لطالما اشتهرت شركة نوكيا الفنلندية بكونها أفضل شركة هواتف قبل عدة سنوات، لكن بعض القرارات الخاطئة أدت بالشركة إلى الخروج مبكرًا من المنافسة في سوق الهواتف الذكية بعد دخولها في شراكة مع مايكروسوفت واستثمارها في نظام الويندوز الذي لم يستطع مجاراة أنظمة مثل أندرويد وiOS، في حين نجحت شركات أخرى مثل سامسونج وLG بالبروز في مجال الهواتف الذكية من خلال تبنيها لنظام أندرويد، وهو ما ستفعله نوكيا أخيرًا مطلع العام المقبل حيث ستدخل مجال الهواتف الذكية بنظام أندرويد، مع أنها لن تكون لوحدها، حيث دخلت في شراكة مع شركة HMD Global التي تم إنشاؤها من طرف أحد موظفي نوكيا البارزين والتي ستكون مسؤولة عن التطوير والتسويق والبيع، وحتى تستعيد الشركة سمعتها، سيكون عليها العمل بجد من أجل ذلك، هذه 4 عوامل ستساهم في نجاح نوكيا عند عودتها المرتقبة.
عدم الخوف من الابتكار
صحيح أن نوكيا قد عانت من قرار شراكتها مع مايكروسوفت وتبني نظام الويندوز فون، لكنها حافظت على سمعتها من حيث تقديمها لعتاد في المستوى، إذ استطاعت تقديم منتجات مميزة مثل هاتف Lumia 1020 الذي جاء بكاميرا بدقة 41 ميغابكسل، إلى جانب تقديمها لعدة تطبيقات مميزة كانت متفوقة وسابقة لأوانها، مثل تطبيقات الواقع المعزز التي لم تكن قد أصبحت منتشرة بشكل كبير بعد، لذا ستحتاج الشركة لعدم الخوف من تقديم ابتكارات جديدة لتمييز نفسها عن غيرها، مع جعل هذه الميّزات جذابة بالنسبة للمستخدمين مثل ما تفعل سامسونج من خلال تسويق ميّزات النظام.
استهداف مختلف الشرائح
عملت نوكيا على تقديم هواتف ذكية مناسبة لشرائح متعددة إبان شراكتها مع مايكروسوفت، حيث قدمت هواتف ذات مواصفات عالية وحجم كبير مثل هاتف Lumia 1520، وهواتف اقتصادية ذات حجم متوسط مثل Lumia 520. وسيكون على نوكيا استهداف مختلف الشرائح من خلال تقديم هواتف متوسطة وأخرى رائدة، ولم لا تنتهج نفس استراتيجية الهواتف الصينية التي تبدأ بهواتف ذات سعر متوسط بمواصفات عالية، ثم تبدأ برفع سقف السعر كل سنة حسب ما تقدمه، لحين تثبيت أقدامها في السوق.
تجاهل سوق اللوحيات
قد تحتاج نوكيا لتسخير كافة مواردها للتركيز على الهواتف الذكية، حيث أن سوق اللوحيات يواجه بالفعل انخفاضًا كبيرًا من حيث الطلب، وقد تفطنت عدة شركات لهذا الأمر وأصبحت تركز بشكل أقل على هذا السوق، خصوصًا مع إقبال المستخدمين على الأجهزة الهجينة التي تعدّ حاسبًا لوحيًّا وحاسبًا محمولًا في نفس الوقت مثل سلسلة Surface الخاصة بمايكروسوفت، وهو ما يمكن لنوكيا فعله مستقبلًا، لكن الآن، عليها التركيز بشكل أكبر على سوق الهواتف الذكية في حال أرادت العودة إلى مكانتها بسرعة ومنافسة شركات الطليعة.
الحفاظ على التراث
قد يلعب الحنين إلى الماضي دورًا في انتشار نوكيا، حيث مازال العديد من مستخدمي هواتفها القديمة يمتلكون ذكريات مع أجهزتها، مثل نغمتها المعروفة، وهو ما يجب أن توفره في أجهزتها كنوع من الحفاظ على الهوية بطرق جديدة وذكية من أجل المساعدة في التسويق لأجهزتها الجديدة، حيث قد يساعد ذلك في المقام الأول على إزالة صورة ارتباط نوكيا بنظام الويندوز فون على الأقل.