4 أسباب لعدم إطلاق هاتف آيفون قابل للطي قريباً

آيفون قابل للطي

خلال الأيام الماضية تصدرت شركتي سامسومج وهواوي اهتمام وسائل الإعلام بعد الإعلان الرسمي عن الهواتف الجديدة القابلة للطي.

رأينا هاتف Galaxy Fold من سامسونج ثم الإعلان التالي من هواوي عن Mate X الذي تم استقباله بحماس كبير من عشاق التقنية ووسائل الإعلام.

لكن الأسعار المرتفعة جداً لهذه الهواتف لن تجعل الناس متحمسة لشرائه بالطبع، لكن على الأقل ستجعلهم متحمسين أن هذه التقنية باتت موجودة بالفعل.

وبأي حال قد لا يكون 2019 هو العام الذي ستنتشر فيه الهواتف القابلة للطي في الأسواق، بل علينا الانتظار للعام المقبل الذي قد يشهد قفزة لمثل هذه الهواتف.

لكن السؤال الذي يدور في أذهان البعض ربما .. أين شركة آبل من كل هذا؟ وهل بالفعل تعمل الشركة على إطلاق هاتف آيفون قابل للطي قريباً كما تشير التقارير والشائعات خلال الأسابيع الماضية.

في الحقيقة لا نستطيع معرفة ما تقوم به آبل وراء الكواليس داخل مختبراتها، لكن هناك العديد من الأسباب التي تجعلنا نعتقد أن الشركة لن تقوم بإطلاق هاتف آيفون قابل للطي قريباً.

قد يحدث هذا في المستقبل، أما في هذه المرحلة فلا يبدو أن شركة آبل تفكر بإطلاق مثل هذه الهواتف للأسباب التالية:

تقنية الهواتف القابلة للطي ليست جاهزة بعد

الكل يعلم أن هاتف سامسونج جالكسي Fold أو هواوي Mate X لن يحققان نجاحاً تجارياً كبيراً، وبالأصل لم يتم إطلاقها الآن لتكون ناجحة تجارياً.

فيمكن اعتبار هذه الهواتف الجديدة شبه تجريبية، أو بمثابة الجيل الذي سيمهد الطريق للهواتف الذكية القابلة للطي مستقبلاً.

الملاحظات الأولية على هاتفي Fold و Mate X أثناء استعراضهم في مؤتمر MWC كانت عديدة وكان من السهل ملاحظة بعض المشاكل فيها، هذا بخلاف عوائق الإنتاج التي ستواجه هذه الهواتف حالياً.

في هذه المرحلة، وبحسب ما اعتدنا من شركة آبل في رؤيتها للتقينات الجديدة، فإنها لا تكون متعجلة إطلاقاً تجاه إطلاق منتجات تعتمد على تكنولوجيا محدودة أو غير ناضجة وبالنهاية لن تكون مناسبة لإنتاج استهلاكي.

بالنسبة لآبل فإن إطلاق هاتف آيفون قابل للطي يعني حل الكثير من المشاكل التي قد تواجه هذا النوع من الهواتف، مثل نتوءات الشاشة في المنتصف، ومتانة الألواح، وقابلية الاستخدام على المدى الطويل، وأناقة التصميم وغيرها.

لذلك تبدو هذه التكنولوجيا بالنسبة لشركة آبل بمثابة نموذج، مما يجعلها تبتعد عن إصدار مثل هذا المنتج في السوق حالياً.

أما النقطة الأهم هي الإنتاج، فعندما تطلق آبل هاتف آيفون قابل للطي يجب عليها أن تكون قادرة على إنتاج أعداد ملائمة على نطاق واسع، وفي الوقت الحالي ليس من الواضح إن كان ذلك ممكناً أم لا، لكن بالنظر إلى الأسعار المرتفعة لهواتف سامسونج وهواوي القابلة للطي، نعتقد أنه غير ممكن بعد.

اكتشاف التأثير على آيباد

لا ننسى أن الآيباد يعتبر من المنتجات الحيوية بالنسبة لآبل، وقبل القيام بأي خطوة مثل هذه على الشركة معرفة التأثير الذي قد تسببه الهواتف القابلة للطي على حواسيبها اللوحية

صحيح أن مبيعات الأجهزة اللوحية تتراجع عاماً بعد عام، لكن لا تزال شركة آبل تحقق مبيعات جيدة من أجهزة آيباد.

وبالتالي قد يرى الكثير من المستخدمين أن شراء هاتف آيفون قابل للطي سيعوضهم عن شراء هاتف آيفون وآيباد للأعمال الأخرى.

نقطة أخرى مهمة وهي أن آبل لا تفضل المنتجات التي تتنازل عن التجربة الأساسية، فهواتف آيفون بالنسبة لها يجب أن تكون خفيفة ونحيفة، وحواسيب آيباد كبيرة وقوية.

أما آيفون قابل للطي فلا محل له من الإعراب بالنسبة للشركة في الوقت الراهن، فهو بكل تأكيد سيكون أكثر سمكاً ووزناً لو تم إطلاقه في الوقت الحالي.

لذلك لن يستطيع الهاتف أن يقدم حلاً وسطاً بالنسبة لآبل ونعني أن يكون ما بين الهاتف الذكي والجهاز اللوحي، خصوصاً وأن الشاشة لن تكون كبيرة جداً ومن الصعب في البداية معرفة كيفية الاستفادة من مزايا آيباد فيه، مثل دعم قلم آبل وتضمين معالج أقوى ومكبرات صوت أكثر قوة وغيرها.

آبل لا تحب قطع الغيار

الأجزاء المتحركة في الهواتف القابلة للطي قد تكون أهم نقطة ضعف فيها، لذلك من المبكر الحكم حول مدى موثوقية هذه الهواتف وهل سنحتاج لاستبدال شيء ما بعد فترة زمنية معينة.

يحتاج مفصل الهاتف المتحرك لأن يكون قوياً وموثوقاً، وينطبق ذلك على الشاشات المنحنية، ما يعني أن أمامنا وقت طويل قبل تلبية هذه المتطلبات لتكون في منتج استهلاكي حقيقي وعملي.

لذلك هل تعتمد آبل على نفس التقنيات الحالية لإنتاج هاتف آيفون قابل للطي وكيف يُمكن أن يتلائم هذا مع رؤية الشركة لهواتف آيفون؟

هذا لا يعني بالطبع أن الأمر غير وارد، ولكن من المؤكد أنه سيستغرق بعض الوقت قبل أن تصبح التكنولوجيا ناضجة بما فيه الكفاية بالنسبة لشركة آبل لكي تركز اهتمامها عليها.

آبل تريد استغلال الوضع الحالي

صحيح أن مبيعات آيفون تراجعت العام الماضي، لكن لو نظرنا إلى الوضع الإجمالي في المنافسة الحالية سنرى أن آبل في وضع يسمح لها بالانتظار.

شركة سامسونج المنافس الأقوى لآبل، لم تتمكن هي الأخرى من تحقيق اختراق حقيقي لمبيعات هواتفها الرائدة، فمبيعات هاتف جالكسي اس 9 كانت مخيبة للآمال، ولحد الآن لا يوجد مؤشرات للاعتقاد بأن سلسلة جالكسي اس 10 ستحقق مبيعات أفضل.

لذلك قد يكون استعجال شركة سامسونج بإطلاق هاتف جالكسي FOLD القابل للطي، هو من ضمن رؤية الشركة لتركيز اهتمامها على جهود طويلة المدى في إنتاج الهواتف القابلة للطي على أمل تحقيق شيء ما، وهذا يترك لآبل مساحة أكبر للمنافسة ضمن الأوضاع الحالية للسوق.

في هذا السيناريو، من غير المنطقي إطلاقاً أن تكون آبل في عجلة من أمرها لإنتاج آيفون قابل للطي، فالشركة قد تفضل الاستفادة من الفترة الحالية على الأقل لمدة عام، ثم الدخول إلى السوق بمنتج مصقول في الوقت المناسب، وهو ما يجعلها تستفيد من الاهتمام المتزايد بالهواتف القابلة للطي في حينه.

لكن كل هذا يعتمد على مدى سرعة نضج تكنولوجيا الهواتف القابلة للطي، وهي في الحقيقة سلاح ذو حدين قد يكون في مصلحة آبل أو العكس.

كانت هذه 4 أسباب تجعلنا نعتقد أن آبل لا تنوي إطلاق هاتف آيفون قابل للطي قريباً.

أما في حال أقدمت آبل على ذلك بالفعل، فلا أعتقد أن هناك سبباً لذلك إلا …

مبرر لرفع الأسعار

قد يكون هاتف آيفون القابل للطي أحد المببرات الجيدة بالنسبة لآبل لرفع سعر الهاتف، خصوصاً مع الأسعار المرتفعة للهواتف المنافسة حالياً من سامسونج وهواوي

أحدث هواتف آبل في السوق حالياً تتأرجح في حدود الألف دولار أمريكي، وبالتالي فإن طرح هاتف آيفون قابل للطي بسعر 1500 دولار أمريكي لن يكون مستغرباً.

ومع ذلك، تبقى مسألة السعر من الأسباب التي تجعل هاتف آيفون قابل للطي غير مؤكد حتى الآن، فالأصل أن تنتظر آبل لغاية انخفاض أسعار مكونات الهاتف حتى تتمكن من إطلاق منتج قابل للاستهلاك التجاري، وهذا يتطلب سعراً أقل من السعر الحالي لهواتف سامسونج وهواوي القابلة للطي والمقدرة بحوالي 2000 دولار أمريكي.

الخلاصة

من المبكر الحكم ما إذا كانت آبل تنوي إطلاق هاتف آيفون قابل للطي أم لا، وبالتأكيد نحن نعلم أن هناك بعض براءات الاختراع من آبل التي تتعامل مع التقنيات المرتبطة بالهواتف القابلة للطي ولكن براءات الاختراع ليست بأي حال من الأحوال دليلاً على أن المنتج قادم بالفعل قريباً.

لكن يبقى الأمر الأكثر ترجيحاً هو أننا لن نرى هاتف آيفون قابل للطي في وقت قريب، ربما يحتاج الأمر عامين ربما أقل أو أكثر بقليل.

أما في الوقت الحالي، فلا نعتقد أن شركة آبل ستغامر في التكنولوجيا الناشئة للهواتف القابلة للطي.

هاني محمود
مدون تقني