3 أسباب أدت إلى فقدان هواتف سوني شعبيتها

سوني

على الرغم من امتلاك شركة سوني لمجموعة من الهواتف الذكية الجيدة، إلا إن إصدارات الشركة الجديدة من الهواتف لا يتم الالتفات لها من الجمهور.

منذ سنوات وقطاع الهواتف الذكية في الشركة يعاني من التراجع المستمر في المبيعات، وكلما أعلنت الشركة عن هاتف جديد نجد المستهلكين يلتفتون سريعاً نحو هواتف أخرى غير هواتف سوني.

قد يتسائل البعض لماذا لا تلقى هواتف سوني هذا الزخم والاهتمام ولماذا تفشل في تحقيق مبيعات قوية مقارنة بهواتف أندرويد الأخرى التي تصنعها بعض الشركات مثل سامسونج وهواوي وشاومي وغيرها.

هذه 3 أسباب أدت إلى عدم نجاح هواتف سوني


التقدير المبالغ فيه للعلامة التجارية

أحب أن أذكركم بأن شركة سوني أصدرت عدة هواتف محمولة لها شعبية واسعة في حينه، حيث تم إطلاق عدد من الأجهزة التي تم استقبالها بشكل جيد تحت العلامة التجارية Sony Ericcson المشتركة.

وفي عام 2007 كانت Sony Ericcson تمتلك ما يصل إلى 9% من سوق الهواتف المحمولة حول العالم، لذلك حاولت الشركة الاستفادة من هذا النجاح عبر تصنيع هواتف أندرويد عام 2010 وأطلقت العديد من الطرازات البارزة مثل Xperia X10.

في عام 2011، اشترت شركة Sony حصة Ericsson في المشروع المشترك. ونتيجة لذلك، حصلت Sony Mobile على حق الوصول الكامل إلى تكنولوجيا الشركة الأم والبحث والتطوير.

تمكنت Sony من الوصول إلى ما يقرب من 5٪ من حصة سوق الهواتف الذكية على مستوى العالم عام 2013 وهو ذروة ما وصلت إليه الشركة.

وكانت تهدف إلى أن تصبح ثالث أكبر مصنع في عام 2014. وبدلاً من ذلك ، بدأت مبيعات الشركة في التراجع!

أحد الأسباب الرئيسية لعدم نجاح هواتف Sony الذكية في السنوات التالية كان الإستراتيجية العامة للشركة لسوق الهواتف المحمولة.

أرادت الشركة، كونها أحد الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا، أن تكون “آبل” نظام أندرويد من خلال تقديم الهواتف المميزة فقط، وكانت إدارة الشركة تراهن على القوة التي تتمتع بها العلامة التجارية المميزة لسوني.

ومع ذلك، لم يكن تكرار نموذج آبل في سوق هواتف أندرويد قابلاً للتكرار بسهولة على الأقل في السنوات الأولى، وكانت هناك اختلافات ديموغرافية واضحة بين السوقين “آيفون وأندرويد”.

كان من الواضح أن مستخدمي أندرويد لديهم مجموعة متنوعة من الهواتف الذكية للاختيار من بينها، وكان يجب الاهتمام بنقطة التسعير وميزات الأجهزة وأن المستهلكين سيحصلون على شيء أقل سعراً يقدم نفس التجربة التي تقدمها هواتف سوني.

أما داخل السوق الأمريكي فعدم التفاهم بين سوني وشركات الاتصالات المعروفة والخلافات بينهما لم يساعد الشركة في سعيها لأن تكون أكبر مصنع لهواتف أندرويد، حيث توقفت الشركة سريعاً عن بيع هواتفها من خلال شركات الاتصالات ما يعني تراجع آخر لمبيعات هواتف سوني وفقدان الكثير من العملاء المحتملين.

بأي حال يبقى خيار التسعير هو العامل الأهم في حينه، والمثير للدهشة أن الشركة رفصت لسنوات لاحقة إجراء أي تغيير على أسعار هواتفها، مما يجعلها أعلى بقليل من الأجهزة الأخرى المشابهة.

ربما نفهم أن سوني كونها علامة تجارية متميزة فضلت أن تكون أسعارها أعلى قليلاً عن باقي الهواتف، مثلما هو الحال مع هواتف آيفون، ولكن عندما لا تعمل هذه الاستراتيجية لشركتك لعدة سنوات متتالية فلا يجب أن تكون خبيراً في التسويق لتدرك حاجتك الماسة لتغيير هذه الاستراتيجية.

تصميم مكرر وممل

بعيداً عن المشاكل السابقة، لم تفعل سوني الكثير لتمييز مجموعة هواتفها عن باقي المنافسين.

الكثير من الشركات في سوق هواتف أندرويد أدخلت تعديلات وتصاميم وأشكال مختلفة على هواتفها، بينما قررت شركة سوني أن تمضي في تصميم مشابه وغير ملفت وربما اعتقدت الشركة أنه مناسب لرجال الأعمال.

ظلت الشركة تقدم لسنوات هواتف ذكية شبه متطابقة في كل جوانبها، الأمر الذي انعكس سلبياً على الشركة في ظل التطور الكبير الذي حققته الشركات الأخرى.

حتى محاولات سوني لإدخال التغييرات والابتكار كانت غير جديرة بالاهتمام، فأبرز هذه المحاولات هو Sony Tablet P وهو هاتف لوحي هجين بشاشة مزدوجة صدر عام 2011، ولم تكن التقنية في ذلك الوقت جيدة بما يكفي لتجعل الهاتف مفيداً للمستخدمين، لذا كان الهاتف مجرد عرض فني لا أكثر.

البطء وعدم الاستفادة من إرث الشركة

الأمر الأكثر غرابة حول هواتف سوني، أنها في الواقع مساهم كبير في تقدم كاميرات الهواتف الذكية اليوم، فيمكن العثور على مستشعرات سوني في معظم الهواتف الذكية الرائدة في العالم اليوم بما في ذلك iPhone XS Max.

ولكن شركة سوني فكرت في الاستمرار بلعبة الميجابيكسل من خلال تزويد كاميرات هواتفها بمستشعرات بدقة 23 ميجابيكسل، بينما اعتمد المنافسون على أجهزة استشعار بدقة 12 ميجابيكسل.

قد يفترض البعض أن شركة سوني تتمتع بالأفضلية هنا، لكن في الواقع فإن الهواتف التي تمتلك كاميرات بمستشعرات أقل دقة تكون أقل عرضة للضوضاء الرقمية، مما يسمح لها بإنتاج صور أكثر وضوحًا على الرغم من انخفاض عدد البيكسل.

أضف إلى أن سوني لم تستخدم ميزة التثبيت البصري OIS في هواتفها وتجاهلت تقنية الكاميرا المزدوجة لفترة طويلة جداً، وراهنت بدلاً من ذلك على ميزات أقل أهمية مثل تسجيل الفيديو 960 إطار في الثانية.

الأمر الأسوء، أن سوني كانت بطيئة في التكيف مع اتجاهات السوق، فأول هاتف من سوني مع شاشة OLED خرج في العام الماضي فقط، كما أنها في 2018 تخلصت أخيراً من التصميم ذو الحواف العلوية والسفلية الكبيرة.

كلمة أخيرة..

تقلصت مبيعات سوني من الهواتف الذكية من سوني إلى حد كبير، وتشير التقديرات إلى أن الشركة ستبيع 7 مليون هاتف فقط على مستوى العالم خلال 2019، وهو رقم تحققه بعض الشركات اليوم في غضون أسبوعين تقريباً.

ومع استمرار خسائر قطاع الهواتف الذكية في سوني، والانخفاض المتواصل للمبيعات عاماً بعد عام، فيبدو أنه في وقت ما خلال السنوات القادمة ستصبح هواتف سوني أكثر ندرة من الباندا الحمراء.

هاني محمود
مدون تقني