مراجعة لعبة Daemon X Machina

هل لعبة Daemon X Machina تستحق الشراء؟ ما هي الأشياء التي تميز اللعبة عن باقي الألعاب من نفس النوع؟ كل هذا وأكثر نتعرف عليه في هذه المراجعة.

الميكا Mecha هو مصطلح يشير إلى أنواع الخيال العلمي التي تركز على قيادة الروبوتات العملاقة أو الآلات الميكانيكية التي يسيطر عليها البشر.

تختلف الروبوتات اختلافًا كبيرًا في الحجم والشكل حسب نوع العمل الفنّي، ولكنها دائمًا تتميّز بشكلها القريب من البشر، والذي يتيح لها حمل الأسلحة في كلتا اليدين والدخول في قتالات مثيرة مع أنواع مشابهة من الروبوتات أو المركبات الضخمة تمامًا مثلما يحدث في لعبة Daemon X Machina .

نوع الأعمال الفنّية Mecha كان مستخدمًا بشكل كبير في الرسوم المتحرّكة اليابانية أيام السبعينات والثمانينات، وكانت هناك بعض الأعمال البارزة في تلك الفترة مثل غراندايز ومازنجر وجاندام والكثير غيرهم.

Daemon X Machina لعبة أكشن تعتمد على قيادة الروبوتات الآلية، وتعيد أمجاد العصر الذهبي لألعاب الروبوتات (ميكا) اليابانية مثل GUNDAM و Armored Core.

جدير بالذكر أن المنتج المسؤول عن سلسلة ألعاب Armored Core وهو Kenichiro Tsukuda يرأس بنفسه هذا المشروع الجديد، مما جعلنا نلاحظ الخبرة الموجودة في أدق التفاصيل الخاصة بتصميمات الروبوتات والأسلحة في اللعبة.

لعبة Daemon X Machina متوفرّة الآن حصريًا على منصّة ألعاب Nintendo Switch.

مراجعة لعبة Daemon X Machina ..

أسلوب قتال ممتاز، والكثير من التكرارية

لعبة Daemon X Machina تبدو رائعة. أشكال الرسوم الكرتونية اليابانية، وشاشة عرض الهولوجرام ذات الطابع المستقبلي، وتصميمات الروبوتات الأنيقة، وفكرة أن كل هذا يبدو ويعمل بصورة ممتازة على جهاز نينتندو سويتش جعلتني منبهرًا باللعبة من كلا الجانبين التقني والفنّي.

تجعلك اللعبة تقوم باختيار تصميم شخصية البطل في البداية وأيضًا اختيار تصميم الروبوت الذي ستقوم بقيادته خلال اللعبة، والذي يُطلق عليه هنا اسم Arsenal.

هناك العديد من أساليب التخصيص المختلفة والتي يمكنها أن تجعلك تشبه أي شخصية تريدها من شخصيات اللعبة، كما أنه يمكنك تحديد شكل ولون كل قطعة في ماكينة Arsenal القتالية كما تريد قبل البدء في اللعب.

فكرة عالم اللعبة بسيطة وغامضة في نفس الوقت. أنت تعيش في وقت سقط فيه القمر على كوكب الأرض ليتسبب في تدمير نصف البشرية، بالإضافة إلى السيطرة على الذكاء الاصطناعي لجميع الآلات والروبوتات بطريقة غير معروفة، وتحويلهم إلى جيوش روبوتات Immortals قادرة على استنساخ نفسها وجعل الخطر مستمرًا إلى ما لا نهاية.

الأمور تبدو يائسة لكن لحسن الحظ أن سقوط القمر ساعد مجموعة من البشريين على الحصول على قدرات خاصة تجعلهم يستطيعون قيادة الآلات الميكانيكية Arsenal والتصرّف كحماة للانسانية طوال فترة الحرب مع جيوش الروبوتات التي لا تنتهي.

أنت تلعب دور عضو جديد في فريق حماة الأرض الذين يُطلق عليهم اسم Outers، ورغم اختلاف الأسباب الذين يعملون من أجلها مثل المال أو حب التدمير أو غيرها، جميعهم يشتركون في الهدف الأساسي وهو تدمير الروبوتات وحماية الأرض من الدمار.

النمط المألوف للقصة وأسلوب السرد في Daemon X Machina

الحياة في فريق Outers تتبع نمطًا مألوفًا. قبل أي مهمة يتمكّن اللاعب من العبث بروبوت Arsenal الخاص به وتزويده بالأسلحة والمعدّات، ثم يذهب في مهمات ذات أهداف متنّوعة مثل مهاجمة إحدى مواقع سيطرة الروبوتات، أو حماية بعض الأماكن الهامة للبشرية مثل المكتبات ووسائل النقل، ثم يعود اللاعب بعد الانتهاء من المهمة لتحصيل راتبه وإعادة كل ذلك مرة أخرى.

في العديد من الأحيان تختلف المهمة الأساسية التي تذهب من أجلها وتجد أحد الطيارين من فرق Outers المختلفة يعترض طريقك، ويتوجّب عليك هزيمته بجانب هدف المهمة الأساسي حتّى تستطيع العودة إلى القاعدة.

اللعبة تستعمل هذا الأسلوب بشكل مكثف في العديد من المهمات المختلفة، وستجد نفسك تحارب العديد من الطيارين الذين كنت تقاتل بجانبهم بدون تفسير واضح، أو العكس أن تجد نفسك في نفس الفريق مع أصدقاء كانوا أعداء لك في مهمة سابقة.

ليس معروفًا تمامًا سبب إصدار مهمات متناقضة لكل مجموعة من الشخصيات الرئيسية. هناك بعض الشخصيات التي يتم إصدار الأوامر لها بحماية أحد الأماكن، وبعض الشخصيات التي تجد نفسها مسؤولة عن تدمير هذا المكان.

اللعبة تخفي جميع الأسرار ولا تشرح لك أي شيء حتّى الاقتراب من الفصل الأخير أو Rank A في اللعبة، مما جعل الموضوع مكررًا ومملًا قليلًا لأنك لا تعرف أي شيء عن أي شيء إلا مع اقتراب النهاية.

كل مهمة تتبع نفس السرد القصصي وهو التعجّب من وجود مهام متناقضة ثم تجاهل الأمر والدخول في معركة مع فريق البطل. لكن في نفس الوقت يعرف اللاعب المزيد عن عالم اللعبة وأنواع الشخصيات وأهدافها المختلفة من خلال الحوارات التي تجري بين فريقك وفريق الأعداء قبل كل معركة.

عالم اللعبة مثير ومليء بالتفاصيل التي تستحق المعرفة والاهتمام، وشخصيات اللعبة متنّوعة وتتحدث عن العديد من المواضيع الهامة وطرق التفكير المختلفة ومشاعرهم المتضاربة بشأن الحياة في هذا العالم المليء بالدمار.

للأسف لا يشارك بطل اللعبة في أي من هذه الحوارات على الإطلاق، بل أنه حتّى لم يظهر في أي من المقاطع القصصية غير مرتين أو ثلاثة طوال فترة اللعبة، مما جعلني أتسائل عن ماهية وجوده من الأصل.

اعتدت على وجود البطل الصامت في العديد من الألعاب اليابانية مثل Persona 5 أو Astral Chain، لكن هنا الموضوع تجاوز الحد المعقول. ليس هناك أي وسيلة كذلك للتواصل مع شخصيات اللعبة ومعرفة المزيد عنهم غير ما يقولونه في أجهزة التواصل خلال المهمة، والتي يصعب التركيز فيها وقراءة الكلام الذي يقولونه أسفل يسار الشاشة بسبب رتم اللعبة السريع والمعارك التي تحتاج إلى تركيز.

هذا لا يعني أن اللعبة لا تحتوي على أي قصة على الإطلاق، بل هناك العديد من الأفكار القوية والألغاز التي تدفعك للإهتمام بالاستمرار واكتشاف أصل هذا العالم. لكن لا يمكنني قول الشيء نفسه عن الشخصيات والتي بسبب وقت العرض القليل لكل شخصية لم استطع التعاطف معها أو الإهتمام بشكل كافي بما تفعله خلال القصة، على عكس مقدار إهتمامي بطبيعة العالم نفسه وأسراره والذي وجدت أن هذا الشعور يزداد بداخلي أكثر فأكثر مع التقدّم في اللعبة.

كيف تصنع روبوت جاندام الخاص بك

تختلف سرعة القتال اختلافًا كبيرًا حسب نوع المواجهة والأسلحة والتجهيزات المستخدمة في روبوتات Arsenals. الأحجام الصغيرة تتطلّب مهارات التصويب والحركة السريعة للسيطرة على حشود الأعداء في أسرع وقت، أما المواجهة مع روبوتات ميكانيكية مثلك فهي نوع آخر تمامًا من التحدي، وتحتاج إلى فهم جيد لطبيعة روبوت Arsenal وأنواع الأسلحة الموجودة في اللعبة.

يتكوّن الروبوت من خمسة أجزاء أساسية: الرأس والجسم واليد اليمنى واليد اليسرى والقدمين. يتمكّن الروبوت من استعمال سلاحين مختلفين في كلتا يديه، مع إمكانية وضع سلاحين إضافيين وراء ظهره للتبديل مع الأسلحة الأمامية في أي وقت. يستطيع الروبوت ذلك تزويد نفسه ببعض وسائل الدعم على ظهره مثل قاذفات الصواريخ أو الليزر او غيرها.

هناك كمية كبيرة من الأسلحة المتنوّعة في اللعبة مثل المدافع الرشاشة والبنادق ومسدسات القنص وقاذفات الصواريخ وبعض الأسلحة المجنونة مثل قاذفات اللهب وبنادق كرات الحمض ومدافع الليزر. يتمكّن الروبوت كذلك من استعمال بعض الأسلحة ذات المدى القريب مثل السيوف العادية وسيوف الليزر.

أنت تحصل على هذه الأسلحة من خلال العراك مع روبوتات Stral التي تشبهك، أو من خلال القتال مع روبوتات أصدقائك كما ذكرت سابقًا. يتمكّن اللاعب كذلك من صناعة أسلحة جديدة أو شراء المزيد منها من المتجر حسب ما يحتاجه بشكل قريب من ألعاب Monster Hunter أو Gundam Breaker.

اللعبة تسهل عليك هذا الأمر وواجهة المستخدم مليئة بالمعلومات التي تخص كل سلاح وكميّة الضرر والوزن وتسمح لك بمقارنته مع الأسلحة الموجودة معك. جميع المعلومات التي قد تحتاجها بخصوص أي سلاح متوفرّة بشكل واضح يسهل الوصول إليه، وهناك غرفة تدريب كذلك تستطيع فيها تجربة تأثير السلاح قبل الدخول في أي مهمة.

ذكرت لعبة Monster Hunter لأن اللعبة تستعمل نفس فكرة الوجبات التي تأكلها قبل دخول المهمات، لكنّها تعرضها بطريقتها الخاصة وهي متجر الأيس كريم الذي يتيح لك شراء أنواع مختلفة من الأيس كريم لتعطيك خصائص مختلفة داخل المعركة، لكن التغيير وجدته بسيطًا جدًا ولم أحتاج إلى استخدامه لأن التركيز الأكبر في اللعبة يبدو أنه ينصب في فكرة دخول المهمات وجمع القطع وتطوير الروبوت بمختلف الطرق.

أسلوب القتال السريع والممتع في Daemon X Machina

الروبوت الخاص بك مهما كانت نوع القطع المستخدمة في تكوينه يستطيع التزحلق على الأرض بسرعة أو القفز والطيران لأي فترة تريدها.

تستطيع استعمال الأسلحة الموجودة في كلتا اليدين في نفس الوقت بالإضافة للسلاح الموجود على ظهرك مما يجعل المعركة تصبح ساحة للإنفجارات المدوية وأنواع الرصاص المختلفة المتطايرة في كل مكان.

القتال يحدث في مناطق واسعة مليئة بالعوائق والمباني والجسور المدمرّة، أو في بعض الأحيان بعض الأماكن الضيقة مثل مصانع الآلات التي تتواجد فيها الروبوتات بشكل مكثف يصعب الإفلات منه كما تفعل في المناطق الواسعة. تصميمات الأماكن نفسها تختلف بشكل كبير في الألوان والأشكال والمساحات ونوعية المهام نفسها رغم أن التركيز الأكبر يتمحور حول تدمير الأعداء.

الطاقة التي تحكم الآلات في هذا العالم يُطلق عليها اسم Femto، والتي يستطيع اللاعب تركيزها في مناطق مختلفة من جسم الآلة التي يقودها لزيادة هجوم أو دفاع Arsenal حسب الحاجة، كما أنه يستطيع استغلال طاقة Femto كلّها لصنع نسخة وقتية من الآلة يُطلق عليها اسم Mirage، وهذه النسخة تستطيع استعمال نفس أسلحتك وتنفعك في جذب انتباه الأعداء لبعض الوقت.

لا تسهّل عليك اللعبة التصويب على الأعداء وتحتاج لتحريك الكاميرا يدويًا على كل عدو حتّى تظهر علامة التنشين عليه. هذا الأمر يزداد صعوبة في المعارك مع الأعداء الأكثر سرعة أو الوحوش الضخمة والتي تتحرّك بسرعة شديدة ويصعب التصويب عليها أو إيجاد نقاط الضعف التي يمكن استغلالها لتحقيق الضرر الأمثل.

أعتقد أن أفضل شيء في نظام القتال هو أنك تتمكّن من الإحساس بتأثير كل سلاح تحمله أنت أو العدو بشكل دقيق. عند إسقاط العدو تستطيع الحصول على إحدى القطع التي كان يستعملها سواء الأسلحة أو قطع Arsenal، وهذا زاد من حماسي ورغبتي في مواجهة أعداء أكثر صعوبة لاستطيع الحصول على أسلحتهم القوية عند هزيمتهم.

أفكار جميلة ليست مستخدمة بالشكل المطلوب

هناك بعض الأفكار الموجودة في Daemon X Machina أعجبتني كثيرًا، لكنني شعرت أنه كان يمكن تقديمها بشكل أفضل من الموجود حاليًا.

المثال الأول هو فكرة الخروج من الروبوت والقتال بنفسك. وجدت هذه اللمسة جميلة وتجعل اللعبة تبدو مطابقة لمسلسلات الأنمي اليابانية، لكن لنكون صريحين من سيقوم بترك الروبوت الخاص به وسط أرض المعركة ليتجول بمفرده؟

تسمح اللعبة لك كذلك بتغيير قطع جسم الشخصية وتزوديها بأيدي أو أرجل آلية ولم أجد سببًا واضحًا لأفعل ذلك غير بعض المهمات البسيطة الجانبية التي تحتاج إلى السيطرة على الشخصية والانتهاء من المهمة بدون روبوت، لكنني لم أجد سببًا للقيام بهذه المهام أيضًا وفضلّت الحصول على أسلحة وقطع جديدة من مهمات أخرى.

الذي أعجبني كذلك أن اللعبة تسمح لك بتعديل أي عنصر يظهر على شاشة القيادة وجعله يختفي أو يظهر حسب الطلب، لكن مشكلتي لم تكن مع ذلك بل كانت مع وضعية العناصر نفسها على الشاشة والتي شعرت أنها تجعل الشاشة مزدحمة بشكل يزيد عن المطلوب، وكنت أتمنّى لو أن هناك القدرة على تحديد أماكن العناصر على شاشة بجانب تحديد ظهورها.

اللعبة نفسها تستغرق 12-15 ساعة للانتهاء منها، ولا يوجد محتوى إضافي بعد الانتهاء من اللعبة، أو حاجة لإعادة اللعبة مرة أخرى، رغم أنه أعجبني أن شكل المهمة الجانبية الواحدة والأعداء الموجودة فيها يختلف مع دخول المهمة مرة أخرى، لكن رتم المهمة الواحد لم يساعد في جعلي أهتم بإعادة اللعب.

عدد الوحوش الرئيسية القليل أيضًا والذي لا يتعدى الخمس أو ست وحوش لم يساعد كذلك في جعلي أهتم بتقوية الروبوت الخاص بي أكثر من المقدار المطلوب.

تسمح اللعبة للاعب بتجربة التعاون مع صديق بجانبك أو عبر الإنترنت، لكن للأسف تجربة التعاون محدودة في عدد معيّن من المهمات الخاصة ولا يمكن إتمام القصة أو المهمات الجانبية مع صديق، مما أزاد احباطي بخصوص اللعبة وأنني لن استطيع الاستمتاع بخاصية اللعب التعاوني كما تسمح لي الألعاب الأخرى على نفس الجهاز.

كلمة أخيرة

Daemon X Machina تستفيد من عناصر الإلهام مثل ألعاب الفيديو ومسلسلات الأنمي لتخلق عالمًا جديدًا مثيرًا جذبني منذ اللحظة الأولى وجعلني مهتمًا بإتمام المهمات لمعرفة المزيد عن تفاصيله والشخصيات التي تعيش فيه.

مشكلتها الوحيدة أنها ليست لعبة فيديو جيّدة بمقاييس العصر الحالي. المهمات تبدو عليها التكرارية بشكل كبير، والقصة لا يتم الكشف عن ملابساتها إلا مع اقتراب النهاية، ورتم اللعب الواحد لا يدفعني للإهتمام بالعودة للعبة مرة أخرى بعد الانتهاء منها أو تجربة البحث عن باقي قطع الأسلحة والمعدّات التي لم استطع الحصول عليها.

بغض النظر عن ذلك، نظام القتال ممتع للغاية، والمؤثرات الصوتية وأغاني الروك والميتال المستخدمة في القتالات رائعة، وإذا كنت تنوي فعلًا أن تمتلك لعبة ميكا ممتازة على جهاز سويتش، فلا يوجد أفضل من هذه اللعبة، لكنني لا أعتقد أنها تساوي ثمنها المعروض حاليًا، ويمكنني أن أرشحها لك عندما ينخفض سعرها قليلًا.

لكنّها فعلًا تجربة ميكا قصيرة ممتعة إذا تغاضينا عن باقي العيوب، عند الانتهاء منها لم أشعر أنها تجربة لا تستحق، بل شعرت أنها تجربة جميلة جدًا لكننّي كنت أرغب في المزيد، وأتمنّى أن يظهر جزء ثاني من اللعبة يحتوي على قصة أكثر عمقًا ومهمات أكثر تنوعًا من الموجودة حاليًا.