رأي

6 أشياء جعلتني أقع في حب Death Stranding

Death Stranding

أخيراً صدرت لعبة كوجيما المنتظرة Death Stranding وشاهدنا العديد من الآراء المختلفة حول اللعبة.

منذ اللحظات الأولى مع اللعبة كان من الواضح تماماً أن اللعبة ستثير الانقسام داخل مجتمع اللاعبين، خصوصاً مع نظرة البعض لها كعمل فني أكثر من كونها لعبة فيديو تقليدية.

ورغم اعتقادي أن لعبة Death Stranding هي لعبة ساحرة وذكية ومبتكرة، إلا أنني أتفهم اللاعبين والنقاد الذين يمليون للطرف الآخر خصوصاً مع وجود مبررات منطقية لوجهة النظر الأخرى.

في نفس الوقت أعتقد أنه من المناسب الآن توضيح وجهة نظر محبي اللعبة، وأنا منهم، بطريقة منطقية ومحاولة التركيز على الأشياء التي جعلتني أقع في حب اللعبة مثلي مثل الكثير من اللاعبين حول العالم.

لا تنسوا مطالعة المراجعة الكاملة للعبة من هنا

الألعاب ليست للمتعة فقط

قد تكون لعبة Death Stranding من أكثر ألعاب هذا الجيل إثارة للانقسام بين اللاعبين وحتى النقاد، وذلك للعديد من الأسباب أهمها الجدل حول متعة اللعبة.

في الحقيقة ورغم أنني اعتبرها لعبة رائعة جداً، لكن لا يُمكن القول أنها لعبة هدفها الأساسي المتعة مثل ألعاب الأكشن أو الألعاب الجماعية عبر الإنترنت عموماً.

وهذا ما أثار إعجابي في هذه اللعبة، استطاع كوجيما تصميم لعبة بأفكار جديدة كلياً وبرهن أن ألعاب الفيديو لم تخلق لأجل المتعة فقط بل بإمكانها الغوص في أعماق النفس من خلال السرد المثير وتقنيات اللعب المبتكرة.

قد يرى البعض روتينية المهام وكون اللعبة بطيئة للغاية، مقارنة بحصريات سوني المعتادة، سبباً يجعل اللعبة مملة، لكن الأشخاص الذين يريدون بالفعل شيئاً مختلفاً عما اعتدنا عليه سيكتشفون تجربة مصممة بعناية تجعلك منهبراً لفترات طويلة.

لذلك قد لا تكون لعبة مناسبة لكل شخص، فهي تسلك مسارها الخاص بعيداً عن ألعاب AAA التي تتبع نفس الصيغة مراراً وتكراراً.

تجربة جديدة بالفعل

Death Stranding

وعدنا كوجيما في تصريحاته السابقة حول اللعبة أنها ستقدم تجربة جديدة ومبتكرة، لم تكن هذه مجرد وعود أو حملة دعائية بل هذا ما ستحصل عليه فعلاً.

الآراء المنقسمة حول اللعبة هي خير دليل على تقديم اللعبة لأفكار جديدة وتجربة لم نراها سابقاً في الألعاب، وقد تكون انطلاقة لأفكار أكثر إشراقاً في صناعة الألعاب.

تعيد Death Stranding طريقة تصميم ألعاب الفيديو لتأخذك إلى عالم لم تتوقعه، ولتبدأ نوع جديد في عالم الألعاب.

الشعور بهذه التجربة الجديدة سيبدأ معك منذ اللحظات الأولى لتشغيل اللعبة وذلك حتى لحظات النهاية بعد ساعات طويلة من اللعب.

بالنسبة لي فإن الشعور بأن كوجيما قد أوفى بوعوده قد راودني خلال اللعب، ليس ذلك بسبب بصماته الفريدة والواضحة في اللعبة، بل بسبب التصريحات السابقة حول كون اللعبة تقدم شيئاً جديداً ومختلفاً والتي كانت صادقة تماماً.

التركيز على القيمة في Death Stranding

لعبة Death Stranding ليست لعبة “ممتعة” كما أشرت سابقاً وليس لدي مشكلة مع ذلك، لكنها تجربة مهمة وذات مغزى تركز على الكثير من القيم والمشاعر.

سوف تشعر بالملل في بعض الأحيان وربما الإحباط في أحيان أخرى، لكن المكافأة الكبيرة التي ستحصل عليها في النهاية ستشعرك بلذة جديدة لم تعتد عليها في عالم الألعاب.

يُمكنني اعتبارها نظرة على الحياة والموت والتواصل والعزلة، فهي لعبة حول بناء ما يهمنا أكثر وكيف ندعم بعضنا البعض بلا أنانية.

اللعبة فيها الكثير من الرسائل الإيجابية لكنها في نفس الوقت لا تتجاهل الألم، قصة اللعبة وأسلوب اللعب نفسه يوصلان رسالة مفادها أن المحن في حد ذاته هي ما تجعل الأشياء تستحق القيام بها وهي ما تجعل الحياة تستحق العيش.

لعبة شاعرية

تعرف Death Stranding كيف تلعب بمشاعرنا، وكانت قادرة رفع مستوى التوتر والحزن والفرح والشعور بالعزلة والإحساس بالمعاناة وذلك بطريقة تصاعدية تتطور وتتشابك فيها القصة والشخصيات بطريقة غير مسبوقة.

وفي عصرنا الحالي أعتقد أننا بحاجة لبث هذا النوع من المشاعر، فهي لعبة تتطلب الصبر والرحمة والحب، وهي جميعها أشياء نحتاج لها الآن بدلاً من الاستمرار في نوع معين من الألعاب يعتمد على القتال ضد بعضنا البعض.

بعد قضاء ساعات مع اللعبة والوصول إلى النهاية التي تفاجئ الجميع تكتشف أن النهاية ليست سوى البداية، وسينتابك شعور غريب نحو كل ما شاهدته فيها.

العناية بكل التفاصيل في Death Stranding

من الأشياء المثيرة للإعجاب أن اللعبة لم تكتف بتقديم فكرة جديدة، بل حرصت على العناية بكل التفاصيل لتخلق لنا تحفة فنية بأفكار فلسفية رائعة تجمع بين رواية القصة المذهلة والألعاب المبتكرة.

الرسومات والموسيقى والشخصيات والقصة وأسلوب اللعب جميعها أشياء تم الاعتناء بها لأقصى درجة ممكنة، انعكست على تقديم الفكرة الجديدة للعبة بطريقة إيجابية للغاية.

الكثير من الألعاب عند تفردها في جانب ما نرى هناك بعض القصور في جوانب اللعبة الأخرى، لكن هذا لم يحصل مع Death Stranding، لم نرى المطور يقول قدمنا الكثير من الأفكار الجديدة والمبتكرة في اللعبة وهذا يكفي.

الرسومات مصقولة بطريقة مبهرة والعالم نفسه يضعك في الجو العام للعبة من الوهلة الأولى، والموسيقى قد تكون على المستوى الذي قدمته لعبة Nier: Automata والتي اعتبرها واحدة من أفضل التجارب إطلاقاً لجيل الألعاب الحالي.

النظام الاجتماعي عبر الإنترنت

اللعب الجماعي عبر الإنترنت في Death Stranding لا يشبه أي لعبة جربتها من قبل، فهو نظام بسيط من حيث المفهوم لكن تم تنفيذه بطريقة ثورية تسد الفجوة بين الألعاب الفردية والجماعية.

أثار إعجابي كيفية ربط اللعبة للاعبين مع بعضهم البعض، وكيفية تأسيس اللعبة لنظام اجتماعي عبر الإنترنت يُمكن فيه منح وتلقي الإعجابات كما هو الحال في الشبكات الاجتماعية.

فكرة أن مساهمتنا في اللعبة ستكون موضع تقدير من الآخرين، قد تكون حافزاً للاعبين للحيد عن المهمة الأساسية والمساهمة في مساعدة الآخرين مثل بناء الهياكل للعبور أو تحذير بعض اللاعبين.

كل هذا يحدث بشكل غير متزامن، حيث لا يظهر الاعبون فعلياً في لعبتك لكن يمكنك في نفس الوقت رؤية المسار الذي سلكه الآخرون.

وجدت نفسي أقوم ببناء أشياء أو أضع سلالم في أماكن اعتقدت أنها ستساعد الناس أكثر من مجرد إسقاطها في أي مكان.

في الحقيقة يُمكنني أن اعتبر نظام التفاعل الاجتماعي داخل اللعبة أحد أكثر الأنظمة المبتكرة في الألعاب.

سامر حديد
الكاتبسامر حديد
محرر مشارك
الكتابة حول صناعة ألعاب الفيديو هي واحدة من أكثر الأشياء التي استمتع بها طوال الوقت