قراءة ألعاب الروايات القصصية، وإعادتها عدة مرات كان هو الأسلوب المعتاد لأي لعبة من هذا النوع، لكن حاليًا تحاول بعض الألعاب إضافة نوعًا من الإثارة والتجديد عن طريق دمج عناصر أخرى من ألعاب مختلفة داخل نظام اللعب القصصي المعتاد.
Kotodama هي واحدة من هذه الألعاب التي تحاول تقديم فكرة جديدة، مع الاحتفاظ بطابع ألعاب شركة Pqube المميز والغريب نوعًا ما.
في لعبة Kotodoma، أنت تبحث عن الشائعات والحقائق في إطار مدرسي، وتقابل العديد من الطلبة الذين يخفون ورائهم أسرارًا ومشاكل قد تكون أكبر من تصوّر اللاعب.
في نفس الوقت هناك جزء من اللعبة يعتمد على براعتك في توصيل الجواهر مثل ألعاب الأندرويد المعروفة كلعبة Candy Crush. فوزك في التحديات التي يطرحها هذا النظام يساعدك في التقدّم في قصة اللعبة والعكس صحيح.
Kotodama متوفرّة الآن على منصّات PS4 (تمت تجربتها), Nintendo Switch وأيضًا أجهزة الحاسب.
Kotodama .. أفكار جديدة وقصة متوسطة
في Kotodama أنت تلعب دور طالب أو طالبة المدرسة الذي ينتقل حديثًا إلى مدرسة جديدة (يمكنك أن تختار جنس البطل منذ البداية لكن هذا لن يؤثر في أحداث القصة).
قبل أن تنتقل إلى المدرسة تخبرك اللعبة أنك قمت بعمل صفقة مع قطة شيطانية صغيرة تُدعى Mon-Chan، والتي لا يستطيع أحد رؤيتها غيرك، كما أنها تعطيك بعض القدرات الخاصة المميزة التي سنقوم بشرحها لاحقًا خلال المراجعة.
في اليوم الأول من الدراسة يتم دعوتك للانضمام إلى نادي البحث عن الظواهر الغريبة من فتاة تُدعى Nanami، والتي تستمر في مرافقتها لفترة كبيرة من أحداث اللعبة، وتتعاونان في البحث عن أصل الألغاز الغريبة التي تحدث في المدرسة، وعددهم سبعة ألغاز أو ظواهر، وهذا يفسّر اسم اللعبة The Seven Mysteries.
تنقسم اللعبة إلى سبعة فصول، وكل فصل يتناول أحد هذه الظواهر الغريبة ويعرض رحلة بحثك عن الدلائل حتّى تصل إلى حقيقة هذه الظاهرة أيًا كانت. أنت تسمع عن هذه الظواهر من خلال الإشاعات التي تدور في المدرسة، ثم تبدأ في السير وراء هذه الإشاعات وسؤال الطلبة في أقسام المدرسة المختلفة عن معلومات أو أشياء غريبة رؤوها وسمعوها ولم يجدوا لها أي تفسير.
في الفصول الأربعة الأولى وجدت أن الجو العام للعبة يعتمد على وجود تفسير منطقي لهذه الظواهر، ودائمًا ما يكون هذا التفسير متعلّق بأحد الطلاب الذين نعرفهم، والذين يحملون سرًا ما ويحاولون إخفاءه عن باقي الطلبة، لكن يبدو أنهم جميعًا فاشلون في إبقاء أمورهم سرًا بسبب كثرة انتشار الإشاعات وتناقل الكلمات في هذه المدرسة.
على أي حال لا يمكن القبض على المجرم (أو ضبط الطالب متلبّسًا) بدون دليل ملموس، أو الأسهل من ذلك أن نجعله يعترف وننتهي من هذه القصّة. لكن لا تتوقع أن تستعمل ذكائك وفطنتك لجعلهم يعترفون، بل تجعلك اللعبة تقوم بالدخول على عقل هؤلاء الطلبة باستعمال قوتك السحرية التي حصلت عليها من Mon-Chan لجعلهم يعترفون بكل شيء.
هنا تتحوّل اللعبة إلى لعبة تجميع الجواهر المعروفة، لكنها تتبع أسلوبًا مختلفًا قليلًا عن فكرة توصيل ثلاثة جواهر في منتصف الشاشة.
الجوهرة التي تضغط عليها تنتقل إلى أعلى الشاشة فقط ولا يمكن تحريكها في جميع الاتجاهات مثل المعتاد، وعليك أن تتعامل مع هذه الأمر وتتوقّع كيف ستتحرك الجواهر بعد أن تأخذ الجوهرة من مكانها وتنقلها إلى أعلى الشاشة لتحصل على أكبر عدد من النقاط وتحقّق الفوز.
هنا تأتي غرابة ألعاب Pqube المعتادة في جعل الحصول على النقاط التي تحصل عليها -والتي تهدف إلى الدخول إلى عقل الطلبة وكشف أسرارهم- تساعد على خلع ملابس الطلبة شيئًا فشيئًا (فتيات أو صبيان).
أنت لا تقوم بكسر الحوائط الفكرية فقط والتي وضعوها لإخفاء أسراراهم، بل أنت تقوم بكسر جميع الحوائط المعنوية وحتّى المادية مثل قطع الملابس. على الأقل لا يصل الأمر إلى الفضيحة العلنية وتكتفي اللعبة بعرض الملابس الداخلية للشخصيات فقط.
هذا هو الجو العام للعبة Kotodama، هناك نظامين لعب مختلفين، أحد هذه الأنظمة هي لعبة رواية قصصية مباشرة، والنظام الآخر هو نظام توصيل الجواهر الذي تستعمله للكشف عن أسرار الطلبة والتقدّم في القصة. لكن يبدأ النظامين في التداخل والترابط بطرق أخرى مثيرة للاهتمام مع الوقت.
نلاحظ أن معرفة الإشاعات والكلام مع الشخصيات في نظام الرواية القصصية يتيح لنا الحصول على كلمات مميزة، هذه الكلمات تمثل أشياء مهمة تخص كل شخصية من الشخصيات الرئيسية، وفي نفس الوقت هذه الكلمات تنقسم إلى خمسة أنواع مختلفة من المشاعر مثل الحب والغيرة وغيرها، الحصول على كلمة جديدة من أحد الشخصيات الرئيسية أو الجانبية يمكنه أن يضيف نقاطًا إلى واحدة من الخمسة أقسام أو الخمس مشاعر المختلفة.
هذه الأقسام الخمسة هي نفسها الخمس أنواع من الجواهر التي يتم عرضها في طاولة نظام توصيل الجواهر، تطوير مستوى هذه الجواهر في نظام الروايات القصصية يعمل على تغيير وتطوير شكل هذه الجواهر وزيادة عدة النقاط التي تحصل عليها من توصيل كل ثلاثة جواهر معًا. ومن هذا المنطلق عندما تقوم بإعادة لعب اللعبة مرة أخرى تتمكن من الفوز في هذا النظام بصورة أسرع.
مثل معظم ألعاب الروايات القصصية، تجبرك اللعبة على إعادتها عدة مرات عن طريق اعتراض مشهد النهاية بشكل درامي حتى تستطيع الكشف عن جميع الحقائق ورؤية جميع النهايات المختلفة التي تقدّمها اللعبة. الرحلة الأولى تستغرق خمس ساعات وتجد اللعبة تنتهي عند الفصل الخامس وليس السابع. ثم تقوم اللعبة بإعادتك إلى نقطة البداية، لكن مع بعض الاختلافات الملحوظة في أنظمة اللعب.
أنت الآن تعرف مالذي حدث في المستقبل بسبب أنك لعبته، وهذا الأمر يعني أنك على علم بما يفعله أغلب الشخصيات وطريقة تقسيم المدرسة وجميع الأماكن الموجودة فيها. هذا الأمر يزيد من الاختيارات المطروحة أمامك عندما تتركك اللعبة لتذهب إلى أي مكان أو تتكلّم مع أي شخص. ستجد الأماكن المتاحة للزيادة كثرت في العدد، وعند الكلام مع الشخصيات ستجد اختيارات جديدة وردودًا جديدة لم تكن موجودة من قبل رغم أنك تعيش نفس اليوم وتجري نفس الحوار الذي اجريته في السابق.
بالطبع وجود حوارات جديدة يعني الحصول على كلمات جديدة، هناك عدد معيّن من الكلمات المتاحة لكل شخصية والقيام بجمعها كلها يعني فتح نهاية هذه الشخصية. يحصل نظام تجميع الجواهر على خصائص جديدة وحركات جديدة تظهر على طاولة الجواهر وتجعل من إعادة لعب نفس التجربة شيئًا مختلفًا وجديدًا.
القصة بدت جذابة في البداية، لكن قوة القصة نفسها تعتمد على الأسرار الموجودة في كل فصل، وبعد الانتهاء من جميع الفصول لم أجد القصة، أو تحديدًا المشاكل التي كان يعاني منها الطلبة، تستحق الاهتمام بدرجة كبيرة.
هناك جزء كبير من اللعبة يتمحور حول إجراء الاستجوابات وتبادل التعليمات مثل المحقق لكن لا يوجد أي شيء تخرج به من هذه الحوارات، وعند معرفة تفاصيل جديدة الأمر نفسه يحدث في صورة جميل بسيطة إضافية، والسر أو المشكلة التي تكون محور الأحداث تبدو ضئيلة للغاية في المستوى ولا تستحق كل هذا الترقّب والمجهود.
بالطبع قصة اللعبة الأساسية نفسها تحتوي على بعض التطورّات والمؤامرات التي تجعلك تغيّر نظرتك بشكل جذري إلى الأمور.
يعني يمكنك أن تجد نفسك تستجوب نفس الشخصية لكن في مكان مختلف وبخصوص أسرار مختلفة عن المرة الأولى.
هنا أنا أشيد بالإخراج وطريقة تقديم القصة وليست القصة نفسها. تحتوي القصة على بعض العناصر الخارقة للطبيعة كذلك لكن كان هذا يبدو متوقعًا منذ بداية معرفتي أنني أستطيع الكلام مع قطة ذات قوة سحرية، لذلك الأمر لم يصبح مفاجئًا بعد ذلك مثلما توقعت.
القصة ربما تثير فضولك في البداية، لكن إعادة نفس الحوارات المملّة مجددًا مع شخصيات يبدو رسمها سيئًا (خاصة الشخصيات الجانبية)، وخصوصًا أنه لا يوجد فكرة أخرى لتجذب اللاعبين وتشجعهم على القراءة لفترات طويلة غير الأداء الصوتي للشخصيات. لا يوجد خلفيات جميلة أو موسيقى جذابة من الثمان مقاطع التي تستعملهم اللعبة مرارًا.
يحصل اللاعب على قدرة تجربة لعبة الجواهر خارج إطار القصة من خلال نظام Fantasize Mode، والذي يتيح لك الفرصة للحصول على ملابس داخلية جديدة للشخصيات ولا شيء آخر، لكن لا أعتقد أن اللاعب يمكنه أن يلعب هذا النظام أو يعود لتجربة اللعبة مرة أخرى في العموم بعد الانتهاء منها وإعادتها مرتين أو ثلاثة.
القصة ليست سيئة، لكنها ليست جيدة كذلك، فعلى الرغم من أن إعادتها تفتح اختيارات وآفاق جديدة، وجدت أن كمية كبيرة من الحوارات هي نفسها الحوارات القديمة ولا يوجد تغييرات جذرية، يحصل اللاعب فقط على فرصة قراءة جمل ومعرفة كلمات جديدة لكن شكل الأحداث في المجمل لا يتغّير كثيرًا.
تحتوي اللعبة كذلك على العديد من النهايات السيئة التي يمكن أن تصل إليها بالصدفة بدون سابق إنذار، وهذا الأمر يجعل حفظ التقدّم كل فترة شيئًا أساسيًا لا يمكن الاستغناء عنه لتفادي هذا الأمر.
الذي شعرت به طوال فترة اللعب هو أنني ألعب ما يقرب من 90% من محتوى ليس له فائدة من أجل نسبة 10% من القصة الرئيسية، والتي لا أنكر أنها دفعتني لاستمر في اللعب وأثارت فضولي نوعًا ما، لكن عدم وجود هدف حقيقي أو جوائز مختلفة بجانب الفصول النهائية من القصة والتي تستغرق وقتًا قليلًا للغاية لاتمامها لم يجعل الأمر يستحق تمامًا كل هذا التعب والإعادة لمرات مختلفة.
Review overview
الإيجابيات
- الدمج بين نظام الروايات القصصية ونظام توصيل الجواهر جعل اللعبة متجددة
- تغيير في تفاصيل اللعبة مع كل مرة إعادة
- أداء صوتي كامل ومناسب لجميع الشخصيات
السلبيات
- رسوم الشخصيات رديئة بعض الشيء
- لا يوجد دوافع كافية لتحمّل رؤية نفس الحوارات عدة مرات
- معظم الحوارات ودوافع الشخصيات ليست مهمة ولا تستحق التعب أو إعادة اللعب عدة مرات
- الحاجة إلى الحذر من النهايات السيئة المنتشرة بكثرة
الملخص
6.5Kotodama تقدّم فكرة جديدة في عالم ألعاب الروايات القصصية عن طريق دمج عناصر السرد القصصي وتوصيل الجواهر، وتقدّم قصة تثير الفضول نوعًا ما وتخفي بعض الأسرار التي تحتاج لإعادة اللعب. لكن القصة في المجمل ليست جذابة كثيرًا وإعادة اللعب تصبح مثيرة للضجر مع كل إعادة.