مراجعة لعبة Team Sonic Racing

سونيك القنفذ السريع شخصية بدأت على فكرة منافسة ألعاب ماريو، ومحاولة علاج نقاط الضعف التي عُرفت بها هذه الألعاب، مثل سرعة حركة الشخصيات، والموسيقى الطفولية المعتادة.

مع الوقت، تمكن سونيك من خلق شخصيته الفريدة خصوصًا في ألعاب السباقات الممتعة مثل Sonic Riders و All-Stars Racing Transformed، والآن يحاول سونيك مرة أخرى المنافسة في عالم ألعاب سباقات الكارت مع لعبة Team Sonic Racing

المنافسة ضئيلة للغاية في عالم ألعاب سباقات الكارت هذا الأيام، لعبة Mario Kart 8 الناجحة على سويتش تُعتبر هى المنافس القوي الوحيد للعبة سونيك الجديدة (وربما اللعبة القادمة Crash Team Racing). لا يوجد العديد من الأفكار الجديدة على الساحة كذلك، وهذا يفتح المجال لأي مطورّ ليضيف لمسته الخاصة على هذا النوع من الألعاب.

هل ينجح المطور Sumo Digital في تصميم لعبة توازي Mario Kart 8 في المتعة والإثارة؟ سنعرف الإجابة في مراجعة اليوم.

اللعبة متوفرة على بلاي ستيشن 4 (تمت تجربتها) وإكس بوكس ون والحاسب وسويتش

Team Sonic Racing …

تصميم مثالي وسباقات غير مُبتكرة

ما يميز هذه اللعبة عن العناوين السابقة وماريو كارت على وجه الخصوص هو التركيز على العمل الجماعي، وهو الأمر الذي قد يبدو في البداية منافياً لفكرة سباقات الكارت التنافسية، لكن اللعبة تقدّمه بصورة جميلة في شكل فِرق من ثلاثة شخصيات جعلتني أتذّكر أسلوب لعبة Sonic Heroes.

الشخصيات تنقسم إلى ثلاثة أنواع مختلفة من المتسابقين، سرعة وتقنية وقوة، وأنت تختار من بينهم واحد فقط للدخول في السباق، وعليك أن تعمل جنبًا إلى جنب مع باقي زملائك في الفريق للفوز بأكبر عدد من النقاط المتراكمة بنائًا على مواقعكم عند الانتهاء من السباق. يوجد 15 شخصية مختلفة في اللعبة للاختيار من بينها.

هناك طريقتان أساسيتان لمساعدة بعضكم البعض أثناء السباق، والقيام بكلا الطريقتين مهم للغاية لأنه يشحن مؤشر التعاون ويوفّر لجميع المتسابقين الثلاثة دفعة هائلة مؤقتة من السرعة. تتركز طرق التعاون حول القيادة معًا جنبًا إلى جنب، واستخدام العناصر الموجودة في السباق بشكل تعاوني.

عندما تجد أحد متسابقين الفريق يقود سيارته أمامك، ستلاحظ وجود مسار أصفر خلف سيّارة هذا المتسابق، إذا قمت بالسير داخلها فأنك تحصل على دفعة قوية من السرعة تسمح لك بتخطّي هذا المتسابق ونقل مركزك إلى الأمام، وهذا بالتالي يشجّع اللاعبين على البقاء على مقربة من بعضهم البعض والمحافظة على تقدّمهم في السباق لأنه مهم بالنسبة لك تمامًا كما هو مهم بالنسبة لهم.

الطريقة الثانية هي العمل الجماعي، العناصر الموجودة في أرض السباق من شأنها أن تساعدك على تعطيل خصومك (مثل إطلاق الصواريخ أو الفخاخ عليهم)، أو من شأنها أن تساعدك أنت شخصيًا عن طريق إعطائك دفقات من السرعة، هذا كله يبدو معروفًا للاعبين الكارت، لكن الجديد هو أنه يمكنك مشاركة هذه العناصر مع أصدقائك في الفريق بضغطة زر بسيطة، إذا كنت في المركز الأول على سبيل المثال وتحمل صاروخًا ينطلق للأمام، بالتأكيد لن تحتاجه، لكن أحد أعضاء الفريق ربما يكون متأخرًا عنك وفي حاجة إليه، وعن طريق خاصية المشاركة يمكنك مساعدته وتبديل العنصر، بالإضافة إلى شحن مؤشر التعاون الذي يجعل الفائدة تعم على الجميع.

الفكرة تبدو جميلة، لكنها تعاني من بعض المشاكل التي تدل على ضعف الخيال عند المطورّ، أولها أنني لا أستطيع معرفة ما الذي يفعله كل عضو من الفريق في الوقت الحالي، ولا يوجد طريقة لكي اختار العنصر المناسب لمساعدة الشخصية التي تحتاجه فعلًا، كل شيء يحدث بشكل عشوائي ومبهم، ولا يوجد طريقة لاختيار العنصر الذي احتاجه أنا كذلك كلاعب، إذا طلبت أحد العناصر المُساعدة من زميلي في الفريق، ربما أحصل على عنصر لا أحتاجه في موقفي الحالي، مما جعلي أتجاهل هذه التقنية وأركز على السباق نفسه في أغلب الأوقات.

لا يوجد كذلك أي طرق أخرى للتفاعل مع أعضاء الفريق غير تبادل العناصر والسير خلفهم، كنت أتمنّى المزيد من طرق التفاعل المختلفة التي تجعلني أستفيد فعلًا من هذا الاختلاف في الشخصيات، أو قدرات خاصة يمتلكها هذا الفريق فقط دون غيره من الفِرق. لا يوجد كذلك مشاهد أنميشن أو شيء مشابه تجعل العمل مع زميل الفريق شيئًا جذابًا، كل شيء يحدث بسرعة شديدة وبشكل صامت معظم الوقت عدا بعض التعليقات البسيطة المتكرّرة التي لا تضيف جديدًا.

التعاون وتبديل العناصر شعرت أنه جزء إضافي وليس أساسي لتحقيق الفوز، ولا يصبح أساسيًا إلا بشكل سيء للغاية، عندما أجد نفسي في المركز الأول وباقي أعضاء الفريق في مراكز أخيرة، ساعتها أجد مجموع النقاط الشامل قليلًا للغاية، رغم أنني قمت بأداء جيد في السباق، ومشاركة العناصر ليس مؤثرًا بالدرجة الكافية للسبب الذي ذكرته وهو أنني لا أعرف موقفهم الحالي في أرض السباق، وبالتأكيد لن أقلّل من سرعة قيادتي حتّى يستطيعوا اللحاق بي، هذا الأمر جعلني أكره فكرة التعاون بالكامل، وكان المفروض أن يتم تصميم السباقات من أجل التركيز على هذه النقطة وهى جعل المتسابقين متجاورين أغلب الوقت لكي أعرف ماذا يفعلون في كل لحظة.

هذا يقودنا إلى النقطة الثانية والمهمة في اللعبة وهي السباقات، والتي يمكن تلخيصها في كلمة واحدة “غير مُبتكرة”، السباقات نفسها تبدو جميلة للغاية، وواسعة بعض الشيء لكن ليس بنفس الإتسّاع الموجود في ألعاب ماريو كارت، معظمها يبدو متشابهًا كذلك رغم الإختلاف في التفاصيل وطريقة العرض، ولا تحتوي على تحديات أو طرقات ملتوية أو طرق مختصّرة سريّة يمكنها أن تقلب موازين السباق.

في بعض الأحيان يمكنك أن تجد مفترقات طرق لكنّها لا تمثّل مفاجأة كبيرة عند رؤيتها بسبب سرعة اللعبة البطيئة نوعًا ما، والتي جعلتني أشعر أنني أقود لعبة سباقات حقيقية وليست عربات كارت، سرعة اللعب ليس كافية لجعلي أستمتع أو أشعر بالتوتّر الذي يدفعني للمحافظة على مكاني، كما أن الاحتكاك بعربات الفريق الخصم لا يؤثر على الإطلاق على مقدار سرعتي أو تقدّمي، الطابع التنافسي مع الفريق الخصم ليس موجودًا بالدرجة المطلوبة وفكرة السباق تعتمد على براعتك في القيادة عن الدورانات Drift قبل أي شيء.

موسيقى السباقات نفسها مملّة للغاية وغير مؤثرة، ولا تعطيك دفعة الأدرينالين الكافية التي تجعلك تدخل فعلًا في جو السباق السريع، ولا يمكنني أن أقول أنني قد أتذكّر أي أغنية منها بعد الانتهاء من اللعب، وبالتأكيد هي ليست على نفس مستوى ألعاب سونيك الأخرى التي تمتاز بصوتيات مؤثرة وأغاني ذات كلمات رنّانة، وكنت أتوقع المزيد بصراحة من لعبة تحمل اسم سونيك في مجال الصوتيات.

مثل ماريو كارت، يمكن لك تخصيص السيارة الخاصة بك بالعديد من القطع التي تؤثر في مؤشرات السيارة وتجعلها أسرع أو أكثر سلاسلة في القيادة أو غيرها من الطرق، وتحصل على هذه القطع من خلال الفوز في السباقات، أو من خلال نظام الهدايا العشوائية Gacha System، والذي تحتاج فيه إلى دفع العملات من أجل الحصول على قطع عشوائية تفيدك في تخصيص إحدى السيارات الموجودة. ولم أفهم لماذا لا يوجد متجر طبيعي لشراء القطع بدلًا من ترك الأمر للحظ بهذه الطريقة.

يمكنك كذلك تخصيص شكل السيارة بالعديد من الألوان والأشكال، وتعدّيل مزمار السيارة ليُطلق أصواتًا مختلفة عند استعماله على أرض السباق، وهذا العنصر لم أفهم لماذا يوجد من الأصل، هناك العديد من الأصوات والعديد من الاختيارات لتقنية لا أظن أنني سأستعملها بشكل فعلي على أرض السباق، وكنت أتمنّى أن يتم التركيز على جوانب أخرى أكثر تأثيرًا في نظام اللعب نفسه.

بعد الحديث عن أساس اللعبة، نتكلّم عن الأنظمة المختلفة المتاحة في اللعبة، وأولّها هو نظام القصّة الذي يحتوي على سباقات معتادة بالإضافة إلى بعض التحديات المختلفة التي تختبر فعلًا سرعة قيادتك وجودة اختيارك لقطع تخصيص السيارة، مثل سباقات جمع الخواتم أو العبور من بين الأعمدة أو القيام ببعض الحركات المجنونة للحصول على النقاط. وهذا الأمر أحببته كثيرًا لأنه أضاف تجديدًا على طريقة سباقات الكارت، لكنّني كنت أتمنّى أن يتم الإهتمام به أكثر من ذلك والعمل على جعله نظام كامل قائم بنفسه، ويتم تحديثه دوريًا كل فترة على سبيل المثال وإضافة تحديات جديدة له.

بعد الانتهاء من نظام القصة، لا يوجد سبب حقيقي للعودة إليه مرة أخرى أو تجربة أنظمة جديدة، وذلك لأن جميع الشخصيات وعناصر التخصيص وغيرها تفتح بالكامل من خلال نظام القصة. لا يوجد أنظمة إبداعية أخرى تدفعك لتجربة كل ما تعلمته فيها أو تحديات مختلفة تنتظرك بعد الانتهاء من سباقات القصة.

بجانب نظام القصة، تحتوي اللعبة على بعض الأنظمة الأخرى مثل نظام الدوري Grand Prix، ونظام السباقات الوقتية Time Trial، وهناك إمكانية عمل سباقات عادية لا يوجد فيها العنصر التعاوني وتعتمد فقط على خبرتك الفردية.

تحتوي اللعبة كذلك على عنصر سباقات الأونلاين الذي لا يختلف كثيرًا غير في إمكانية تحميل معلومات عن المتسابقين الآخرين والسباق في مواجهة هذه المعلومات، أو ما يُطلق عليها اسم Ghost data.

Team Sonic Racing لعبة ممتعة، لكنها تصبح مملّة بسرعة كبيرة رغم أنها تضيف فكرة جديدة ولم تُستعمل من قبل في عالم سباقات الكارت، ولا يوجد الكثير لتفعله بعد الانتهاء من السباق غير أن تذهب لطور الاونلاين وتلعب مع الناس الآخرين، لكن لا توجد وسائل حقيقية لجعل تجارب السباق مع الأصدقاء مختلفة، بجانب أن السباقات نفسها ليست جذابة ورتمها بطيء ومعظمها يبدو متشابهًا وسهلًا نوعًا ما، حتّى على أكثر صعوبة متاحة.