اللعب المشترك بين المنصات ليس بالشيء الجديد، لكن مع تزايد عدد اللاعبين وتواجد الكثير من الألعاب على مختلف المنصات، يبدوا أن الموضوع أصبح أكثر أهمية من السابق.
اللعب المشترك يُمكن اللاعبين من اللعب ضد بعضهم البعض، مع اختلاف منصاتهم، فقد يمتلك البعض حاسوباً شخصياً والبعض الآخر قد يستعمل أجهزة الترفيه المنزلية. مع هذه الميزة، فهناك الكثير من الآراء، بين مؤيد ومُعارض لها، وهذه نظرة شاملة على الموضوع وقرارات بعض المطورين والشركات المسؤولة.
قد تكون Sony إحدى أولى المُعارضين لميزة اللعب التشاركي، ونظراً لامتلاكها أكثر منصة ألعاب فيديو شعبية ونجاحاً، فهذا يؤثر بشكل كبير على باقي المطورين وألعابهم. إحدى أسباب معارضة الشركة لهذه المسألة هي كونها لا ترغب بايقاع نفسها في مشاكل متعلقة بالخصوصية وكل ما يتعلق بمعلومات وبيانات اللاعبين على شبكة PSN، فمنذ حادثة اختراق الشبكة سنة 2011 و Sony تحاول الابقاء على نظامها آمناً قدر الإمكان لجميع فئات اللاعبين، وهنا يأتي السبب الثاني، فميزة اللعب التشاركي ليس من الضروري أن تعمل على جميع الألعاب، لكن مؤيديها غالباً ما يُجبذون الألعاب الضخمة ذات الجماهير الكبيرة، على غرار Minecraft و Fortnite Battle Royal.
Minecraft على سبيل المثال كانت ولا تزال إحدى الألعاب التي يرغب اللاعبون على مختلف المنصات دعمها لهذه الميزة، رغم أن اللعبة لا تتوفر في أجهزة الجيل الحالي، لكنها لا تزال إحدى أكثر الألعاب شعبية، وشركة Sony علقت على كون أحد أسباب رفضها لدعم هذه الميزة هي كون مثل هذه الألعاب تتضمن شريحة كبيرة من الأطفال، ووضع بياناتهم قد يكون في خطر وسيكون من الصعب على الشركة تقديم المساعدة أو الدعم في هذه الحالات.
بالطبع، Microsoft من جهتها أكدت دعمها ورغبتها لتفعيل هذه الميزة، حيث تحدث مدير Xbox، السيد Phil Spencer، في مناسبات كثيرة عن حماسته لهذه الميزة والمتعة التي ستوفرها للكثير من اللاعبين، وهناك بالفعل محاولات من جهة الشركة فيما يخص بعض الألعاب الحصرية على Xbox ونظام Windows، وحتى مع Nintendo Switch متمثلة في لعبة Minecraft نفسها.
أعتقد أن قرار Sony حكيم في هذه المسألة، حالياً لا يوجد اهتمام كبير بتفعيل هذه الميزة، فهناك أعداد هائلة من اللاعبين على كل منصة على أية حال، لكن ان أمعنا النظر قليلاً في مستوى ألعاب الفيديو في السنوات القليلة الأخيرة، والتوجه الذي تتخذه بعض شركات التطوير للتوجه إلى ألعاب جماعية بشكل كامل، فالشركة اليابانية قد ترغب بإعادة النظر في قرارها بشكل أو بآخر. ألعاب مثل PUBG و Fortnite Battle Royal تملكان أعداداً هائلة من اللاعبين على مختلف المنصات، والأرقام في ارتفاع، اللاعبون يقضون ساعات طويلة أكثر من أي وقت مضى في هذه الألعاب وغيرها من التجارب الجماعية، ولعل أكثر ما ستوفره ميزة اللعب التشاركي، هو تمكين اللاعبين من انفاق مزيد من الأموال على وفي داخل ألعاب الفيديو.
لكن، من جهة أخرى فهذه الميزة قد تُقدم مشاكل جديدة كلياً وقد تفاقم أخرى. من المعروف أن تجربة اللعب على الحاسب الشخصي مختلفة بشكل كبير على تجربة اللعب على أجهزة الترفيه المنزلية، البعض قد يجد أن المسألة متعلقة أكثر بالصعوبة والسهولة، وهذا قد يخلق مسألة غير عادلة بالنسبة لألعاب التصويب والتسديد من منظور الشخص الأول، وهي النوع الأكثر شيوعاً وربما الذي سيتناسب أكثر مع ميزة اللعب التشاركي.
إحدى المشاكل الأخرى هي بالطبع توفير مزيد من الفرص للاختراق وافساد تجربة اللاعبين ككل، وألعاب الحاسب الشخصي تعاني أكثر من هذه المسألة على عكس ألعاب أجهزة الجيل الحالي التي تقل فيها نسبة الاختراق كثيراً، لذا فقد لا تجد شريحة كبيرة من اللاعبين رغبة كبيرة باللعب بهذا الشكل.
اللعب التشاركي قد يكون إحدى المواضيع المهمة جداً في عالم ألعاب الفيديو في المستقبل القريب، نرى بالفعل محاولات لإعادة هذا النظام، لكن مع وجود اختلافات ومصالح مختلفة، فقد يصعب على المطورين العمل على ذلك.