مراجعة Super Mario Party

Super Mario Party هى أجدد إصدار من سلسلة الألعاب Mario Party الطويلة التي أصدرتها شركة Nintendo على مُختلف منصات الألعاب.

Nintendo قامت بالعديد من الحملات الدعائية، وأصدرت العديد من الألعاب المختلفة، وقامت بتعديل العديد من الألعاب الأخرى، لتحقق هدفًا واحدًا، وهو إعادة اللعب المُشترَك مرة أخرى إلى ألعاب الجيل الحالي، خاصًة خاصية اللعب المُشترَك على نفس الجهاز Local Co-Op Play، والتي كانت مفقودة من ألعاب الجيل الحالي منذ مدة.

لكن كل ما شعرت به في الفترة الماضية هو مجرد محاولات، وليس مجهودًا حقيقيًا، مثل نظام Co-Op في Mario Odyssey على سبيل المثال، الذي يضع اللاعب في دور قبعة ماريو، والذي كان غير ممتعًا على الإطلاق.

أو لعبة 1-2 Switch مثلًا، والتي تعتبر أقرب الألعاب في الفكرة إلى لعبة Super Mario Party، كان لدي شعور أنها مجرد ألعاب Demo قصيرة، وليست ألعابًا حقيقية.

كنت أبحث منذ فترة عن لعبة يمكنني فيها أن أقف على نفس المستوى مع اللاعبين الآخرين مثلي، بالإضافة إلى الاستمتاع بجميع الميزات الجديدة التي يقدمها جهاز السويتش، مثل Motion Controls, Rumble وغيرها.

Super Mario Party جائت لتحل هذه المشكلة التي لازمتني لفترة من الزمن، حيث أنها تحتوي على كامل المميزات التي كنت أريدها، بالإضافة إلى أنها تعلمت من أخطاء السلسلة السابقة، وصنعت أفضل لعبة Mario Party يمكن لعبها على الإطلاق.

بداية جميلة ومختلفة للعبة Super Mario Party

يمكنك الشعور بأن هذه اللعبة تحمل شيئًا مختلفًا منذ اللحظة الأولى، عندما تسئلك اللعبة عن عدد أنظمة السويتش، واللاعبين الذين سيلعبون معك، مع أربعة لاعبين كحد اقصى عبر وحدتي تحكم.

عندما تنتهي من الاختيار، سوف يتم توجيهك إلى عالم صغير ساحر ملئ بشخصيات سلسلة ماريو، يقترب في التفاصيل والجو العام من ألعاب ماريو الأخرى على نفس الجهاز.

شعرت أنه من الجيد أن ألعاب ماريو مازالت تحافظ على جودتها البصرية حتى في الألعاب التي تحيد عن السلسلة الرئيسية، بالإضافة إلى تقديم لمسات الإبداع والإختلاف عبر كل لعبة جديدة في السلسلة.

ثم تعطيك شخصيات اللعبة خاصية لوحة الحفلات Party Pad، والتي تمكنك من الحصول على النصائح، واستكشاف أنظمة اللعبة المختلفة المحيطة بك، والموجودة عبر خريطة اللعبة.

سوف نتكلم عن هذه الأنظمة المتعددة بالتفصيل، بالإضافة إلى التطرق إلى التجديدات التي طرأت على كل منها، والعيوب التي قد نكون وجدناها في بعض منها.

نظام Mario Party … مزيج رائع من الحظ الحسن والتفكير الإستراتيجي

النظام الرئيسي للعبة، وهو نظام كنت أتمنى تجربته منذ فترة طويلة، حيث أنه شهد العديد من التعديلات السيئة – لمن لا يعرف – في نسخ اللعبة الماضية مثل Mario Party 10.

يحتوي النظام على خرائط مختلفة، بالإضافة إلى خرائط يمكن فتحها فيما بعد مع مرور الوقت وتعدد المباريات.

عند الدخول على أي خريطة، في البداية ترحب بك شخصيات اللعبة، وتقوم بشرح قوانين اللعبة لمن لا يعرفها، وهى بسيطة للغاية، اللعبة تشبه نظام ألعاب Monopoly أو بنك الحظ، وأنت تسير على لوحات الطاولة الخيالية لجمع النجوم البراقة، والذي ينهي اللعبة حاصلًا على أكبر عدد من النجوم يكون هو الفائز.

أحببت في هذا النظام، أن هناك اختلاف حقيقي بين الشخصيات، وأنها ليست مجرد أشكال جمالية لا يوجد فرق بينها إلا ذوق اللاعب الشخصي، كما كان الحال في ألعاب مثل Super Mario 3D World.

كل شخصية لديها أنواع من النرد مختلفة تمامًا، أنواع النرد هذه تحدد مقدار الحظ، الذي سوف يكون معك أثناء اللعب، وربما تكون هذه أول النقاط التي حولت لعبة Mario Party من لعبة معتمدة على الحظ، إلى لعبة تعتمد على الخطط الإستراتيجية.

النقطة الثانية المهمة، والتي تطرقت إليها من قبل، هى إزالة العربة المتنقلة من اللعبة تمامًا، والتي كانت تضع جميع اللاعبين في مكان واحد، وخط سير واحد، كل الفرق بينهم هو حظ رمية النرد.

كل لاعب الآن حر تمامًا ليسير في الطريق الذي يريده، بدون أي قيود، كما أن اللعبة، تضع العديد من التحديات والاختلافات عبر كل لوحة من لوحات خريطة المعركة، مما يجعل اختيار الطريق الصحيح للموقف شيئًا جذابًا.

النقطة الثالثة والأهم، هى أن الألعاب القصيرة Mini games، التي تعطيك مكافئات يمكنها أن تغير من سير اللعبة، أصبحت تأتي في نهاية كل دور من أدوار اللعبة، وليس عند الضغط على أحدى اللوحات في الخريطة.

هذه النقطة مهمة جدًا بالنسبة إلى، لأنه في اللعبة الماضية Mario Party 10 كنت تحتاج إلى الضغط على إحدي اللوحات لتشغيل هذه الألعاب، مما يعني أنه كان من الممكن أن تقوم بلعب لعبة كاملة مدتها ستين دقيقة، ولا تلعب أي لعبة من هذه الألعاب الجميلة.

في منتصف اللعبة، عندما بدأت أشعر أنني أصبحت مسيطرًا على زمام الأمور قليلًا، وجدت الأمور تتغير بصورة مثيرة، حيث أن هناك العديد من الفخاخ داخل أرض الملعب، بالإضافة إلى شخصيات يمكنها تبديل النجوم بين الشخصيات، أو نقل مكان الشخصيات تمامًا، أو تعديل وضعية الفخاخ في اللعبة، وغيرها من الأمور التي جعلتني متأهبًا دائمًا طوال فترة اللعب، بدون أي إحساس بالملل.

حتى بعد نهاية اللعبة، يمكن لنتيجة المعركة أن تتغير تمامًا، ويتم إضافة نجوم لشخصيات لم تحصل على أي نجمة أثناء المعركة، وهذا ما حدث لي فعلًا، أنني كنت واثقًا من الفوز، لكنني لم أهتم بتجميع الكثير من العملات، وهذا أدى في النهاية إلى خسارتي رغم كل شئ.

يمكننا إعتبار هذا النظام هو أفضل نسخة من أنظمة Party عبر ألعاب ماريو حتى الآن، لا يمكنني أن أجد فيه أي غلطات تُذكر، هناك مزيج مناسب من الحظ والتفكير يجعل من كل مباراة تاريخية بطريقة أو بأخرى.

الألعاب القصيرة Mini-Games …مجموعة ممتازة من التحديات الممتعة

هناك أكثر من ثمانين لعبة قصيرة داخل لعبة Super Mario Party، وهى تمثل عصب الحياة الذي يمد اللعبة بلحظات المتعة والفرحة والضحك.

هناك إحساس رائع وأنت تقوم باستكشاف هذه الألعاب لأول مرة، حيث أن الألعاب جميعها مُصممة بنفس مقدار العناية الذي ذهب في تصميم مستويات لألعاب كبيرة مثل Mario Odyssey على سبيل المثال.

لا يوجد لعبتين تحتويان على نفس الفكرة، أو شعرت أنها مُكرّرة بطريقة ما، الألعاب جميعها تحتوي على أنظمة لعب مختلفة، وأشكال مختلفة، وطرق فوز مختلفة.

هناك ألعاب تدور في قصور مظلمة، وألعاب تدور في ملاعب الكرة، وألعاب تدور في مناطق ثلجية، أو فوق القلاع الحجرية، أو داخل المنازل، أو فوق السحاب، هناك الكثير من الإبداع والجمال ينتظر اللاعبين.

كما أن الألعاب تقيس مستويات مخلتفة من التفكير والمهارات الجسدية، هناك ألعاب تقيس سرعة رد الفعل، وألعاب تقيس قوة الذاكرة، وألعاب تقيس سرعة ودقة الملاحظة،  وألعاب رياضية مثل لعبة التنس وكرة القدم، كما أن هناك ألعابًا تعتمد على التعاون أيضًا بين فردين أو ثلاثة أو جميع اللاعبين.

جميع هذه الألعاب أيضًا تشجعك على تحريك Joy-Cons بطرق مختلفة، وتغيير وقفتك ووضعية يديك أثناء اللعب، كما أنها تحتوي جميعها على نظام تدريب مبدئي قبل الدخول في اللعبة الفعلية، لذلك لن تشعر بأنك قد تفاجئت بتغيير أسلوب اللعب في أي وقت من الأوقات.

صدقًا، أحببت جميع هذه الألعاب، ولم أستطع أن أكره أي منها، تصميم هذا العدد الهائل من الألعاب الممتعة، بدون التقصير في أي منها، بالتأكيد يتطلب مجهودًا خرافيًا، لكن صناع اللعب استطاعوا عمل هذا التحدي الصعب بصورة ممتازة.

كما أنك تستطيع لعب هذه الألعاب لوحدها خارج إطار أنظمة اللعب، بل يمكنك دمجها في نظم لعب مخصصة لها هى فقط مثل نظام Mariothon أو نظام Square Off، والتي تمثل طرق جديدة وسريعة للاستمتاع بلعب الألعاب القصيرة بدون قضاء الساعات على طاولة Mario Party.

نظام River Survival .. ليس ممتعًا تمامًا بدون الأصدقاء

نظام جديد يأتي ليغير فكرة العربة التي كرهها المعجبون كثيرًا، ويجعلها مقبولة أكثر. يشجع هذا النظام اللاعبين على فكرة العمل الجماعى، على عكس النظام السابق الذي يشجع على المنافسة والتصادم بين الأصدقاء.

يضعك النظام في دور لاعبي التجديف الذي يقومون بتوجيه المركب العائم إلى منطقة النهاية، وبالطبع يتخلل هذا الطريق العديد من التحديات، والألعاب القصيرة Mini Games.

أعجبني أن الطريق المائي نفسه، يتخلله العديد من الطرق المتفرقة، والتي تحتوي كل منها على تحدي مختلف، يتم عرضه على بوابة الطريق، هذا يعطي فرصة للنقاش السريع واختيار الطريق الأمثل، وهذه نقطة جيدة تُحسب للعبة تشجع على إحياء الحفلات، ومشاركة المتعة بين الأصدقاء.

وعلى غرار هذه النقطة، أعجبني أيضًا فكرة بسيطة، وهى القيام بحركة تفاعلية بين جدافين المركب، من أجل التشجيع على العمل الجماعي بينهم أكثر وأكثر.

المحزن في هذا النظام رغم متعته، أنه يحتاج إلى وجود صديق واحد على الأقل لكي يكون ممتعًا، حتى يكون هناك نوع من التحكم الصحيح في المجاديف على كل من جانبي المركب، أما وجود شخص يقوم بالتجديف من جانب واحد، وترك الأمر بالكامل لذكاء الكمبيوتر الإصطناعى، غير مشجّع على الإطلاق، بل أنه قد يسبب المشاكل في العديد من الأحيان.

نظام Sound Stage .. متعة مختلفة ولكن قصيرة

نظام آخر جديد من نوعه، يعتمد على القيام بسلسلة من التحديات الموسيقية، التي تعتمد على حركة الجسم، ومزامنة حركات جسمك وحركات Joy-Cons مع التحديات المعروضة على الشاشة.

النظام ممتاز، لا يوجد ما أقوله أكثر من ذلك، الضربات الموسيقية، وضبط حركاتك مع النغمات المسموعة، هو متعة حقيقية لا يوجد لها مثيل، حتى على منصات الألعاب الأخرى.

هذا بالطبع بالإضافة إلى مجموعة مختلفة من الألعاب القصيرة والمناسبة لشكل هذا النظام الجديد، والذي يتضمن العديد من نغمات ألعاب ماريو الكلاسيكية كذلك.

المحزن أن النظام لا يتضمن مقدارًا جيدًا من العمق مثلما هو الحال في الأنظمة الأخرى، المتعة في هذا النظام جميلة لكنها تنتهي بسرعة، كأنها نسخة تجريبية من النظام نفسه، وليس التجربة الكاملة.

نظام Partner Party .. فكر خارج الصندوق

هذا النظام كنت أتخيله في عقلى وأنا ألعب نظام اللعبة الرئيسي مع أخى … حيث كنا نضع الخطط معًا رغم أننا كنا متنافسين، ووجدت هذا النظام يحتوي على كل ما كنت أحتاجه.

النظام يعمل بطريقة مشابهة لنظام Mario Party، لكن مختلفة قليلًا في عدد المسارات على لوحة اللعب، وبعض قوانين اللعب نفسها، لكن طريقة الكسب تظل هي نفسها بدون أي إختلافات كبيرة.

هذا النظام يحتاج إلى مقدار أكبر من التفكير في كل خطوة، حيث أن كل خطوة تسهّل عليك اللعب ربما تصعّب اللعب على شريكك في اللعبة، لذلك أعجبني أن اللعبة تجبرني على التفكير بطريقة مختفة أثناء اللعب.

نظام Toad’s Rec Room .. نظرة مختلفة على مكان منصة اللعب

يحتوى هذا النظام على أربعة ألعاب .. يمكنها أن تأخذ وقتًا أكثر من الألعاب القصيرة، لذلك أعتقد أن Nintendo قامت باتخاذ القرار الصحيح في عمل نظام خاص بها هى فقط.

المميز في هذا النظام هو إمكانية لعب هذه الألعاب باستعمال وضعيات مختلفة لجهاز Nintendo Switch، كما هو مُوضّح في الصورة.

لكن الذي استغربته قليلًا أن هناك لعبة واحدة فقط تستعمل نظام الجهازين المتلامسين معًا، وهى لعبة Banana Split، كنت أتمني نوعًا أكثر من العمق في شكل اللعبة نفسها، أو بعض الألعاب الأخرى التي تتبع نفس الأسلوب، لكي تبرر فكرة إحضار جهازين سويتش إلى نفس الطاولة.

نظام Challenge Mode .. لا يقدم جديدًا

هناك جائزة تنتظرك إذا قمت بتجميع الجواهر التي تنبهك اللعبة إلى أهميتها .. وهو نظام اللعب الفردي Challenge Road، والذي يضعك في طريق للعب ألعاب Mini Games مع تغيير بسيط في كل منها يضيف نوعًا من التحدي المختلف إلى اللعب.

في الحقيقة ليست هذه الجائزة التي كنت أنتظرها بعد فترة اللعب الطويلة بين أنظمة اللعب المختلفة … النظام يبدو طريقة أخرى للعب Mini Games بدون إنقطاع، تمامًا مثل أنظمة Mariothon و Square Off.

أحسست أن الاهتمام الذي كان يغلب على جميع أجزاء اللعبة توقف عند هذه النقطة، ولم أجد أي شئ يدفعني لكي أكمل اللعب، رغم أن التحديات مختلفة نوعًا ما، لكنها مازالت هى نفسها بدون أي تغيير كبير في طريقة اللعب.

هذا ينطبق أيضًا على نظام Stickers في اللعبة .. والذي أحسست أنه بدون أي فائدة تذكر للعبة نفسها، ولا يقدم أي جديدًا أيضًا غير إمكانية مشاركة هذه الصور مع أصدقائك عبر الإنترنت.

كلمة أخيرة

Mario هو شخصية كرتونية بطل سلسلة ألعاب تتميز بالإبداع والاختلاف، وتستعمل ألعابه تفاصيلًا بسيطة للغاية لخلق تجارب ممتعة ومناسبة لجميع الأعمار.

Super Mario Party تتبع نفس الأسلوب الذي اعتدنا عليه من باقي ألعاب ماريو الأخرى، وتقدم تجربة ممتعة لا يمكن نسيانها بسهولة، مع أفضل تجربة رأيتها لاستعمال Joy-Cons منذ أن أشتريت جهاز Nintendo Switch لأول مرة.

وجدت نفسي أثناء فترة اللعب أتكلم وأصرخ وأضحك وأفكر وأقوم بالعديد من الأشياء المختلفة، التي تحاول العديد من الألعاب القيام بها، لكن تفشل في إخراجها بهذه البساطة الممتعة.

وبالتأكيد، سأدعوا جميع أصدقائي للعب هذه التجربة الجميلة، وستظل هذه اللعبة مصدر متعتنا لفترة طويلة من الزمن.