إنطلقت يوم أمس النسخة التجريبية المُغلقة للعبة السباقات الحرة The Crew 2 التي تأتينا من شركة Ubisoft وتطوير فريق Ivory Tower الذي عمل أيضاً على الجزء الأول من اللعبة والتي حصلت على تقييمات متفاوتة من النقاد واللاعبين، فهل استفاد الفريق من الملاحظات والإنتقادات في عمله على الجزء الثاني؟
The Crew
إن صادف أنك لم تسمع من قبل بلعبة The Crew، فقد يرجع الأمر لإختفائها لمدة 4 سنوات منذ نشر الجزء الأول منها. اللعبة تتمتع بعالم مفتوح شاسع، كعادة ألعاب Ubisoft، ويُمكنني القول أن The Crew 2 تُقدم معها عالماً مفتوحاً أكبر من السابق والذي يتمد على طول خريطة الولايات المُتحدة التي تتخذ اللعبة منها موقعاً لها. ستأخذك السباقات إلى مدن أيقونية مثل New York، Las Vegas و San Francisco.
أسلوب اللعب
إحدى الأمور التي لم تلقى إعجاب الكل في الجزء الأول من السلسلة هي أسلوب اللعب ككل، وبحكم أن The Crew تعتبر لعبة سباقات، فاللاعب يتوقع فرصة تخصيص كل شيء في السيارات وطريقة قيادتها على غرار بعض الألعاب الأخرى. في الحقيقة، مُستوى التخصيص في The Crew 2 يبدوا أفضل من الجزء الأول، لديك الإمكانية في التحكم بطريقة القيادة وتستطيع طبعاً تغيير بعض الأجزاء الداخلية للسيارة مثل المُحرك، الفرامل و التوربو أيضاً، بإمكانك أيضاً تخصيص مظهر السيارات من خلال تغيير اللون، المُلصقات والإطارات، لكن حتى مع ذلك، فالقيادة لا تتغير بشكل واضح، فاللعبة لا تزال تُحافظ على أساس كونها لعبة سباقات من نوع Arcade، وستشعر بذلك أكثر في المنعطفات الحادة التي تفتقد فيها السيارات لنوع التحكم الذي تجده في ألعاب سباقات أخرى.
The Crew 2 تعدنا بتقديم تشكيلة واسعة جداً من السيارات والمركبات، وهذا ما لاحظته في النسخة التجريبية، رغم أنه لم تتح لنا الفرصة لتجربة كل شيء طبعاً، إلا أن كمية السيارات المتوفرة، والدراجات النارية أيضاً، كبيرة جداً وتتوزع بين سيارات كلاسيكية وأخرى حديثة ومن عشرات العلامات التجارية. حتى مع تواجد بعض السيارات التي أصبحت نوعاً ما مملة ومُتوقعة في كل لعبة سباقات، مثل Lamborghini Aventador، إلا أن الخيارات المُتاحة ستُشجع اللاعبين على البقاء واللعب قدر المستطاع للحصول عليها، وذلك باستعمال العملة الإفتراضية داخل اللعبة.
تُقدم النسخة التجريبية مجموعة من الأنشطة التي يُمكنك القيام بها، وعكس مُعظم ألعاب السباقات الأخرى، The Crew 2 ستُمكنك من نقل هذه السباقات والأنشطة إلى السماء من خلال الطائرات الشراعية وصولاً إلى السباقات المائية مع قوارب فائقة السرعة، نفس أسلوب اللعب ينطبق على هذه المركبات أيضاً، بالرغم من أنني أجد ركوب الطائرات نوعاً ما أصعب في بعض الحالات التي تتطلب منك، من جديد، حركة وانسياباً أدق مما توفره اللعبة الآن.
الجميل في The Crew 2 هو اعتمادها على Leaderboards في بعض الأنشطة، حيث يمكنك الإطلاع على الأرقام القياسية وحامليها، واختيار أي رقم ترغب بتجاوزه، هذا يُضفي نوعاً من التحدي بشكل عام، فاللعبة أصلاً تحتاج لإتصال دائم بالإنترنت كونها تدعم طور لعب جماعي مُتشابك مع باقي أجزاء اللعبة، لذا قد تُصادف لاعبين آخرين على طول العالم المفتوح، ويمكنك تحديهم في أي نوع من السباقات أيضاً.
تخلصت The Crew 2 من بعض المشاكل التقنية التي واجهة الجزء الأول، مثل الذكاء الإصطناعي للمُتسابقين الآخرين، الذي كان نوعاً ما بطيئاً وأحياناً قد يُعاني من Rubberbanding والذي يسمح له بتجاوزك سريعاً حتى لو كان بعيداً جداً، رغم أن بعض اللاعبين اشتكوا بالفعل من تواجد هذه المشكلة في النسخة التجريبية الحالية، إلا انني شخصياً لم أصادفها، بل وجدت التجربة سلسلة لحد الآن، ومُعدل الإطارات مُستقر في أغلب الوقت.
الرسوم والأصوات
ألعاب Ubisoft معروفة بحصولها على تخفيض كبير على مُستوى الرسوم بعد إطلاقها رسمياً، لكن The Crew قد تكون من بين الإستثنائات، فالجزء الأول تميز بالفعل برسوم جميلة، ليست الأفضل في مجالها، لكنها كانت مقبولة وتحمل معها كمية من التفاصيل من الإضاءة والبنية العامة للسيارات والعالم المفتوح. The Crew 2 تبدوا أجمل من الجزء السابق حتماً، السيارات لديها الكثير مما يميزها عن بعضها البعض، والتفاصيل الدقيقة في بعض المركبات الأخرى أيضاً يبرز أثناء قيادتها، مثل المركبات الجبلية التي ترتد أثناء هبوطها من أعلى التلة، حيث تلاحظ طريقة انسياب العجلات مع السطح الغير المُستوي وغير ذلك من التفاصيل الصغيرة التي تجعل من تجربة القيادة أمراً ممتعاً.
توجد بعض العوامل المُناخية التي قد لا تغير من أسلوب اللعب، لكنها تُضفي شعوراً مختلفاً كل مرة، مثل الثلوج والأمطار التي قد تهطل على حين غرة، رغم أن الأمر قد لا يكون واقعياً، إلا أن The Crew 2 لم تُصنف نفسهاً يوماً على أنها لعبة مُحاكاة واقعية، لذا فالمتعة هي الهدف الأكبر لها، وهذا ما تنجح في تحقيقه.
للأسف، لا يمكنني القول بأن الرسوم المتعلقة بالشخصيات جميلة، أقصد أنها لعبة سباقات بالدرجة الأولى لذا فقد لا تهتم كثيراً لجودة رسوم الشخصيات أو حتى حركتها، لكن حالياً، الأمر لا يُبشر بالخير، هناك مشاكل كثيرة حيث أن بعض الشخصيات قد تختفي في المشاهد السينمائية، وأحياناً تكون حركة الشفاه غير متزامنة مع ما تقوله، وغير ذلك من المشاكل التي جعلتني أمرر تلك المشاهد سريعاً.
الأصوات لا بأس بها، في الحقيقة، مُعظم السيارات لديها أصوات مُحرك مُتشابهة، سواء أكانت كلاسيكية أم حديثة، وهذا أمر غريب، لكن الأصوات الخارجية مثل الإصطدامات والإنعطافات الحادة تتميز بصوت أفضل مُقارنة بالجزء الأول، هذا إلى جانب العالم المفتوح الذي يُشعرك بالحيوية وعدم كونه خالياً. الإختيارات الموسيقية أيضاً جميلة، بعضها يتغير حسب نوعية السباقات التي تخوضها، والبعض الآخر يركز على ابقائك هادئاً ومُسترخياً، تجربة شبيهة بلعبة Steep التي تأتينا من Ubisoft أيضاً.
خلاصة القول
النسخة التجريبية المغلقة للعبة The Crew 2 توضح لنا مدى التقدم الذي حققه فريق Ivory Tower خلال السنوات الأخيرة، بالرغم من أن أسلوب القيادة والتخصيص لا يبدوا في أفضل حالاته، إلا أن اللعبة قد تنجح في إبقاء اللاعبين مشغولين بفضل كمية الأنشطة التي يمكن القيام بها، ومدى شساعة العالم المفتوح وتنوع تضاريسه التي توفر لكل لاعب إيجاد شيء يبرع فيه.