انطباعات: Detroit: Become Human

بشكل غير متوقع، أصدر فريق Quantic Dream نسخة تجريبية قصيرة من لعبته القادمة، Detroit: Become Human، على متجر PlayStation. إليكم انطباعات سريعة حول أسلوب اللعب والمستوى البصري للعبة.

تحديث: المراجعة الكاملة للعبة تجدونها هنا 

النسخة المتوفرة على متجر PlayStation تضعك في مشهد الرهينة والذي تم استعراضه مرات كثيرة في السابق، لكن ما يميز Detroit: Become Human هو كمية الخيارات المتاحة لك، ما يعني أنه باستطاعتك لعب المشهد بطرق وسيناريوهات مختلفة كيفما ترغب. ستبدأ بنفس المشهد السينمائي الذي يُظهر شخصية Conor، الرجل الآلي الذي يعمل كمفاوض في شركة تحمل إسم CyberLife، في مصعد مُتجه لمسرح جريمة قتل فيها أحد الرجال الآليين المتمردين أباً وقام باحتجاز ابنته كرهينة.

لعل إحدى الأمور التي كنت تواقاً لتجربتها هي مدى انسجام المشاهد السينمائية بأسلوب اللعب، أقصد أن مُعظم الألعاب القصصية باتت تُركز على ذلك الآن، لكن Detroit: Become Human نوعاً ما أخذت بالأمر إلى مُستوى جديد كلياً، حيث أنني وجدت نفسي أنتظر استمرار ما توقعته مشاهد سينمائية في حين أنه كان بامكاني التحرك أو القيام بشيء مُعين، أمر قد يجده البعض مُزعجاً ربما؟ لكنه يُظهر مدى المستوى التقني والبصري الذي ستُقدمه اللعبة فور صدورها.

تستمر مرحلة التحقيق في مسرح الجريمة عن طريق بحثك عن أية أدلة مُهمة في الشقة، سواء على جثة الأب، والتي ستُظهر لك مزيداً من التفاصيل حول ما وقع بالضبط، وصولاً إلى أرجاء الغرفة من أجزاء أو آثار قد تُساعدك لاحقاً في المفاوضة. ستتعرف على المفتش Allen، والذي سيُعرفك أكثر على وضعية الرهينة، حيث ستتمكن أيضاً من طرح بعض الأسئلة والإقتراحات عليه، لكن في ظرف زمني قصير، أي أنه عليك الإختيار سريعاً بين قراراتك والتي ستُغير من مجرى الأحداث بشكل أو بآخر.

حينما نتحدث عن كون الخيارات تُحدد سير القصة، فهذا ليس بالشيء الجديد في عالم ألعاب الفيديو، لكن من جديد، Quantic Dream معروفة باعتمادها هذا الأسلوب مع ألعاب مثل Heavy Rain و Two Souls Beyond، لكن في لعبتهم الجديدة، هذه الخيارات حتماً تُقدم بعداً جديداً على مستوى أسلوب اللعب، فعلى سبيل المثال، في مهمة إنقاذ الرهينة، ستظهر لك نسبة نجاح مُهمتك من فشلها حسب الإختيارات والقرارات التي تتخذها، هذا لا يعني بالضرورة أنك فشلت في إتمام المهمة، فاللعبة ستستمر سواء نجحت أم فشلت، كل ما يعنيه الأمر أن كلا النتيجتين ستٌقدمان مزيداً من الخيارات المختلفة في المستقبل، وهذا حتماً أمر مُثير!

تستمر عملية المفاوضة لإطلاق الرهينة بالحديث مع Daniel، الرجل الآلي المتمرد الذي يبدوا أن لديه أسبابه الخاصة لما يفعله، حسناً، النسخة التجريبية حتماً لا تُقدم الكثير على مستوى القصة وتفاصيلها، لكنها ستُبقيك مركزاً أكثر على مُهمتك، وهي إنقاذ الرهينة. يمكنك الحديث مع Daniel من خلال الكثير من الخيارات، كل خيار يُمهد لردة فعل جديدة، لا يُمكنك حقاً توقع ما الذي قد يحدث، لكنني قررت اعتماد أسلوب هادئ أثناء اللعب، طرحت بضعة أسئلة وحاولت التعاطف قدر الإمكان مع الرجل الآلي، ما جعل فرصة نجاح المهمة تصل إلى نسبة %99 والتي بالنهاية نجحت بالفعل، على الأقل في إنقاذ الرهينة!

حين انتهائك من المهمة، ستُظهر لك اللعبة مزيداً من التفاصيل فيما يتعلق بالخيارات التي لم تتخذها، لا توجد الكثير من التفاصيل لكنها ولا أريد حرق التجربة على أي شخص لم تتح له فرصة لعب النسخة التجريبية بعد، لكنها طريقة مميزة في إظهار سير الأحداث الذي قد يكون مختلفاً جداً في حال قررت اعتماد نهج مُختلف.

عودة إلى اللعبة ككل، أظن أن Detroit: Become Human ستكون لعبة جدية جداً، في نوعيتها وفكرتها، لكن إن كنت تتوقع تجربة تضعك في خضم الحركة والمغامرات والقيام بأشياء كثيرة في أرجاء عالم اللعبة، فاللعبة قد لا تُناسبك، فريق Quantic Dreams يُنتج ألعاباً ذات جودة عالية هذا أمر بديهي، لكنها تُركز أكثر على تقديم أسلوب لعب قصصي يعتمد على الخيارات بالدرجة الأولى، طبعاً، يُمكنك القيام ببعض الأمور مثل التحقيق واستكشاف المكان من حولك، لكن هذا قد يكون حدود الأمر مع Detroit: Become Human.

من الناحية البصرية، اللعبة حتماً قدمت تجربة مُبهرة على مٌستوى التفاصيل الدقيقة في الشخصيات وصولاً إلى البيئة التي تستكشفها إضافة إلى مسألة انسجام المشاهد السينمائية مع اللعب لدرجة لا تُصدق، اللعبة حتماً ستحصل على ثتناء كبير على المستوى التقني الذي حققته، وسننتظر فرصة مُراجعتها لتقديم رأينا وتقييمنا النهائي مع صدورها رسمياً بتاريخ 25 ماي 2018 حصرياً على PlayStation 4.

معاذ محسين
ألعاب الفيديو، وقهوة ساخنة.