Monkey King: Hero Is Back لعبة مبنية على فيلم الرسوم المتحركة الصيني الذي يحمل نفس الإسم، والذي صدر عام 2015 وحقق شهرة واسعة في دور السينما الصينية.
القصة معروفة ومبنية على الرواية الصينية “رحلة إلى الشمال” واحدة من روايات التراث المشهورة عند الصينيين والتي كانت إلهامًا للعديد من الأعمال الفنية فيما بعد مثل مسلسل الأنمي المشهور Dragon Ball.
في الفيلم الأصلي يلعب الممثل جاكي شان بصوته دور الملك القرد الذي أطلق سراحه بدون قصد صبي صغير بعد خمسمائة عام من الحبس. يعاقب الإله بوذا بطلنا القرد بتقييده داخل صخرة قوية ويلف سلاسل حديدية حول ذراعه بسبب أفعاله السيئة والمتمردة على الآلهة، ويأمل بوذا في أن يتعلم القرد القيم الأخلاقية والحكمة من مساعدة الغير على كوكب الأرض حتّى يسامحه الآلهة، كما أن هذا هو الحل الوحيد للتخلص من العقاب وفك لعنة السلاسل.
القصة قد تبدو معقدة قليلًا ومربكة للأطفال لكن يتم تقديمها في شكل جميل وبسيط يشبه أفلام شركة بيكسار في طريقة العرض، أضف إلى ذلك أن الفيلم احتوى على العديد من المشاهد العنيفة الممتعة ومعارك الفنون القتالية مع وحوش مختلفة لها مظهر شيطاني وسحرة أشرار وتنانين صينية ذات أحجام مهولة.
الفيلم كذلك مليء بالدروس والقيم الأخلاقية المقتبسة من القصة الأصلية والتي تجعل من مشاهد الفيلم تجربة مفيدة للصغار والكبار على حد سواء.
لعبة الفيديو تعرض نفس القصة الرئيسية للفيلم مع معالجة بعض الأشياء التي لا يمكن نقلها عند تحويل القصة إلى لعبة، ولكنها تلتزم بتحويل أهم المشاهد الأيقونية القتالية وغير القتالية إلى تجربة قابلة للعب ويستطيع اللاعبون الاستمتاع بها بدون الرجوع إلى الفيلم الأصلي، كما أن هناك بعض التفاصيل الجديدة غير موجودة في الفيلم الأصلي والتي قد تقدم إجابات مُرضية قليلًا لنهاية الفيلم المفتوحة.
Monkey King: Hero Is Back تتوفر على منصّات PS4 (تمت تجربتها), PC في السابع عشر من أكتوبر هذا العام.
Monkey King: Hero Is Back ..
رحلة سحرية مليئة بالعواطف والدروس المستفادة
تبدأ اللعبة بعرض ملخّص قصير لحروب الملك القرد مع الآلهة السماوية قبل أن نبدأ قصتنا الفعلية على كوكب الأرض بعد هزيمة الملك القرد وحبسه.
تعرض اللعبة هذا الملخص وبعض المشاهد الأخرى في اللعبة في شكل لوحات فنّية جميلة من الحبر الأسود والألوان المائية وتشبه اللوحات اليابانية التقليدية التي كانت موجودة في نفس وقت كتابة الرواية الأصلية في القرن السادس عشر.
يتعرّف الملك القرد على الولد الراهب الذي أنقذه، وهو صبي يتيم مليء بالنشاط والحيوية ويحمل أخته على ظهره، ويطلب من القرد مساعدته في تعلّم فنون القتال ومعرفة سر اختفاء الأطفال من القرى المحيطة، وخلال رحلتهم يقابلون الخنزير المتكلم الذي يصبح صديقهم الثالث في سعيهم من أجل انقاذ حياة الأطفال.
في البداية لا يهتم الملك القرد بما يريده الفتى الراهب أو الخنزير وكل ما يفكر فيه هو حل اللعنة التي أصابته، لكن مع الوقت يصبح الموضوع أكثر عاطفية، ويعمل القرد بجد من أجل مساعدة البطل ويتأثر الإثنان بشخصية بعضهما البعض نحو الأفضل.
اللعبة يبدو أنها تريد التركيز على شخصية البطل القرد بشكل كامل لأنها لا تعرض العديد من التفاصيل التي كانت موجودة في بداية الفيلم بخصوص ماضي الطفل وحياته قبل أن يقابل الملك القرد.
شخصيًا عند مقارنة قصة اللعبة بالفيلم أحسست أن قصة اللعبة بسيطة قليلًا وفارغة بسبب عدم وجود بعض الشخصيات الجانبية التي حصلت على وقت ظهور كبير في الفيلم الأصلي، لكن الحوارات الهامة والمشاهد الأيقونية خاصة النصف ساعة الأخيرة من الفيلم موجودة بنفس شكلها الجميل بدون اي اختلاف.
القصة مفعمة بالمشاعر والأحساسيس المختلفة مثل الغضب والصداقة والوفاء والأداء الصوتي المتميز للشخصيات ساعدني كثيرًا على الإهتمام بما يقال في كل وقت.
هناك العديد من الأصوات التي يمكن تجربتها مثل الإنجليزية والصينية واليابانية مع وجود ترجمة لجميع هذه الأصوات، ولم استطع تحديد الأداء الأفضل لأن الأصوات جميعها رائعة ولكنني فضلت تشغيل الأصوات الصينية حتّى أحصل على تجربة قريبة من الفيلم الأصلي ولم أندم على ذلك في أي وقت.
تستعمل اللعبة كذلك العديد من مقاطع الأوبرا الصينية التقليدية طوال فترة اللعبة تمامًا مثل الفيلم الأصلي مما جعل تجربة اللعبة أكثر جاذبية وتوازنًا.
لا ننسى شكل الرسوم الساحر والجميل والذي ساعدني على الاهتمام بتفاصيل القصة وعلى مدار العشرة مراحل الأساسية من اللعبة لم أتوقف عن الانبهار بمدى جمال بلاد الصين القديمة المعروضة في اللعبة.
الألوان تنبض بالحياة في كل ركن وتبدو مطابقة تمامًا لجودة رسوم الفيلم الأصلي. البحيرات والجبال والتلال والأنهار جميعها تبدو رائعة وحتّى طريقة عمل القدرات السحرية التي يمتلكها البطل وحركته أثناء القتال شعرت أنها ذات شخصية وطابع خاص مميز وليس مجرد حركات تكرارية مثل باقي ألعاب الآكشن.
الملك القرد يفتقد الكثير من قوته الأصلية بسبب لعنة السلسلة مثل العصا التي يمكن تمديدها والدرع الأحمر القرمزي اللامع الخاص به. يبدأ الملك مع مجموعة من الحركات القتالية البسيطة التي تعتمد على الضغط على الزر بشكل متكرر، ويستطيع كذلك التقاط بعض الأشياء من الأرض مثل العصي والمقاعد واستعمالها في القتال.
القتال يتم بشكل عام مع الوحوش الخضراء الشيطانية في شكل يبدو مثل ألعاب Yakuza قليلًا، لكن مع التقدّم في اللعبة يواجه القرد أنواعًا مختلفة من الوحوش الطائرة وبعض الوحوش الرئيسية القوية وحتّى الوحوش العادية في مراحل سابقة تعود مجددًا في الأدوار المتقدّمة بأشكال وقدرات وأساليب قتال جديدة.
في البداية قد تبدو القتالات سهلة وبسيطة وهذا صحيح نوعًا ما، لكنها ما تزال لعبة فنون قتالية في المقام الأول، وهذا يتضح في إمكانية صد هجوم الأعداء في الوقت المناسب لتجد الشاشة قد تحولت إلى قتال فردي سريع يحتاج منك إلى الضغط بشكل متتالي على نفس الزر لإتمام مجموعة من الحركات القتالية السريعة وهزيمة العدو بشكل فوري. الانسيابية في طريقة تحريك القرد أعجبتني كثيرًا وهناك العديد من الحركات القتالية والكوميدية التي يستعملها وتختلف من وحش إلى آخر.
مع الوقت المعارك تصبح أصعب وفي نفس الوقت يستطيع القرد فك بعض القيود التي تحبس قوته مما يتيح له استعمال بعض فنون السحر مثل تنفيذ ضربات فنون قتالية قوية، أو الحصول على نظرة سحرية تمكنّه من رؤية نقاط حياة الأعداء والأشياء الخفية من حوله، وحتّى يتمكن بعد ذلك من استدعاء بعض الأسلحة مثل الكراسي والعصي بدون الحاجة إلى التقاطتهم من حوله، ويتغير أسلوب حركته تمامًا متى حصل على العصا الطويلة ويصبح أكثر قوة وسرعة وسلاسة لأنها بالطبع سلاحه الأصلي المعتاد.
لأنقل الصورة بشكل أفضل إلى القارئ أنت لا تلعب Devil May Cry أو Astral Chain. سرعة القتال بطيئة قليلًا والانتقال من وحش إلى آخر أثناء المعركة لا يتم بشكل انسيابي تمامًا مثلما نرى في ألعاب الآكشن الأخرى.
طريقة تفعيل القدرات الخاصة أو السحر لا يمكن دمجها مع الحركات القتالية وتحتاج إلى إيقاف المعركة بالكامل لتستطيع تفعيل واحدة من هذه الضربات القوية والتي تحدث بشكل أوتوماتيكي بدون أي تدخل منك من خلال الضغط على الأزرار.
كنت أتمنّى لو تكون القتالات أسرع قليلًا لكن للأسف هذا ليس الحال هنا. ورغم أن أعداد الأعداء في كل معركة يمكنه أن يتزايد بشكل كبير شعرت دائمًا أنني احتاج إلى الإفلات والانفراد بكل وحش على حدة ولم استطع الاستمتاع بمعارك قوية وكاسحة فيها أقوم بضرب العديد من الأعداء في نفس الوقت مثل باقي آلعاب الآكشن. القتال لا يزال للأسف ذو مستوى متوسط بالنسبة للعبة آكشن في الوقت الحالي.
يستطيع القرد تطوير نفسه من خلال التجوال في عالم اللعبة الجميل والمليء بالخضرة والبيوت الصينية القديمة والقلاع المحصّنة وحتّى يستطيع الذهاب إلى أعلى السماء ومحاربة التنين كما حدث في الفيلم الأصلي.
يحصل اللاعب على العديد من العناصر التي تتيح له صناعة أدوات لشحن نقاط الحياة والسحر، ويمكنه أن يجد بعض المخلوقات الصغيرة التي عند جمعها بأعداد كافية تتيح له تطوير نقاط الحياة والطاقة ورفع عدد الحركات القتالية التي يمكنه القيام بها بشكل دائم.
مشاهدة عالم اللعبة ممتع جدًا وحجم المرحلة يزداد شيئًا فشيئًا وهناك دائمًا مفاجأة أو إثنين في كل خطوة تستطيع أن تلفت انتباهك وتجعلك مترقبًا لما سيحدث فيما بعد.
لكن بالطبع شكل العالم نفسه بسيط بالمقارنة بألعاب أخرى والهدف الحقيقي من اللعب هو القتال ومشاهدة القصة، والتي شعرت في بعض الأحيان أن اللعبة تعتمد عليها بدرجة كبيرة بدلًا من إضافة شيء مميز يجعلها مختلفة عن شكل الفيلم الأصلي.
كلمة أخيرة
قد لا تكون لعبة Monkey King: Hero Is Back is اللعبة الأكثر تعقيدًا من ناحية القصة ونظام القتال، ولكنها تضم مزيجًا جيدًا من الرسوم المتحركة الجميلة والأفكار المأخوذة من التراث الصيني القديم لتصنع عالمًا مليئًا بالحيوية ومتوازن بشكل جيد.
لا تنقل اللعبة جودة التصوير الممتازة الموجودة في الفيلم الأصلي بنفس القوة لكنّها لا تزال تجربة قصصية جميلة وتستطيع أن تأخذك في رحلة سحرية مليئة بالأحداث والعواطف والدروس المستفادة.
Review overview
الإيجابيات
- قصة من التراث الصيني القديم ومليئة بالدروس المستفادة
- نظام قتال ممتع بصريًا ويحتوي على العديد من حركات الفنون القتالية المختلفة
- شكل رسوم رائع يماثل الفيلم الأصلي في الجودة
- أداء صوتي ممتاز بلغات متعددة وموسيقي أوبرالية صينية قديمة تضيف إلى قيمة القصة
السلبيات
- نظام القتال بطيء نوعًا ما ويفتقد الانسايبة في قتال أعداد كبيرة من الأعداء
- لا يوجد إضافات كثيرة أو تجديدات على الفيلم الأصلي بل يوجد بعض المشاهد والشخصيات التي اختفت تمامًا عند تحويل الفيلم إلى لعبة
الملخص
7قد لا تكون لعبة Monkey King: Hero Is Back اللعبة الأكثر تعقيدًا من ناحية القصة ونظام القتال، ولكنها تضم مزيجًا جيدًا من الرسوم المتحركة الجميلة والأفكار المأخوذة من التراث الصيني القديم لتصنع عالمًا مليًا بالحيوية ومتوازن بشكل جيد. لا تنقل اللعبة جودة التصوير الممتازة الموجودة في الفيلم الأصلي بنفس القوة لكنّها لا تزال تجربة قصصية جميلة وتستطيع أن تأخذك في رحلة سحرية مليئة بالأحداث والعواطف والدروس المستفادة.