الشهر الماضي تحدثنا عن موقع ويب يحمل اسم ThisPersonDoesNotExist يُمكن من خلاله توليد وجوه مزيفة لكنها واقعية بواسطة الذكاء الاصطناعي.
إن كان الموقع قد أثار دهشتك، فإليك ما هو مدهش أكثر .. موقع Whichfaceisreal يريد اختبار قدرتك في التمييز يبن الوجوه المزيفة والوجوه الحقيقية.
كل ما عليك هو التوجه للموقع (من هنا) واختيار الشخص الذي تعتقد أنه حقيقي، ومن حسن الحظ أنني استطعت في عدة حالات تمييز الوجه الحقيقي.
لكن بعكس الموقع الأول الذي يوضح مدى قوة الذكاء الاصطناعي الحالية، فإن الهدف من موقع Whichfaceisreal أسمى وأهم.
فالموقع تم تأسيسه من قبل اثنين من الأكاديميين من جامعة واشنطن يدرسان كيفية انتشار المعلومات من خلال المجتمع.
وفي اعتقاد الباحثين أن ظهور هذه الصور المزيفة من خلال الذكاء الاصطناعي يمثل مشكلة حقيقية، ويقوض ثقة المجتمع في الأدلة.
وبحسب القائمين على الموقع فمن المهم جداً جعل الناس يدركون أن مثل هذه التكنولوجيا موجودة بالفعل، كما هو الحال حينما اقتنع الناس في نهاية المطاف أنه يُمكنك تعديل صورة بواسطة برنامج فوتوشوب.
ويرى الباحثين أن استخداماً خبيثاً واحداً لصور الوجوه المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يتسبب في نشر معلومات خاطئة داخل المجتمع.
وكمثال للمخاطر التي يراها الباحثين، فإنه ممكن لشخص ما بعد وقوع حادث إرهابي نشر صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي يدعي فيها أنها صورة المتهم بالجريمة ويتم تداولها على الإنترنت والشبكات الاجتماعية على أنها كذلك،
وحينها علينا التفكير في تتبع صورة لشخص ما غير موجود على الإطلاق.
في هذه السيناريوهات، يحاول الصحفيون عادةً التحقق من مصدر الصورة باستخدام أدوات مثل Google Reverse Image لكن في حالة صور الوجوه المولدة بالذكاء الاصطناعي فإن الأمر لن ينجح.
وعلى الرغم من أنه يُمكن في الكثير من الحالات التمييز بين الصور المزيفة الحالية والصور الحقيقية من خلال مقارنة بعض الأشياء غير المتناسقة في الوجه مثل الأذن والشعر والأسنان، إلا أن هذه التقنية تتحسن شيئاً فشيئاً وفي غضون عدة سنوات فقط لن يكون بالإمكان تمييزها عن الصور الحقيقية.
