مراجعة لعبة Among The Sleep

Among The Sleep لعبة رعب واستكشاف من منظور الشخص الأول يعمل على تطويرها استوديو الألعاب Krillbite. حصلت اللعبة على جوائز عديدة على مر السنوات بسبب أفكارها المُبتكرة وقصتها الجميلة وأسلوب التقديم.

اليوم نقوم بمراجعة النسخة الجديدة من اللعبة Among The Sleep: Enhanced Edition، والتي تم إصدارها على منصّات Xbox One, PS4, Switch في التاسع والعشرين من شهر مايو هذا العام (تمت تجربة اللعبة على منصة سويتش)

تحتوي هذه النسخة على بعض الإضافات والمهمات الجديدة، ونهاية أخرى لقصة اللعبة الأصلية.

إذا كنت تفضّل الألعاب التي لا تفعل فيها شيئًا إلا المشي، أو الزحف لأنك هنا تلعب دور طفل رضيع، فربما تعجبك هذه اللعبة، وهذا النوع صدقًا ليس نوعي المفضل، لكن وجود القصة الجيدة واللمسة الفنية يجعلني أتغاضى عن بعض العيوب في نظام اللعب أو جودة الرسوم.

Among The Sleep ..

قصة جميلة وأسلوب لعب متوسط

تعرض اللعبة وجهة نظر مختلفة وجديدة على الأمور من خلال جعلك تتحكّم في طفل رضيع عمره لا يزيد عن سنتين. يبدو أنك تعيش وحدك مع والدتك التي تحبك كثيرًا، وتجلب لك الطعام والهدايا والعرائس الملونة والمختلفة، كما نلاحظ من شكل الغرفة في بداية اللعبة.

اللعبة تبدأ عندما تقدّم لك والدتك هدية عيد ميلادك الثاني، وهي عبارة عن دب لعبة صغير يستطيع الحركة والكلام عندما لا تكون والدتك موجودة.

معًا تبدأ رحلتكما في البحث عن والدتك في جوف الليل، وتقودك هذه الرحلة إلى أماكن غريبة وعالم كابوسي مرعب تطاردك فيه الأشباح المرعبة طوال الوقت.

الفكرة تبدو جذابة في البداية، أنت تقوم بجمع الذكريات السعيدة مع والدتك طوال فترة اللعب من أجل هدف ما مرتبط بقصة اللعبة.

الحركة سلسة وسريعة نوعًا ما، لكن ليس هناك الكثير الذي يمكن أن تفعله، يمكنك فقط أن تزحف وتقف على قدميك، وتتعامل مع عناصر البيئة المحيطة مثل حمل الأشياء وفتح الصناديق والأبواب. وبعد وقت قصير من بدء اللعبة بدأ انبهاري بالجو العام يقل شيئًا فشيئًا.

اللعبة تحاول أن تكون مرعبة من خلال بعض القفزات والحركات المفاجئة، لكنها في الحقيقة ليست كذلك، نظام اللعب ليس ممتعًا والألغاز الموجودة في اللعبة لا تقدّم تحديًا حقيقيًا يجعلك تفكر أو تتعطّل بعض الوقت.

السحر يكمن في الجانب الفني للعبة، تحديدًا العناصر المتروكة في اللعبة، مثل أشكال الدمى والرسوم الطفولية وبعض اللوحات الفنّية وقطع البازل وصندوق الموسيقى وغيرها من هذه الأشياء.

عليك أن تقوم بالتدقيق في جميع هذه الأشياء ومحاولة ربطها ببعضها البعض لأن اللعبة لا تعطيك القصة بشكل مباشر. على الجانب الآخر، شكل رسوم الشخصيات وتحديدًا الأم يبدو غريبًا ومخيفًا بعض الشيء.

الطابع الظلامي والموسيقى المرعبة يعملان في أوقات قليلة من الثلاث الساعات الذين أمضيتهم مع اللعبة. والقصة نفسها يسهل فهمها وجمع الدلائل على الأحداث التي وقعت فيها.

جميع الأحداث عمومًا تحتاج إلى فقرة واحدة على الأقل لكتابتها، ورغم أن القصة مؤثرة للغاية إذا قمت بسردها كلاميًا، نظام اللعب نفسه ليس ممتعًا ليجعلك تمضي ثلاث ساعات بحثًا عن الحقيقة.

النسخة المحسّنة من اللعبة تضيف مستوى جديدًا يُطلق عليه اسم المتحف، وهذا المستوى ليس شيئًا يمكن لعبه، بل هو معرض يحتوي على العديد من الرسوم والكلمات والأفكار التي تصوّر حياة المطورّين وكيف قاموا بالتفكير في كل جانب من جوانب اللعبة.

هذا الأمر كان مؤثرًا كثيرًا، خاصة لشخص مهتم بنقد وتجربة الألعاب. المتحف يحتوي على العديد من المعلومات المهمة والتي تشرح العملية الإبداعية لتطوير الألعاب، وربما تجعلك تنظر إلى جميع الألعاب التي لعبتها بشكل مختلف تمامًا.

تحتوي النسخة الجديدة كذلك على مستوى إضافي يقدم نهاية جديدة أكثر حزنًا ورعبًا من النهاية الأصلية اللعبة، وبصراحة أعجبتني هذه النهاية أكثر لأنها ساهمت في إضافة نوع من الرعب النفسي للعبة من خلال تصوير الحالة النفسية للطفل والأم بشكل أكثر عمقًا وأكثر واقعية.

قصة لعبة Among The Sleep ليست لضعاف القلوب، القصة يمكنها أن تثير فيك مشاعر القلق والغضب والحزن رغم بساطتها وطريقة تقديمها البدائية.

أعتقد أن اللعبة قصيرة نوعًا ما لكنها تقدّم ما تريده بشكل جيد رغم كل شيء، وجميع التفاصيل مكتوبة ومرسومة بطابع فني ساحر، واللعبة تنجح في تقديم نهاية منطقية للأفكار التي وضعتها.

أواجه صعوبة في ترشيح اللعبة بناء على نظام اللعب وحده، لكن إذا كنت تريد لعبة تناقش أفكارًا واقعية بشكل جديد ومختلف ويعتمد على الجانب الفني والإحساس العاطفي، فهذه اللعبة هي الاختيار المناسب.