كشفت OnePlus النقاب عن هاتفها الأجدد OnePlus 5T بسعر يبدأ من 500 دولار، وبغض النظر عن الميزات الجديدة التي يتميز بها الهاتف الجديد، يبرز سعر الهاتف كأحد المواضيع الشائكة بالنسبة لعدد من محبي الشركة الصينية، حيث أن الشركة لطالما كانت وِجهة مفضلة لمحبي اقتناء هواتف ذات قيمة عالية بسعر اقتصادي، حيث كان سعر أول هاتف من الشركة OnePlus One هو 299 دولار، الشيء الذي جعل من الشركة اسمًا معروفًا في سوق الهواتف الذكية آنذاك كشركة ناشئة تسعى لتقديم هواتف ذكية بمواصفات عالية وأسعار اقتصادية، ومع استمرار الشركة في مقارعة عمالقة السوق بمواصفات وميزات في المستوى، بأسعار تعد اقتصادية فقط عند مقارنتها بأسعار الأجهزة الأخرى المنافسة، يرى مستخدمون آخرون أن الشركة لم تعد تقدم منتجات بأسعار اقتصادية كما كان الحال في الماضي.
وباختصار، وبعيدًا عن الشعارات والكلمات الرنانة التي تطلقها الشركات ويصدقها الزبناء، شركة OnePlus هي شركة شأنها شأن أي شركة أخرى تسعى لتحقيق الربح في المقام الأول من أجل ضمان استمراريتها وتحقيق الأحلام الأخرى التي قد ترتبط بالابتكار والتقدم التقني وما إلى ذلك. وبتحليل مسار الشركة في سوق الهواتف الذكية، وصل سعر الإصدار الثاني OnePlus 2 إلى 329 دولار، وهي زيادة 30 دولارًا تقريبًا مقارنة بسعر الإصدار الأول، مع استمرار ارتفاع أسعار أجهزة الشركة الجديدة باستمرار. ويشكل سعر OnePlus 5T المتمثل في 499 دولارًا ارتفاعًا بنسبة 67٪ مقارنة بسعر الإصدار الأول، وقد عرفت الأسعار ارتفاعًا بنسبة 11٪ مع كل إصدار جديد، وحوالي 22٪ كل سنة.
ولا يعد رفع أسعار الهواتف الذكية بالأمر الجديد، حيث اتجهت العديد من الشركات لرفع أسعارها مع كل نسخة جديدة من أجهزتها تقريبًا، وهو ما يتضح جليًّا هذه السنة خصوصًا مع تجاوز سعر بعض الهواتف الذكية حاجز الألف دولار. وقد لا ينطبق نفس الأمر على شركات مثل آبل كونها تقدم منذ البدء منتجات بأسعار مرتفعة لم تكن تقبل أن تشهد ارتفاعًا مشابهًا لحالة OnePlus التي بدأت من القاع واختارت استراتيجيات تسرّع نموها كشركة جديدة في سوق مكتظ بشركات عملاقة. وتعد منافسة عمالقة مثل آبل وسامسونج وعدة شركات أخرى مهمة غير سهلة أبدًا بالنسبة لشركة ناشئة، لذا ومع تقدم الشركة الصينية في السوق، احتاجت لعدة أفكار جديدة تميّزها عن المنافسين أو تجعلها بارزة على الأقل بالنسبة لشرائح مختلفة من المستخدمين.
وفي سبيل تمييز نفسها كشركة هواتف ذكية مميزة، اختارت OnePlus الاستثمار في تقنيات يمكن وصفها بغير الرخيصة أو في حالات أخرى بغير الضرورية على أرض الواقع، لكنها تعد مهمة للغاية على الورق وبالنسبة للشركة وحملاتها التسويقية، فعلى سبيل المثال، توفير 6 و8 جيجابايت من الذاكرة العشوائية قد لا يكون ضروريًّا مع استمرار هواتف ذكية رائدة في تقديم ذاكرة عشوائية بسعة 4 جيجابايت ضمن هواتفها، وهو ما يمكن قوله حول ميزات أخرى، لكن الأهم بالنسبة لشركة OnePlus هنا هو أن تركز على إبراز هذه الميزات كنقاط قوة لهاتفها الجديد، كما أن حرصها على توفير ميزات مثل التصميم الجديد بشاشة ذات حواف أقل، يعد استثمارًا مميزًا تستطيع الشركة من خلاله التشبث بسمعتها كشركة تقدم مواصفات وميزات هواتف رائدة بأسعار اقتصادية، وهو ما يمكن أن ينطبق بشكل كبير عند مقارنة OnePlus 5T وiPhone X الذي يتوفر بضعف سعر الهاتف الصيني، في هذه الحالة يمكن لشركة OnePlus إطلاق فيديو ترويجي بسيط تستعرض فيه فارق السعر الكبير مع إبراز ميزات مثل التصميم “المتشابه” وميزات مشابهة مثل ميزة التعرف على الوجه على سبيل المثال.
ويبدو جليًّا أن OnePlus لم تعد ترى نفسها كشركة بديلة تقدم خيارات اقتصادية مع استمرار ارتفاع قيمتها كشركة تقدم منتجات مميزة، وهو شيء طبيعي، فإذا كان حلم OnePlus في البداية هو البروز كشركة منافسة في سوق الهواتف الذكية على سبيل المثال، فإن حلمها اليوم وبعد أن أصبحت معروفة في السوق، هو أن تصبح شركة أكبر فأكبر…لأن هذا هو الأمر الطبيعي بالنسبة لكل رائد أعمال يسعى للعمل على مشروعه والاستمرار في تحسينه وتطويره. وعليه، فإن OnePlus 5T ليست بالشركة التي تحاول تقديم أفضل توليفة ممكنة من المواصفات والميزات ضمن هاتف اقتصادي فعلًا، لذا يجب اعتبارها كشركة تجارية تحاول تقديم منتجات في المستوى مقابل أسعار منافسة، مع ضرورة الاعتراف ببذلها لجهد مهم في تقديم بعض الميزات بشكل مميز مثل النظام الذي يعد أحد أفضل نسخ أندرويد المتوفرة في السوق.
