كيف تعرف ما إذا تم التلاعب بالصورة أو تعديلها

التلاعب بالصورة أو تعديلها تعد من الممارسات الشائعة عبر الإنترنت والشبكات الاجتماعية، وإن كنت تريد معرفة الحقيقة فإليك بعض الطرق التي تحدد ما إذا تم التلاعب بالصورة أم لا..

بنسبة كبيرة، معظم الصور التي نراها على الإنترنت لم تخرج من الكاميرا إلى منصة مشاركة الصور مباشرًة، وإنما خضعت في منتصف الطريق لعدد من التعديلات لتبدو أكثر مثالية.

سواءً كنت تتصفح انستقرام أو فيس بوك، أو تويتر أو أي منصة تتيح مشاركة الصور، كن على يقين أن عينيك سترى مجموعة من الصور المعدلة لأشخاص أو أماكن أو حتى أطعمة لتكون جذابة وملفتة أثناء التمرير على الشاشة، وبالتالي يزداد عدد النقرات والتفاعل الذي ستحصل عليه هذه الصورة.

لذلك، فلا تصدق كل ما تراه على وسائل الإعلام بكل أشكالها عمومًا، فهي تعج بالصور التي تم التلاعب بها. وفيما يلي نوضح بعض العلامات الدالة على أنك تنظر إلى صورة معدلة.

هل تم التلاعب بالصورة ؟ .. 9 طرق لاكتشاف ذلك


العثور على تأثير تنعيم البشرة

التلاعب بالصورة

في بعض الأحيان، عندما تحدق النظر بصورة تحتوي على وجه شخص ما، تشعر بأنها لا تبدو سليمة من الناحية المنطقية، حيث تظهر البشرة ناعمة بشكل مبالغ فيه وبعيدة عن الطبيعة، وهذه علامة كبيرة على أنك تنظر لصورة تم التلاعب بها.

لاحظ أن تأثير تنعيم البشرة يُستخدم حتى لو كانت بشرة الشخص الذي يتم إلتقاط صورة له مثالية، فإن معظم مصادر الضوء تلقي بظلال صغيرة على التجاعيد والمسام والعيوب الطفيفة الأخرى، لذا يقوم هذا التأثير في برنامج فوتوشوب أو تطبيقات تحرير الصور على إزالة هذه العيوب رقميًا.

ومع ذلك، النتيجة النهائية تختلف حسب الأداة المستخدمة لتطبيق هذا التأثير، فمثلًا يستطيع المحترفون الاستفادة من أدوات Photoshop لتحقيق توازنًا بين المثالية والواقعية، لكن لا يزال من الممكن اكتشاف وجود التأثير.

أما تطبيقات الهواتف الذكية، التي تعتمد بشكل كبير على تدخلات الذكاء الاصطناعي، فإن تأثير تنعيم البشرة يكون مبالغاً فيه ومن السهل على أي شخص اكتشاف التلاعب بالصورة عند رؤيتها لأول مرة.

الصورة تتعارض مع قوانين الفيزياء!

يقوم الهواة من محرري الصور بالسعي وراء تحقيق الغرض من التعديل دون الاهتمام بقوانين الفيزياء، فمثلًا إذا كان الغرض هو إنقاص الوزن وتخسيس جسم شخص ما، يتم استدعاء أداة Warp في الفوتوشوب أو أي برنامج تحرير صور لعمل التواء في ملامح الجسم.

النتيجة ستكون عبارة عن جسم شخص نحيف مع خلفية مشوهة نتيجة عمليات التقليص والتكبير التي تمت على حواف الجسم، فإذا نظرت إلى الخطوط المستقيمة في الخلفية، ستلاحظ على الفور أنها تتعارض مع قوانين الفيزياء ولا تبدو سليمة.

وبجانب إنقاص الوزن، يتم استخدام هذه الأداة أيضًا لإبراز نمو العضلات والصور الدعائية لمنتجات التخسيس وغيرها. لذلك عند النظر إلى الصورة، ابحث عن الخطوط المستقيمة في الخلفية، إذا كانت تبدو لك غير سليمة ومنطقية، فبدون تردد يمكنك الحكم بأنها صورة معدلة.

العثور على عناصر مكررة في الصورة

التلاعب بالصورة

الاستنساخ يعُد جزءًا مهماً في تعديل أي صورة، وهو عبارة عن تكرار عنصر أو جزء من الصورة داخل الصورة، فمثلًا عند الرغبة في إزالة الشوائب الطفيفة من الجلد، يتم استدعاء أداة الاستنساخ لانتزاع جزء من المنطقة التي يبدو فيها الجلد مثاليًا واستبداله بالمنطقة التي تظهر فيها شوائب.

تستخدم هذه التقنية أيضًا بأساليب كثيرة، ففي الصور التي تُظهر أماكن طبيعية قد يقوم المحرر باستنساخ غصون الأشجار أو حتى النجوم في سماء الليل لتبدو بارزة أكثر مما هي عليه في الواقع. ويمكن لهذه التقنية أيضًا جعل ملعب كرة قدم يبدو مزدحمًا بالجمهور على عكس الواقع.

من السهل اكتشاف هذه الحيلة، فكل ما عليك هو التحديق في الصورة جيدًا والبحث عن الجوانب الفريدة بتفاصيل بارزة.

ثم تحقق مما إذا كانت هناك أجزاء أخرى من الصورة تشبه هذه الجوانب بنفس التفاصيل، فيمكن أن تجد شخص معين بنفس الملامح والملابس مكرر أكثر من مرة في نفس الصورة، مما يدل على أنها معدلة.

الظلال تعكس جسم مختلف

التلاعب بالصورة

هذا الخطأ يقع فيه المبتدئين في تحرير الصور، وهو شائع جدًا، حيث تعكس الأجسام في الصورة ظلال مختلفة أو بدون ظلال أصلًا نتيجة التسرع في إجراء التعديلات.

الطبيعي أن كل عنصر في الصورة يجب أن يلقي بظلاله عكس أشعة الضوء، لكن إذا رأيت صورة تم التقاطها في الخارج تحت أشعة الشمس وبدون ظلال أو ظلال لا تطابق الأجسام الظاهرة فيها، فبالتأكيد هي صورة معدلة.

لكن قد يكون من الصعب اكتشاف ذلك في المشاهد ذات الإضاءة الاصطناعية، حيث يمكن التحكم في زوايا الاضاءة لتكون مطابقة للعنصر الذي يتم تصويره وبالتالي فلا يعكس ظلالاً بارزة.

وجود بكسلة في مناطق معينة في الصورة

إذا كانت هناك صورة تمت مشاركتها وحفظها وإعادة تحميلها على المواقع المختلفة عدة مرات، فغالبًا ما يظهر في مناطق معينة فيها بكسلة أو تشويشاً بارزاً دونًا عن المناطق الأخرى، وهذه علامة على أن هذه المنطقة تحديدًا تم إجراء تعديلات عليها.

يسهل اكتشاف هذا الأمر عندما يتم التعديل في الصورة على مناطق ذات لون موحد، على سبيل المثال، إذا حاول شخص ما إزالة نص من خلفية باللون الأبيض فقط بالطلاء فوقه بفرشاة رسم بيضاء لكتابة نص آخر، فبمرور الوقت ومع عمليات الضغط التي تتم عند مشاركة الصورة مرارًا وتكرارًا، ستظهر بكسلة ثقيلة على حواف النص وكذلك حواف اللافتة التي تم الكتابة فوقها.

ولكن بشكل عام، حتى لو كانت الصورة عالية الجودة لكنها تحتوي على نص مكتوب على لافتة ذات لون موحد وتبدو ناعمة بشكل غير عادي أو مغاير للطبيعة، يجب أن تشك بكونها صورة معدلة.

مطالعة البيانات الوصفية للصورة

البيانات الوصفية أو الـ EXIF هي بيانات يتم تخزينها مع الصورة عند التقاطها، سواءً بعدسة كاميرا احترافية أو كاميرا هاتفك الذكي، ويتضمن ذلك معلومات مثل موديل الكاميرا المستخدمة، والبعد البؤري وفتحة العدسة وسرعة الـ Shutter ومعلومات تخص درجات الألوان في الصورة ودرجة الـ ISO، هذا بالإضافة لتخزين بيانات الموقع الجغرافي حيث تم إلتقاط الصورة، وذلك في شكل إحداثيات.

لكن للاستفادة من مثل هذه المعلومات للتحقق مما إذا كانت الصورة حقيقية أو معدلة، يجب أن تكون خبيرًا في التصوير الفوتوغرافي. فمثلًا إذا تم التقاط الصورة التي تشاهدها بعمق مجال ضحل جدًا (مثل f/1.8) فأنت تعلم أن الخلفية ستكون ضبابية للغاية، وإذا كانت غير ذلك فهي صورة معدلة.

أيضًا إذا وجدت من خلال هذه البيانات أن سرعة الغالق Shutter كانت بطيئة عند التصوير، فذلك يعني أن أي كائن متحرك في الصورة يجب أن يظهر بشكل معتم وغير ثابت.

وبشكل عام، إذا كانت هذه البيانات لا تتطابق مع الصورة التي تراها، فمن المحتمل جدًا أنه تم التلاعب بالصورة مع العلم أيضًا أن أدوات تحرير الصور، بما في ذلك Photoshop و GIMP يقوما بإدراج التعديلات التي تمت ضمن البيانات الوصفية.

لكن تجدر الإشارة أيضًا أن التلاعب بالصورة في هذه الحالة ليس بالضرورة الغرض منه هو الخداع، أحيانًا تكون هناك دوافع مشروعة كالتغلب على ظروف الإضاءة السيئة لجعل عنصر معين أكثر وضوحًا، ودعنا لا ننسى أن هذا هو الغرض أصلًا من برامج تحرير الصور.

الاستعانة بموقع Image Edited لفحص التلاعب بالصورة

بالإضافة إلى الفحص والتدقيق لإيجاد العلامات السابقة، يمكنك أيضًا الاستفادة من الأدوات المصممة خصيصًا لإكتشاف الصور المزيفة أو المعدلة — مثل موقع ?Image Edited لقول حكم نهائي على الصورة.

يستخدم هذا الموقع معظم الأساليب التي تناولناها أعلاه للتحقق والإبلاغ عمّا إذا تم العثور على أي تعديلات. إذ تقوم بفحص البيانات الوصفية بحثًا عن تطابق غير حقيقي مع مشهد الصورة، كما يتم البحث عن العيوب الناتجة عن التعديلات إذا كانت الصورة بصيغة JPEG مثل التشبع الزائد والأنماط التي تشير إلى أنه تم استنساخ أجزاء من الصورة وعدم تطابق الظلال..إلخ.

وبالفعل قمنا باختبار الموقع مع صورة تم التلاعب بها بشكل واضح، ليأتي تقرير الموقع ويؤكد ذلك مع تفسير السبب وهو تتطابق وحدات البكسل مع محرري البرامج فقط.

استخدام موقع FotoForensics للفحص الدقيق

FotoForensics هو موقع آخر مشابه للموقع السابق إلا أنه يترك التحليل لك؛ أي إتخاذ قرار ما إذا كانت الصورة معدلة أم لا يعود لك في النهاية بدلاً من اتخاذ قرار نيابةً عنك.

ببساطة، ينتج الموقع تصورًا لتحليل مستوى الخطأ (ELA) والذي يبرز العناصر التي يحتمل أن تكون معدلة باستخدام برنامج فوتوشوب والتي قد لا تلتقطها بالعين المجردة.

وفقًا لإرشادات الموقع، فإنها تشير إلى ضرورة “إلقاء نظرة على الصورة وتحديد الحواف المختلفة عالية التباين، والحواف منخفضة التباين، والأسطح، والأنسجة، ثم قارن هذه المناطق بنتائج ELA. إذا كانت هناك اختلافات كبيرة، فإنها تحدد المناطق المشبوهة التي ربما تم تغييرها رقميًا “.

أفضل طريقة لتحقيق أقصى استفادة من موقع FotoForensics هي مراجعة الأمثلة المقدمة من خلال مطور الموقع نفسه لمعرفة كيف يعمل بالضبط. جربنا هذا مع صورة تم التلاعب بها وكانت النتيجة جيدة، حيث تم تسليط الضوء على الأجزاء المعدلة من الصورة.

استخدام مواقع البحث بالصور لمعرفة ما إذا تم التلاعب بالصورة

إذا فشلت جميع المحاولات السابقة في اكتشاف ما إذا كانت الصورة معدلة أم لا، يمكنك تجربة مواقع البحث بالصور كآخر محاولة.

تتيح لك خدمة البحث بالصور من جوجل إجراء بحث عكسي عن صورة معينة للعثور على مثيلات أخرى لها عبر الإنترنت، بالإضافة إلى الصور التي تبدو متشابهة. من المفترض أن يساعدك هذا في العثور على مواقع الويب التي تشير بوضوح إلى أن الصورة مزيفة، أو قد تجد النسخة الأصلية غير المعدلة.

يمكنك أيضًا البحث عن معلومات حول صورة مشكوك فيها على مواقع التحقق من الحقائق. على سبيل المثال، لنفترض أن هناك صورة تدعي أنها تُظهر كائنات فضائية صغيرة في شوارع مدينة نيويورك.

يمكنك البحث على الإنترنت عن “الكائنات الفضائية الصغيرة في نيويورك” للعثور على تحليلات للصورة، ومن المحتمل أن تجد مقالات للتحقق من الحقائق توضح أن هؤلاء الفضائيين ليسوا حقيقيين وإنما مشهد من فيلم مثلًا.

هذا مثال بعيد، ولكن نفس الأسلوب ينطبق على الصور الأخرى المشبوهة أو المثيرة للجدل التي تراها كلما قمت بتصفح الويب. قم بإجراء بحث سريع قبل أن تصدق ما يدعي شخص ما أنه يظهر.

في النهاية، الصور المعدلة بالفوتوشوب ليست شيئًا جديدًا، فهي منتشرة ويتم إعادة نشرها حتى الآن ومنذُ ابتكار الإنترنت. لقد وقع كثير من الناس ضحية الادعاءات المزيفة في الماضي بسبب الصور المعدلة.

ومع تطور التقنيات بشكل متزايد، سيقع الكثير من الناس في نفس الفخ مرة أخرى في المستقبل. ومع ذلك، تهدف هذه المقالة إلا تقليل احتمالية حدوث ذلك، فأنت الآن تعرف ما الذي يجب البحث عنه عند رؤية صورة مشكوكاً في أمرها، لذا ستكون أكثر استعدادًا لتحليل صورة بحثًا عن علامات التلاعب.

عبد الرحمن محمد