منذ انطلاق سلسلة Gears of War لأول مرة في عام 2006 أصبحت هذه النقطة بداية مؤثرة لأحد أكثر سلاسل الألعاب قوة وتأثيرًا على منصّة Xbox، وواحدة من أفضل السلاسل في عالم ألعاب إطلاق النار بشكل عام.
لماذا هي واحدة من الأفضل؟ أهي القصة؟ أم نظام اللعب؟ أم عناصر اللعب التعاوني عبر الإنترنت؟ جوانب كثيرة في كل لعبة من ألعاب السلسلة تهم أنواعًا مختلفة من اللاعبين، لذلك نحاول في هذا المقال تحليل الأسباب التي تجعل كل لعبة متميّزة بشكل أو بآخر، وبدون حرق أي تفاصيل مؤثرة عن الأحداث القصصية في أي لعبة منهم.
ومع اقتراب الجزء الجديد من السلسلة Gears 5 في سبتمبر المقبل قد يتساءل البعض ممن يرغبون بتجربة اللعبة للمرة الأولى أو معجبي السلسلة عن أفضل لعبة جيرز حتى الآن وأين يمكن أن تتواجد لعبة Gears 5 في وسط هذه القائمة.
فيما يلي تقييمنا لكل لعبة في السلسلة من الأسوأ إلى الأفضل حسب رأينا الشخصي وتجربتنا مع جميع هذه الألعاب.
Gears of War: Judgment
إن متابعة الثلاثية الأيقونية الأصلية لألعاب Gears of War -التي عملت عليها شركة Epic Games بالكامل- ومحاولة تقديم جديد على المعادلة الأساسية للسلسلة بالتأكيد ليست مهمة سهلة على الإطلاق.
حصل المطور People Can Fly على حقوق تطوير اللعبة بالكامل، لكنه فشل فشلًا ذريعًا في تقديم ما يستحقه اللاعبون.
لا أعني أن Judgement كانت لعبة سيئة، بل بالعكس تطرّقت اللعبة إلى نقطة مهمة كنت أتمنّى لفترة إلقاء الضوء عليها وهي يوم اندلاع الحرب التي تسببّت في بداية السلسلة Emergence Day.
لكن المشكلة كانت في نظام اللعب نفسه، والذي اتجه إلى التكرارية في محاولات منهم لتطبيع السلسلة بطابع ألعاب Call of Duty.
أقصد بكلامي تحديدًا نظام Declassified، والذي قدَّم عناصر Modifiers مثل مضاعفة هجوم الأعداء أو إنقاص كمية الرصاص المتاحة لك، أو نظام حساب النقاط والذي جعل أدائك في كل مستوى يتم تقييمه عن طريق النجوم Stars.
كل هذا جعل فكرة الإعادة شيئًا جذابًا، لكن طريقة تقسيم المستويات وجعلها أصغر جعل اللعبة تبدو كأنها تحديًا سريعًا أكثر منه تجربة يمكن أن ينغمس فيها اللاعبون بشكل متواصل مثل باقي الأجزاء.
لم يكتفي الاستوديو بهذا الحد بل أزال العديد من الخصائص البارزة في السلسلة مثل تخفيض عدد الأسلحة التي يمكن حملها إلى إثنين فقط بدلًا من أربعة، وإزالة فكرة القتال عند السقوط بدلًا من الموت بشكل مباشر.
بصراحة تقوم اللعبة بتجربة بعض الأشياء الجديدة مثل أنظمة Overrun و Survival، لكن للأسف الأعداء الموجودين في اللعبة مثل الجنرال كارن وفريقه لا يدفعونك إلى العودة والاستمتاع بمراحل وأنظمة اللعب مثلما كنت تفعل مع الجنرال رام أو ملكة الجراد.
القصة بالطبع لم تنجو من هذه المعاملة السيئة لأن اللعبة تخلّت عن البطل الأيقوني ماركوس فينيكس من أجل ديمون بايرد والذي كان أداؤه جيدًا نوعًا ما لكنّه افتقر إلى العمق العاطفي الذي استطاعت بعض ألعاب Gears الأخرى الوصول إليه، وظلّت قصة اللعبة سطحية وذهبت بدون تقديم أي لحظات بارزة من أي نوع.
Gears of War: Judgement لا تزال لعبة رائعة، وأفضل من ألعاب إطلاق نار أخرى كثيرة، لكنّها ببساطة ليست أفضل تجربة في سلسلة Gears of War، ولا يمكن اعتبارها واحدة من ألعاب السلسلة فعليًا مثلما نفعل مع باقي الألعاب التي تحتوي على قصة مترابطة نوعًا ما وأنظمة لعب متشابهة في الفكرة والمضمون.
Gears of War 3
Gears of War 3 تصلح العديد من مشاكل الإتصال عبر الإنترنت في الأجزاء السابقة، ويبدو أنها كانت تحاول التركيز على جعل اللعب التعاوني والتنافسي مناسبًا لشريحة أكبر من اللاعبين عن طريق إضافة خرائط وأسلحة متوازنة، وتقديم خاصية ترميز الأعداء وتبادل الأسلحة مع الأصدقاء والتي جعلت اللعب عبر الإنترنت أكثر متعة وإثارة من ذي قبل.
من جهة أخرى لم تفلح اللعبة في تقديم نهاية جيدة ومؤثرة للسلسلة الرئيسية. البداية كانت جيّدة نوعًا ما وتضعك في مواجهة سمكة فضائية كبيرة، لكن رحلة البحث عن والد البطل ماركوس فينكس اعتمدت بصورة أساسية على معرفة سابقة بالروايات، والعلاقة الرومانسية بين دوم وماريا والتي رأيناها باستفاضة في الجزء السابق لم تحصل على نهاية حقيقية مُرضية. فقط بعض الصرخات وبعض الانفجارات هنا وهناك كأنه فيلم آكشن كبير، لكن لا يوجد ما يستحق الإهتمام بخلاف ذلك.
إذا كنت مهتمًا بتجربة اللعب التعاوني التي تقدّمها السلسلة، فحتمًا Gears of War 3 كانت الأفضل في وقتها وقدّمت تحسينات كثيرة خاصة في أنظمة Horde Mode وجميع الأنظمة التعاونية.
لكن إذا حاولنا تقييمها كجزء أخير في الثلاثية الأصلية، أو حتّى لعبة جديدة في المجمل، فهي لم تقدّم تغييرات ملحوظة على السلسلة أو على نوع الألعاب نفسه مثلما كانت تفعل الأجزاء السابقة، وأخذت الطريق السهل وهو محاولة تحسين ما بدأته الألعاب الأولى بأي شكل، سواء أكان المحتوى القصصي أو أنظمة اللعب.
المستوى نفسه لم يكن مثل السابق على الإطلاق، وبالتأكيد لم نتوقّع ذلك من إحدى حصريات شركة مايكروسوفت التي من المفترض أن تكون شرارة الإبداع والتغيير.
Gears of War4
فصل جديد في سلسلة Gears of War، ولا يمكننا إنكار أن الجزء الجديد قام بعمل رائع في إعادة الحياة لهذه السلسلة بعد أن تركها المطوّر Epic Games بالكامل إلى استوديو التطوير The Coalition.
أحداث القصة تدور بعد 25 عامًا من السلسلة الأصلية، وتقدّم إبن ماركوس الجندي JD مع فريق جديد من الشخصيات، لكنّها هذه المرة تتخلّى عن فكرة إنقاذ العالم وتجعل الموضوع شخصيًا عن طريق أخذك في رحلة رحلة لإنقاذ عائلة البطلة كيت من أشرار جدد يُطلق عليهم اسم الطاعون.
في الحقيقة تقديم مجموعة كاملة جديدة من الشخصيات فيه مخاطرة نوعًا ما بالنسبة لأي لعبة، لكن هؤلاء الأبطال كانوا يمتلكون الكاريزما الكافية لجعلنا نتقبّل وجودهم بعد الأثر الكبير الذي تركه القائد ماركوس فينكس في نفوسنا في الأجزاء السابقة.
وحتّى ظهور شخصيات قديمة في قصة اللعبة الجديدة لم يبدو غريبًا أو مصطنعًا بل أضاف إلى عمق المحتوى القصصي وشكل العالم الذي تنسجه سلسلة ألعاب Gears.
نظام اللعب بالطبع لا يزال جميلًا وممتعًا مثل السابق، شكل الرسوم والذكاء الاصطناعي للفريق حصل على تحسينات رهيبة أظهرت قوة منصّة إكس بوكس ون الجديدة، والعودة إلى جعل اللعب التعاوني يقتصر على إثنين فقط جعل اللعبة متوازنة وليست سهلة بنفس الدرجة مثل Judgement.
أنظمة الأونلاين حصلت على تحديثات جديدة، لكنها ليست مؤثرة بدرجة تجعل من هذه اللعبة شيئًا مميزًا عن باقي الأجزاء. لا تزال Gears 4 تعيش في ظل ما فعلته Epic Games في عصور مجدها القديمة، لكن على الأقل شكل الأسلحة وجودة الرسوم تتفوّق بالتأكيد على Gears 3 و Judgement.
لماذا هذه اللعبة في منتصف القائمة؟ حسنًا ورغم التقدّم المثير في التكنولوجيا المستعملة في Gears 4، الشخصيات الجديدة والقصة ليسا مرتبطين على الإطلاق بباقي الأجزاء، وشخصيًا اعتبرتها مغامرة منفردة في عالم ألعاب السلسلة. الأعداء ليسوا متنوّعين بدرجة كافية، واللعبة لا تخترع أشياء جديدة أو تبتكر أنظمة قتال مختلفة مثلما فعلت الألعاب الأولى في السلسلة.
اخترت المركز الثالث لهذه اللعبة لأنها بالطبع الأفضل من حيث الجودة وسهولة اللعب والوصول بسبب كونها آخر الإصدارات الحديثة في سلسلة Gears، لكن إذا كنت تريد معرفة سر إعجابنا الحقيقي بهذه السلسلة المتميّزة، فعليك أن تعود معنا لأصول السلسلة، وتتعرّف على الألعاب التي حققت فعلًا الإبداع والاختلاف الذي ما نزال نبحث عنه حتّى يومنا هذا.
Gears of War
تخيّل أنك الآن في عام 2006، تقوم بتشغيل التليفزيون القديم الخاص بك لتسمع موسيقى البيانو الحزينة الدعائية Mad world لأول مرة، وترى الشاشة تعرض كوكب سيرا المليء بالانفجارات والحروب والشخصيات الأيقونية مثل ماركوس فينكس الذي يحارب من أجل السلام عن طريق سلاح المنشار المميز.
الإعلان وحده كان جذابًا للغاية، وكان سببًا كافيًا ليجعلك تقوم وتذهب لشراء جهاز Xbox 360 على الفور. معارك الفضاء لم تكن شيئًا جديدًا على الساحة الفنّية، لكن الطريقة التي كانت تُعرض بها هذه المعارك في اللعبة تجعلك تشعر كما لو كنت موجودًا فعلًا داخل الحروب التي تدور على أرض هذا الكوكب البعيد.
ركّزت لعبة Gears of War على هذا الجانب التفاعلي بأكثر من طريقة، مثل تطبيق فكرة إطلاق النار من خلف الأغطية، والتي جعلت اللاعبين في حركة دائمة، ووجود نظام Active Reload الذي يعطيك مكافآت إضافية إذا قمت بإعادة شحن الرصاص بطريقة صحيحة، وحتّى أيقونة الموت Crimson Omen التي تظهر في منتصف الشاشة جعلت من السقوط في هذه اللعبة شيئًا مبتكرًا لا يُنسى.
حصلت اللعبة على العديد من التسجيلات في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، مثل “أول لعبة منصّة تستعمل محرّك Unreal Engine 3″ و”أسرع لعبة Xbox 360 مبيعًا في التاريخ” وحتّى الأغنية الدعائية Madworld قفزت بسرعة لأعلى قوائم مبيعات الأغاني لدرجة أنها أُدرِجت في الموسيقى التصويرية للعبة Gears of War 3.
إذن لماذا لا توجد هذه اللعبة في أعلى القائمة؟ ببساطة لأن القصة لم تكن جيّدة أو مميّزة بالقدر الكافي لجعلي أتذكر أي لحظات مؤثرة أو مشاهد عاطفية أو ارتبط بأي من الشخصيات الرئيسية الموجودة في اللعبة.
حتّى لا يخطئ القارئ في فهمي، أنا لا أعني أن أسلوب بناء العالم كان سيئًا بأي حال من الأحوال، لكنّه بالتأكيد كان يحتاج إلى مزيد من العمق والتركيز على الجوانب المتعلّقة بالقصة، خصوصًا الشخصيات الرئيسية والمعركة التي تسببّت في إندلاع الحرب Emergence Day، وطريقة تفكير الأعداء مثل الجنرال رام وجنود الجراد.
أنظمة اللعب عبر الإنترنت، وكانت ثلاثة في ذلك الوقت (Assassination, Annex, 4 Vs 4) لم تقدّم جديدًا مع وجود المنافسين الأقوياء مثل CS:GO أو Call of Duty.
عليك فقط أن تقوم بقتل جميع اللاعبين أو اللاعب الرئيسي أو تسيطر على منطقة لمدّة معيّنة لتحقيق الفوز، وهذا لم يكن مختلفًا تمامًا عن الأشياء التي تقوم بها في الألعاب الأخرى مثل Call of Duty.
Gears of War2
مهما كان المطوّر ماهرًا في تصميم الألعاب، فإن الإبداع يتوقّف عند حد معيّن، ويبقى الأمر على عاتق النقّاد والمعجبين لمحاولة تحسين اللعبة وجعلها أفضل، ومطوّر سلسلة Gears أثبت أنه مستمع جيد لجميع الانتقادات والاقتراحات التي حصلت عليها اللعبة الأولى.
الجزء الثاني اقترب من الكمال، وتفوّق على الجزء الأول في كل شيء تقريبًا. قدَّم أسلحة جديدة مثل قاذف اللهب ومدفع الهاون، وخصائص جديدة في نظام اللعب نفسه مثل معارك المناشير، وإمكانية القتال أثناء الموت بدلًا من السقوط عند انتهاء نقاط الحياة، كما مكنَّ اللاعب من حمل جنود الأعداء الذين يتساقطون ليستعملهم كدروع بشرية. كل هذا أضاف إلى الجاذبية وشعور الانجذاب الذي قدّمته اللعبة الأولى.
القصة حصلت على نصيبها من التحسينات والعمق كذلك من خلال ظهور شخصيات جديدة، أنواع مختلفة من الأعداء، عربات متنقّلة قوية مثل دبابة Centaur.
وحتّى المشاهد القصصية نفسها استعملت تقنيات أفضل لمسح الوجه، وزوايا تصوير أكثر جودة أثناء المحادثات، مما جعل اسكتشاف الماضي الأليم لشخصية ماركوس، ورحلة بحث صديقه دوم عن زوجته ذات تأثير قوي على مشاعر اللاعبين. وطريقة تقديم القصة بالتأكيد كانت أفضل من الجزء الأول وأفضل من ألعاب كثيرة موجودة حاليًا.
لم تتوقّف الإبداعات عند هذا الحد، بل حصل نظام الأونلاين على تحسينات عديدة مثل زيادة عدد الجنود في نفس المعركة إلى عشرة لاعبين بدلًا من ثمانية، وتعديل في الأنظمة الأصلية مثل تحويل نظام Assassination إلى Guardian والذي يتيح إكمال المعركة حتّى بعد موت قائد الفريق.
لكن المميز فعلًا في اللعبة كان تقديم نظام Horde Mode التعاوني، والذي كان علامة فارقة في تاريخ ألعاب إطلاق النار، وكما نلاحظ لا يزال العمل عليه ومحاوله تحسينه وتطويره مستمرًا إلى اليوم.
الشيء الوحيد الذي قامت به لعبة Gears of War 2 بشكل خاطئ هي أنها رفعت سقف المستوى للسلسلة، الشيء الذي جعل من الصعب تقديم أي ابتكارات، وأدّى إلى جعل السلسلة تعيش في ظل نجاح الأجزاء الأولى، ومنعنا من اعتبار الإصدارات الجديدة ألعابًا قائمة بذاتها. لكن نتمنّى أن يتغيّر هذا الأمر مع إصدار Gears 5.
ربما يتضّح للقارئ الآن الصورة التي يجب أن تكون عليها Gears 5 حتّى تثبت أنها تستطيع المنافسة بين ألعاب إطلاق النار الموجودة حاليًا، قصة جديدة تتعمّق في العالم الخيالي لسلسلة Gears، شخصيات أيقونية ولحظات درامية مثل السابق، أنظمة لعب مختلفة وجديدة بحق على عالم ألعاب إطلاق النار الذي أصبح مكتظًا حاليًا، هذا هو كل ما نحتاجه بدون زيادة أو نقصان.
المقاطع الدعائية للعبة Gears 5 تبدو مبشّرة، وتجارب اللاعبين مع نسخة البيتا في الفترة الحالية كانت تنّم عن رضا كبير بأسلوب اللعب عبر الإنترنت، لكن علينا الانتظار بالتأكيد للشهر القادم حتّى نحصل على الصورة الكاملة، ونتعرّف على اللعبة عن قرب وخصوصًا المحتوى القصصي الذي تنوي اللعبة تقديمه والذي نتمنّى أن يكون بنفس مستوى الأجزاء المبكّرة من سلسلة Gears of War.