الاستثمار في التكنولوجيا هو قطاع واسع جداً يشمل كل شيء بدءًا من الشركات الكبرى التي يعرفها الجميع، وصولاً إلى اللاعبين الصغار الذين يعملون خلف الكواليس.
يعد قطاع التكنولوجيا موطناً للشركات من جميع الأحجام بما في ذلك الشركات الناشئة أو العلامات التجارية المقدرة بمليارات الدولارات.
وبالمفهوم الواسع، يرتبط القطاع التكنولوجي بكل ما يتلق بالابتكار والبحث والتوزيع للخدمات والسلع القائمة على التكنولوجيا.
هذا يُمكن أن يشمل الهواتف الذكية والحواسيب وأجهزة التلفاز للبرمجيات والتطبيقات وحتى مواقع الويب والكثير الكثير.
وفي الحقيقة يوفر اقتصاد التكنولوجيا للمستثمرين الكثير من الفرص، فمثلاً قدم القطاع أعلى عوائد لجميع قطاعات السوق بنسبة 34.28٪ في عام 2017.
لكن هذه العائدات القوية لا تعني أن الاستثمار في التكنولوجيا لا يخلو من المخاطر، فكما نعلم تتغير التكنولوجيا بسرعة، ويُمكن أن نرى شركات كبرى تتراجع بشكل كبير لعدم مواكبة التغيرات، أو حتى يُمكن أن تتوقف عن العمل، بالإضافة إلى أن الكثير من الشركات الناشئة التي حققت نجاحاً كبيراً قد تلاشت بسرعة.
وفي عالمنا اليوم أصبحت التكنولوجيا منطقة مليئة بالفرص وباتت تشمل اتجاهات أساسية مثل الذكاء الاصطناعي والهواتف الذكية والبلوك تشين والقيادة الذاتية والبرمجيات كخدمة SaaS وإنترنت الأشياء وخدمات البث وغير ذلك الكثير.
مجالات الاستثمار في التكنولوجيا
كما أشرنا التكنولوجيا مصطلح واسع النطاق، وفي السنوات الأخيرة توسعت إلى ما هو أبعد مما نسميه شركات تقنية تقليدية بما في ذلك كبرى الشركات اليوم مثل آبل ومايكروسوفت وIBM والتي أصبحت تنشط في مجموعة متنوعة من القطاعات التي تعد جزءاً من سوق التكنولوجيا ولم تكتف بأنشطتها التقليدية السابقة مثل الحواسيب.
أهم قطاعات التكنولوجيا
الذكاء الاططناعي: أحد أهم القطاعات التكنولوجية التي ستشكل مستقبل العالم، ويتم التركيز فيه على التعلم العميق والتعلم الآلي، وهناك الكثير من الشركات التي قطعت شوطاً طويلاً في هذا المجال مثل ألفابت “جوجل سابقاً” وكذلك شركة أمازون، والمساعد الصوتي Alexa قد يكون أشهر التطبيقات المباشرة على هذا القطاع.
الهواتف الذكية: على الرغم من أن سامسونج وآبل تتصدارن هذا المجال، إلا أن الكثير من اللاعبين المهمين دخلوا على خط المنافسة في السنوات الأخيرة، وهذا لا يشمل الشركات المعروفة الأخرى مثل هواوي وشاومي بل يشمل الشركات المصنعة لمكونات الهواتف وملحقاتها وكذلك الشركات التي تنشط في تطوير تطبيقات وألعاب الهواتف الذكية.
بلوك تشين: على الرغم من أن تقنية Blockchain جرى اختزالها على أنها التقنية وراء عملة البتكوين والعملات الرقمية الأخرى إلا أنها في الحقيقة أكثر من وسيلة دفع بديلة، بل هي ثورة في المجال التكنولوجي يُمكن للكثير من القطاعات الاستفادة من إمكانياتها مثل قطاع الرعاية الصحية وقطاع المصارف.
القيادة الذاتية: لا حاجة في المستقبل إلى قائد للسيارة، حيث سيقود الذكاء الاصطناعي مركبتك دون مشاكل ويعد هذا المجال فرصة ضخمة للاستثمار، وتنشط اليوم بعض الشركات في هذا المجال مثل Waymo التابعة لألفابت وشركة Tesla المنتجة للسيارات الكهربائية. لغاية الآن هذه السيارات غير قانونية في معظم الأماكن ولكن بعض تقنيات مساعدة السائق قد بدأت بالفعل في السوق في الكثير من السيارات، ومن المحتمل أن سيارات الأجرة ذاتية القيادة وحتى الشاحنات ستبدأ تجربتها على نطاق محدود خلال الفترة المقبلة.
أجهزة الحاسوب والبرامج: يرتكز هذا القطاع على الشركات التي تصنع أجهزة الحاسوب المكتبية والمحمولة وكذلك أجهزة التابلت إضافة إلى أنظمة التشغيل الخاصة بها مثل آبل ومايكروسوفت. يشمل هذا القطاع أيضاً الشركات التي تصنع بعض مكونات الأجهزة مثل شركة إنتل وAMD إلى جانب الشركات التي تطور تطبيقات الكمبيوتر مثل أدوبي وغيرها.
الإنترنت: يُمكنك أن تفكر في الكثير والكثير من الشركات الآن، مثل جوجل، وفيس بوك، وتويتر، ومايكروسوفت وairbnb وYelp وغيرها. وتعتمد هذه الشركات على الإعلانات أو بعض الوسائل الأخرى لتحقيق العائدات كونها تركز بشكل كامل على التعامل الرقمي البحت.
إنترنت الأشياء: لا يزال هذا القطاع في طور النمو، ويبدو أن تطبيقاته القادمة خصوصاً مع التغييرات في المجال التكنولوجي ستكون رهيبة ومؤثرة. ويُمكن باختصار اعتبار إنترنت الأشياء بمثابة شبكة من الأجهزة المتصلة ببعضها البعض وفي نفس الوقت مع السحابة (الإنترنت العام الذي يسمح بالربط بين الأنظمة البعيدة). تطبيقات هذه التقنية بشمل الكثير من الأشياء مثل المنازل الذكية أو حتى المعدات الطبية المعقدة التي يُمكنها طلب إصلاحها بشكل ذاتي.
خدمات البث Streaming: معظم هذه الخدمات تركز في الأساس على الجانب الترفيهي لكن بالاستفادة من إمكانيات التكنولوجيا الحالية مثل نتفليكس وRoku، ويبدو أن النجاح الذي حققته نتفليكس على سبيل المثال شجع بعض الشركات لإطلاق خدمات البث الخاصة بها مثل خدمة آبل TV+ وخدمة ديزني وغيرها من الخدمات.
شركات الأجهزة: مجال مثير للمهتمين بـ الاستثمار في التكنولوجيا حيث يضم العديد من الشركات التي تصنع أجهزة مختلفة تعتمد على التكنولوجيا مثل الأجهزة القابلة للارتداء ونذكر من هذه الشركات GoPro وشركة Fitbit وبالطبع لا ننسى الشركات الكبرى الشهيرة مثل شركة آبل وساعتها الذكية أو مايكروسوفت وشاومي وهواوي والكثير من الأجهزة المختلفة.
الخدمات السحابية: من الفرص الضخمة للاستثمار في مجال التكنولوجيا، وهو مجال يشهد منافسة شرسة بين كبرى الشركات التقنية أبرزها أمازون ومايكروسوفت وIBM وجوجل. تتجه الكثير من الشركات اليوم، وحتى الأفراد، للاعتماد على الخدمات السحابية المختلفة سواءً للتخزين أو لتشغيل خدمات معينة دون استضافتها على أجهزتهم.
الأمن السيبراني: مع البيانات الموجودة الآن في السحابة، وعلى أجهزتنا، وحتى في رقائق بطاقات الائتمان لدينا، أصبح الحفاظ على أمن المعلومات صناعة متنامية. الأمن السيبراني يشمل العديد من التطبيقات أهمها التأكد من أن المعلومات لا يمكن الوصول إليها إلا للأشخاص المخولين بذلك ابتداءً.
التكنولوجيا في كل مكان
ما ذكرته في الأمثلة السابقة هو فقط مجرد لمحة بسيطة عن الأنشطة التكنولوجية الأساسية لكن الاستثمار في التكنولوجيا أبعد من ذلك بكثير.
يمكنك الاستثمار في التكنولوجيا دون شراء أسهم شركات تقنية خالصة، فمثلاً شركة أمازون هي اللاعب الرئيسي للبيع بالتجزئة في الولايات المتحدة لكنها تمتلك كذلك أعمال حوسبة سحابية بمليارات الدولارات إلى جانب العديد من المجالات الرقمية.
تريد شيء أوضح من ذلك؟ حسناً، شركة ستاربكس، التي ينظر إليها كأحد رواد قطاع التجزئة والمطاعم، هي كذلك رائدة في مجال التكنولوجيا وبالأخص الدفع بواسطة الهاتف النقال والذي من شأنه توفير تجربة أفضل لعملاء سلسلة متاجر القهوة الشهيرة، لا طوابير لا انتظار كل شيء يتم عبر هاتفك النقال.
ما أعنيه أن التكنولوجيا هي حولنا في كل مكان، ولم تعد حصراً على الشركات التي تنشط في مجالات التكنولوجيا الأساسية، بل كل شركة بصرف النظر عن نشاطها بات عليها الاعتماد على التكنولوجيا لمواكبة التطورات.
ما عليك معرفته قبل الاستثمار في التكنولوجيا
يوجد بالفعل نوعان رئيسيان من شركات التكنولوجيا، الأول هو الشركات الناضجة والمعروفة وشركات لا تزال تطور علامتها التجارية بما في ذلك الشركات الناشئة.
الشركات الناضجة مثل آبل ومايكروسوفت وجوجل لا تزال بحاجة إلى الابتكار من أجل البقاء على المدى الطويل، ولكن في نفس الوقت لديها قاعدة من المنتجات الراسخة في السوق، وهو ما يوفر استقراراً في الإيرادات على المدى الطويل ما يسمح لهذه الشركات بتطوير منتجاتها التالية دون الحاجة للقلق بشأن استمرارية تسليط الضوء عليها.
يتم تقييم شركة التكنولوجيا الناضجة بالطرق التقليدية، بما في ذلك الربح ونمو الإيرادات والمبيعات الإجمالية.
بالطبع ، نظرًا لأن التكنولوجيا هي مساحة دائمة التغير، يمكن لشركة مثل آبل ومايكروسوفت أن تنخفض أسهمها أو ترتفع لعدة اعتبارات مثل الإعلان عن منتج جديد أو أي شيء سلبي قد يمس الشركة
أما الشركات التي لا تزال في مرحلة تطوير العلامة التجارية، فيتم تقديرها إلى حد كبير بالمبيعات وليس الربح، تيسلا على سبيل المثال لديها تراكم ضخم لإنتاج سيارة Model 3 بسبب الطلب على السيارة لكنها لغاية الآن لم تثبت أن بوسعها العمل بشكل مربح.
شركة Palo Alto Networks وهي شركة أمن سيبراني أمريكية تقع في نفس الموقف حيث تتمتع بقاعدة عملاء كبيرة ولكنها لا تظهر أرباحًا ثابتة.
في معظم الحالات، تخسر هذه الشركات أموالًا لأنها لا تزال تبني قدراتها وتطور سوقًا لمنتجاتها، ويكون لدى هذه الشركات عمومًا المزيد من الاتجاه الصعودي (على الأقل في البداية)، لكن يرافقها غالباً الكثير من المخاطر.
كانت هذه لمحة سريعة حول الاستثمار في التكنولوجيا وفي موضوع قادم سنسلط الضوء على أهم الشركات التكنولوجية التي ينصح بالاستثمار فيها، إلى جانب وسائل أخرى لكيفية الاستثمار في التكنولوجيا.