مراجعة لعبة Death end reQuest

Death end reQuest هي لعبة RPG يابانية تمّ تطويرها عن طريق شركة Compile Heart، ويعمل على نشرها الشركة اليابانية Idea Factory.

تصدر لعبة Death end reQuest في التاسع عشر من فبراير عام 2019 على منصّة ألعاب PS4، وفي 16 مايو من نفس العام على أجهزة PC.

Death end reQuest هي اللعبة الرابعة في سلسلة مشاريع ألعاب يُطلق عليها اسم Galapagos RPG، وهي مجموعة ألعاب مُصممة خصيصًا للسوق الياباني، وتحمل قصصها طابعًا مظلمًا قليلًا ومختلفًا عن الألعاب الأخرى الموجودة في السوق.

تبدو اللعبة في قصتها مشابهة لأنواع الأنمي أو الألعاب اللي تتحدث عن الذهاب إلى عوالم أخرى، خاصة عوالم ألعاب الكمبيوتر مثل Sword Art Online، كما أن نظام RPG في اللعبة مختلف قليلًا عن المعتاد ومليء بالعديد من التفاصيل.

مراجعة  Death End reQuest ..

رحلة الخروج من اللعبة الإلكترونية المخيفة

لعبة Death end reQuest لا تحكي قصة واحدة فقط

تحكي قصة اللعبة عن مصمم الألعاب Arata Mizunashi، الذي يبحث عن صديقته في شركة الألعاب التي يعمل بها، وهي Shina Ninomiya، والتي أختفت منذ سنة بدون ترك أي أثر، ثم فجأة يتلقّى على بريده الرسمي رسالة إلكترونية منها، توضّح أنها محبوسة في لعبة الكمبيوتر التي قاما بتصميمها معًا، والتي من المُفترض أن العمل عليها توقّف منذ فترة، بسبب اختفاء الفتاة المصمّمة Shina.

لعبة الكمبيوتر World’s Odyssey، هي أكثر الألعاب الإلكترونية تقدمًا في عالم اللعبة، والتي تستعمل نظارات الواقع الافتراضي لتقديم تجربة شديدة الواقعية للاعبين. ويتوقع البطلين أن الحل الوحيد للخروج من اللعبة هو الانتهاء من قصتّها بالكامل.

المثير في اللعبة هو أن قصتّها تسير في إتجاهين مختلفين، هذا الأمر ينطبق على القصة، وأيضًا نظام اللعب، حيث تعمل البطلة Shina من داخل اللعبة على كشف أسرارها، ومحاربة الوحوش الموجودة بداخلها كأي لعبة RPG عادية، ويعمل البطل Arata من الخارج على كشف ملابسات القضية المحيرة التي جعلت Shina يتم حبسها داخل عالم اللعبة، عن طريق مشاهد قصصية شبيهة بألعاب الروايات المصورة Visual Novel.

في معظم الأعمال الفنية التي تعتمد على هذا الأساس كبداية، لا يتم تصوير الأحداث الموجودة في العالم الخارجي، بل فقط الأحداث الموجودة داخل عالم اللعبة، لكن الأمر مختلف قليلًا هنا، ويبدو واقعيًا أكثر بسبب أنك تتابع تأثير المشكلة على الشركة المطورّة للعبة، والاقتصاد العالمي لليابان، وتذهب أيضًا للعديد من الأماكن في خلال رحلة بحثك عن الحقيقة، وهي نقطة أثارت إعجابي.

شيء آخر أحببته هو الفكرة في صناعة الوحوش داخل اللعبة، والتي تعتمد على استخراج المشاعر السلبية من نفوس اللاعبين.

اعتمدت اللعبة على هذه النقطة في الفصول المتقدّمة، لتبدأ قصصًا جديدة، هدفها كشف الطابع النفسي وطريقة تفكير البطلات، والعديد من شخصيات العالم الأخرى.

ولذلك، شعرت بنوع من العمق في طريقة كتابة الشخصيات والقصة، رغم أن الشخصيات تبدو من النوع السطحي قليلًا، المواضيع التي تتكلم فيها دائمًا مهمة، وتتعلق بنفسية الشخصيات، أو ببرمجة الألعاب بشكل عام.

أشياء كثيرة تخص نظام القتال تفعلها اللعبة بصورة صحيحة

أريد أن أتكلم خصيصًا في هذه الفقرة عن نظام اللعب، والذي لاحظت فيه العديد من النقاط التي أتمنّى أن تكون موجودة في الكثير من ألعاب RPG المشابهة.

النقطة الأولى هي نظام تعلّم الضربات، والذي يتم عن طريق استعمال ضربة معيّنة بصورة متتالية، حتّى يصل عدد استعمالك لها إلى رقم معيّن، يتيح لك الحصول على ضربة أقوى منها أوتوماتيكيًا، بدون الحاجة للبحث مطولًا في عالم اللعبة، أو القيام بمهمات جانبية مملة، توضّح اللعبة أيضًا كيف ومتى يمكن أن يحدث ذلك عند اختيار الضربات.

جميع الشخصيات يمكن استعمالها في نفس المعركة، عن طريق نظام الأزواج أو Pair-Up System، وكل شخصية لديها نوع مختلف من الأسلحة والقدّرات تميزها عن الشخصيات الأخرى. كما يمكنك تعيين حتّى 16 قدرة قتالية مختلفة لكل شخصية.

جميع الشخصيات لديها قدرات خاصة يمكن استعمالها لحل الألغاز في عالم اللعبة، بجانب قدراتها القتالية، وهذه القدرات يمكن استعمالها في أي وقت، مهما كانت الشخصية التي تستعملها للسير في عالم اللعبة، بدون الحاجة إلى التبديل.

يمكنك التحرّك داخل أرض المعركة بحرية، مكان وقوفك وطريقة التصويب مهمين جدًا، لأن مكان الأعداء بعد إلقاء ضربتك يمكن أن يصنع فرصًا لعمل هجومات متتابعة، لكن المعركة نفسها تسير باستعمال نظام الأدوار المعتاد.

شيء مميز في هذه اللعبة هو شخصية Arata، والتي لا تعمل كقصة جانبية فقط، يستطيع البطل بخبرته في برمجة ألعاب الكمبيوتر، تغيير نظام المعركة بالكامل، وتحويلها إلى لعبة أخرى تمامًا، مثل لعبة قتال ثنائية الأبعاد، أو لعبة إطلاق نار، وهذا له تأثير كبير على طريقة القتال والضرر الواقع على الأعداء.

موضوع تغيير نظام اللعب ليس بالمستوى المبهر مثل Kingdom Hearts على سبيل المثال، تغيير نوع اللعب يحدث في ثواني معدودة وليس ممتعًا بالدرجة الكافية.

كما يستطيع Arata أيضًا إعطاء الدعم للبطلات عن طريق قدرات خاصة، أو استدعاء وحوش رئيسية تم هزيمتها سابقًا، لمساعدة البطلات في هزيمة المعركة. جميع هذه القدرات والاستدعائات يمكن تخصيصها وتطويرها أيضًا بعد فترة معينة في اللعبة.

نهايات مختلفة، وطريقة إتمام المهمات في اللعبة

تحتوي اللعبة على العديد من النهايات السيئة، التي يمكنها أن تنهى جلسة لعبك بمجرد الضغط على أحد الاختيارات الخاطئة أثناء الحوارات، لكن اللعبة تعطيك إمكانية رؤية ما هو الاختيار الذي سيتسبب في ذلك والابتعاد عنه.

جدير بالذكر أن هذه النهايات ليست مجرد كلمات، بل في أحيان كثيرة تتضمّن جملًا حوارية، ورسومات لا توجد إلا عن طريق فتح هذه النهاية فقط، كما أن الوصول إليها يمكنه أن يعطيك مكافأة على تضحيتك، والجميل في الأمر أن موتك سوف يعيدك إلى آخر نقطة حفظ كنت عندها، لكنه لا يسحب منك أي عنصر من عناصر التقدّم الذي وصلت إليه قبل مشاهدة النهاية. الأمر بالطبع يختلف إذا خسرت في معركة، لأنك ساعتها ستخسر كل شئ فعلًا.

تحتوي اللعبة أيضًا على العديد من المهمات الجانبية، والتي يمكن الوصول إليها من متجر الأسلحة الخاص باللعبة، وهي كلها تعتمد على جمع عناصر معيّنة، أو القضاء على عدد معيّن من الوحوش، بدون إضافة أي محتوى قصصي إلى القصة الرئيسية.

رغم أنني أحببت نظام القتال كثيرًا، نظام العبور ومواجهة التحديات في عالم اللعبة كان مثيرًا للضجر، حيث يعتمد قدر كبير من التجوال في العالم على البحث عن مفاتيح معيّنة في أحد القصور أو الغابات الواسعة، والذي لا يتم توضيحه على خريطة المكان، كما أن بعض الأشياء أو المفاتيح المهمة للقصة، يمكن أن تختبئ أيضًا في صناديق عادية وغير ملحوظة، والغريب أن اللعبة توضح أيقونة على الخريطة بعد حصولك على الصندوق وليس قبله، مما جعلني أتسائل عن فائدة ذلك من الأصل.

ضيعت الكثير من الوقت في ملاحظة أدق الأركان في كل حجرة من حجرات الأماكن المختلفة بحثًا عن المفاتيح الرئيسية، والتي لم تكن واضحة في أغلب الأحيان، كما أنه في بعض الأحيان كنت احتاج للتواصل مع Arata والقيام بمهمة في العالم الحقيقي لكي أفتح شيئًا ما في عالم اللعبة، لكن اللعبة لا تنبهك إلى ذلك في وقته، مما وضعني في المزيد من الحيرة.

تعليقات على تصميمات وطريقة رسم اللعبة

من المحزن أن جميع الشخصيات في اللعبة تم تصميمها بعناية، لكن الحال لم يكن نفسه بخصوص تصميم المراحل والأماكن المختلفة، والتي وجدتها ذات مستوى متوسط، قصيرة للغاية ومملّة، وليس من السهل العثور على الأشياء التي أريدها فيها في أي وقت.

هذا الأمر أيضًا ينطبق على وحوش الأعداء، التي لم تعجبني طريقة تصميمها على الإطلاق، رغم أن القصة وراء وجودها في عالم اللعبة ظلامية ومثيرة كما ذكرت من قبل، أشكال الوحوش نفسها لا تناسب هذا الإطار الذي يعتمد على أنها الشكل الحقيقي لمشاعر الناس السلبية، حتّى الوحوش الرئيسية معظمها وجدت مشكلة في تصميماتها أو في الألوان المُستخدمة فيها.

نقطة أخرى مهمة لم تعجبني، هو أن هناك العديد من مشاهد اللعبة (خاصة المشاهد الدموية) أو بعض المشاهد المهمة مثل العثور على لوحة أو كتاب معين داخل اللعبة، وجدت أنها محذوفة، رغم أن الأبطال يقومون بعمل أداء صوتي أو يتكلمون على محتويات العنصر أو المشهد الدموي، ما يظهر على الشاشة ليس دمويًا على الإطلاق، بل على الأكثر بعض الدماء المتطايرة على الشاشة، ولا أي شيء آخر يذكر.

لكن لأكون صادقًا، هناك صور ومشاهد مرعبة كثيرة في النهايات السيئة التي تحدث إذا قمت باختيارات سيئة، لكن القصة الرئيسية نفسها لا يوجد فيها مقدار الرعب الذي كنت أريده، أو أحسست أنه تم تقليل مستواه بطريقة ما.

جدير بالذكر أن الأسلحة والمعدّات في اللعبة ثمنها مرتفع للغاية عن المعقول، واللعبة وجدتها شديدة الصعوبة، حتّى في أقل صعوبة ممكنة.

كلمة أخيرة حول Death end reQuest

Death end reQuest لعبة سوف تسعد أي لاعب يبحث عن تحدي مختلف، ونظام قتال عميق وممتع، بالإضافة إلى قصة عميقة ومثيرة، تدور على مستويات مختلفة بين العالم الحقيقي والخيالي.

التجول في العالم ربما لا يكون بالمتعة التي تمنيتها، لكن المعارك المختلفة في اللعبة، والعديد من المشاهد الحوارية وجدتها ممتعة للغاية، وجعلتني مهتمًا بمعرفة نهاية اللعبة طوال فترة اللعب.