نُشر هذا الموضوع أساساً على منصة “ومضة“؛ وهذه نسخة محرّرة عنه.
حصد طارق مختار شهرةً واسعة كمطوّر سعوديّ مستقلّ للألعاب والتطبيقات، وذلك بعدما دفعه شغفه إلى تصميم عددٍ من التطبيقات في مجال الخدمات التعليمية والواقع الافتراضي، يوازيه شغفٌ بالرسم والموسيقى.
بدأ مختار التعلّم على منصّة تصميم الألعاب “يونيتي” Unity من أجل مشروع خاصّ به، فأنشأ في العام 2014 لعبةً أسماها “إيه كاتس مانور” A Cat’s Manor على منصّة “ستيم” Steam، حيث شكّل قبولها على المنصّة نقطة تحوّل في حياته المهنية.
أصبح مختار من بين أشهر مطوّري الألعاب المستقلّين في السعودية، وفي شهر آذار/مارس الماضي، دُعي لعرض لعبته في جناح الألعاب المستقلّة البارزة في معرض “باكس إيست” PAX East للألعاب، في مدينة بوسطن الأميركية.
يرى مختار أنّ قطاع التطبيقات حديث نسبياً في السعودية، والاستثمار فيه لا يزال خجولاً، غير أنّه يشير إلى وجود دعم رسمي يساهم في تطوير القطاع، مثل الفعاليات التي تفتح الأبواب للمهتمين في تطوير وبرمجة التطبيقات للالتقاء بالمستثمرين، وتجمع المصمّمين والمهتمّين بالمجال نفسه.
ينشط مختار في مساعدة أقرانه من المطوّرين المستقلّين في السعودية، وفي حديثه إلى “ومضة” يوجّه بعض النصائح للشباب والشابات الذين يمتلكون الموهبة ويرغبون في دخول مجال تطوير التطبيقات بشكل مستقلّ.
الإستقلالية دافع للتعلم الذاتي. مفهوم المطوّر المستقلّ حديثٌ نسبياً في المنطقة العربية. صحيحٌ أنّ العمل المستقلّ يخلو من القيود التي يواجهها العاملون في المنظّمات والشركات، إلا أنّه سلاحٌ ذو حدين: فهو يتطلب وجود الدافع للتطوير والعمل الدؤوب والمستمرّ، لذلك يجب على المطور أن يهتم بجدولة أعماله وتنظيمها.
اعمل ضمن فريق. قد تظنّ أنّك تمتلك جميع المهارات المطلوبة لإنجاز المهمة، ولكن لا يمكنك التغافل عن الاستعانة بمختصّين وأصحاب مهارات آخرين لإتمام العمل. يشكّل التعاون مع الآخرين أيضاً فرصة للحصول على دعم مالي، إذ أنّ أصحاب الأموال والمستثمرين يفضّلون دعم المجموعة أكثر، كونهم يرون أنّ فريق العمل عادة ما يكون أفضل وأقوى من الأفراد خصوصاً في بداياتهم.
شارك في المجتمع المحلي والفعاليات. أن تكون مطوّراً مستقلّاً لا يعني أنّ عليك أن تبقى لوحدك، بل عليك أن تندمج وتتفاعل مع أوساطك المهنية إذا أردت التعلّم والتسويق لمنتجك. الأشخاص القادرون على تقديم إضافة إلى المنتج سوف يساعدونك من خلال إبداعاتهم في مجالاتهم أو علاقاتهم. شارك في الفعاليات لأنّها ستتيح لك تعلّم مهارات جديدة، والحصول على ملاحظات وتعليقات وتقييمات لمنتجك بما يساعدك على تحسينه، خصوصاً في قطاع ناشئ مثل قطاع تطوير الألعاب المستقلة في العالم العربي.
الاستنساخ ليس سيئاً دائماً. في سوق ناشئة للألعاب، يؤمل أن يحقق مشروع ما نجاحاً فريداً بما يساهم في نقل القطاع إلى مرحلةٍ أكثر نضجاً. في هذا الإطار، يمكن أن يشكّل استنساخ الألعاب وإضفاء طابع محلّي عليها ومن ثمّ نجاحها، نقلة في قطاع يواجه فيه العديد من مطوري الألعاب عقبات مثل التكلفة العالية والوقت الطويل في التطوير، والاعتماد على التدريب الذاتي؛ ولنا في لعبة “فزعة” مثال على نجاح الألعاب المستنسخة.
ابدأ التسويق قبل إطلاق المنتج. كمطوّر مستقل، يجب أن تفكّر بمستقبل اللعبة في مرحلةٍ مبكرة، مثل اختيار المنصة المناسبة أو اختيار الاسم المناسب. وبما أنّك قد لا تمتلك المال والوقت الكافيين، فإنّ حضورك على محرّكات البحث ومنصّات الإعلام الإجتماعي وبناء منصة جماهيرية، هي أمور ضرورية لتسويق المنتج. على سبيل المثال، اختيار اسم A Cat’s Manor يأتي من أنّ كلمة “Cat” هي أحد أكثر الكلمات بحثاً على محرّكات البحث، وهو ما يرفع من احتمال نجاح اللعبة.
اعرف الوقت المناسب لإطلاق اللعبة. سوق الألعاب العالمية هي سوق ضخمة وتضمّ الكثير من الشركات الكبرى وعدداً غير محدود من مطوري الألعاب المستقلين. لذلك يلعب توقيت الإعلان عن اللعبة دوراً رئيسياً في إنجاحها: فالفصلان الأول والرابع، هما موسمان للإجازات تتسابق فيهما الشركات الكبرى على إطلاق جديدها، وبالتالي فهما يشكّلان توقيتاً سيئاً لمطوّري الألعاب المستقلين.
لا تستعجل الحصول على تمويل. الدعم المالي هو الخطوة الأهم التي يسعى إليها المطوّرون المستقلّون، ولكن يجب التمهّل إلى حين تحقيق شيء ما ومن ثمّ يمكن اختيار مستثمر يشكّل إضافة لك كمطوّر وليس مورداً مالياً وحسب.
الفشل أولى خطوات النجاح. عالم تطوير الألعاب سوق ناشئة وأغلب من فيها هم من الهواة، لذلك على المطور المستقلّ أن يكون شجاعاً ولا يخشى الفشل، وعليه أن يتعامل مع أيّ عثرة تواجهه على أنّها درس للمستقبل. وبما أنّ البيئة الحاضنة لتطوير الألعاب في السعودية ما زالت في بداياتها، ستكون هذه العثرات والأخطاء أولى خطوات النجاح مستقبلاً.