مراجعة لعبة The Caligula Effect: Overdose

The Caligula Effect: Overdose هي لعبة RPG يابانية تم إعادة إنتاجها من اللعبة الحصرية لجهاز بلايستيشن فيتا The Caligula Effect، والتي تحتوي على إضافات كثيرة جديدة، لم تكن موجودة في النسخة القديمة من اللعبة.

اللعبة تصدر في الثاني عشر من مارس عام 2019 على منصّات ألعاب PS4, Nintendo Switch (تمت تجربتها) وأيضًا أجهزة البي سي.

هناك مجموعة من الأسباب التي جعلتني متحمسًا لهذه اللعبة، بجانب إعادة إنتاج الرسومات، وإضافة شخصيات وعناصر لعب جديدة، والأهم كتابة السيناريو فيها من الكاتب Tadashi Satomi، والذي عمل في السابق على الجزء الأول والثاني من سلسلة ألعاب Persona.

لذلك سنتطرّق خلال المراجعة إلى المقارنة بين بعض عناصر اللعبة مع عناصر ألعاب بيرسونا، ونقد المحتوى القصصي ونظام اللعب بشكل عام، وتقييم المحتوى الجديد الذي أضافته نسخة Overdose من اللعبة

مراجعة لعبة The Caligula Effect: Overdose ..

قصة عميقة وجادة ومليئة بالمفاجآت

اللعبة تدور في عالم خيالي مُصطنع يُطلق عليه اسم Mobius، والذي تم صناعته عن طريق مغنية افتراضية أو إلكترونية يطلق عليها اسم Miu، والتي جعلت العالم كله يعيش في صورة طلاب مدرسة ثانوية ولا يكبرون أبدًا، مهما كانت أعمارهم أو أشكالهم في العالم الحقيقي.

لكن أبطال اللعبة وهم مجموعة من طلاب المدرسة، يبدؤون في معرفة الحقيقة، ويحاولون إيجاد طريقة للهروب من هذا العالم المُتخيّل والعودة إلى الواقع مرة أخرى.

من هنا يتم تقسيم اللعبة إلى فصول، كل فصل تبحث فيه عن أحد الأشرار المسؤولين عن مساعدة المغنية الافتراضية في حبسك في هذا العالم، والذي يُطلق عليهم اسم Ostinato Musicians، وتقوم بهزيمتهم في معركة حتّى تستطيع التخلص من شرّهم، والاقتراب من الحقيقة ومن هدفك في العودة إلى الحياة الحقيقية.

قصة اللعبة ليست سطحية كما يبدو عليها في البداية

في بداية اللعبة، شعرت أن عدد الشخصيات أكثر من اللازم، سواءً في طرف الأصدقاء أو حتّى في طرف الأعداء، لكن بعد فترة قليلة، وجدت أنه يمكنني التفاعل مع الشخصيات خارج إطار العمل في المهمات، والتحاور معهم بصورة شخصية تمامًا مثل حوارات Social Link أو Confident الموجودة في ألعاب Persona.

هذه الحوارات يمكن إتمامها بصورة جانبية بدون التأثير على القصة الأصلية، والهدف منها في إطار اللعبة هو الحصول على ضربة قوية خارقة لكل شخصية لتساعدها في المعركة، حتّى هذه النقطة الأمر لا يختلف كثيرًا عن بيرسونا، لكن الموضوع لا ينتهى عند هذا الحد.

العلاقات الشخصية مع شخصيات اللعبة تسير في شكل مستويات من 1 وحتّى 9، وحتّى المستوى الخامس أو السادس، معظم الحوارات كانت تبدو سطحية، أو تتكلّم عن مشاكل المراهقة التي تتخذها اللعبة كأساس، مثل الخروج مع الفتيات، والعصبية، والمضايقات من زملاء المدرسة، والجلوس على الإنترنت لفترات طويلة، كما أنها لا تضيف جديدًا إلى المعلومات التي عرفناها في الأساس عن الشخصيات من خلال القصة الرئيسية.

لكن بعد المستوى الخامس أو السادس، تبدأ الشخصيات في الإنفعال والتفوّه بكلام مختلف أو كلام من شأنه أن يكشف سرًا كبيرًا عن الشخصية، وتطلب منك اللعبة عن طريق عرض شاشة مرعبة قليلًا أن تقرر ما إذا كنت تريد الدخول أكثر أم لا Dive Deeper، هذا الأمر غير من نظرتي تمامًا عن اللعبة.

تبدأ الشخصيات في التكلّم عن مواضيع جادة للغاية لم أتوقع أن أجدها في لعبة بمثل هذا الطابع المبدئي الذي يستعمل المناظر والأغاني المفرحة، مواضيع مثل الانتحار والسرقة والفقر والأذى النفسي والجسدي وغيرها الكثير، كما أن كلام الشخصيات يغير تمامًا حقائق كنت قد عرفتها ليس في المستويات الأولى من العلاقات فقط، بل عن قصة اللعبة الرئيسية بشكل العام.

جميع القصص بلا استثناء مكتوبة بصورة رائعة للغاية، اللعبة لا تقوم بعمل متوسط في عرض معاناة الشخصيات والآلام التي تعرضت لها، بل كل شخصية تقول جملًا مُنتقاة بعناية، مصحوبة بأداء صوتي ممتاز ومؤثر، خاصة الأداء الصوتي للشخصيات الجديدة في نسخة Overdose مثل Eiji Biwasaka و Ayana Amamoto.

شخصية Eiji Biwasaka على وجه الخصوص أعتقد أن المطورّين قاموا بعمل ممتاز في كتابتها وإخراجها، هذه اللعبة لا تقدم شخصيات جديدة يمكنك إضافتها إلى فريقك مثل الألعاب القديمة، بل الشخصيات تم دمجها بصورة عميقة للغاية في المحتوى القصصي، وتقوم بالسيطرة على مجريات الأحداث بدرجة كبيرة، كما أنها تقترح أفكارًا وإتجاهات مختلفة يمكن للأبطال إتخاذها والعمل عليها بخلاف نظام السير المعتاد وهو الذهاب لمكان جديد وهزيمة العدو الموجود هناك.

نقطة جديدة أيضًا في نسخة Overdose هو زيادة عدد الشخصيات على كل جانب من جوانب اللعبة، الأبطال والأشرار، وإمكانية الذهاب لمقر الأشرار والقتال معهم ضد الأخيار، بل ويمكنك أيضًا عمل حوارات شخصية معهم تمامًا كما تقوم بذلك مع أبطال اللعبة.

هذا الموضوع نال احترامي كثيرًا لأن القصص ذات الإتجاه الواحد لم تعد مقبولة بعد الآن، على القصة التي تتحدث عن أي معركة أن تعرض طريقة التفكير في كل من الجانبين، وتجعلك تتعاطف مع جميع الشخصيات وتفهم أسباب قيامها بما تفعله حتّى لو كان خاطئًا.

اللعبة لا تعرض إجابات سطحية للمشاكل، مثل أن تتكلم مع الشخصية قليلًا فتجد جميع مشاكلها قد تمّ حلها بصورة سحرية، بل اللعبة تركز على فكرة تقبل الواقع والتعامل الجاد مع صعوبات الحياة المختلفة التي تواجه الشخصيات الطيبة والشريرة على حد سواء.

الشخصيات أيضًا لا يختفي دورها بعد حل مشكلتها، بل تقول كلامًا وتفعل أفعالًا مرتبطة بشخصيات اللعبة الأخرى والعالم من حولها، كما أن هناك بعض العلاقات التي ترتبط نتائجها ببعضها البعض، وليس كل علاقة تدور في عالم منفرد خاص بها كما هو الحال في سلسلة Persona.

نقطة أخرى أحببتها هى النهايات غير المتوقعة لبعض هذه العلاقات، والتي ربما تؤدي إلى كسر العلاقة بالكامل، أو ترك أحد الشخصيات لفريقك إلى الأبد. نظام العلاقات الشخصية في هذه اللعبة، رغم أنه نظام جانبي، لكن له تأثيرًا كبيرًا على كيفية فهم القصة الرئيسية، وعلى المحتوى القصصي الذي تحصل عليه من اللعبة بشكل عام.

اللعبة أيضًا تحتوى على نهايتين مختلفتين حسب الجانب الذي اخترته، والتي تقدم كل واحدة منها مقطع أنمي سيرضي اللاعبين، ويغلق الستار على أي نقطة لم تكن واضحة في القصة، كما أن القصة نفسها تتغير بشكل كبير وتحتوي على العديد من المفاجآت حتّى آخر لحظة.

نظام قتال عميق وممتع في The Caligula Effect: Overdose

اللعبة تستعمل نظام Dungeon Crawling القديم نوعًا ما، لكن تحاول اللعبة على قدر الإمكان تقديمه بشكل جديد وممتع، عن طريق تصميم أماكن مختلفة ذات شكل جميل وشديدة الإتساع، وإضافة بعض التسهيلات مثل جعل باقي فريقك يحارب أوتوماتيكيًا بدون تحكم منك.

اللعبة أيضًا لا تضيف شخصيات جديدة فقط، بل تضيف Dungeons جديدة تم تصميمها خصيصًا لهذه الشخصيات، والأمر الممتع الذي وجدته هو أن هذه التصاميم ليست موجودة من أجل المتعة فقط، بل أن كل Dungeoun في اللعبة يعكس تفكير أحد الشخصيات، وهناك بعض الأمور المبهمة داخل كل واحد منها لن تعرفها إلا في وقت لاحق بعد التواصل مع الشخصية التي يرتبط تاريخها بهذا المكان.

تقوم اللعبة أيضًا بعمل جيد في وضع العديد من نقاط الحفظ في جميع الأماكن، وتحذيرك قبل الدخول على أي عدو مهم وقوي حتّى لا تفقد التقدّم الخاص بك في أي وقت.

على عكس الأماكن الجديدة التي تم إضافتها، الأماكن القديمة لا تزال مملة قليلًا وتأخذ وقتًا كبيرًا في المرور عبرها، وفي بعض الأحيان كانت تصيبني بالملل من شكل المكان المتشابه في كل ركن، والحروب الكثيرة التي لا يمكنني تفاديها.

بالنسبة لنظام القتال، يمكنك استعمال أربعة شخصيات في نفس الوقت، كل منها لديه قدراته الخاصة، ونظام الدعم الخاص به، ولديه دوره القتال الخاص أيضًا والذي توضحه لك اللعبة فور أن تحصل عليه، وتساعدك على تخصيص قدراته ومعرفة من يجب عليك أن تحضره في كل معركة.

تعطيك اللعبة أيضًا قدرة هامة وهي إمكانية معرفة نتيجة كل ضربة قبل أن تقوم بها فعليًا، وتبني استراتيجيتك على هذه النقطة، بدون دفع أي ثمن إضافي، القدرة موجودة معك دائمًا ويُطلق عليها اسم Imaginary Chain.

لعبة The Caligula Effect: Overdose لا تتبع نظام الأدوار، بل أنت تختار جميع الضربات وتجد الشخصيات تقوم بعملها كلها في وقت واحد، ومن أجل ذلك يمكنك تخصيص الوقت الذي تضرب فيه كل شخصية ضربتها، حتّى تستطيع مزامنة الهجومات التي تعمل معًا بأفضل صورة.

تضيف اللعبة أيضًا خاصية Overdose، وهى ضربات خاصة من شأنها أن تغير مسار المعركة، ويبدو شكلها جميلًا أيضًا مثل ضربات All Out Attack في لعبة Persona 5.

اعتراضي الوحيد هو شكل المعركة نفسها، والذي يحدث بزاوية كاميرا واحدة يحدث فيها كل شئ في وقت واحد، كنت أتمنى تغييرًا في طريقة العرض لجعله أكثر متعة للنظر، كما أن حدوث العديد من الأشياء في نفس الوقت جعل اللعبة تقل سرعتها قليلًا خلال بعض المعارك.

يمكن للاعبين الاختيار من بين أربعة صعوبات مختلفة أثناء اللعب، ويمكن بعد الانتهاء من اللعبة اختيار مستوى الأعداء كما تريد من قائمة الإعدادات.

نظام Causality Link .. خمسمائة شخصية يمكن التواصل معها وضمها إلى فريقك

بجانب الشخصيات الرئيسية التي تقابلها أثناء اللعب، تستطيع التحاور مع أي شخصية موجودة في العالم، ويمكنك بعد فترة من التواصل ضمها إلى فريق اللعب الخاص بك كذلك.

تحتاج أن تتكلم مع شخصيات منفتحة في البداية، ثم ستستطيع بعد ذلك الكلام مع شخصيات أكثر إنغلاقًا، وذلك بسبب أنك تصادقت مع شخص قريب منهم، والعلاقات بين الأفراد وبعضها تتضح عن طريق شبكة متشعّبة من العلاقات يُطلق عليها اسم Causality Link، والتي تحدد لك العلاقات بين الناس وبعضها، والمكافآت التي ستحصل عليها عند مصادقة كل منهم.

كل شخصية أيضًا لديها ما تقوله، مشكلة نفسية يمكنك سماعها والمساعدة في حلها في نظام يُطلق عليه اسم Trauma Quest، الموضوع لا يتم تقديمه بشكل موسع وكبير مثل العلاقات الرئيسية في اللعبة، كل ما عليك فعله هو القيام بشيء أو توصيل شخص بشخص آخر للمساعدة في حل مشكلته.

لكن الجمل الحوارية هنا ممتعة كذلك في قرائتها، من اسمها Trauma Quest يعني أن كل شخص لن يكلمك في موضوع سطحي، بل سوف يحكي لك عن مشكلة عميقة مثل شخص وجدته يعاني من الوحدة، أو فتاة تعاني من مرض لا يمكن علاجه ومكتوب بالأسم في اللعبة.

حتّى هذه الجمل الحوارية البسيطة استطاعت أن تجذب انتباهي، لكن المهمات نفسها كانت مملة ومتكررة، وأحسست بالملل بعد فترة من القيام بها لأحصل على مكافئة بسيطة، وإهتممت أكثر بالقصة الرئيسية.

تستعمل اللعبة أيضًا نظام التواصل بالهاتف المحمول مع الأصدقاء، والذي لم أهتم به كثيرًا، لكنه يتيح لك معرفة المزيد عن أي شخصية اهتممت بها أثناء القصة، وصدقًا، كل شخصية في هذه اللعبة لديها الكثير لتقوله، والكثير من المواضيع الجادة التي تتكلم فيها، وتجعلك مهتمًا بسماعها.

كلمة أخيرة

المحتوى الموجود بعد الانتهاء من لعبة The Caligula Effect: Overdose ليس ممتعًا بالدرجة الكافية في نظري، سيهم فقط اللاعب الذي يبحث عن تحديات ومعارك صعبة، لكن الجائزة الحقيقة في هذه اللعبة هي المحتوى القصصي، والذي سيبقي اللاعب مستمتعاً لفترة طويلة من الزمن، بسبب زخم المواضيع الجادة والمثيرة الموجودة في اللعبة، والتي لن يمل اللاعب أبدًا من قرائتها والتفكير فيها.

لا يوجد شخصية سطحية في هذه اللعبة، حتّى الشخصيات التي تسير في الطرقات لديها أشياء مهمة لتقولها، السير في الطرقات كان ممتعًا للغاية رغم التصميم المتكرر بسبب مجموعة الأغاني الممتعة التي تعمل طوال فترة اللعب، والتي عند الدخول في أي معركة تتحول من أغاني صامتة إلى أغاني ذات كلمات، هذا التحوّل أعجبني كثيرًا وجعل المعارك ممتعة ومختلفة.

الكثير من تفاصيل القصة لم أتوقعها، والكثير من الجمل الحوارية التي استطعت التعاطف معها، أنا أعرف أن الكاتب درس علم النفس لكي يستطيع فهم الناس ومشاكلهم، وأؤكد أنه قام بتطبيق ما تعلّمه بصورة رائعة في هذه اللعبة، واستطاع أن يجعلني أتعاطف مع الكثير من شخصيات اللعبة المختلفة وأهتم بالتواصل معهم ومعرفة قصتهم حتّى النهاية.