هذه المقالة تحتوي على حرق لأحداث جميع حلقات لعبة Life is Strange 2 السابقة وكذلك حلقة اليوم، ننصح بقراءة مراجعات الحلقات السابقة من هنا وهنا قبل بدء قراءة مراجعة الحلقة الرابعة.
Life is Strange 2 لعبة تتناول العديد من المواضيع الجادة في كل حلقة مثل عنف الشرطة وتجارة المخدّرات ومصاريف العلاج الطبّي المتزايدة و غيرها من الأمور التي تمس حياة المواطنين الأمريكيين بشكل يومي، وتضعها تحت الضوء الساطع أمام اللاعبين بدون إخفاء أي تفاصيل.
الحلقة الجديدة تسير على نفس المنوال، وتتكلّم عن موضوع جديد وهام تم تنّاوله في العديد من الأفلام والمسلسلات الموجودة حاليًا، وهو التطرّف الديني، وبالطبع تعرض هذا الموضوع من وجهة نظر البطلين الأخوين شون ودانيال، واللذان يتعرّضان لتحديات جديدة تختبر مدى قوّة علاقتهما والرابط العائلي الموجود بينهما، كما تكشف عن بعض الأسرار التي انتظرها المعجبون كثيرًا حتّى هذه اللحظة.
Life is Strange 2 متوفرّة حاليًا على منصّات PS4, Xbox One, PC.
لعبة Life is Strange 2 الحلقة الرابعة – Faith
حلقة اليوم تبدأ من حيث انتهت الحلقة السابقة، والتي تركتنا في حيرة بعد الحادث المأساوي الذي خرجت فيه قوة دانيال الخارقة عن السيطرة، وتسبّبت في قتل العديد من الأشخاص، وإلحاق العديد من الجروح البالغة بجميع من كانوا موجودين حوله، وأخيه شون على الأخص.
أعجبتني هذه الحلقة كثيرًا وفضلّتها عن باقي الحلقات السابقة، بسبب أن جميع أحداث الحلقة تتمحور حول العناصر الأساسية التي تدور حولها القصة، وهي قوة دانيال الخارقة، ووالدة شون ودانيال التي بحثا عنها كثيرًا، والأسرار التي دفعتها لترك الطفلين وزوجها واختيار الذهاب بلا رجعة.
تحكي الحلقة كل هذه الأمور في رتم سريع وملئ بالإثارة بدون الدخول في أي تفاصيل ليس لها داعي، أو إدراج أي نوع من الحشو وإضافة شخصيات جانبية جديدة غير مؤثرة في الأحداث الرئيسية.
نظام اللعب كذلك كان بسيطًا في هذه الحلقة ويتمركز حول تحريك شون للتفاعل مع عناصر البيئة المحيطة والحصول على الأدلّة والمفاتيح التي تساعده في إتمام مهمته بأسرع وقت.
لا يوجد أي نوع من الألعاب الصغيرة Mini-Games التي تقوم بتضييع الوقت فيها بدون أي هدف. ولا يوجد أي نوع من أنواع الصراعات الطفولية ولحظات الغضب وانعدام النضوج التي كانت تظهر على الأخوين (ودانيال بشكل خاص). وربما يعود ذلك إلى طبيعة الحلقة نفسها والتي تضع أمام الأخوين مشكلة حقيقية يمكنّها فعلًا أن تتسبب في كسر العلاقة بينهما.
دانيال تم غسل دماغه بالكامل من السيدة إليزابيث التي تدّعي أنها تستطيع التواصل مع الرب وأن دانيال تم اختياره من القوى العظمى لإنقاذ البشرية من جميع الشرور والأمراض. لكنّها في الحقيقة شخصية مدّعية تستغل الأمر لجمع الأموال من الناس المساكين ذوي النفوس الضعيفة واللذين يمكنهم التصديق في أي شيء.
يتمكّن شون من الوصول لدانيال بعد أن بحث عنه كثيرًا ليجده على هذا الحال الغريب، ولم يتمكّن شون من التفوه بأي كلمة لأن الصدمة كانت أقوى منه.
الموضوع يختبر العديد من الأمور ويناقش العديد من المشاكل مثل التطرّف الديني كما ذكرت، وكيف يتم غسل عقول الأطفال الصغيرة بشكل خاطئ في المجتمعات لجعلهم يقومون بأي عمل مهما كان.
لحسن الحظ أنت لست وحدك. تربط اللعبة أحداث الحلقة بالحلقة السابقة بشكل رائع وغير متوقّع عن طريق Jacob، الصديق الذي قابلناه في المخيّم والذي ترك لنا بعض الدلائل في كلامه عن هروبه من منشأة دينية لا يستطيع فيها ممارسة حياته الطبيعية، لكن لم نتخيّل أن الأمور ستتضخّم لهذه الدرجة، بل وأن Jacob سيكون المحرّك الرئيسي لجعل أم الطفلين Karen تترك ما في يدها وتذهب هي أيضًا لإنقاذ طفلها من قبضة الناس الذين يريدون استغلاله.
قبل الذهاب في مهمة لإنقاذ دانيال، يتحدّث شون وأمه كارين عن الأسباب التي دفعتها لترك عائلتها والذهاب، وصدقًا الأسباب كانت تافهة جدًا وشعرت أنها حتّى هي نفسها لا تستطيع شرح ما السبب الحقيقي الذي دفعها إلى ذلك غير أنها شخصية غير مسئولة وتريد الهروب من مسئولية الزواج تربية الأطفال.
كنت أتمنّى نوعًا من الخلفيات الدرامية أو أسباب حقيقية تدفع الأم لترك أطفالها بهذه الطريقة السيئة، لكن الدافع الذي يحرّك شخصية Karen والذي انتظرت سماعه مطولًا لم يعجبني البتّه.
على الأقل شعرت بنفس اليأس الذي شعر به شون عندما واجه أمه أخيرًا، واكتشف أن كل ما تعرّض له والتجاهل الذي عاش فيه الأخوين لفترة طويلة لم يكن له أي سبب على الإطلاق.
الاختبارات النفسية والجسدية الذي يواجهها شون كثيرة، مثل التعرّض للضرب مرارًا وتكراراً في لحظات مختلفة من الحلقة من أجل أخيه، كما أنه يحاول بشتّي الطرق التحاور مع دانيال لإقناعه أن عائلته الأصلية هي المكان المناسب له، وحتّى الأم كارين تتعرّض لنفس الاختبار وتبدأ في مراجعة نفسها وتعرف ما هي الأمور المهمة وتساعد في لم شمل الطفلين مرة أخرى.
كل هذه الأحداث تدور بشكل متسارع وتعرض حوارات قوية بين جميع الأطراف، بعضها معتمد على المواقف العديدة التي جمعت الأخوين في حلقات سابقة، وبعضها معتمد على المنطق والدلائل التي تثبت من هو المتدّين الحقيقي من المتطرّف، كما نفهم من رسالة الحلقة.
الحلقة ليست مميّزة إذا تكلمنّا عن نظام اللعب، ولا تحتوي على أنشطة جانبية مثل الأجزاء السابقة، لكنّها ما تزال تعرض باقي العناصر المحبوبة في السلسلة بنفس المستوى الذي اعتدنا عليه، مثل المناظر الجميلة، والموسيقى التصويرية المؤثرة، والاختيارات المصيرية التي لا يمكنك معرفة نتيجتها بسهولة.
هذه الحلقة من أكثر الحلقات التي شعرت فيها أن الصورة التي تريد اللعبة إيصالها واضحة، وبالطبع يمكنني التأكد من ذلك من خلال الإحصائيات الموجودة في نهاية الحلقة، والتي وضحّت لي أن جميع اللاعبين (وأنا منهم) قد قاموا بتطبيق نفس الاختيارات في كل موقف، وعاشوا نفس الأحداث التي عشتها بدون أي تغيير.
المزج بين قصة الطفلّين والرسائل السياسية التي تضعها اللعبة بشكل دوري أعجبني كثيرًا هذه المرّة، ولم أشعر أنه خارج عن طبيعة الحلقة، أو أنني ألعب أشياء جانبية مملّة من أجل الوصول للتفاصيل المهمة أو النهاية المثيرة كما كان الحال في أحداث سابقة، والتي كانت تبدأ الحلقات فيها بأخذ رتم متسارع ومثير قرب النهاية فقط.
مازلت معترضًا على فكرة أن دانيال لا يزال شخصية منقادة ويذهب في كل حلقة بعيدًا عن أخيه في حضن الناس الأغراب رغم أنني أعرف عمره وطريقه تفكيره، لأن هذا يلغي تمامًا فكرة بناء الشخصية التي أراها بين الأخوين وأعمل من أجلها في كل حلقة.
لاحظت كذلك أنه بخلاف موضوع Jacob، لا يوجد رابط حقيقي بين هذه الحلقة وباقي الحلقات غير بعض الرسائل البسيطة من شخصيات سابقة يمكنك قرائتها أثناء وجودك في سرير المستشفي في بداية الحلقة.
لا استطيع تجاهل هذا الشعور الذي يلازمني طوال فترة اللعب بأنه مهما كانت الاختيارات التي أقوم بها، هناك العديد من الأمور الثابتة التي ستحدث رغمًا عني مهما كانت النتيجة.
التغييرات الملحوظة مثل قتل أو إصابة شخص (تعمدّت أن يتم إصابة شخصية في الحلقة الثانية لأعرف مدى تأثيره على باقي الحلقات) لا تغيّر في سياق الأحداث بالشكل الذي قد يتمنّاه اللاعب.
المضحك أن شخصية Jacob والتي أصبحت عنصرًا أساسيًا في تحريك مجريات الحلقة لم يتضمّن التعامل معها أي نوع من الاختيارات أو الأحداث وصراحة لم ألاحظ وجودها على الإطلاق في الحلقة السابقة، على عكس باقي الشخصيات والتي قمت معها بالعديد من الأحداث والمغامرات. لكن في نفس الوقت الطريقة الملتوية في استغلال الشخصية وتقدّيم أفكار جديدة من خلالها أعجبني كثيرًا ولم أتوقعه على الإطلاق.
إذا تغاضينا قليلًا عن هذا الأمر، والذي يمس نظام اللعب وفكرة الاختيار، وقمنا بالتركيز على شكل القصة وأهدافها، نجد أنفسنا نتسائل عن أمر مهم للغاية -خصوصًا مع اقتراب القصة من نهايتها- وهو: هل القصة تستحق اللعب؟ وهل اللعبة تستحق دفع المال من أجلها والانتظار كل هذه المدة؟
يمكنني أن أقول بعد تجربة الحلقة الرابعة من Life is Strange 2 أن الإجابة هي نعم، اللعبة تستحق الاهتمام، وتناقش العديد من المواضيع الحياتية والسياسية المختلفة بشكل رائع ومؤثر، في إطار من الأجواء الأخوية العاطفية، والرسوم الطبيعية الجميلة، والموسيقى الحالمة التي تضفي المشاعر على جميع الحوارات والأحداث والقرارات المصيرية، ويمكنها أن تجعلك تذرف الدموع في أحيان كثيرة.
المشهد الأخير يعرض حائط كبير يبدو أنه اسقاط واضح على الحائط الذي بناه رئيس الولايات المتّحدة الحالي دونالد ترامب، والذي يبدو أنه العقبة الأخيرة في طريق عائلة دياز لعيش حياة جديدة بعيدًا عن جميع المخاطر والصعوبات.
Review overview
الإيجابيات
- تتناول الحلقة المواضيع الأساسية في قصة اللعبة
- تبتعد الأحداث عن الحشو والتفاصيل الجانبية
- مواضيع حياتية جديدة يتم عرضها مثل التطرّف الديني واستغلال الأطفال الصغار
- الموسيقى التصويرية وشكل الرسوم بنفس مستوى الحلقات السابقة
السلبيات
- اختيارات اللاعب في الحلقات السابقة لا تؤثر كثيرًا على الأحداث الرئيسية للعبة
- بناء شخصية دانيال يتم التغاضي عنه في أحيان كثيرة
الملخص
7.8الحلقة الرابعة من Life is Strange 2 تستحق الإهتمام، وتلقي الضوء على العديد من المواضيع الحياتية الهامة بشكل رائع وهادف، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على العديد من عناصر القصة الأساسية والابتعاد عن الحشو والأمور الجانبية المملّة. الحلقة جعلتني أتفائل بمستقبل اللعبة وأن الحلقة الأخيرة ستكون على مستوى متميز من الكتابة القصصية يرضي جميع اللاعبين.