قدمت شركات التصنيع ضمن هواتفها الرائدة الجديدة طرقًا جديدة لتفاعل المستخدمين مع هذه الأجهزة، حيث اتجهت سامسونج إلى تقديم زر خاص بمساعدها الشخصي Bixby، أما HTC وجوجل فقدمتا ميزة ضغط على جوانب الأجهزة لتفعيل وظائف معينة، وفي الوقت الذي ركزت سامسونج وجوجل على استغلال الطرق الجديدة لتفعيل المساعد الشخصي فقط دون خيار تخصيص يتيح للمستخدم استغلال هذه الطرق لتفعيل وظائف أخرى حسب ذوقه، فضلت HTC وبلاك بيري توفير تجربة استخدام مخصصة تتيح للمستخدمين استغلال زر بلاك بيري أو ميزة ضغط الجوانب حسب رغبة المستخدم، وهو ما يجدر بالشركات الأخرى اتباعه.
ومع التطور الكبير الذي عرفته الأجهزة الذكية خلال السنوات القليلة الماضية، أصبح لزامًا على الشركات الرضوخ لرغبات المستخدمين في ما يتعلق بمثل هذه الميزات، ومنحهم حرية أكبر خصوصًا على نظام أندرويد، حيث أن حصر وظيفة معينة لزر معين قد يؤدي إلى عدم استخدام المستخدم لهذا الزر تمامًا في حال لم يكن مهتمًا باستخدام المساعد الشخصي على سبيل المثال، لذا بدلًا من أن يبقى الزر مهجورًا يمكن استغلاله من طرف المستخدم لتحسين تجربة استخدامه للجهاز عبر تعيين وظيفة أخرى مثل تشغيل الكاميرا بسرعة وسهولة عبر النقر على الزر المعين، وهي إحدى الميزات التي لطالما أثنى عليها مستخدمو هواتف شركات مثل سوني التي كانت تنفرد غالبًا بتقديم زر تصوير مخصص يسهل على المستخدم تشغيل الكاميرا بسرعة وسهولة.
وعلى مستوى نظام أندرويد، يميل محبو النظام للاستفادة من ميزات التخصيص بدءًا من التخلي عن واجهة الشركة المحددة -TouchWiz من سامسونج على سبيل المثال- واستخدام لانشر وحزمة أيقونات لتخصيص تجربة الاستخدام، مع استغلال مختلف الخيارات الأخرى المتوفرة للتخصيص، وهو ما لم يتغير مع تقديم الشركات لأزرار وميزات جديدة للتفاعل مع الهاتف، إذ أن مثل هذه الميزات الجديدة تبدو مثل فرصة جديدة أخرى لمستخدمي أندرويد لتخصيص تجربة استخدام أجهزتهم، والخروج بأفضل نسخة أندرويد مناسبة لاحتياجاتهم ومتطلباتهم وعادات استخدامهم اليومية لأجهزتهم، لذا فإن توفير خيار تخصيص مثل هذه الأزرار والميزات سيكون خطوة إيجابية لكسب وذّ هؤلاء المستخدمين.
ويستطيع مستخدمو أندرويد تغيير الوضع المفروض من طرف الشركات عبر استخدام تطبيقات معينة تتيح إعادة تعيين وظائف مثل هذه الأزرار والميزات، إلا أن ذلك يعد حلًّا ترقيعيًّا يختلف كثيرًا عن توفر الميزة بشكل افتراضي ورسمي. وتعد OnePlus إحدى أقرب الشركات إلى حرية التخصيص المتكاملة للنظام، حيث تقدم خيارات تخصيص متعددة ضمن النظام تتيح للمستخدمين تخصيص تجربة الاستخدام حسب أذواقهم، وهو ما يساهم إيجابيًّا في تحسين صورة الشركة كشركة تنصت لمستخدميها، خصوصًا وأن شريحة كبيرة من مستخدمي أندرويد يعتبرون الحرية التي يقدمها نظام جوجل إحدى أبرز ميزاته.
وقد لا تبدو أهمية خيار إعادة تعيين وظائف مثل هذه الأزرار والميزات بارزة من الوهلة الأولى، إلا أن التفكير في الخيارات العديدة التي يمكن للمستخدم استغلالها عبر هذه الميزة، يجعل من توفيرها للمستخدمين خطوة تُحسب لصالح الشركات التي تتيحها، وهو ما ينعكس إيجابًا على صورة الشركة وأجهزتها في الوقت الذي تحتاج فيه كل شركة لنقاط قوة إضافية وانطباع جيد من أجل المنافسة في سوق الهواتف الذكية.