على الرغم من سنوات البحث والتجارب السريرية، إلا إنه لم يتم التوصل لعلاج نهائي يقضي على مرض السكري سواءً من النوع الأول أو الثاني حتى الآن، ومع ذلك، فقد تغيرت طريقة إدارة المرض وعلاجه مع التطور التكنولوجي سعياً إلى حياة بدون أمراض أو معاناة ، فأصبح الكثير من الأفراد أكثر قدرة على تتبع نسبة السكر في الدم لديهم وإدارة الأنسولين بشكل أكثر فعالية لتقليل حالات نقص أو زيادة السكر في الدم ومضاعفاته الأخرى.
وسواءً كان لديك النوع 1 أو النوع 2 أو سكري الحمل، فإن فهم كيفية تأثير الطعام والنشاط البدني ومستويات السكر في الدم أمر بالغ الأهمية للتحكم في حالتك والمحافظة على صحتك، وقد يكون التفكير في كمية الكربوهيدرات التي يمكن تناولها وجرعات الأنسولين واختبار A1C ومؤشر نسبة السكر في الدم وضغط الدم والوزن أمرًا صعبًا، لكن مع التطور التكنولوجي وظهور تطبيقات الهاتف يمكننا تبسيط هذا الأمر، حيث تم دمج معلوماتك الصحية في مكان واحد ومعرفة المزيد عن حالتك حتى تتمكن من اتخاذ خيارات مستنيرة للمحافظة على صحتك.
المشاكل التي تواجه مرضى السكري
السكري هو مرض يؤدي إلى ارتفاع شديد في مستوى السكر في الدم والذي بالتبعية ينتج عنه أعراض مرض السكرى والتي تتلخص في العطش المفرط ونقصان الوزن والارهاق الشديد وكثرة التبول، هذا وهناك نوعان مختلفان من مرض السكري النوع الأول والثاني.
النوع الأول يحدث عندما تهاجم المناعة الخلايا التي تقوم بإفراز الأنسولين وتعمل على تدميرها، لذلك، لا يستطيع الجسم إنتاج ما يحتاجه من الأنسولين لتنظيم مستويات السكر في الدم بشكل مناسب، لهذا يجب على الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 1 تناول الأنسولين يوميًا ومراقبة نسبة السكر في الدم لديهم لضمان الجرعات المناسبة.
أما النوع الثاني يحدث حينما يصبح الجسم غير قادر على الاستجابة بفعالية كافية للأنسولين الخاص به لمنع ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، ومع ذلك، على عكس النوع 1، يمكنك اتخاذ إجراءات لجعل جسمك يستجيب بشكل أفضل للأنسولين، فمرض السكري من النوع 2 معقد ويمكن أن تختلف إدارته، فهو يشمل تغييرات في نمط الحياة إلى جانب العلاج بالأدوية.
قد يكون من الصعب متابعة إدارة مرض السكري عندما تكون مشغولاً، ولكن يمكن للتطبيقات أن تساعدك في كل شيء، من الأدوية وتقييم الطبيب العام إلى النظام الغذائي والتمارين الرياضية، خاصة وأن مرض السكري هو حالة لا هوادة فيها، وعندما يقترن بضغوط الحياة اليومية يمكن أن تصبح السيطرة على مرض السكري أولوية ثانية بالنسبة للكثيرين.
أهمية تطبيقات الهواتف الذكية لمرضى السكري
تستفيد تطبيقات مرض السكري للهواتف الذكية من قوة الحوسبة والاتصال اللاسلكي لتقديم مزايا فريدة مقارنة بالأدوات التقليدية مثل الدفاتر الورقية ومقاييس الجلوكوز، تقدم التطبيقات اليوم مجموعة متنوعة من الميزات، بما في ذلك مراقبة تناول الطعام والنشاط البدني وتتبع بيانات الأنسولين ومستوى الجلوكوز في الدم، بالإضافة إلى توفير موارد تعليمية للإدارة الذاتية لمرض السكري وتسهيل التواصل بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية، يمكن لتطبيقات داء السكري أيضًا الاستفادة من الشبكات الاجتماعية وربط المستخدمين بمئات الآلاف من الآخرين حول العالم.
تحتوي بعض أجهزة قياس السكر على التطبيق المطابق الخاص بها والذي يسمح بمزامنة بيانات الجلوكوز لاسلكيًا مع الهاتف الذكي للفرد (على سبيل المثال: تطبيق Contour لجهاز Ascensia Contour Next One meter).
ميزة أخرى خاصة بمستخدمي هواتف آيفون وهي تطبيق Apple Health الذي يعتبر من تطبيقات آيفون الأساسية، والذي يمكن أن يعمل كبوابة لمشاركة بيانات مرض السكري تلقائيًا مثل جرعات الأنسولين ومعلومات الجلوكوز وبيانات النشاط عبر تطبيقات متعددة، بمجرد التهيئة يسمح Apple Health للمستخدمين بدمج تدفقات البيانات المتعددة في تطبيق واحد للمساعدة في تبسيط الإدارة اليومية لمرض السكري.
أثبتت تطبيقات الهواتف الذكية أيضًا أنها مفيدة بشكل لا يصدق للقيام بالمهام الأساسية العادية بشكل متكرر دون أخطاء، بل وإنها تتفوق على مدى انتباه أي إنسان، على سبيل المثال: يمكن لتطبيق مراقبة الجلوكوز المستمرة (CGM) (الذي يقترن بجهاز CGM مثل Dexcom G6 أو SenseonicsEversense) تحليل كل قياس جديد للجلوكوز تلقائيًا كل 5 دقائق وعلى مدار 24 ساعة في اليوم، ومن المحتمل أن ينبه المستخدم في حال وجود نتائج خطيرة.