مراجعات

مراجعة لعبة Dragon Quest Builders 2

Dragon Quest Builders 2 لعبة تتبع نفس أسلوب التصميم الموجود في ماين كرافت، ومع إصدار الجزء الثاني، تطوّرت السلسلة إلى عمل يشعر فيه الجميع فعلًا بفرحة صنع الأشياء.

الجزء الثاني يضيف العديد من الأشياء الجديدة، مثل الزراعة والطيران وخاصية اللعب مع الأصدقاء. عشاق ألعاب محاكاة الواقع مثل Animal Crossing, Harvest Moon أو Stardew Valley ربما يهتمون بهذه اللعبة وطريقتها في أخذ بعض أفضل العناصر من العديد من الألعاب المختلفة.

Dragon Quest Builders 2 قادمة في الثاني عشر من شهر يوليو على منصّات PS4 (تمت تجربتها), Nintendo Switch.

مراجعة لعبة Dragon Quest Builders 2 …

الإبداع مع لمسة يابانية ساحرة


أطفال Hargon الأشرار عازمون على محو البناه Builders في كل مكان، وقاموا بمنع جميع الأشياء البسيطة التي تجلب السعادة مثل الطبخ والبناء وصناعة أي شيء تقريبًا. الأمل يبدو ضائعًا حتّى يظهر البطل الذي يتمكّن من البناء وإنقاذ العالم وهو أنت.

لا أريد حرق المزيد من أحداث القصة، حيث أن فكرة اللعبة بالكامل تتمحور حول من تقابلهم والناتج النهائي للأشياء التي تقوم بصنعها. سأقوم بالتركيز بشكل أكبر على آليات اللعب نفسها، وكيف تساعدك اللعبة في الاستمتاع بجميع جوانبها بشكل رائع وممتع.

في Dragon Quest Builders 2 أنت لست وحدك

الفكرة الأولى التي تجعلني سعيدًا بلعبة Dragon Quest Builders 2 أكثر من ماين كرافت أو غيرها هي أنك لست وحدك في هذا العالم. يرافقك طوال الوقت صديقك Malroth الذي يحميك ويساعدك في القتال، بالإضافة إلى سكان المدن والقرى الذين تقابلهم على مدار رحلتك.

هؤلاء السكان يتعلّمون مع الوقت أهمية البناء، كما أن لهم احتياجتهم الخاصة التي يجب تلبيتها، ومن هذا المنطلق أنت تساعدهم في بناء المرافق الأساسية مثل المطابخ والحمامات والنوادي، ثم تجدهم يراقبون أعمالك في امتنان ويتعلّمون منك طريقة التصنيع ويقومون هم بباقي الأعمال السهلة بصورة أوتوماتيكية مثل الطبخ والزراعة وبناء الأشياء المهمة التي لها علاقة بالقصة.

هذا هو أهم فرق بين هذه اللعبة وبين ماين كرافت، في الأخيرة لا يوجد أي مكافأة من أي نوع على سعيك في البناء أو الاستكشاف. لا يوجد حتّى مؤثرات صوتية تجعل من الأمر شيئًا ممتعًا. المهمات بسيطة جدًا في اللعبة وتطلب منك أن تفعل شيئًا ما أو تجمع عددًا معينًا من أحد الموارد، لكنها ليست التركيز الأساسي، وما تفعله ليس جزئًا من شيء أكبر.

العكس تمامًا نلاحظه في Dragon Quest Builders 2 حيث أن سكان المدينة يحيطون بك دائمًا، يصفّقون من أجلك عندما تقوم بشيء جيد، يستمرّون في إعطائك المهمات وجعلك مشغولًا، يعطون التعليقات على شكل المباني وكيف يمكن تحسينها، كما أن تطوير المدينة نفسها يعتمد على جمع القبول (أو القلوب) من السكان.

هناك طن من الجمل المكتوبة والقصص الشخصية في اللعبة، كل شخصية لديها حياتها وطموحاها ومشاكلها وأهدافها المتعلقة بالبناء وسلامة العالم من حوله. أنت لا تبني من أجل نفسك، أنت تبني من أجل إنقاذ العالم بأكمله.

إزالة القيود

في اللعبة السابقة كان هناك العديد من القيود على اللاعب مثل إجباره على الانتهاء من المهمات في عدد أيام معيّن، أو منعه من الغطس في الماء واستكشاف الأعماق، جميع هذه الأمور ليست موجودة في Dragon Quest Builders 2.

أنت حرّ تمامًا في الانتهاء من أي مهمة في الوقت الذي تريده، وبالطريقة التي تريدها. اللعبة تهتم بتعليمك الأساسيات مثل طرق الزراعة وأنواع البذور وأشكال الأطعمة والمباني المختلفة. لكن هذا لا يعني أنك يجب أن تلتزم بها وتعيد استخدامها مرارًا وتكرارًا.

Dragon Quest Builders 2

بصراحة وجدت أن اللعبة تحاول دائمًا الابتعاد عن التكرارية في أي شيء تقدّمه، لا يوجد مهمّتان مثل بعضهما البعض، ولا يوجد عالمان أو جزيرتان متشابتهان على الإطلاق. ورغم أنك تحصل على العديد من المخطّطات في رحلتك لكن هذا يمكن اعتباره 20% فقط من مجموع المخطّطات الموجودة في اللعبة، باقي هذه المخطّطات يمكن الحصول عليها عن طريق الاستكشاف والتجربة.

ستحصل على العديد من الأدوات لمساعدتك في الاستكشاف مثل الطائرة الشراعية التي تساعدك في زيارة جزر بعيدة، ويمكنك الرؤية عبر الحوائط من خلال آلة العزف Ocarina. هاتان النقطتان أثارتا إعجابي حيث أنني شعرت أنني ألعب لعبة Zelda بدلًا من لعبة Dragon Quest.

وبالطبع هناك أدوات التعدين الأساسية مثل المطرقة والتي يمكن تطويرها مع مرور الوقت، والسيوف والدروع التي تساعدك في القتال ويمكن صناعة المزيد منها وتقديمها لسكان المدينة ليتمكّنوا من مشاركتك في حروبك دفاعًا عن المكان الذي تبنيه وتهتم به.

هناك العديد من الأسلحة والدروع الإضافية (وبعض عناصر البناء النادرة) التي يمكن الحصول عليها عن طريق محاربة وحوش قوية، أو بطرق سرّية لن يعرفها إلّا اللاعب دقيق الملاحظة، أو اللاعب الذي قام بتجربة أحد ألعاب سلسلة Dragon Quest الرئيسية.

فكرة الدفاع عن المدينة وتقوية أساساتها من أجل صد هجوم الأعداء أعجبتني كثيرًا وأراها تعمل على تقوية فكرة البناء أكثر وأكثر بدلًا من البناء لمجرّد التباهي على الإنترنت.

لم يعجبني فقط أن الاستعداد للقتال في اللعبة أهم من فكرة القتال نفسه. القتال الفعلي بسيط جدًا ويعتمد على الحركة والضغط على الأزرار فقط، حتّى أنه لا يمكنك استعمال أي تعويذات سحرية على عكس وحوش الخصم التي تتمكّن من استعمال التعويذات بكثرة.

عالم Dragon Quest Builders 2 ساحر ومليء بالمشاعر

اللعبة تبدو جميلة للغاية، رغم أن عالم اللعبة بأكمله مكوّن من مكعبات مرصوصة بجانب بعضها البعض، لا يمكنك أن تلاحظ ذلك بالعين المجرّدة بسبب طريقة تصميم هذه المكعبات، وكيف تندمج مع بعضها البعض لتخلق عناصر جميلة لا يظهر عليها أي شقوق أو نقوش.

Dragon Quest Builders 2

يمكنك تغيير ألوان وأشكال المكعبات بالعديد من الوسائل عن طريق استعمال الأحبار والأحجار لجعلها مقوّسة أو منحدرة. وكما ذكرت من قبل، هذه التغييرات تفيد في زيادة درجة قبول السكان وتعطيك أفضلية عند القيام بها، لذلك التجربة والابتكار مهمّين جدًا في هذه اللعبة عن باقي الألعاب مثل ماين كرافت أو ليجو.

جدير بالذكر أنه يمكنك لعب اللعبة بالكامل من منظور الشخص الثالث أو الأول مثل ماين كرافت تمامًا، لذلك لن تشعر بالغرابة إذا كنت قد لعبت ماين كرافت قبل تجربة هذه اللعبة.

الموسيقى في اللعبة ليست غريبة على محبّي السلسلة الأصليين، فهي قريبة للغاية من الموسيقى المُستعملة في ألعاب دراجون كويست الكلاسيكية، كما أن المؤثرات الصوتية هي نفسها المؤثرات المعتادة المُستعملة في ألعاب السلسلة بالكامل.

لاحظت هنا أن كل عالم أو كل جزيرة لديها الموسيقى الخاصة بها، سواء في المدينة أو عند القتال أو غيره، كما أن الموسيقى تختلف عندما تخطو خطوة خارج المدينة أو داخلها، وأحببت كثيرًا الموسيقى التي تعمل كلما تحركّت من أجل بناء شيء ما.

هذه النغمات تعطيك حماسًا شديدًا لإتمام المهمة التي تقوم بها كأنك تصنع عملًا بطوليًا، كما أن جميع المقاطع الموسيقية في اللعبة تعطيك دائمًا إحساس الانسجام مع ما تقوم به سواء أكان الطيران أو الإبحار أو غيره.

اللعبة تصبح أفضل مع الوقت

يمكنك التفكير في أي شيء يزعجك أثناء اللعب، الحاجة إلى المشي فترات طويلة، والحاجة إلى تكرار نفس الأمور المطلوبة منك في كل مرة تحاول فيها بناء شيء ما، وستجد اللعبة تساعدك على جعل هذا الأمر أسهل وأكثر متعة.

كما ذكرت هناك طرق بسيطة لجعل البناء يتم بشكل أوتوماتيكي، وهناك أدوات إضافية تحصل عليها عند القيام بالمهمات الجانبية الموجودة في اللعبة. مع الوقت تحصل كذلك على قدرة ركوب الوحوش والتفاعل معها ويمكنك لعب بعض الألعاب الصغيرة المختلفة مع كل نوع من أنواع الوحوش.

أعتقد أن أكبر ميزة تقدّمها ألعاب Dragon Quest في العموم هي جعلك ترى نفس العالم بشكل أكثر إتّساعًا وأكثر اختلافًا مع الوقت. على سبيل المثال هناك مرآة رع التي تتيح لك رؤية الشكل الحقيقي للأشياء، وإذا قمت باستعمالها على شخصيات اللعبة ربما ترى العديد من المفاجآت.

هناك الكثير لتفعله بعد الانتهاء من اللعبة الرئيسية، مثل بناء جزيرتك الخاصة، واستكشاف جزر أخرى جديدة، وكل هذا يتم في شكل مهمّات أيضًا تحصل منها على جوائز وأدوات ومخطّطات مفيدة. اللعبة لا تتركك وحدك أبدًا وتحافظ على فكرة المكافأة وإعطائك جوائز مادية ومعنوية على كل شيء تقوم به.

اللعب مع الأصدقاء

على عكس الجزء الأول، تقدّم Dragon Quest Builders 2 خاصية اللعب مع الأصدقاء حتّى أربعة لاعبين في نفس الوقت، وللأسف لم نستطع تجربتها بشكل جيد في نسخة المراجعة.

لكن على الجانب الآخر استطعنا زيارة أماكن اللاعبين الآخرين من خلال Notice Board التي تتيح لك زيارة أي لاعب تريده ورؤية إبداعاته والاحتفاظ بما يعجبك منها في ذاكرة اللعبة. تعرض اللعبة كذلك صور إبداعات اللاعبين المختلفة في شاشات التحميل مما يعطيك أفكارًا جديدة في كل مرة تبدأ فيها تشغيل اللعبة.

من المحزن فقط أنه لا يمكن تخصيص شكل الشخصية بالعديد من الوسائل، يمكنك فقط اختيار لون العينين والجلد والشعر لكن شكل الشعر نفسه يظل ثابتًا، وكنت أتمنّى مزيدًا من الاختلاف في هذه النقطة لجعل اللعب مع الأصدقاء أكثر متعة.

كلمة أخيرة

Dragon Quest Builders 2 تقتبس العديد من أساليب اللعب في ألعاب مختلفة مثل Minecraft, Harvest Moon, Stardew Valley، لكنّها تنجح في إضافة طابعها الخاص ببراعة على جميع جوانب اللعب، ولا يمكنني أن اعتبرها سلسلة جانبية، بل هي واحدة من ألعاب سلسلة Dragon Quest الأصلية.

كمحب لألعاب RPG اليابانية، يمكنني أن أقول كذلك أن هذه اللعبة تستحق التجربة، أنت تفعل العديد من الأشياء المعتادة مثل تطوير الشخصية وإضافة شخصيات جديدة إلى فريقك. لكن الأسلوب المُتّبع في تنفيذ ذلك مختلف تمامًا وجديد عن أي لعبة RPG يابانية أخرى.

بالإضافة إلى ذلك، تتخلّى اللعبة عن العديد من مشاكل الجزء السابق، وتقدّم مساحة وقتية كبيرة للاعبين، وطريقة أكثر سهولة ووضوحًا في عرض المهمات، وبالطبع العديد من الأسلحة والموارد والأماكن الجديدة التي لم تكن موجودة في Dragon Quest Builders الأولى.

وبالطبع لا ننسى إمكانية زيارة عوالم الأصدقاء واللعب معهم، هناك مجال كبير من أجل محبّين اللعبة لصنع مغامرتهم وتحدياتهم الخاصة باستعمال الموارد العديدة والمساحة المتوفّرة في اللعبة.

قصة اللعبة تستغرق على الأقل 30 ساعة للانتهاء منها، ويمكن أن يستغرق اللاعبون ضعف هذا الوقت من أجل جمع كل شيء واكتشاف جميع الأسرار الموجودة في اللعبة. يمكن أن يثق اللاعبون أن هذه اللعبة تستحق ثمنها بالكامل وأكثر على مقدار الإبداع ومدة الاستمتاع التي تقدّمها.

Review overview

التقييم العام9

الإيجابيات

  • القصة تتداخل مع نظام اللعب بشكل ممتاز
  • العديد من الاختيارات والأسلحة والموارد وأشكال البناء المتاحة
  • محتوى جانبي ضخم متاح للاعبين أثناء وبعد الانتهاء من اللعب
  • إمكانية الطيران في الهواء والغوص تحت الماء
  • بعض العمليات المتكرّرة يمكن تنفيذها بشكل أوتوماتيكي وأكثر راحة
  • إمكانية التبديل بين منظور الشخص الأول أو الثالث
  • 30 ساعة من المتعة وأكثر بعد الانتهاء من القصة الرئيسية

السلبيات

  • لا يمكن تخصيص شكل شعر الشخصيات بأي طريقة مما يجعل الشخصيات تبدو متشابهة بعض الشيء
  • التحضير للقتال جميل عن طريق الحصول على الأسلحة والدروع، لكن القتال الفعلي بسيط ولا يوجد فيه فكرة أكثر من الضغط على الأزرار

الملخص

9كمحب لألعاب RPG اليابانية، يمكنني أن أقول أن Dragon Quest Builders 2 تستحق التجربة، أنت تفعل العديد من الأشياء المعتادة في هذا النوع بأسلوب جديد ومختلف، واللعبة تنجح في إضافة طابعها الخاص ببراعة على جميع جوانب اللعب. بالإضافة إلى ذلك، تتخلّى اللعبة عن العديد من مشاكل الجزء السابق، وتقدّم مساحة وقتية كبيرة للاعبين، وطريقة أكثر سهولة ووضوحًا في عرض المهمات، وبالطبع العديد من الأسلحة والموارد والأماكن الجديدة التي لم تكن موجودة في Dragon Quest Builders الأولى.

محمد حسن
الكاتبمحمد حسن
محرر تنفيذي
أغطي صناعة ألعاب الفيديو وأكتب عن اللاعبين والمؤتمرات والمراجعات على جميع المنصّات.