.
في الكثير من الأحيان يكون الأمر بمثابة مصدر للقلق ويضعنا أمام احتمال أنه قد يُساء التعامل مع المحتوى الأصلي بأي طريقة، ولكن على الجانب الآخر وجود أغلب أعضاء طاقم العمل الأصلي مثل Tetsuya Nomura و Yoshinori Kitase و Nobuo Uematsu جعلنا مطمئنين نوعًا ما لجودة الإتجاه الجديد الذي تصبو إليه Final Fantasy 7 Remake مهما كانت الشرائح والتعديلات التي يتم إضافتها إلى القصة الأصلية.
في اللعبة الأصلية Final Fantasy VII، استغرق الجزء الأول من القصة والذي تدور أحداثه في مدينة Midgar المستقبلية أربع أو خمس ساعات تقريبا للانتهاء منه، لكن في اللعبة الجديدة تم التصريح بأنه لن تغادر هذه المدينة مطلقًا طوال فترة اللعب، مما يثير جميع أنواع الأسئلة مثل ما الذي يمكن فعله بصورة مختلفة؟ وما هي نوعية الأنشطة المُتاحة؟ وكيف يمكن أن تبدو هذه الساعات البسيطة وكأنها لعبة كاملة تستغرق 35 ساعة على الأقل للانتهاء منها؟
لحسن الحظ فإن Final Fantasy 7 Remake يمكن اعتبارها تجربة جديدة تمامًا، ويستطيع كل عشاق السلسلة أو اللاعبين الجدد الاستمتاع بها بنفس القدر.
تمت معالجة اللعبة الأصلية وتنقيحها وتقديمها بصورة تناسب بمختلف أنواع الخبرات والأذواق، كما أنها تتفوق على نفسها وتتعدى الحدود التي نعرفها عن ألعاب الأر بي جي لتجعلنا نتساءل عن ماهية كلمة Remake في الواقع، وكيف يمكن لباقي الألعاب أن تتعلّم من النموذج التي تستخدمه سكوير إينكس في تطوير ألعابها.
Final Fantasy 7 Remake متوفرة الآن حصريًا على منصّة Playstation 4.
Final Fantasy 7 Remake ..
اتجاه جديد وجريء في إعادة صناعة الألعاب
نبدأ كلامنا بالحديث عن Midgar.. المدينة المستقبلية الدائرية البائسة والتي كانت العلامة المميزة للطبقية في عالم Final Fantasy VII.
يعيش الأغنياء حرفيًا في هذه المدينة في طبقات علوية على أسطح الأحياء الفقيرة غير مُبالين بما يحدث في الأسفل، أو من أين تأتي الطاقة التي تستطيع تشغيل هذه المدينة الرهيبة بكامل مرافقها ومؤسساتها، فقط من يعلم هو شركة الطاقة الاستبدادية Shinra التي تمتص طاقة حياة الكوكب من أجل مصالحها الشخصية، وجماعة Avalanche الذين يحاربون من أجل حماية البيئة وإيقاف الشركة عن إيذاء الكوكب.
في عام 1997، تم تصوير شوارع وأزقة ميدغار من خلال خلفيات مشوشة ثنائية الأبعاد ومشاهد قصصية باهتة مُسبقة الصنع.
كان عليك أن تدع مُخيّلتك تملأ العديد من الفراغات الموجودة في المدينة مثل صخب الأحياء الفقيرة في القطاع السابع، أو الأضواء اللامعة في القطاع السادس حيث تقع أسواق المتعة الليلية، أوالضواحي الغنية التي تقع على الصفائح الحديدية فوق هذه الأحياء، وبالطبع الطريقة التي تتصل بها جميع هذه الأماكن مع بعضها البعض.
الآن يمكنك أن ترى كل شيء بوضوح وبضغطة زر. كل ما تم إحالته إلى مخيّلة المعجبين في السابق أصبح الآن مدينة تبدو وكأنها تعيش وتتنفس.
ورغم أنه من الصعب على مطور الألعاب أن يتجاوز ما صنعته مخيّلات وطموحات اللاعبين بخصوص هذه الأماكن على مر السنوات، إلا أنه يمكنني القول أن ميدغار التي حصلنا عليها في Final Fantasy 7 Remake هي أفضل صورة يمكن الحصول عليها من الفكرة الأصلية، واستطاع المطور أن يصنع من تراث الماضي شيئًا يستحق المشاهدة والتأمل لساعات وساعات بدون كلل أو ملل.
ليست فقط المدينة هي التي تم إعادة بناءها وإصلاحها. الحوارات المتبادلة التي استغرقت بضع ثوان لقرائتها في اللعبة الأصلية تحولت إلى مقاطع قصصية كاملة مدة الواحد منها بضع دقائق.
الخيوط القصصية والأفكار التي تم التلميح لها بخصوص الأماكن والشخصيات يتم استكشافها بشكل كامل، وبعض الأجزاء القديمة التي لم يكن لها أي معنى تم إعادة مراجعتها من الصفر، كما أن بعض الأعداء الذين كانوا مجرد أتباع صغار بلا عقل تحولوا فجأة إلى زعماء أقوياء وفاجئنا العديد منهم بتصاميم غريبة وتكتيكات قتالية خارجة عن المألوف.
عالم جديد شجاع
مدينة ميدغار كانت تمثل القسم التمهيدي الخاص بالقصة الأصلية، ويتيح لك قضاء الوقت فيها التعرف على فريق الأبطال Cloud و Tifa و Aerith و Barret والمشاهدة عن قرب السمات التي تكون شخصية كل منهم والتغيرات التي تطرأ عليهم أثناء رحلتهم في عالم ميدغار ومواجهاتهم مع شركة الكهرباء الاستبدادية شينرا، بالإضافة إلى بعض التهديدات الأخرى على حياة المدينة والعالم بأكمله والتي يتم التلميح لها بين الحين والآخر، قبل أن يخرجوا من بلدة ميدغار وتبدأ اللعبة الحقيقية في الظهور.
القصة الأصلية قدمت لنا العديد من التفاصيل الشخصية والخيوط القصصية بترتيب زمني غير واضح، ثم تقوم بإعادة فحص المراحل المبكرة من القصة وتقديمها للاعب من منظور مختلف بمجرد ظهور معلومات جديدة في الأجزاء اللاحقة من اللعبة.
ولذلك من المحتمل أن تكون العديد من أجزاء القصة في اللعبة مُربكة عند مشاهدتها لأول مرة، إلا أن هذا هو جزء كبير من السبب الذي جعلنا نقضي الكثير من الساعات مع اللعبة الأصلية بسعادة غامرة، نتناقش في النظريات والتفاصيل التي لم نلاحظها لأول مرة، وأيضًا نتخيل التفاصيل التي لم يتم استكشافها بالشكل المطلوب على أمل أن يتم توضيحها بطريقة فعالة لاحقًا في المستقبل كما يحدث الآن.
السحر الخاص باللعبة يكمن في التفاصيل، ولذلك أقدر كثيرًا المجهود الذي ذهب في عملية إعادة الهيكلة وإضافة العمق لكل من قصص الأبطال الشخصية، بدون المساس بالأحداث الأصلية والتي تم إعادة انتاجها كما هي، مع التركيز على العلاقات والروابط التي تجمع بينهم وبين سكان هذا العالم الواسع والمبهر من خلال العديد من المهمات الرئيسية والجانبية التي ساهمت في توضيح العديد من الأشياء والإجابة على الأسئلة التي قد يطرحها اللاعب أو طرحها في الماضي أثناء تجربة اللعبة الأصلية.
يجب الذكر أنه وعلى عكس الجزء السابق من السلسلة Final Fantasy XV، والذي كان متعلّقًا بمفهوم ترك الحرية اللاعبين في عالم واسع ومفتوح، تسير Final Fantasy 7 Remake في الإتجاه المعاكس تمامًا معظم وقت اللعب.
يتنقّل اللاعب من فصل قصة إلى آخر في خط مباشر، ويتخلل هذا المسار الخطي العديد من النهايات المسدودة والمواقع المتهدمة التي تحتاج إلى المرور خلالها ببطء تحت الممرات ومن بين الشقوق الصغيرة وفوق أعمدة البناء وغيرها من تفاصيل البيئة التي تساعدك على الانغماس أكثر وأكثر في جو اللعبة وتجعلك تشعر بضخامة هذا العالم الجديد الذي تم إعادة بنائه.
لم أجد نفسي أبدًا متعبًا من هذا الأسلوب المباشر في أي وقت بسبب وجود العديد من الأجزاء التي تسمح لك بأخذ قسط من الراحة للمشاركة في الأحداث الجانبية والمحتوى الاختياري للعبة للانغماس بصورة أفضل في سبل عيش سكان القطاعات المختلفة للمدينة.
التحكّم في الشخصية الرئيسية يتبدل بين الحين والآخر لتتيح اللعبة فرصة تجربة رؤية العالم من وجهة نظر كل شخصية وطريقة سيرهم وتفاعلهم مع الأشياء الموجودة في البيئة، حتّى أنني في أحد الفصول شعرت أن اللعبة تحولت بالكامل إلى واحدة من ألعاب Resident Evil بسبب البندقية الرشاشة التي تمتلكها شخصية Barret والإخراج السينمائي للأحداث وتصميم الأماكن والبيئة المحيطة.
الأفكار الرئيسية والقيم المُستفادة
تركز اللعبة على كيفية عمل الأبطال معًا كفريق واحد لمواجهة كل ما يقف في طريقهم، ولكن في نفس الوقت لا تنسى توضيح الدور الهام الذي يلعبه كل شخص بصورة منفردة في أحداث القصة.
على عكس العديد من أبطال الألعاب الذين نشعر أنهم يتحركون لهدف ثابت بدون التركيز فيما يحدث حولهم أو مشاعر أقرب الناس إليهم، Final Fantasy 7 Remake تجعلني أشعر بأنني أشاهد طريقة حياة شخصيات عادية ولكنهم يعيشون أحداث غير عادية مما يجعلني أرتبط بهم وأتاثر بالظروف الغير متوقعة التي تحدث لهم.
من هذا المنطلق تجدهم أثناء الحديث عن أهداف القصة الرئيسية قلقون على بعضهم البعض، وعلى مظهرهم أمام غيرهم، ويراجعون القناعات التي يمتلكونها، ويقومون ببعض الأنشطة الجانبية التي يجربها اللاعب بنفسه لزيادة الشعور بالانغماس حتّى لو كانت تافهة في نظر البعض مثل الاعتناء الورود أو جمع الأغاني الموسيقية ولكنها تعطيك مزيدًا من العمق على حياتهم الطبيعية اليومية وكيف تتأثر هذه الحياة بالأحداث التي تجري على مدار اللعبة.
لا ننسى اللقاءات المتعددة مع الشخصيات الجانبية مثل Jessie, Biggs, Wedge والذي نجدهم يحصلون على المزيد من الوقت وأحيانًا فصول كاملة تشرح المزيد من التفاصيل بخصوص حياة كل منهم، أو تقدّم وصف جديد تمامًا لم يكن موجودًا في الأصل. يحصل كل مكان في اللعبة كذلك على المزيد من الشخصيات الجديدة التي تبعث الحياة في روح المدينة بدلًا من اعتبارها مجرد خلفية تجري فيها الأحداث مثل Madam M و Chocobo Sam و Leslie.
مع الاقتراب من نهاية اللعبة، سوف تشعر وكأن جميع من قابلتهم في طريقك كان لهم دور فعال في رحلتك الطويلة، كما أن هناك العديد من الخيارات التي يمكن القيام بها أثناء الرحلة لتمكنك من رؤية مشاهد قصصية خاصة بكل واحد منهم.
هذا الأمر يضيف المزيد من الحرية في تخصيص التجربة التي يعيشها اللاعب كما أنه يشجع على الإعادة لرؤية المشاهد الجديدة والتعرف على القصة من زوايا مختلفة ويمكن تحقيق ذلك بسهولة من خلال خاصية إعادة فصول القصة الشبيهة بلعبة Final Fantasy XV، مع العلم أن تجربة الإعادة بلا شك ستكون مختلفة مع الصعوبة الجديدة التي يحصل عليها اللاعب بعد الانتهاء من القصة الرئيسية.
بالطبع مثل أي لعبة أر بي جي أخرى نخوض القتالات مع الأعداء الجانبيين على جانبي الطريق في كل مكان ونواجه كمية ضخمة من الأعداء الرئيسين في نهاية كل فصل أو أكثر من عدو رئيسي في الفصل الواحد.
القتالات معهم كانت الجانب الأكثر متعة في تجربتنا مع اللعبة بسبب وجود نظام القتال الجديد والمُحسّن والذي تم دمجه في جميع جوانب اللعبة بطرق مختلفة لتحسين تجربة اللاعبين وتوضيح التأثير القوى لكل شخصية على القتالات وكيفية عمل الفريق.
أفضل اللمسات من أجمل الألعاب
اللعبة تأخذ أفضل الأشياء الموجودة في ألعاب RPG اليابانية مثل قتالات الآكشن التي تتميز بها Kingdom Hearts III وعناصر الإستراتيجية الموجودة في Final Fantasy 13 وبعض الأمور الصغيرة التي أحببناها من ألعاب الأر بي اليابانية القديمة كما أنها تبتعد عن الأشياء المزعجة الموجودة في ألعاب هذا النوع لتصنع نظام قتال مدروسًا يتميز بالذكاء والجاذبية وجعلني أثق تمام الثقة أن الابتعاد عن ألعاب RPG التي تستعمل نظام الأدوار هو الحل الصحيح والمستقبل الآمن لهذا النوع من الألعاب.
عند الاشتباك مع أحد الأعداء، يستطيع اللاعب السيطرة على واحد من الأربعة شخصيات الرئيسيين أبطال اللعبة وهم Cloud, Tifa, Aerith, Barret.
كل شخصية منهم تتميز بأسلوب قتال فريد من نوعه ومجموعة من الهجمات والقدرات والتقنيات الخاصة، بالإضافة إلى إمكانية استخدام مجموعة ضخمة من التعويذات التي تحددها عناصر Materia والتي يمكن تبديلها بين الشخصيات أي وقت حسب الحاجة بدون قيود، وفوق ذلك التجهيزات التي تصنعها الأسلحة الموجودة حاليًا مع كل منهم والتي تتيح لك تعلم ضربات وحركات مختلفة بمجرد استخدامها والاعتياد عليها.
قد يشعر اللاعب بالضجر في العادة من ألعاب هذا النوع بسبب الحاجة لتضييع الوقت في رفع مستوى الشخصيات التي خد معيّن حتى يستطيع إتمام القصة، وهذا كان الحال للأسف في العديد من إصدارات السلسلة السابقة، لكن هنا قام المطور بإعادة توزيع كاملة لطرق تحسين وتطوير الشخصية على أنظمة لعب مختلفة بدلًا من المستوى الأساسي للشخصية، وأصبحت قوة الشخصيات وبراعتها في القتال يعتمدان على جودة الأسلحة وعناصر التقوية Materia وليس مستوى الشخصية، مما يجعل عمليه التطوير أكثر عمقًا ولكن بدون ضياع الوقت والملل الذي قد يصيب اللاعبين بسبب طريقة تطوير المستويات الخطية التي استخدمتها الألعاب في الماضي.
أريد أن أشير هنا إلى دور منسّق القتالات Tomokazu Shibata الهام في صناعة الأساس لنظام القتال الممتع وطرق تخصيص الشخصيات السلسة، وهذا كان متوقعًا من عمله السابق على ألعاب مثل Kingdom Hearts III و Code Vein. أحد الأشياء التي ميزت لعبة Code Vein هي الراحة التامة في تبديل الأسلحة والقدرات وقتما يريد اللاعب، ولا تحبسك اللعبة في بناء الشخصية التي اخترتها مثلما كان يحدث مع ألعاب دارك سولز على سبيل المثال.
كما ذكرت يمكن رؤية هذا بوضوح في إبداع اللعبة الأصلية من خلال بلورات Materia التي يمكن تخصيصها في أي مكان على أي شخصية، وأيضًا الإضافة الجديدة وهي أسلحة الشخصيات والتي يحتوي كل منها على قائمة ضخمة ومعقّدة من المؤشرات والضربات التي يمكن زيادتها بطرق مختلفة باستخدام النقاط التي يحصل عليها اللاعب من خلال التقدم في المستويات أو القيام بالمهمات الجانبية.
النقطة التي نالت إعجابي هنا هو أنه على عكس Final Fantasy 9 والتي استخدمت نظام أسلحة مماثلًا يعتمد على الحصول على مئات الأسلحة وتطويرها كلها من أجل الاستفادة من القدرات الموضوعة عليها، تحتوي Final Fantasy 7 Remake على ستة أسلحة فقط، و12 عنصر Materia أساسي تقريبًا وبذلك فهي لا تثقل على اللاعب أو تضع أمامه العديد من الخيارات التي تحتاج إلى تضييع الوقت معها وتطويرها، كما أنها توفر العديد من السبل والوسائل لتطوير عناصر Materia والأسلحة سريعًا بطرق مختلفة وسيشعر اللاعب أن عملية التطوير تسير بشكل طبيعي بالكامل أثناء التقدّم في قصة اللعبة.
ما أثار انبهاري أيضًا هو التغيير البالغ الذي يطرأ على الشخصية بمجرد تبديل السلاح الذي تستخدمه.
على سبيل المثال شخصية Barret تبرع في القتالات البعيدة وإطلاق الرصاص على الروبوتات الطائرة، ولكن هناك بعض الأسلحة التي تتيح له مواجهة الأعداء عن قرب تمامًا مثلما يفعل Cloud بسيفه الضخم، ونفس الشيء مع Cloud والذي تمكنه اللعبة من الحصول على سلاح يتيح له زيادة ضرر التعاويذ بصورة كبيرة وتحويله إلى شخصية تستفيد من بُعد المسافات وتستغل نقاط ضعف الأعداء بذكاء تمامًا مثل Barret أو Aerith.
فن الحرب
القتالات الفعلية تمنحك شعورًا رائعًا بالإثارة حيث أنها تعتمد بالكامل على مدى جودة استخدام اللاعب للحركات والتعاويذ المختلفة، وبراعة اختيار المواقع المناسبة لتسديد الضربات على أرض الملعب لتفادي الأضرار.
لا يمكنك أن تكون مدافعًا طوال الوقت حيث أن مؤشر الطاقة الذي تحتاجه لشحن الضربات يتم شحنه عن طريق الهجوم المباشر، وفي نفس الوقت عليك أن تختار أوقات الهجوم بعناية لأن الوحوش خاصة الرئيسية منها يمكنها أن تلحق بك ضررًا بالغًا ما لم تكن حذرًا.
اللعب المبتذل أو تلقى الضرر أو عدم الالتفات لحركات العدو أو الدخول في قتالات بدون استعدادات مسبقة قد يؤثر سلبًا على تجربة اللاعب مع اللعبة، ويجعله في حالة مستمرة من الذعر بسبب أنه لم يكلف نفسه الوقت لدراسة التقنيات والأساليب التي تستخدمها كل شخصية، مثل Tifa التي تستطيع شحن مؤشر الطاقة بسرعة شديدة أو Aerith المتفوقة في رمي التعاويذ من بعيد وشحن أعضاء الفريق أينما كانوا.
أن تعرف ما الذي يستطيع العدو أن يفعله مهم بنفس قدر معرفة نفسك. عليك أن تلاحظ كل حركة وكل تقنية وهناك العديد من المعلومات التي يمكن معرفتها من خلال تقنية التحليل Assess والمؤشرات التي يمكن الإهتمام بها، كما أن اللعبة تحتوي على كمية ضخمة من الأعداء الذين يمتلكون قدرات وأساليب حركة تختلف تمامًا عن الحركة العادية لأبطالنا والتي شعرت أنها بنفس الجنون الذي اعتدنا عليه من عمل المخرج تيتسويا نومورا في Kingdom Hearts.
أيضًا هزيمة الوحوش الرئيسية والجانبية في اللعبة لا تعتمد على الضرب المستمر للانتهاء من نقاط حياة الخصم، بل الأساس في التفكير دائمًا هو التركيز على شحن مؤشر الشلل Stagger والذي يستطيع إيقاف ضربات الخصم وجعله أكثر عرضه للضرر لفترة قصيرة من الوقت.
الكثير من الأعداء الرئيسين كذلك يمتلكون حماية ضد هذا الشلل ويجب على اللاعب تكسير قطع الجسم أو الدروع أو هزيمة أعداء آخرين أولًا قبل محاولة إلحاق الضرر بالعدو الرئيسي وهذا يدفعك إلى التفكير أكثر وأكثر في إستراتيجيات مناسبة بدلًا من الهجوم الطائش أو الأعمى.
وصف مدير القتالات Teruki Endo المعارك في Final Fantasy 7 Remake بأنها تشبه قتالات المانجا اليابانية أكثر من أي شيء آخر، وهذا هو فعلًا ما حصلنا عليه في اللعبة.
في هذه المعارك تجد مراحل مختلفة للمعركة الواحدة، مثلًا أن تبدأ المعركة بصورة متكافئة قبل أن تجد العدو يتغير أسلوبه ليصبح أقوى من السابق، وبدوره يقوم الأبطال يتغيير حركتهم أو أماكن وقوفهم للتغلب على هذا التغيير الجديد، وفي النهاية تجد ذروة المعركة أو الحدث الأقوى الذي يتوج جميع الأحداث التي دارت في جميع المراجل.
باختصار المعارك تبدو مثل التي حصلنا عليها في الحزمة الإضافية Kingdom Hearts III: Remind والتي قدمت لنا معارك على نفس المستوى من الجودة وطريقة التقديم.
الموسيقى والجو العام في Final Fantasy 7 Remake
Final Fantasy 7 Remake ببساطة هي معجزة بصرية تستطيع عرض بيئات غنية بالتفاصيل والرسوم المتحركة بسلاسة شديدة، كما أن الإضاءة تعمل بشكل جيد جدًا مع أسلوب اللعب الخطي للعبة على الرغم من أنها لا تستعمل تقنيات إضاءة متطورة مثل باقي الالعاب.
هناك الكثير من فيديوهات الحركة المتداخلة مع مقاطع اللعب العادية ولكن التحول إليها يتم بشكل سلس ومصقول بدون المساس بمعدّل الإطارات في أي وقت.
التصوير السينمائي أثناء المشاهد القصصية والمعارك مذهل ولا يقل جودة عن ما رأيناه في حصرية سوني الرهيبة God of War، ولكن ما لفت انتباهي أكثر هو الدقة التي ذهبت في تطوير حركات الشخصيات وانفعالاتهم أثناء الحديث. يمكنك أن تلمس المحتوى العاطفي لأي جزء من الحوار من خلال الاختلاف في طبقة الصوت أو نمط وكيف يرتفع مستوى التوتر أو ينخفض على الشخصية مع كل كلمة.
شخصيات اللعبة تبدو رائعة الجمال، والحوارات مكتوبة بشكل ممتاز، ولكن العاطفة الحقيقية للأحداث تكمن في الكلمات غير المنطوقة، ونظرات الأعين الواسعة التي تعكس حزنًا دفينًا، والحركات العفوية التي تنبع من الداخل.
كل هذه التفاصيل البسيطة وأكثر هي ما جعل لعبة Final Fantasy 7 Remake في نظري تتوقف عن كونها منتج تقني، وترتقي إلى مستوى جديد قد يصنع حجز الزاوية لجيل جديد من الألعاب المتطورة في المستقبل.
التطور لا يكمن في المحتوى البصري فقط، بل استطاع أن يرفع المطور طريقة عمل الموسيقى التصويرية إلى مرحلة جديدة فيها يتغير التقسيم الصوتي بشكل تدريجي مع إرتفاع لحظات التوتر وانخفاضها في أي موقف حتّى لو كان يتم استخدام نفس الأغنية، وقام المطور بالتعبير عن هذه المستويات المتغيرة من القلق والتوتر من خلال القيام بترتيبات مختلفة لنفس الأغنية الواحدة لتتماشي مع طابع اللعبة الحماسي والمتغير بشكل دائم.
كل أغنية كنا نعرفها من النسخة الأصلية حصلت على إعادة إنتاج بأشكال متعددة مثل نغمة Aerith الهادئة الحزينة على سبيل المثال والتي نجد أنها يتم عزفها في كل مرة نتحدث معها بشكل مختلف ولكن الأمر يسير بطريقة طبيعية تمامًا ويتماشي مع الكلام المنطوق في كل وقت.
أعجبت كثيرًا بعمل مصمم الأصوات Masashi Hamauzu في هذه النقطة والذي استطاع أن ينقل التقسيم الصوتي الذي بدعه الفنان Nobuo Uematsu في الماضي ويقوم بتحديثه ودفع اللعبة إلى مستقبل الجديد مع الحفاظ على روح الموسيقى الأصلية التي لمست قلوبنا جميعًا.
كلمة أخيرة حول Final Fantasy 7 Remake
بدأت لعبة Final Fantasy 7 Remake مع توقعات منخفضة جدًا حتى لا أشعر بخيبة أمل، كما أنني لا أتوقع الكثير من الألعاب التي يتم إعادة إنتاجها لأنها غالبًا ما تحتوي على تحسينات رسومية وغيرها من الأمور البسيطة، ولكن هذه اللعبة تجاوزت كل التوقعات التي كنت قد وضعتها في السابق.
إنها لعبة مليئة بالحب والتفاني، تحتوي على قصة رائعة، وأسلوب تقديم متميز، ونظام قتال ممتع، وشخصيات عميقة، وكل معركة رئيسية في اللعبة وجدتها عبارة عن ملحمة قتالية ممتعة مثل التي سبقتها، ووجدت نفسي ألعبها طوال الوقت بابتسامة واسعة على وجهي.
أحب أن أرى المطور يمشي بخطوات ثابتة نحو المستقبل، ولا يخاف من القيام بتغييرات وتحسينات في نظام اللعب، أو السرد القصصي، أو أي شيء آخر.
نعم هناك العديد من التفاصيل الجديدة والأشياء المختلفة عما نتذكره من تجربتنا القديمة، ولكن هذا الأمر لم يؤثر على تجربتي على الإطلاق، بل تركني مع حماس لم أكن أتوقعه وجعلني أطرح العديد من الأسئلة عن الإتجاه القصصي الجديد للعبة، رغم أنني أعرف نهايتها مسبقًا.
وهكذا أعتبر أن اللعبة نجحت في مرادها وحققت التأثير اللي عهدناه منها لكل من المعجبين الجدد والقدامى على حد سواء، وهي أن تترك شيئًا بداخلك، لا يمكن وصفه بالكلمات، ولكنه يظل معك إلى الأبد.
Review overview
الإيجابيات
- إثراء عالم اللعبة الأصلي بمختلف الطرق
- إضافة العمق إلى جميع الشخصيات والحوارات والأحداث
- نظام قتال مليء بالإثارة والاستراتيجية
- الموسيقى التصويرية تتغير بشكل تدريجي
- شخصيات ذات وزن عاطفي مؤثر وبيئات غنية بالتفاصيل الجميلة
- الانتقال بين مقاطع الفيديو والمعارك يتم بسلاسة بدون المساس بمعدّل الإطارات في أي وقت
السلبيات
- قد لا يحب البعض تلاعب سكوير إنكس مع القصة
الملخص
10Final Fantasy VII Remake تخالف جميع التوقعات التي قد ننتظرها من لعبة فيديو. إنها تجربة ضخمة وطموحة، وتمثل إتجاهًا جريئًا وجديدًا للعبة يعشقها الملايين كما أنها تنقل ألعاب أر بي جي إلى مستوى جديد تمامًا من الجودة خصوصًا في أسلوب المعارك والتقسيم الصوتي. اللعبة تحتوي على الكثير من الأشياء التي سترضي كلا من اللاعبين الجدد والقدامى وقامت بوضع حجر الأساس لجيل جديد من الألعاب المتطورة في المستقبل.