هل بدأت نهاية شعبية Fortnite

عالم ألعاب الفيديو في تغير مُستمر، ولعل إحدى الأمور التي إعتاد عليها الجمهور المُخضرم لهذه الصناعة هو Trends، أو الصيحات، حيث أنه من بين الفينة والأخرى، تظهر لعبة فيديو تسيطر على الساحة من خلال تحقيق مبيعات هائلة، تغطية إعلامية كبيرة وجذب ملايين اللاعبين إليها حتى لو لم يسبق لهم تجربة أية لعبة فيديو أخرى.

Fortnite ومنذ وقت ليس بالطويل، استطاعت كسب هذا اللقب، واستفاد فريق التطوير وشركة Epic Games جيداً من هذا الوضع من خلال حملات تسويقية ذكية تعتمد على الشبكات الإجتماعية والبطولات الرياضية الإلكترونية، إلى جانب تحديثات مُستمرة تُبقي اللاعبين مشدودين إليها، في حين أن Playerunkown’s Battlegrounds والمعروفة إختصاراً باسم PUBG، فقدت نصيباً هائلاً من شعبيتها الذي استمر لبعض الوقت قبل أن تسحب Fortnite Battle Royal البساط منها.

تابعنا حدث E3 2018 الذي انتهى منذ حوالي أسبوع، فيه استعرضا شركات النشر الضخمة ألعابها الجديدة والقادمة في وقت لاحق، ولعل اهتمام الجمهور صب أكثر على ما ستُقدمه فرق التطوير فيما يتعلق بألعاب Battle Royal التي تتميز بها Fortnite و PUBG وعناوين أخرى مثل H1Z1. الجواب كان قوياً حتماً، رغم أنه لا تزال هناك بعض فرق التطوير التي لم تتحدث عن المسألة، لكن من المتوقع أن نسمع أخباراً عنها في الأشهر القليلة القادمة.

إحدى العناوين الضخمة التي ستمنح اللاعبين فرصة تجربة Battle Royal بشكل مُختلف هي Battlefield V، من تطوير فريق DICE ونشر شركة EA. من المعروف عن الأخيرة ارتكابها لأخطاء فادحة سببت في الكثير من التغطية الإعلامية السلبية بعد إصدارها Star Wars Battlefront 2 و Need For Speed: Payback، لذا فهي ستحاول حتماً تعويض ذلك في عناوينها القادمة، وأقرب فرصة هي Battlefield V، لعبة الحرب العالمية الثانية التي تُقدم تجربة مختلفة عما توقعه الكثيرون، من خلال إمكانية تخصيص الجنود وأسلوب اللعب الذي قام فريق التطوير بإجراء تغييرات شاملة عليه… ومن جديد، الإعلان عن طور Battle Royal قادم لهذه اللعبة.

لا معلومات مؤكدة حول كيفية سير هذا الطور، وما إذا كان جزءًا من اللعبة الكاملة أو ربما تجربة مختلفة كلياً يُمكن لعبها دون الحاجة لدفع 60 دولاراً أمريكياً، وفي الحقيقة، سيكون على EA إيجاد طريقة تُقنع بها اللاعبين بتجربة الطور إن كان مدفوعاً، خصوصاً أن باقي الألعاب من نفس النوع عادة ما تكون مجانية أو مُتاحة بسعر رخيص.

إن كان هناك شيء يُمكننا الإتفاق عليه، فسيكون حتماً جودة مُحرك Frostbite سواء من الناحية البصرية أو البرمجية، لذا فلعبة Battle Royal بهذا المحرك ستكون إحدى أكثر التجارب الواقعية التي قد يحصل عليها أي لاعب، إلى جانب كونها تُركز على حقبة تاريخية حقيقية ومجموعة من الخرائط التي ستكون حتماً مُستنبطة من أماكن جغرافية مختلفة من بقاع العالم. من جهة أخرى، هناك إمكانية إتاحة خوادم بعدد لاعبين يصل عددهم إلى 100 من خلال Conquest الذي يوفر فرصة لـ 60 لاعباً بخوض تجربة حربية فوضوية مليئة بالحركة.

قد لا تكون Battlefield V Battle Royal، أو أياً كان إسم اللعبة، العنوان الذي قد يُطيح بشعبية Fortnite، فالأخيرة لا تزال تملك أعداداً هائلة من اللاعبين بفضل جودة تحديثاتها ومُتعتها بشكل عام، إلى جانب كونها مجانية على كل المنصات المعروفة وصولاً إلى الهواتف الذكية، وهذا شيء قد لا تُركز عليه EA، لكن من جهة أخرى هناك Call of Duty Black OPS 4، والتي ستأتي بطور Battle Royal خاص بها عوض طور لعب فردي، ووفق فريق التطوير، فهذا الطور سيُقدم مزايا ستُغير هذا النوع من الألعاب بشكل كبير، ونظراً لشعبية السلسلة خصوصاً في الولايات المتُحدة، فمن المؤكد أن تُحطم اللعبة أرقاماً قياسية في المبيعات، وقد ترغب حتماً Activision بإبقاء اللعبة حية لأكبر فترة زمنية على عكس بعض الأجزاء الأخرى التي تفقد قاعدة من لاعبيها بعد فترة من الزمن.

لعبة أخرى تم تأكيد قدومها بطور Battle Royal (بشكل أو بآخر) هي Red Dead Redemption 2، توقعات المحللين تُشير إلى كون الجزء الثاني من السلسلة فرصة جديدة لفريق Rockstar بتحطيم أرقام قياسية في المبيعات، وقد تتجاوز لعبتهم الأخرى Grand Theft Auto 5 التي لا تزال تتصدر قوائم المبيعات في بعض الدول. بالنظر للمتعة التي تُقدمها ألعاب Rockstar عموماً، والقيمة التي تُقدمها لكل لاعب على حدة، فمن المتوقع بالفعل أن تترجم هذه الأرقام إلى قاعدة لاعبين ضخمة لطور Battle Royal تدور أحداثه في الغرب الأمريكي الموحش!

هناك بالفعل قائمة طويلة من الشركات الضخمة التي ستنضم إلى موجة Battle Royal في المستقبل القريب، وقد تكون Ubisoft واحدة منها من خلال ألعاب Tom Clancy التي تتميز أصلاً بقاعدة كبيرة من اللاعبين مثل Rainbow Six Siege بفضل دعمها وتحديثها لسنوات وإتاحة أغلب محتوياتها المهمة بشكل مجاني لللاعبين، وقد نرى نفس التجربة في The Division 2، والتي تتناسب فكرتها جداً مع طور Battle Royal خاص بها.

الألعاب الرائجة تفقد شعبيتها في نهاية المطاف، وذلك لا يُشير إلى أنها سيئة أو ما شابه، فكل شيء يعتمد على ذوق اللاعب نفسه، البعض يُفضل واقعية الرسوم وأسلوب اللعب، الآخرون يجدون مُتعة في بناء الجدران ونصب الفخاخ، في حين أن شريحة أخرى من اللاعبين ترغب بشيء يجمع بين كل هذا وغير ذلك، وقد تُشكل هذه الشريحة نفسها بداية نهاية شعبية Fortnite كما نعرفها اليوم، ربما ليس الآن، لكن بعد سنتين أو ثلاث.

معاذ محسين
ألعاب الفيديو، وقهوة ساخنة.