مراجعة لعبة Trover Saves The Universe

Trover Saves The Universe هي لعبة تحاول مزج العديد من الأشياء، المنظور الأول والمنظور الثالث وألغاز بلاتفورم وقتال الشوارع والواقع الافتراضي كذلك.

لكن العنصر الذي يبرز اللعبة فعلًا ويجعلها تجربة فنيّة لا تُنسى هو السيناريو الكوميدي المضحك والذي يعمل عليه كاتب السيناريو البارع Justin Roiland.

لا يمكنني التفكير في أي لعبة أخرى يمكنها أن تقدّم نظام لعب متوسط ومكرّر، وقصة قصيرة لا تتعدى خمس ساعات ولا تفعل فيها أي شيء تقريبًا، لكنك تستطيع أن تتصالح مع كل ذلك بل وتنبهر بطريقة كتابة السيناريو التي تستطيع أن تجذبك منذ الدقيقة الأولى وحتّى النهاية وربما تحمّسك كتابة السيناريو كذلك لإعادة اللعبة مرّات عديدة بعد الانتهاء منها لأنك تريد سماع جميع الحوارات الجانبية التي تقدّمها اللعبة مهما كانت لأنها دائمًا ستكون مضحكة للغاية.

Trover Saves The Universe متوفرّة على منصّات PS4 (تمت تجربتها), PSVR, PC ويمكن تجربتها بدون الحاجة لارتداء نظارة الواقع الافتراضي.

Trover Saves The Universe …

سيناريو ممتاز ولعبة مملّة

تنجح اللعبة في جذب انتباهك منذ الدقيقة الأولى، حيث تعرض لك نظام التدريب Tutorial في شكل زوجين يتشاجران على التلفزيون بسبب مشاكلهم الزوجية التي يتسبّب فيها عدم الضغط على الأزرار الصحيحة في ذراع التحكّم. 

الشخصيات الرئيسية في اللعبة هي الفضائي الأرجواني Trover، وأنت.. اللاعب الذي يلعب دور كائن يُطلق عليه اسم Chairopian، وهو من فصيلة تقضي حياتها كلها جالسة على الكرسي. هذا الأمر ليس نكتة وحسب بل هو تفسير لنظام اللعب الذي يعتمد على التحكّم في شخصية Trover طوال الوقت وأنت جالس على كرسيك.

أنت تنظر إلى الأشياء من منظور الشخص الأول، لكنّك تتحكّم وتتفاعل مع الأشياء عن طريق تحريك شخصية Trover (لأنه كسول ومتعب ولا يريد الحركة)، وحتّى تستطيع الحركة مع تروفر عليك أن تستعمل نقاط Warp المنتشرة في اللعبة على مسافات قريبة لأن التحكّم في تروفر لديه مدى معيّن ولا يستطيع الابتعاد عنك لمسافات طويلة.

فريق العمل بينك وبين تروفر لا يستطيع إلا القيام بأشياء بسيطة، مثل قتال الأعداء بنظام الشوارع عن طريق سيف الليزر أو تحريك الأشياء من أماكنها. يستطيع تروفر كذلك تقوية نفسه وزيادة نقاط الضرر التي يتلّقاها عن طريق الحصول على كائنات فضائية صغيرة مختبئة في عالم اللعبة. نظام اللعب بسيط للغاية وليس هناك تحديّات صعبة أو ألغاز معقّدة تحتاج إلى التفكير العميق.

في الحقيقة اللعبة تنتقد جميع أنظمة اللعب المعروفة وطريقة كتابة القصة بشكل عام في ألعاب الفيديو بأسلوب كوميدي ومضحك، مما جعل اللعبة سلسة للغاية وجعلتني مرتاح البال دائمًا وأنا أعرف أن كل ما يحدث وأي شيء أنا عالق فيه يتبع السيناريو المكتوب الذي تضعه اللعبة من أجلي.

تجعلك اللعبة تقوم ببعض الاختيارات التي ليس لها تأثير على سير القصة، لكن تجعلك تقوم بتفويت بعض الحوارات التي ستحتاج إلى إعادة اللعب مجددًا من أجل سماعها.

يسافر البطلان معًا عبر الكواكب المختلفة في عالم اللعبة لهزيمة الشرير Glorkon وإيقاف خطته الشريرة التي يستعمل فيها كلابك من أجل الحصول على قوة خارقة تمكنّه من دمج الأبعاد وتدمير المجرة بالكامل وخلال رحلتك تقابل العديد من الشخصيات الغريبة والمزعجة، والتي ستحتاج إلى الاستماع لما يقولونه، وربما تقديم بعض المساعدات من أجلهم حتّى تستطيع التقدّم في اللعبة.

أسماء الشخصيات سخيفة، وتتفوه بكلام سخيف وتتكلّم في موضوعات ليس لها معنى، يمكنك أن تلاحظ أن هناك شخصيات بعينها تمثّل محاكاة تهكمية ساخرة على واقع ألعاب الفيديو مثل Upgrade Tony، وهناك الجو العام السائد في اللعبة أن جميع الشخصيات تتكلّم في مواضيع تمس الحياة الواقعية مثل العنصرية والقتل والبحث عن الذات وغيرها من المواضيع الجادة التي تقدّمها اللعبة بطريقة كوميدية مثيرة تجعلك مهتمًا فعلًا بنظرتهم إلى الأمور.

تستعمل اللعبة بعض الأساليب المُبتكرة في جعلك تهتم بالجمل التي تقولها الشخصيات، إذا حاولت أن تسير مبتعدًا عن شخصية ما، تجدها تقوم بالتعليق على ابتعادك عنها، إذا حاولت ضربها تبدى اعتراضها على ما تفعله، إذا قمت بشيء ليس له علاقة على الإطلاق بالشخصية التي تقف بجانبك ستجدها تتكلّم وتبدئ رأيها في ما تفعله، وربما تنسى ما كنت تفعله وتبدأ في الكلام عن حياتها الشخصية ومواضيع غريبة لا تتوقّع أبدًا أن تسمعها في هذا المكان من اللعبة وهذا الوقت تحديدًا.

تتفاعل الشخصيات معك ومع بعضها البعض بطرق غريبة، إذا اقتربت من عرين أحد الأعداء، يمكنك أن تنتظر قليلًا وستجدهم يتكلّمون مع بعضهم البعض وحدهم، وربما يصل بهم الأمر إلى عراك يتم فيه قتل أحدهم، وتجد العدو الآخر يتفاعل مع موت صديقه ويحزن من أجله.

هناك كمية سيناريو مكتوبة يمكنها أن تصل إلى نصف ساعة في كل موقف، ولا يبدو أن خيال المؤلف ينتهي عند حد معيّن في أي وقت، بل يفاجئني دائمًا بإتساع خياله وغزارة كلماته والمواقف المختلفة التي يستيطع التفكير فيها وتقديمها بسهولة شديدة.

في بعض الأحيان تمزج اللعبة الحوارات مع نظام اللعب بشكل ممتاز حتّى لا تجعلك تمل في أي دقيقة وأنت تقوم على سبيل المثال بحل الألغاز التي تستغرق بعض الوقت. دائمًا ما تجد شخصية تتكلّم لتجعل شعورك بالملل يتلاشى شيئًا فشيئًا، لكن في بعض الأحيان وجدت بعض الشخصيات التي تتكلّم كثيرًا جدًا بشكل مزعج وأنت لا تملك إلا أن تتوقّف وتستمع إليها بدون فعل أي شيء أو القيام بأي حركة حتى تستطيع الانتهاء من هذه القصة، وهذا الأمر كان مملًا في بعض الأحيان.

عالم اللعبة كذلك والأماكن التي تزورها ليست جذابة، رغم أن عناصر المكان يتم توظيفها مع السيناريو لعرض مهمات مختلفة وجديدة، الشكل العام للأشياء لا يتغير مع الوقت بشكل جذري يجعلك تتذكّر أيًا من الأماكن التي قمت بزيارتها وترغب في العودة إليها مجددًا. 

هناك بعض الأماكن المجنونة مثل كوكب كامل يعمل مثل قطع اللحم البشري ومليء بالعيون التي تنظر إليك كأنك تسير على جسم الإنسان، لكن باقي الأماكن يمكن اعتبارها تغييرًا في اللون المُستعمل لرسم عالم اللعبة، وبعض العوالم عبارة عن غرفة واحدة فقط أو حتّى مشهد واحد وليس عالمًا كاملًا قائمًا بذاته.

الموسيقى كذلك ليست مبهرة بدرجة جعلتني أتذكّر أي أغنية أو أي موسيقى سمعتها طوال فترة اللعب، لكن الأداء الصوتي على الجانب الآخر في مستوى مختلف تمامًا. الشخصيات التي تتكلّم هي نفسها الشخصيات التي تؤدي الأصوات الرئيسية لشخصيات ريك ومورتي، بالإضافة إلى العديد من مؤديين الأصوات الآخرين الممتازين الذين يقومون بتمثيل أدوارهم بعناية شديدة.

جدير بالذكر أن اللعبة تحتوي العديد من الكلمات المسيئة، والتي يمكن حجبها بالكامل والاستمتاع بالكوميديا بدون هذه الكلمات من خلال اختيار نظام Censored، أما اذا كنت تريد الاستماع إلى هذه الكلمات لتحظى بالتجربة كاملة، فيمكنك اختيار نظام Mature. الموضوع لا يفرق كثيرًا لأن الكلمات التي يتم ازالتها بسيطة جدًا ولا تؤثر على الإطلاق على السيناريو المكتوب.

Trover Saves The Universe ليست الاختيار الأول إذا كنت أريد ترشيح لعبة تحتوي على قصة مثيرة، أو نظام لعب ممتع، أو غيرها من الأمور التي تميز الألعاب في العموم. لكن السيناريو المكتوب في اللعبة والمواقف المضحكة والمفاجآت المختلفة التي تواجهك أثناء اللعب، تستحق ثمن اللعبة وأكثر.

اللعبة لا تحاول أن تكون شيئًا مختلفًا، أو تفرض عليك شيئًا جديدًا لا تستطيع فهمه أو التواصل معه، اللعبة تحاول أن تكون نفسها فقط، وهي تنجح في ذلك بامتياز وتصنع تجربة كوميدية فريدة من نوعها. وشخصيًا أعتقد أن تجربة هذه اللعبة شيء ضروري لجميع اللاعبين ومحبين الضحك والكوميديا في كل مكان.