مراجعة لعبة My Hero One’s Justice 2

يعود My Hero Academia، واحد من أكثر أعمال الأنمي والمانجا شهرة في عصرنا الحالي إلى عالم الألعاب مع العنوان الثاني من سلسلة الألعاب الخاصة به من تطوير شركة Byking وهو My Hero One’s Justice 2 لعبة قتال الحلبات ثلاثية الأبعاد.

تعيد اللعبة سرد أحداث الموسمين الثالث والرابع من مسلسل الأنمي الذي يتم عرضه حاليًا مع بعض الإضافات الجديدة التي ستعجب محبي السلسلة كثيرًا، وأيضًا تتيح لهم اختيار شخصياتهم القتالية المفضلة من بين الكتالوج المتنامي من عالم أبطال مسلسل الأنمي مثل Overhaul و Fatgum و Sir Night Eye وغيرهم الكثير.

تم تعديل أسلوب القتال في اللعبة بشكل جذري ليصبح أفضل وأكثر عمقًا وهذه كانت نقطة الانتقاد الأساسية في مراجعات اللعبة الأولى.

حصلت اللعبة كذلك على الكثير من الإضافات والتحسينات في أنظمة اللعب المختلفة مثل نظام المهمات ونظام تخصيص الشخصيات.

وعلى الرغم من أن نظام القصة لم يحصل على أي تغييرات حقيقية وما يزال مملًا مثل الجزء السابق، فهناك العديد الأشياء التي تستحق الاحترام هذه المرة والتي تدل على أن المطور يحاول أن يسير في الطريق الصحيح.

My Hero One’s Justice 2 متوفرة الآن على منصّات PS4, Xbox One, PC, Nintendo Switch (تمت المراجعة على منصّة PS4).

My Hero One’s Justice 2 ..

بين التطور والسلبية

تحتوي My Hero One’s Justice 2 على العديد من أنظمة اللعب والتي سنتناولها تدريجيًا أثناء المراجعة مثل أنظمة القصة والمهمات والأركيد والأونلاين، ولكن يجب العلم أن جميع هذه الأنظمة تشترك في نقطة واحدة مهمة وهي نظام القتال والذي هو مثل سابقه عبارة عن لعبة قتال حلبات ثلاثية الأبعاد باستخدام شخصيات الأنمي المختلفة ولذلك سنتكلم عنه أولًا لأنه يُعتبر الأساس لحديثنا عن باقي جوانب اللعبة.

الأبطال الخارقون يعملون سويًا

أنت تبدأ اللعبة بالاختيار من بين أحد الشخصيات كمقاتل أساسي بالإضافة إلى شخصيتين مساعدتين لمعاونة اللاعب في المعركة. كل شخصية تتحرك وتقاتل بطريقة مختلفة للغاية عن الأخرى مما يعطي هذه اللعبة مستوى جديدًا من العمق ليس موجودًا في باقي ألعاب نفس النوع.

هناك شخصيات مندفعة وشخصيات Zoner والعديد من الأنواع القتالية الأخرى ويوجد أكثر من 41 شخصية قابلة للعب عند الإطلاق مما يجعل هناك تنوعًا غير مسبوق في نوعيات المقاتلين، وهذا بالإضافة إلى أن اللعبة تقوم بدور رائع في ترجمة قدرات الشخصيات من المسلسل الأصلي بطريقة فريدة تزيد من هذا التنوع وتجعل اللعبة مناسبة لمجموعة أكبر من اللاعبين من مختلف الأذواق ودرجات المهارة.

ألعاب قتال الحلبات الأخرى تمنح اللاعبين مجموعات كبيرة من الشخصيات ولكن معظم الشخصيات تبدو متشابهة في أسلوب اللعب وطريقة الضغط على الأزرار والاختلاف الوحيد قد يكون موجودًا في الضربات الخارقة وليس أكثر.

أما في لعبة My Hero One’s Justice 2 نلاحظ اختلافًا حقيقيًا بين كل شخصية والأخرى في أسلوب الحركة والضربات العادية والخاصة وحتّى أن هناك بعض الخصائص المميزة التي تستطيع كل شخصية استخدامها حسب قدرتها الخاصة Quirk الموجودة في مسلسل الأنمي.

كل شخصية تستطيع تنفيذ ضربات سريعة أساسية وضربات باللون الأصفر يمكنها أن تصد ضربات الخصم المضادة لفترة قصيرة وضربات باللون الأحمر لا يمكن صدها على الإطلاق. هناك أيضًا ثلاثة مستويات مختلفة من الضربات الخارقة والتي تطلق عليها اللعبة اسم Plus Ultra وتحتاج منك إلى شحن مؤشر الطاقة كلما أردت أن تستعملها.

تستطيع الشخصيات في اللعبة أن تجري وتقفز وتطير والطريقة التي تفعل بها كل شخصية هذه الأمور مختلفة تمامًا عن الشخصيات الأخرى في اللعبة.

تحتوي اللعبة لأول مرة على خاصية المراوغة السريعة والتي تساعدك في تفادي ضربات الخصم باستخدام مؤشر القدرة على التحمل Stamina.

يلازمك دائمًا بطلان جانبيان مساعدان يمكن أن تستخدمها بشكل هجومي لمساعدتك في زيادة طول مجموعة ضرباتك أو يمكن بالعكس أن تستخدمها بشكل دفاعي لإيقاف مجموعة ضربات الخصم لأنه من الصعب إيقافها في هذه اللعبة بدون استعمال قدرات الشخصيات المساعدة وهي في الحقيقة كثيرة وقوية ولكن استعمالها يستهلك مؤشر طاقة المساعدة ويجب عليك شحنه مجددًا متى أردت استخدامه مرة أخرى.

تغيير بسيط تم إضافته في اللعبة هي أن الانتقال من ضربة إلى أخرى Cancel يحتاج إلى استهلاك مؤشر طاقة الاحتمال بمعنى أنك لا يمكنك الاستمرار في ضرب الشخصية بمجموعة ضربات مختلفة إلى الأبد وهذا أيضًا يزيد من فكرة الحاجة إلى استخدام الشخصيات المساعدة لتستطيع صنع مجموعة متناسقة من الضربات، ولكن في نفس الوقت أنت تحتاج إلى هذه الشخصيات لإيقاف خصمك عن تسديد الضربات وهكذا هي طريقة اللعبة في جعلك تفكر وتحدد استخدامك للشخصيات المساعدة من عدمها.

اللعبة تهتم كذلك هذه المرة بفكرة هزيمة دفاعات الخصم والتي كانت محدودة لبعض الشخصيات في اللعبة السابقة ولكن الآن هناك زر مخصص لها Guard Cancel مُتاح لجميع الشخصيات وهذا كان اختيار محببًا حتّى لا يتم الضغط عليك معظم الوقت وخصوصًا أن طرق الضغط في هذه اللعبة كثيرة ومتنوعة.

كل هذا يُعتبر رائعاً لو كان أسلوب الحركة مثالياً ولكن للأسف حركة الشخصيات رغم التحسينات الواضحة فيها لا تزال تعاني من بعض التباطؤ وكأن الشخصيات تطفو في الهواء أثناء القفز أو الضرب وهذا يؤدي إلى عدم إصابة العديد من الضربات لهدفها المراد.

يزداد هذا الأمر سوءاً كذلك بسبب طبيعة الملاعب والحوائط المتكسرة والتي لا تضيف إطلاقًا إلى نظام اللعب أو حتّى الأسلوب البصري ولكن على الأقل تمت إزالة فكرة الخروج من الحلبات في جميع ملاعب اللعبة بدون أي استثنائات.

لا تغنيك القصة عن مشاهدة المسلسل

لدينا أولًا نظام القصة والذي يستغرق على الأقل أربعة ساعات للانتهاء منه ومثل السابق تحكي اللعبة القصة من وجهتي نظر مختلفتين وهما الأبطال والأشرار ويبدأ السرد من بداية الموسم الثالث وحتّى منتصف الموسم الرابع أو تحديدًا نهاية قصة Overhaul.

تستعمل القصة نفس أسلوب العرض السابق وهو تقدّيم صور ثابتة مثل مجلات الكوميكس مع أداء صوتي باليابانية (لا تحتوي اللعبة على أداء صوتي باللغة الإنجليزية) ومن الأفضل أن تقوم بمشاهد المسلسل أولًا قبل تجربة هذا النظام لأن اللعبة لا تعرضه بالشكل المناسب أو الجذاب الذي كان موجودًا في حلقات المسلسل.

للأسف النظام لا يبدو عليه أي اختلاف في طريقة التقديم عن اللعبة السابقة ولكن المعركة الأخيرة بين Full Cowl Midoriya و Overhaul تحتوي على بعض الإضافات واللمسات الجديدة التي ستسعد المعجبين الأصليين ولكن التغييرات هي في هذه المعركة فقط دون غيرها مما يجعل الأمر مؤسفًا وغير جذابًا.

الانتهاء من نظام القصة يتيح لك فتح بعض الشخصيات التي تكون مُغلقة في البداية ولكن تستطيع فتح قائمة الشخصيات كاملة بمجرد الانتهاء من لعب القصة.

أيضًا تحتوي المهمات في نظام القصة على تحديات إضافية لو قمت بها أثناء كل معركة تحصل على مكافآت إضافية مثل  عناصر شحن وقطع أزياء وغيرها من الأمور ولكن الأمر كان مزعجًا للغاية لأنه لا يوجد خاصية إعادة المعركة في الوقت الذي أريده مثل باقي الأنظمة بمعنى أنه لو وجدت نفسي فشلت في تنفيذ ما تريده مني المعركة في بدايتها سأحتاج لانتظار نهاية المعركة بالكامل حتّى استطيع العودة إليها وتجربتها مرة أخرى وهذا أخذ مني وقتًا أكبر من المتوقع.

تجربة القتال الحر مقيدة وفوضوية

بالنسبة لنظام اللعب الحر يمكنك فيه تجربة القتال أمام الذكاء الاصطناعي أو لاعب آخر ويمكنك تخصيص القوانين ومنع استخدام الأبطال المساعدين وتحديد الوقت وغيرها من الأمور.

هناك خاصية جديدة كذلك وهي إمكانية أن يقوم أحد اللاعبين الآخرين باستخدام شخصية البطل المساعد من خلال ذراع التحكم ويقوم بالقتال معك باستخدام جميع ضربات وقدرات الشخصية ولكن تموت الشخصية التي يستعملها إذا تلّقى ضربة واحدة ويحتاج إلى إعادة الشحن مجددًا حتّى يستطيع النزول إلى أرض الملعب مرة أخرى.

النظام غريب نوعًا ما خصوصًا عندما تجد أربعة لاعبين في مواجهة بعضهم البعض بدون أي إمكانية من أي لاعب لتحديد إتجاه الضربات أو التركيز على الخصم كما أنه للأسف لا يمكن تجربته إلا عن طريق اللعب بجوار صديق ولا يمكن للأصدقاء بتجربة استخدام الشخصيات المساعدة عبر الإنترنت، وهذا بالإضافة إلى العديد من القيود المزعجة في نظام الأونلاين والتي سنتحدث عنها لاحقًا في المقال.

المسيرة المهنية لوظيفة البطل

تم تعديل نظام المهمات بالكامل من اللعبة السابقة وأصبح يتيح لك الآن ضم مختلف الأبطال والأعداء إلى وكالة الأبطال الخاصة بك باستخدام النقود التي تحصل عليها من أنظمة اللعب المختلفة.

يمكنك أن تختار الأبطال المفضلّين لك وستعرض لك اللعبة صورة لكيفية عمل هؤلاء الأبطال مع بعضهم البعض ومن سيعمل بشكل أفضل مع الآخر.

المهمات تدور في شكل رقعات مكونة من أيقونات متصلة وتحتوي كل أيقونة على مهمة أو عنصر شحن ويجب عليك الانتهاء من جميع القتالات الموجودة في الأيقونات على الرقعة حتّى تنتهي من المهمة وجدير بالذكر أن نقاط حياتك لا يتم شحنها بعد كل معركة مما يجعل الموضوع صعبًا ويجبرك على استخدام عناصر الشحن المختلفة.

تتطور الشخصيات مع تكرار استخدامها وللأسف نقاط الخبرة لا يتم توزيعها بشكل صحيح بين الشخصيات مما أجبرني على استخدام نفس الشخصية طوال فترة اللعب وبالطبع احتجت لإعادة نفس المهمة مرات عدة حتّى استطيع تطوير الشخصية وهزيمة المهمات الأكثر صعوبة.

نقطة أخرى أن المهمات لا تزداد في التعقيد أو تجبرك على اختيار طرق مختلفة بشروط نجاح معيّنة مختلفة لتستطيع إنقاذ الجميع مثلما يفعل الأبطال ولكن كل يحدث هو زيادة في صعوبة المعارك فقط. لكن على الأقل المعارك في هذا النظام ممتعة بطريقة مختلفة عن باقي أنظمة اللعبة بسبب وجود عناصر التطوير والتي تعمل على إعطائك قدرات مختلفة ومتنوعة أثناء القتالات لا يمكن الحصول عليها إلا من هذا النظام فقط.

أخيرًا لا ننسى أنه يمكن تغيير شكل شخصية اللاعب في هذا النظام باستخدام قطع التعديل ومثلك ستجد جميع الأعداء قد تم تغيير أشكالهم باستخدام القطع بطريقة أو بأخرى مما يجعل المعارك ذات طعم مختلف عن باقي الأنظمة بصريًا على الأقل.

حوارات خيالية بسيطة في My Hero One’s Justice 2

نظام الأركيد يعمل مثل المعتاد ويسمح لك بخوض ست معارك متتالية وحسب ولكن قبل بدء كل معركة تجد الشخصيات تذكر بعض الجمل أو التعليقات البسيطة على شكل خصمها أو قدرته حتّى لو لم تكن قابلت بعضها البعض في المسلسل الأصلي وهذا يمكن اعتباره المحتوى القصصي الجديد لو كان اللاعبون يبحثون عن مثل هذا النوع من المحتوى.

عند هزيمة معارك الأركيد يتم مكافأة اللاعب بصور ورسومات للشخصية التي قام باختيارها ولكن هذا كل شيء والنظام بشكل عام لا يقدم أي جديد على اللعبة أو طور الأركيد بشكل عام.

مشاكل نظام الأونلاين في My Hero One’s Justice 2

للأسف لا تزال البنية التحتية لتجربة اللعب عبر الإنترنت في اللعبة تعاني من المشاكل والتأخير في ترجمة إدخالات الأزرار Input delay واضح وضوح الشمس.

هناك دائمًا نسبة 50% بأنك لن تستطيع إتمام المعركة بسبب مشاكل الإنترنت ولكن اللعبة تعاقبك في الحالتين سواء أكنت خرجت بنفسك أو جعلتك اللعبة تخرج وتمنعك من اللعب مع أي شخص بخلاف الأشخاص الذين يخرجون عنوة من المباريات مثلك.

نقطة أخرى أن غرف الأونلاين لا تسع أكثر من لاعبين إثنين فقط على عكس باقي الألعاب وبالطبع كما ذكرت لا يمكن تجربة شخصيات Assist إلا من خلال ذراع لاعب آخر يجلس بجوارك وليس عبر الإنترنت.

يحصل اللاعبون على نقاط حتّى لو خسروا وهذا يعني أن فكرة التنافس Leaderbords ليست حقيقية وكل ما تراه على شاشة هو مؤشرات لمن لعب اللعبة أكثر من غيره.

لا ننسى بالطبع أنه يمكن تخصيص شكل الشخصيات وأزيائهم في جميع هذه الأنظمة بخلاف نظام القصة ويمكن كذلك تصميم كارت توضيحي خاص لمعلومات اللاعب حتّى يتشاركه مع اللاعبين الآخرين عبر الإنترنت. طريقة تخصيص الشخصية وواجهة المستخدمة أصبحت أفضل بكثير عن السابق وهذه نقطة أعجبتني كثيرًا.

كلمة أخيرة

My Hero One’s Justice 2 قامت بنقل السلسلة إلى مرحلة جديدة من خلال التعديلات العميقة التي تمت إضافتها في نظام القتال والتي جعلتها فعلًا لعبة ممتعة ومختلفة واستطيع ترشيحها لمحبي العمل الفني لو كانوا مهتمين بالجانب القتالي وحسب من اللعبة، لكن هناك العديد من الأمور الأخرى التي تجعلني امتنع عن ترشيح اللعبة في وقتها إصدارها الحالي.

نظام القصة لا يضيف أي جديد مثل السابق في المحتوى وطريقة التقديم، وكذلك نظام المهمات يحاول تقديم أشياء جديدة ولكنها تنتهي إلى صورة تكرارية مملة من طريقة اللعب المعتادة، وكذلك نظام الأونلاين يعاني من العديد من المشاكل التي تحتاج إلى حل فوري خصوصًا لو كان يريد اللاعب تجربة القتال مع الأصدقاء عبر الإنترنت.

هناك أغنية واحدة بارزة فقط تعمل في شاشة البداية وأثناء القتالات ولكن غير ذلك لم ألحظ وجود أي من الأغاني الأيقونية للمؤلف الموسيقي Yuki Hayashi أو شيء بنفس المستوى من الجودة ونتمنّى أن يتم حل هذه النقطة في المستقبل وخصوصًا أن ألعاب الأنمي مثل دراجون بول تستعمل أغاني المسلسل المقتبسة منه داخل اللعبة.