HomePod بسعر مرتفع ودخول متأخر يكشف معاناة آبل في دخول أسواق جديدة!

دخلت آبل سوق مكبرات الصوت الذكية بمكبر صوت HomePod الذي قدمته الشركة الأمريكية في خطوة واضحة للدخول إلى سوق مكبرات الصوت الذكية ومنافسة كل من أمازون وجوجل. وبعد بضعة أشهر من توفر جهاز HomePod في الأسواق، لم يحقق الجهاز مبيعات في المستوى، بل إن مبيعاته تبدو بطيئة للغاية، حتى أن آبل قد اضطرت لإلغاء طلبات الجهاز من إحدى المعامل المصنعة لها حسب تقرير جديد، وهو ما يشير إلى الاهتمام المنخفض بالمنتج الذي يبلغ سعره 350 دولار. ووفقًا لتقرير من شركة Slice Intelligence المتخصصة في دراسة السوق، يشغل جهاز آبل الجديد 19% فقط من سوق مكبرات الصوت الذكية في الولايات المتحدة فحسب، حيث يواجه جهاز آبل صعوبة في التنافس مع منتجات شركات أخرى مثل تشكيلة مكبرات الصوت الذكية Echo الخاصة بأمازون، وأجهزة Google Home، وهما أبرز فاعلين في سوق مكبرات الصوت الذكية الذي دخلته عملاقة التسوق الإلكتروني أمازون بشكل مبكر ونجحت في تقديم أجهزة أليكسا لاقت استحسانًا كبيرًا.

HomePod 1

ولا تأتي مبيعات جهاز HomePod المنخفضة كمفاجأة، ففي الوقت الذي يتميز الجهاز بتقديم جودة صوت في المستوى، لم تقدم آبل ميزات المساعدة الذكية ضمن الجهاز بشكل يتيح للجهاز المنافسة على أعلى مستوى في سوق أصبح صعبًا وشهد دخول آبل بشكل متأخر، حيث أن ميزات الذكاء المعززة بالمساعد الشخصي Siri تعد محدودة بشكل كبير عند مقارنتها بما تقدمه الشركات المنافسة مثل أمازون وجوجل. ولم يأتي جهاز HomePod عند إصداره ببعض الميزات الأساسية، مثل دعم ربط مكبرات صوت متعددة من أجل صوت ستيريو أو تشغيله الموسيقى في غرف مختلفة في الوقت ذاته، وهي ميزات ستتوفر قريبًا على ما يبدو في تحديث قادم لنظام iOS، إلى جانب وجود مشكلة مع الجهاز تتمثل في ترك علامات على الأسطح الخشبية ضمن المنزل.

هذا ويعد السعر أحد العوامل التي لعبت دورًا في عدم بروز جهاز HomePod كما ينبغي، حيث تطلب آبل 350 دولارًا مقابل جهازها الذكي، ليكون الجهاز من بين أكثر مكبرات الصوت الذكية المرتفعة السعر، مع عدم وجود أجهزة مرافقة بسعر اقتصادي أكثر لتكوين نظام صوتي منزلي متكامل، كما أن الجهاز ليس متوفرًا بشكل واسع على المستوى العالمي كما هو الحال مع أجهزة جوجل وأمازون، إلى جانب وجود العديد من البدائل من شركات أخرى حاليًّا بتصاميم مختلفة وأسعار متنوعة. ومن بين العوامل الأخرى التي أثرت على مبيعات HomePod وتؤثر غالبًا على أي منتج جديد في سوق تنافسي، تأخر إصداره.

أرباح آبل من هومبود منخفضة مقارنة مع أرباح جوجل وأمازون من هوم وإيكو!

ويعد الدخول المتأخر لمنتج ما في سوق شهد بالفعل تثبيت عدة منافسين لأقدامهم فيه، عاملًا مؤثرًا على انطلاقة المنتج، استمراريته، وفرص نجاحه، لكن في حالة HomePod، تعد آبل من أكبر الشركات التقنية التي تتمتع بموارد كبيرة تساعدها على تعزيز قدرات الجهاز مع مرور الوقت بتقديم ميزات جديدة للحاق بالمنافسين، لكن ذلك قد لا يكون كافيًا في هذه الحالة، خصوصًا مع دخول الشركة للسوق بجهازها الجديد بسعر يمكن وصفه بالمبالغ فيه، حيث يجب أخذ عدة نقاط بعين الاعتبار عند ولوج سوق يضم منافسين أقوياء، قد يكون الأمر مختلفًا لو كانت آبل واثقة بقدرات جهازها، لكن تقديم Siri لمنافسة Alexa على سبيل المثال والتعويل على اسمها وسمعتها للمنافسة ليس كافيًا، حاليًّا على الأقل، كون جهاز HomePod يعد الإصدار الأول، وقد يكون بمثابة البداية فقط بالنسبة لآبل، لكن كوننا نتحدث عن الحاضر، فإن الجهاز لا يبدو جاهزًا بعد للمنافسة.

من جهة أخرى، تقدم أجهزة أمازون وجوجل ميزات في المستوى تتيح للمستخدم التعامل معها كنظام اتصال داخلي، إجراء مكالمات هاتفية، مساعدة المستخدم على إيجاد هاتفه، وعدة ميزات ذكية أخرى. وبدخولها لهذا السوق منذ أكثر من 4 سنوات، طورت أمازون أجهزتها بشكل مميز، مع تقديم ميزات وتصاميم جديدة بأسعار متنوعة، إلى جانب الحرص على تقديم حلول اقتصادية لتشكيل نظام منزلي متكامل، حتى أنها بلغت مستوى جديدًا بتقديمها لجهاز Echo Show الذي يضم شاشة وكاميرا تقدمان تجربة استخدام محسنة للباحثين عن المزيد من الميزات، في حين تتجه عدة شركات لتقديم مساعد جوجل الشخصي ضمن أجهزتها الذكية الخاصة هذا الصيف، مع استغلال جوجل لإمكانياتها بدعوة مطورين وصناع المحتوى للمشاركة في بناء منصاتهم.

ولا يبدو أن مشكلة جهاز HomePod يمكن حلها بتحديثات بسيطة، حيث يبدو أن آبل ستكون مدعوة للتفوق على منافسيها عبر تقديم تصاميم أفضل وميزات مبتكرة في حال أرادت البقاء في السوق، غير ذلك، فلن يكون جهاز HomePod سوى وجهة لعشاق الشركة مع كون اقتنائهم للجهاز مبنيًّا غالبًا على اسم آبل وليس الجهاز نفسه.

ياسين الشريك
أقضي معظم وقتي يوميًّا في متابعة جديد التّقنية عبر مقالات وفيديوهات متنوعة، غير متعصب لأي شركة، أحب استخدام وتجربة التطبيقات والألعاب على الأندرويد ومعجب بحريّة وميّزات هذا الأخير.