يستمتع عشاق ألعاب الفيديو على منصة الحاسب الشخصي، في اختيار المكونات اللازمة لحواسيبهم وبنائها بالطريقة التي تناسبهم.
ولا شك أن بناء الحواسيب اليوم بالاعتماد على مكونات قوية يضمن لك تشغيل أفضل وأقوى الألعاب ضمن تجربة مثيرة للمتعة والإثارة.
لكن يبدو أن العملات الرقمية مثل البيتكوين ستبدأ بإفساد التجربة على اللاعبين المحترفين الذين يعتمدون على بناء الحواسيب الشخصية بأقوى بطاقات الرسومات.
القصة تبدأ بعد الطلب الكبير على بطاقات الرسومات القوية وخصوصاً من شركتي Nvidia وAMD من قبل الحشود العاملة في مجال تعدين العملات الرقمية والذين يوصون دائماً باستخدام مثل هذه البطاقات.
المشكلة مع بطاقات الرسومات هذه أنها الركيزة الأساسية لتعدين العملات الرقمية إلى جانب كونها العنصر الأهم في بناء الحاسب الشخصي.
هذا الطلب الكبير من معدني العملات الرقمية على بطاقات الرسومات المتطورة أدى إلى نفاذها بسرعة كبيرة من أغلب المتاجر، أو طرحها بأسعار مرتفعة جداً مقارنة بسعرها الأصلي.
ولم يقتصر الأمر عند بطاقات الرسومات الحديثة أو مرتفعة المواصفات، بل حتى تلك البطاقات المنخفضة والمتوسطة.
شركة Nvidia بدورها قامت ببعض التحركات لتدارك الموقف وتواصلت مع بعض تجار التجزئة لمحاولة الوصول إلى حلول تضمن حصول اللاعبين على هذه البطاقات بدلاً من بيعها لمعدني العملات الرقمية.
من الجيد رؤية شركة مثل Nvidia تعترف بالمشكلة وتتحرك لمحاولة الحد من آثارها، لكن للأسف فإن تحركات الشركة لم تؤدي إلى نتائج ملموسة لغاية الآن.
ولكي ندرك حجم المشكلة، فإن بطاقة مثل Nvidia’s GTX 1070 يبلغ سعرها في الوضع الطبيعي 380 دولار أمريكي تقريباً بينما بعد الطلب المتزايد وصل سعرها إلى حوالي 900 دولار أمريكي، وذلك طبعاً بعد أن نفذت من أغلب المتاجر الكبرى، بينما وصل سعر بطاقة GTX 1080 Ti إلى أكثر من 1200 دولار أمريكي.
وفي الآونة الأخيرة تعالت صيحات عشاق الألعاب على الحاسب الشخصي تجاه هذه الممارسات، ويُمكن التماس غضب اللاعبين على بعض المجتمعات مثل ريديت وكذلك على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولا يبدو أن الطلب على مثل هذه البطاقات سيتراجع خلال الفترة المقبلة خصوصاً في ظل تزايد المنضمين إلى حشود المعدنين، وفي ظل الزخم الحالي الذي يشهده سوق العملات الرقمية.