مراجعة لعبة Sniper Elite V2 Remastered

استوديو Rebellion يعرف كيف يصنع ألعابًا تجمع بين المتعة والواقعية في نفس الوقت، اللعبة لا تكون واقعية بدرجة منفرّة، أو خارجة عن المألوف لدرجة أنها تنسى إيصال فكرة الحروب الأساسية، وهذا تمامًا ما رأيناه في تجربتنا مع لعبة Sniper Elite V2 .

ربما لا تكون اللعبة بنفس جودة الأجزاء القادمة من السلسلة، والمتوفرّة حاليًا على منصّات الألعاب الحديثة، لكنها ما تزال تمتلك الروح الموجودة في جميع ألعاب Sniper Elite، والتي جعلت الاقتناص شيئًا ممتعًا للغاية ومختلفًا عن باقي الألعاب التي تحتوي على أسلحة الاقتناص المشابهة.

اليوم نعود لتجربة أصول سلسلة Sniper Elite الفريدة، ونتكلّم عن الميزات الجديدة التي تم إضافتها في النسخة المحسّنة من اللعبة الأصلية.

تمت مراجعة اللعبة على منصة بلاي ستيشن 4.

Sniper Elite V2 Remastered …

إضافات كثيرة وأسلوب قنص ممتع وفريد

قصة اللعبة لا يمكن اعتبارها شيئًا لم يراه اللاعبون من قبل، حيث أن أحداثها تدور في الحرب العالمية الثانية مثل العديد من الألعاب الأخرى. أنت تلعب دور الجندي Karl Fairburne الذي يجب عليه أن يمنع إطلاق الصواريخ المدمّرة النووية، ويقتل العناصر البشرية النازية المسئولة عن تطوير هذه الصواريخ.

خلال مهمات اللعبة، يجب على البطل أن يقتل العديد من الجنود ليصل إلى هدفه، وهؤلاء الجنود لا ينتظرونك وحسب، بل هم يحاربون بعضهم البعض على جوانب مختلفة من الحرب (الروس والنازيين) وعليه أن يحارب جنود الجيشين معًا وحده بدون أي مساعدة. ولن يتمكن الجندي من هزيمة جميع الأعداء سريعًا، بل عليه أن يزحف ويتحرك ببطء ويحبس أنفاسه ليستطيع قنص كل واحدا منهم على حدة.

اللعبة تحتوي على عشر مهمات قصصية، تستغرق سبع ساعات للانتهاء منها، بالإضافة إلى أربعة مهمات إضافية كانت متوفرّة في الحزم الإضافية للعبة وقت إصدارها، وخلال هذه المهمات عليك أن تقتل العديد من الشخصيات الهامة وتحصل على بنادق قنص جديدة مع التقدّم في الأحداث. المهمات تحتوي على نوع من الزجاجات يمكن البحث عنه وجمعه لمحبيّن تجميع الأشياء في الألعاب بجانب هدف المهمة الرئيسية.

الشيء الممتع فعلًا في اللعبة هو طريقة القنص وإطلاق الرصاصات، حيث يتم مكافأة الطلقة الجيدة ذات التصويب المناسب بكاميرا مرعبة بطيئة الحركة تأخذك إلى داخل الأعداء وأنت تشاهد عظامهم تنهار وتجعل دماؤهم وأعضائهم تتطاير بتفريغ رصاص بندقية القنص في أجسادهم الرخوة.

الرصاصة الواحدة يمكنها كذلك أن تخترق جنديين في نفس الوقت، وإذا كان الجندي منبطحًا على الأرض على سبيل المثال، ستجد الرصاصة تخترق يديه ثم قدميه إذا كانا على مستوى واحد. بالطبع تتميز الألعاب القادمة في السلسلة بشكل رسوم مختلف تمامًا وأكثر جودة ودقة، ميزة إطلاق النار على العظام الموجودة هنا بدائية إلى حد ما، لكن المحتوى الموجود حاليًا لا يزال ممتعًا بنفس القدر الموجود في الألعاب الجديدة.

الجانب الواقعي للعبة يمكن ملاحظته في صعوبات اللعبة المختلفة، وهى ثلاثة صعوبات متفاوتة في درجة تأثير الرياح والجاذبية على إتجاه الرصاص، ومن أجل ذلك عليك أن تضبط وضعية جسمك وضربات قلبك حتّى تمنع أي تأثير خارجي على ضربة الرصاصة.  يمكنك كذلك إطفاء الواقعية تمامًا وجعل اللعبة سهلة وممتعة بدون الحاجة لضبط كل هذه العناصر.

بجانب تنظيم ضربات القلب، يمكنك أن تحبس أنفاسك للحظات قصيرة، ويمكن أن تدخل في نظام تركيز يقرب لك الصورة أكثر ويرفع دقة التصويب عن المعتاد. كل هذا يجعل تجربة القنص مثيرة ومختلفة، وكل رصاصة تطلقها لديها وزن كبير في عقلك وعينيك وطريقة سير المهمة.

بما أن اللعبة تركز على القنص في المقام الأول، سوف تشعر بالفعل أن كل بندقية قنص تختلف عن الأخرى تمامًا، يتولّى بطل اللعبة شرح هذه الاختلافات في سياق القصة، لكن التأثير الفعلي لهذه الاختلافات سوف تشعر به منذ اللحظة الأولى التي تستعمل فيها البندقية الجديدة مهما كانت.

للأسف لا يمكن قول نفس الشيء عن باقي أسلحة اللعبة مثل المدافع الرشاشة والمسدسات الصغيرة، والتي وجدت أن استعمالها سيء للغاية، لكن على الأقل تعطيك اللعبة كمية كافية من رصاص القنص مما يغنيك عن استعمال هذه الأسلحة تمامًا.

بعد الانتهاء من الأسلحة، ننتقل الآن إلى الحديث عن مستويات اللعبة نفسها وشكل الرسوم وطريقة الحركة.

الرسوم تبدو جيدة نوعًا ما، وتطورّ ملحوظ عن الرسوم المُستعملة في النسخة الأصلية، شكل المباني وطريقة استعمال الأضواء تبدو ممتازة، ومريحة للنظر كأنني أنظر إلى لعبة من الجيل الحالي، لكن لا يمكن قول الشيء نفسه عن شكل الشخصيات وطريقة الحركة، والتي شعرت أنها خشنة قليلًا وليست سلسة بالدرجة الكافية مثل ألعاب إطلاق النار الحديثة.

جودة الصوت رائعة للغاية في الأداء الصوتي للشخصيات، أو حتى في أصوات الرصاصات والبنادق، وتبدو واضحة للغاية وصوتها عالي ويمكنني معرفة ما يدور حولي ومن أين تأتي الضربة بمجرد سماع الصوت فقط.

تصميم المستويات هو النقطة التي يمكنها أن تزعج العديد من اللاعبين، العديد من المناطق رغم جودة التصميم تبدو متشابهة، جميعها تحتوي على نفس الحوائط الجيرية والطوب المتساقط والبيوت المدمرة الخالية بدون اختلافات كبيرة إلا في بعض المهمات البسيطة التي تحتاج منك للذهاب لقاعدة عسكرية أو ما شابه. هناك مسافات كبيرة كذلك بين نقاط العودة وبعضها البعض مما يجعل الموت شيئًا متعبًا ومزعجًا للغاية.

بجانب رتابة الشكل، المستويات نفسها ليست واسعة بالدرجة الكافية لجعل اللاعبين يختارون أساليب مختلفة للانتهاء من المهمات، بل معظم المهمات تبدو خطية وتجعلك تعرف أين وكيف تختبئ بدون الحاجة للقيام بأي مجهود أو تفكير شخصي. هناك بعض المناطق داخل المهمة يمكن فيها استعمال عناصر مساعدة مثل الألغام، لكن هذه المناطق واضحة كذلك وعدد الألغام قليل ليجعله عنصرًا أساسيًا في تنفيذ خطط القنص.

تفتقد اللعبة كذلك إلى خريطة مصغّرة أو رادار يساعدك في معرفة أماكن الأعداء وعددهم على الخريطة. لكن هناك بعض المهمات التي صدقًا لا تحتاج إلى ذلك، مثل مهمة القضاء على فريق القنص الروسي البارع، هناك العديد من المهمات الأيقونية في قصة اللعبة حتّى لو لم تكن مهتمًا باللعب عبر الإنترنت.

بجانب اقتناص الأعداء، لديك القدرة كذلك على اقتناص العربات والدبابات من خلال تفجير مصدر الوقود فيها، وهذه التحديات الصغيرة ممتعة للغاية وتختلف عن الوتيرة المعتادة لاقتناص الجنود، وشكل إنفجار العربات والدبابات يبدو مروعًا وواقعيًا للغاية.

النسخة الجديدة من اللعبة تضيف نظامًا تعاونيًا يمكن من خلاله لعب مهمات القصة مع صديق، أو التحديات المختلفة الموجودة في اللعبة مثل Kill Tally الذي يضعك في مواجهة كميات من الأعداء، أو Bombing Run الذي يجعلك تبحث عن قطع عربة وتعمل على إصلاحها في وقت قصير للهروب بها، أو نظام Overwatch الذي يجعل أحد اللاعبين يحدد أماكن الأعداء، بينما يعمل اللاعب الآخر على اقتناصهم.

تضيف اللعبة كذلك نظام Multiplayer تنافسي، ينقسم إلى سبع أنواع مختلفة من أنظمة اللعب المعتادة التي ستعجب اللاعبين كثيرًا مثل نظام Deathmatch ونظام Capture The Flag، ويمكنك تخصيص الأنظمة بالعديد من الوسائل مثل التحكم في قوة الرصاص والضربات الصديقة واستعمال أسلحّة معينّة من عدمها والعوامل البيئية والجوية.

المطورّين قاموا بعمل رائع في إضافة العمق الكافي لهذا النظام الذي سيجعل اللاعبين مشغولين لدرجة كافية بعد الانتهاء من القصة الرئيسية، جدير بالذكر أن جميع الجلسات تتحمل حتّى ستة عشر لاعبًا مختلفًا في أي وقت.

نقطة أخرى جميلة في اللعب هى إضافة نظام Photo Mode، والذي يمكن تشغيله عن طريق الضغط على ذراعي التحكم في نفس الوقت، ويحتوي على العديد والعديد من الفلاتر الجميلة، وإمكانية ضبط الصورة أوتوماتيكيًا لتصبح بأفضل شكل ممكن.

جميع المحتوى الإضافي السابق موجود في اللعبة، بما في ذلك العديد من البنادق الجديدة التي يمكن اختيارها قبل الدخول في أي مهمة، وسبع شخصيات جديدة من إضافات Zombie Army القديمة.

هذا كل شيء في اللعبة تقريبًا، ربما لا تزال اللعبة تبدو وكأنها من الجيل الماضي، والقصة ليست مؤثرة بالدرجة الكافية وسط ألعاب الجيل الحالي، لكن الأنظمة الجديدة التي تم إضافتها جعلت اللعبة مختلفة تمامًا بشكل لم أتوقعه، وبعض الخصائص التقنية جعلت أسلوب اللعب أفضل كثيرًا ولم يزعجني رغم أنني ألعب لعبة قديمة وسط عشرات الألعاب الحديثة الموجودة حاليًا.