مراجعات

مراجعة لعبة Bleeding Edge

يعود فريق Ninja Theory المسؤول عن لعبة Hellblade مرة أخرى إلى عالم الألعاب مع Bleeding Edge وهي لعبة أونلاين متعددة اللاعبين تعتمد بشكل كبير على الإستراتيجية والعمل الجماعي.

تحتوي اللعبة على مجموعة مثيرة من الشخصيات المميزة وأساليب القتال المتنوعة، كما أنها متوفرة مجانًا في الوقت الحالي لجميع مشتركي خدمة قيم باس ويمكن تجربتها لمستخدمي إكس بوكس وأجهزة الحاسب بدون خسارة أي شيء تقريبًا سوى الوقت الذي ستضيعه مع هذه اللعبة.

السؤال هنا هو: هل ستمنحنا اللعبة مكافأة من أي نوع مقابل الوقت الذي نمضيه معها مثلما تفعل باقي ألعاب الأونلاين، أم أنها بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لتستطيع الارتقاء إلى مستوى الألعاب الموجودة حاليًا على الساحة؟ نجيب على هذا السؤال وأكثر في مراجعة اليوم.

Bleeding Edge متوفرة حاليًا على إكس بوكس وأجهزة الحاسب (تمت المراجعة على جهاز إكس بوكس ون)

لعبة Bleeding Edge ..

بعض الاختيارات المختلفة، وقلق بشأن المستقبل


محاولة وضع تسمية لنوع التجربة التي تقدمها لعبة Bleeding Edge قد تكون صعبة قليلًا ولكن أقرب مقارنة يمكن أن نضعها فيها هي مع لعبة Overwatch، وذلك لأن اللعبة تحتوي على شخصيات أبطال ذوي قدرات خاصة وتخصصات معيّنة تتيح لهم القيام بمهمات وأدوار مختلفة لدعم فريق اللعب مثل Tank, Support, Assassin.

هذا لا يعني أن اللعبة متطابقة في التفاصيل وأسلوب اللعب مع لعبة بليزارد المشهورة بل هناك العديد من الاختلافات الواضحة وأهمها أن Bleeding Edge تركز بشكل رئيسي على المعارك قريبة المدى مع وجود بعض الشخصيات التي تستطيع الهجوم من بعيد أما بالنسبة لأوفرووتش فاللعبة هدفها الرئيسي هو معارك البنادق بعيدة المدى مع وجود شخصية أو اثنتين تستطيعان الهجوم بطرق مختلفة غير استخدام البنادق.Bleeding Edge

لا يوجد أي نوع من القناصين أو رماة الأسهم في Bleeding Edge كما أن الهجومات نفسها أيًا كان شكلها لديها مدى محدود ويجبرك دائمًا على الدخول في معارك قريبة وشخصية مع اللاعبين الآخرين.

الشخصيات تجدها كذلك مختلفة في كمية نقاط الحياة والتي هي أكبر بشكل ملحوظ عن لعبة أوفرووتش وتستغرق وقتًا طويلًا للتخلص من أي شخصية كما أن أسلوب أو رتم اللعب بشكل عام أبطأ من لعبة أوفرووتش.

لو كنت أريد عمل مقارنة دقيقة فعلًا فيمكنني القول أن اللعبة هي شبيهة بألعاب MOBA مثل Dota 2 و League of Legends أكثر من ألعاب الشوتر، ونعم أعني أن اللعبة لا تحتوي على أي نوع من عناصر التقدّم أو العناصر المساعدة داخل المعارك نفسها، بل ما أعنيه هو الطريقة التي تركز بها اللعبة على القتال واستعمال القدرات الخاصة إضافة إلى العمل الجماعي تمامًا مثل هذا النوع من الألعاب.Bleeding Edge

هناك 11 شخصية متوفرة حاليًا في نسخة اللعبة عند الإطلاق ويمكنني القول بعد إمضاء الوقت الكافي مع كل منهم أنه لا يوجد شخصية لم استمتع بتجربتها لأن كل شخصية تمتلك مجموعة مثيرة للإهتمام من الهجومات والقدرات الخاصة وكذلك الخارقة كما أنها تتميز بتصميمات رسوم فريدة من نوعها ومجنونة بعض الشيء والأهم أنها تليق بطريقة اللعب والأسلوب الذي تستخدمه كل من هذه الشخصيات خلال المعارك.

الطريقة التي تعمل بها الهجمات والقدرات تجعلها مختلفة تمامًا عن أي شخصية أخرى في القائمة حتّى لو كانت من نفس نوع التخصص.

شخصية مثل Gizmo على سبيل المثال تبدو كفتاة رفيعة ذات طابع ميكانيكي وصاخب ويمكنها استخدام بندقية صغيرة وأيضًا إطلاق مدافع رشاشة صغيرة في أنحاء الملعب كما أنها تستطيع ركوب صاروخ طائر كبير أو قيادة روبوت هائل يستطيع درعًا إضافيًا وقاذفًا للهب.Bleeding Edge

لا أنكر أن هناك العديد من التصميمات والخصائص تبدو منقولة أو متشابهة مع ألعاب الأبطال الأخرى مثل أوفرووتش أو Apex Legends وهذا محزن نوعًا ما لأن الشيء الذي جعل هذه الألعاب مشهورة في الأساس هي تصميمات الشخصيات الفريدة من نوعها والتي تُعتبر متناسقة بشكل كبير مع وظيفة الشخصية ودورها في السرد القصصي لعالم كلتا اللعبتين، لكن في هذه اللعبة أشعر أن التصميمات هدفها أن تكون صاخبة بأكبر قدر في المقام الأول وليس مهمتها أن تكون معبرة أو مقبولة للاعبين.Bleeding Edge

أحد الأشياء التي أعجبتني كثيرًا في اللعبة هو نظام تخصيص الشخصيات وهو مصنوع بطريقة ممتازة حيث تتيح لك اللعبة تخصيص ثلاثة عناصر تقوية مختلفة لكل شخصية من شأنها أن ترفع من قوة الشخصية بطرق مختلفة مثل زيادة نقاط الحياة أو الهجوم أو مجال الضربة أو غيرها من الأمور، وتأثير هذه العناصر يمكن أن يكون فعالًا بحق وليس مجرد زيادة بسيطة لتعطيك وهم من حرية التخصيص حيث أن هناك بعض العناصر التي تصل نسبة التقوية فيها إلى 20% أو أكثر.

هذا يعني أنه يمكنك تخصيص الشخصية التي تريدها بطرق مختلفة تناسب أسلوب لعبك الشخصي، وبالطبع هذا بجانب عناصر التخصيص الشكلية المعتادة مثل الملابس والحركات والألوان وحتّى أنه يمكنك تخصيص ألوان الألواح الطائرة التي تستخدمها الشخصيات في التنقّل عبر أنحاء الملعب.

كل هذا موجود في اللعبة ويمكن فتحه من خلال لعب المباريات العادية بدون دفع أي نقود أو الحاجة للعب فترات طويلة والحصول عليه من خلال نظام Battle Pass أو شيء مماثل.Bleeding Edge

ننتقل الآن إلى القتالات الفعلية نفسها والتي يظهر فيها الاهتمام البالغ بتصميم قدرات الشخصيات وأساليب قتالها. كل شخصية تمتلك سرعات مختلفة وطرق تحريك مختلفة لضرباتها وحتى أن أصوات الضربات نفسها مختلفة وفي بعض الأحيان وجدت نفسي لا أشعر بأنه يتم إطلاق النار علّي بسبب أن هناك شخصية تستخدم أشواك طائرة صغيرة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة وهذا يمكن احتسابه كنقطة جيدة وسيئة حسب اعتمادك على أصوات الضربات في اللعبة لتحديد إتجاه الخصم أو الهجوم عليه.

يمكنك التركيز على خصم معيّن باستخدام ذراع التحكّم ولكن توجد بعض القدرات الي تحتاج إلى تحديد مكان التصويب يدويًا مثل قنابل Gizmo وهذا بصراحة يأخذ وقتًا طويلًا لإتمامه بشكل صحيح، وخصوصًا عندما تحتاج إلى الحركة والابتعاد عن مجال الضرب تجد الكاميرا تتحرك في إتجاه مختلف تمامًا عن الذي تريده بسبب أنك تحاول التركيز على استخدام القدرة والحركة في نفس الوقت.Team Combat

الفكرة الأساسية في القتال بشكل عام هو أنه لا يوجد لاعب واحد يستطيع حمل فريقه بالكامل حتّى لو كان محترفًا بسبب أن اللعبة تركز بالكامل على أسلوب اللعب الجماعي.

لا يمكن لقدرة واحدة أو لاعب واحد أن يقوم بهزيمة فريق كامل من اللاعبين وحده مهما كانت الأسباب ووجود لاعب واحد بمفرده في أي موقف يعني الموت الأكيد بسبب سهولة التنسيق بين قدرات اللاعبين وبعضها وأهميتها البالغة في الضغط على لاعبي الخصم.

هناك في الحقيقة أزرار للابتعاد السريع أو صد الضربات ولكنها لن تنفع كثيرًا ولها عدد استخدامات محدود مما يجبرك بشكل تام على التنسيق مع أعضاء فريقك لتستطيع النجاة من أي موقف.

أنظمة اللعب كذلك تؤيد هذا الفكر واللعبة حاليًا تحتوي على نظامين فقط وهو نظام السيطرة على مناطق مقابل النقاط ونظام توصيل خلايا الطاقة إلى أماكن محددة وبالطبع كلا النظامين لا يعتمد على القتل العشوائي بل على التفكير وتحديد دور كل لاعب في الفريق حتي يصل الجميع إلى أقصى استفادة من اللعبة.Support

أحببت في اللعبة أنها تتيح لي تخصيص الأزرار كما أريد على ذراع التحكم Input Mapping وهذه خاصية ليست موجودة في أغلب ألعاب الشوتر، لكن للأسف المشكلة التي كانت موجودة في البيتا لا تزال موجودة في اللعبة بعد إطلاقها وهي أنني لا استطيع اختيار النظام الذي أريد الدخول إليه بل تجبرني اللعبة على دخول المعارك عشوائيًا بدون أي طريقة لاختيار النظام الذي أرغب فيه.

تجبرك الأنظمة كذلك على اختيار شخصيات قد لا ترغب فيها حتّى تكون تخصصات الفريق متوازنة بمعنى أنه لا يستطيع جميع اللاعبين أن يكونوا Supporter أو Tank ولكن المشكلة أن اللعبة تسمح بتغيير الشخصيات أثناء المعركة مما يعني أنه لو كنت تستخدم شخصية معينة فقد لا تستطيع استخدامها مجددًا بعد فترة من بدء المباراة بسبب اختيار لاعب آخر لها، وبصراحة لا أعرف ما هي فائدة أن أقوم بتجربة لعبة لا استطيع فيها الاستمتاع بشخصياتي المفضلة متى أردت.Start Menu

النقطة الأخيرة التي أريد أن أتطرّق إليها هو أن اللعبة تفتقر إلى الإبداع الصوتي الذي كان موجودًا في مقطع البداية وأعني بذلك أن اللعبة تبدو صامتة أغلب الوقت ولا يوجد أي نوع من المذيعين الحماسيين أو المعلنين عن تفوق أحد الفريقين عن الآخر أو حتّى أصوات مشجعين كل هذا غير موجود وما تسمعه هو جمل بسيطة من الشخصيات بين الحين والآخر مما جعل تجربة اللعبة رتيبة بعض الشيء بالنسبة لي رغم شكل الشخصيات والضربات المبهرجة على الشاشة.

كلمة أخيرة

Bleeding Edge لعبة تحاول أن تكون فريدة من نوعها لكن في الحقيقة هي ليست كذلك. معظم الأشياء والأفكار التي تقدمها اللعبة موجودة في ألعاب أخرى متوفرة حاليًا ولكن بطريقة مختلفة قليلًا أو رتم أبطأ بعض الشيء ولكن هذا لا يمكن اعتباره الحافز الوحيد لجعلي أرغب في تجربة اللعبة فترات طويلة.

حتّى الآن لا يوجد أي نوع من أنواع المحفزات ليساعدني على الاهتمام باللعبة. لا يوجد أي نقاط أو مراكز ترقية أو Battle Pass مع جوائز أو حتّى خارطة طريق تساعدني في معرفة ما هو الشكل الذي ستكون عليه هذه اللعبة في المستقبل.

وضع كل شيء في متناول اللاعبين بدون طلب أموال إضافية هو بالتأكيد خطوة جيدة لكنها ليست كافية لجعلي استمر في خوض المباريات بدون هدف أتطلع إليه.

شخصيًا أرى أن هناك ألعابًا أخرى تتفوق على Bleeding Edge في جوانب كثيرة منها الموسيقى التصويرية وتصميمات الشخصيات وأنظمة اللعب المتاحة، ولكن ربما مع معالجة هذه النقاط يمكن للعبة أن تتغير وتثبت نفسها بين باقي الألعاب الموجودة على الساحة، ولا نملك حاليًا إلا الانتظار لمعرفة هل سيتحقق فعلًا هذا أم أن اللعبة ذاهبة نحو التراجع.

Review overview

أنظمة اللعب7
أسلوب اللعب7
الرسومات7
الصوتيات5.5
الإبداع6

الإيجابيات

  • تنوع في طرق تقديم الشخصيات وأساليبها القتالية
  • طرق متعددة لتخصيص الشخصية متوفرة مجانًا بدون دفع أي نقود إضافية
  • نظامي لعب مختلفين يعتمدان على الإستراتيجية والعمل الجماعي

السلبيات

  • ضعف في مستوى الموسيقى التصويرية والمؤثرات الصوتية للعبة
  • لا يوجد أهداف أو مهمات يعمل اللاعب من أجلها على المدى الطويل
  • لا يمكن اختيار النظام الذي تريد اللعب فيه بحرية وينطبق نفس الأمر على الشخصيات المتاحة لك في أي وقت

الملخص

6.5Bleeding Edge تجربة تنافسية متعددة اللاعبين تركز على الإستراتيجية والعمل الجماعي ولكنّها لا تقدم الكثير من الحوافز لجعلي استمر في لعبها لفترة طويلة من الزمن كما أنها تعاني من بعض المشاكل وعدم وجود عناصر مميزة بدرجة تجعلها قادرة على المنافسة في سوق الألعاب الحالي وغير واضح حتّى الآن ما إذا كان الأمر سيتحسن في المستقبل أم لا.

محمد حسن
الكاتبمحمد حسن
محرر تنفيذي
أغطي صناعة ألعاب الفيديو وأكتب عن اللاعبين والمؤتمرات والمراجعات على جميع المنصّات.