سألني العديد من الأصدقاء عدة مرات لماذا استمتع بألعاب الفيديو ؟ كنت دائمًا أجيبهم بأنني أحب أن أتعلم أشياء جديدة، خاصة أن أتعلم كيف ألعب الألعاب.
وعلى الجانب الآخر أصبحت الألعاب أكثر تقدمًا وتعقيدًا. بعض الناس يحبون الألعاب السهلة البسيطة، مثل ألعاب توصيل الجواهر ولعب الورق.
هذا مفهوم بالتأكيد لأن الناس تريد شيئًا سهلًا يلهيهم عن يوم عمل شاق أو ينسيهم ضغوط الحياة.
كان هذا لغزًا لازمني لوقت طويل، كيف أقنع أصدقائي بلعب الألعاب التي أفضّلها؟
هناك العديد من الألعاب التي أريد من أصدقائي والناس في العموم تجربتها، مثل Dark Souls, Uncharted, Nier Automata, Horizon Zero Dawn وغيرها الكثير والكثير.
هذه الألعاب تحكي قصصاً مثيرة وعميقة، وأنا شخصيًا أعتبرها تجارب حياتية يجب أن تشاهدها حتى لو لم تكن تحب الألعاب.
لكن ألعاب الفيديو صعبة .. صعبة جدًا في بعض الأحيان، أنا أعترف بذلك. وسخيفة أيضًا إذا كنت عالقًا في مكان ما ولا تعرف الحل، أو أن نظام اللعبة نفسه سريع جدًا وأنت لا تستطيع متابعة كل هذه الأرقام والتحركات على الشاشة.
يجب أن تتعلم كيف تلعب منذ البداية لتصبح أفضل، وهذا يستدعي الوقت والمجهود.
كنا نتعلم بسهولة في طفولتنا عندما كانت أدمغتنا متجاوبة، وكان لدينا الكثير من وقت الفراغ للقيام بذلك، لكن الآن كبرنا وأصبحت أدمغتنا مليئة بالأشياء والمهمات ووقت اللعب صار أقل.
كيف يمكن أن نتغلب على كل هذه المشاكل؟ تعالوا نرى معًا هذه الحلول البسيطة والسهلة والبديهية، ولكن معظم اللاعبين لا يفكرون فيها لأن عقولهم مشغولة بأمور أخرى داخل اللعبة أو خارجها.
تعديلات بسيطة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا
النجاح في ألعاب الفيديو يعتمد على التركيز، لذلك عليك أن تزيل كل العوائق التي قد تعيق تركيزك.
أول نقطة هي الموسيقى والمؤثرات الصوتية، كل الألعاب لديها نظام تعديل الموسيقى في الإعدادات، لذلك يمكنك دائمًا تعديل الموسيقى لتصبح مناسبة حتى لا يتشتت إنتباهك.
قد لا تدرك ذلك، ولكن عندما تستمع إلى الموسيقى أثناء اللعبة، فإن نسبة صغيرة من عقلك تستمع إلى الموسيقى بدلاً من التركيز على اللعبة.
لذا، من خلال تعديل الموسيقى، ستتمكن من التركيز بشكل أكبر على اللعبة التي تلعبها.
أو أنصحك أيضًا بشراء سماعات عالية الجودة، من أجل حماية أذنيك وعقلك من الضرر وقلة التركيز.
ثاني نقطة هي الشاشة، العديد من الألعاب تكون مظلمة أو مشوشة إلى حد ما لتصنع تباين في الألوان أو توفر جوًا من الإثارة والرعب للاعبين.
لكن هذا في أحيان كثيرة ربما يؤلم عينيك، و يمنعك عن رؤية أشياء مهمة في اللعبة ربما تساعدك في القتال والفوز.
حاول ضبط درجة السطوع على جهاز التلفزيون أو شاشة الكمبيوتر للحفاظ على أمان عينيك.
ثالث نقطة هى ذراع التحكم، العديد من أجهزة الألعاب تملك أنواعاً مختلفة من أذرعة التحكم. كما أن العديد من الألعاب تسمح لك بتعديل عناصر التحكم داخل اللعبة.
خذ بضع دقائق من وقتك لضبط الخيارات من أجل تجربة أسهل وأمتع، بحيث يكون من السهل عليك استخدام الأزرار على الذراع وفقاً لنمط رد الفعل الخاص بك.
وإذا كان الأمر مازال يزعجك والتخصيص لا يجدي نفعاً، فربما حان الوقت لشراء لوحة مفاتيح جديدة أو ذراع تحكم أكثر نعومة و سلاسة في اللعب.
أنت لست وحدك ..تعلم من الآخرين
تحقق من الإنترنت دائمًا للحصول على النصائح، قد يراها البعض نصيحة غير مهمة لكني أؤكد لك أنها مجدية.
في الكثير من الأحيان، يمكنك تعلم بعض الحيل المثيرة للإهتمام التي لم تكن لتتعلمها مهما زادت ساعات لعبك للعبة معينّة.
يمكنك مشاهدة أشخاص آخرين يلعبون على يوتيوب أو يبثّون لعبهم على مباشرة على تويتش.
سترى كيف يتفاعلون أو يتعاملون مع مواقف معينة، وقد تكتشف إستراتيجية جديدة لم تكن ستفكر بها أبدًا.
دلائل الألعاب متوفرة دائمًا في المتاجر بصورة رسمية، أو على الإنترنت وهي موجودة ومصمّمة من قبل بعض اللاعبين الذين أمضوا أوقاتًا طويلة في اللعبة و اكتشفوا جميع أسرارها.
اللعب مع أشخاص أفضل منك يمكن أن يعلمك الكثير عن كيفية تحسين مهاراتك وإستراتيجياتك.
كل لعبة لديها نمط معيّن وعليك اكتشافه
معظم الألعاب عبارة عن أنظمة نمطية ثابتة – يتمثل التحدي في تحديد هذه الأنماط والتغلب عليها.
سيكون لجنود العدو طرق ثابتة للدوريات، وسيحظى سائقو السباق والمقاتلون والرياضيون الذين يتم التحكم فيهم عن طريق الذكاء الاصطناعي بالمهارات والمراوغات التي يمكن تحديدها و معرفة العيب في كل منها و هزيمتها.
عند الدخول إلى مستوى جديد، أو سباق أو حدث، قم بقضاء بعض الوقت في دراسة هذه الأنظمة وكيفية استغلالها.
كل مواجهة في ألعاب الفيديو تشبه لعبة من ألعاب صخرة، ورقة، مقص.
يمكنك معرفة أي من الخاصيات سوف يستخدمها خصمك، وتوظف التقنية التي توقعه في مشكلة (إذا كان خصمك كمثال يعتمد على قوة النار، قم بإحضار أسلحة مائية لهزيمته، هى عملية سهلة فعلًا إذا فكرت فيها).
ستخبرك اللعبة دائمًا بكل ما تحتاج إلى معرفته. فقط عليك أن تنتبه إلى الأنماط وابحث عن العلامات التي ستخبرك بما يجب فعله بشكل مختلف أو عند حدوث تغيير.
وسع مداركك وانظر إلى اللوحة بأكملها. إن معرفة مكان كل شيء في اللعبة يسمح لك بإدارة ما ستتفاعل معه ووضع الخطط وإيجاد الحلول.
أعرف أن هذا يبدو كلامًا نظريًا، لكنه بالفعل حقيقة.
مثلًا في ألعاب تقمص الأدوار RPG التي تأخذ وقتًا طويلًا منك لكي تقوم بتطوير الشخصيات إلى المستوى المطلوب، يقوم صناع الألعاب بوضع أسرار أو مهمات تسهل عليك هذا الموضوع، وتجعلك تقوم بتطوير الشخصيات في وقت أسرع، عليك فقط البحث عن هذه المهمات أو الاستعانة بالإنترنت في أيجاد الطرق المثالية للاستمرار في اللعبة.
انتبه إلى القصة .. وتحلى بذاكرة قوية
لماذا يجب عليّ معرفة القصة؟ ألا يمكنني اللعب ومعرفة القصة فيما بعد؟ هذا يبدو كالعمل وأنا أريد أن ألعب فقط.
أنصح دائمًا بأن تعرف القصة قبل أن تلعب، فبهذه الطريقة، يمكنك استخدام القصة في صالحك، لأنك سوف تعرف بالفعل ما يحدث، وما يمكن أن يحدث، وأين يجب عليك أن تذهب.
نعم يمكنك معرفة القصة في وقت لاحق، ولكن معرفة ذلك مسبّقًا تجعل الأمر أكثر سهولة.
ابحث عن ما يجب فعله في اللعبة.. كل لعبة لديها ملخصات للقصة ويتم عرضها على الشاشة أثناء بدء لعبة جديدة (في معظم الأوقات) أو في قائمة الإيقاف المؤقت.
أو تحدث إلى الشخصيات الجانبية التي عادة سوف يكون لديها دلائل على ما يجب عليك أن تفعله، أو تعطيك أسلحة مميزة تساعدك في رحلتك.
هذا يتوافق مع نقطة الذاكرة، في أحيانًا كثيرة تطلب منك اللعبة العودة إلى مكان معين كنت قد ذهبت إليه منذ فترة كبيرة.
إذا كنت لا تعرف ماذا يحدث حولك، ستواجه صعوبة في إتمام المطلوب منك.
ضع بجانبك كراسة صغيرة، وسجل الأرقام والأماكن التي وصلت إليها، حتى إذا إحتجت إليها بعد ذلك، سوف تعرف أين وكيف تجدها.
خذ قدر من الراحة… لا تضغط على نفسك من أجل لعبة!
في بعض الأحيان تلعب المستوى نفسه مراراً وتكراراً بدون أدنى فائدة.
وكلما خسرت أكثر، كلما زاد إحباطك وكلما زاد إحباطك، كلما حاولت. ولكن بدلاً من التعود، يزداد غضبك وضيقك، ويقلل هذا من فرصك في التغلب على المستوى الصعب.
بدلا من السماح لنفسك بالوصول إلى هذه النقطة، كل ما يجب عليك فعله هو أن تأخذ استراحة بسيطة أحيانًا ما تحتاجه هو ترك اللعبة لمدة خمس أو عشر دقائق، وأحياناً الذهاب إلى النوم وأخذ استراحة طويلة.
تجول في منزلك أو اشرب كوبًا من الماء أو تناول بعض الفواكه، سوف يساعدك ذلك على الاسترخاء وتهدئة جسدك، وحاول الابتعاد شرب الكولا أو الكافيين لأنهما يؤثران بشكل عكسي عليك.
تحدث إلى شخص ما لبضع دقائق أو شاهد بضع دقائق من التلفاز. وعندما تعود إلى اللعبة، حاول أن تلعب مستوى تجيده منذ البداية.
تحتاج أن تغير وتيرة عقلك، حتى تختفي المشاعر السلبية المرتبطة بالمستوى الذي لا تستطيع إنهائه.
وعندما تعود إلى هذا المستوى، قد تجد أنه أسهل بكثير في المرة الثانية، وستتساءل لماذا كان الأمر صعبًا في المقام الأول.
اختر اللعبة المناسبة
إذا لم تفلح كل هذه النصائح، تذكر أن هناك العديد من ألعاب الفيديو من مختلف الأنواع، ربما هذا النوع من الألعاب ليس المفضل لك.
في الكثير من الأحيان أشعر أنه لا يوجد لعبة فيديو سيئة، بل يوجد لاعب لا يعرف اختيار الألعاب المناسبة له.
تذكر دائمًا اختيار اللعبة المناسبة لك و لقدراتك. إذا سمعت بلعبة من أصدقائك أو شاهدت مقطعاً دعائياً لها، قم بعمل بحث صغير على الإنترنت، حاول قراءة مراجعة أو تقريراً حولها لتعرف ما ستقدمه لك.
اقرأ بعض الملخصات عن القصة، نظام اللعب، تعرف على عدد ساعات اللعب التي قد تحتاجها لإكمال اللعبة، تعرف على الصعوبات المتاحة، عدد النهايات المحتملة، تقييمات المواقع وآراء اللاعبين الآخرين في هذه اللعبة.
قليل من البحث سوف يساعدك على المدى الطويل بعد شراء اللعبة، و سوف تكتشف أن اختيارك كان في محله، لأنك اخترت اللعبة المناسبة لك.
وتذكر أنه ليس بالضرورة أن تلعب ألعاب الفيديو المشهورة أو المحبوبة من لاعبين كثيرين. في النهاية أنت تلعب لأجل أن تستمتع، وليس لأن تواكب العصر.