شهدت سنة 2016 بداية تسويق فكرة الهواتف الذكية التي تدعم تركيب ملحقات إضافية تعزز من إمكانياتها، هذه الإمكانيات تشمل عمر بطارية أطول، تجربة صوت أفضل، وكاميرا أفضل، أي أن الهدف من هذه الملحقات هو جعل الهواتف فريدة وقابلة للتخصيص حسب احتياجات المستخدمين. مع ذلك، فإن أي فكرة جديدة في هذا المجال تحتاج وقتًا من أجل البروز كفكرة مقنعة يمكن أن تساهم في إقناع المستخدمين باقتناء هذه الهواتف، ما يجعل فكرة اقتناء مثل هذه الهواتف حاليًَا غير مثالية مع وجود الهواتف الأخرى المنتشرة بكثرة والتي مازالت تعتبر الوجهة المفضلة للمستخدمين في الوقت الحالي على الأقل، حيث مازالت الهواتف المركبة في حاجة لإثبات ذاتها في السوق.
المواصفات والسعر
يعتبر السعر الذي تقترحه الشركات مقابل هواتفها الجديدة القابلة للتخصيص عبر ملحقات مميزة، مرتفعًا نوعًا ما بالمقارنة مع ما هو متوفر في السوق، فمع كون الملحقات متوفرة حاليًَا ضمن بعض الهواتف الذكية الرائدة، فإن سعرها الحالي مرتفع. هاتف LG G5 الجديد، تم إصداره بسعر 700 دولار تقريبًا، وهو سعر مشابه وقريب من معظم أسعار الهواتف الرائدة الأخرى، لكن في حال أراد المستخدم الاستفادة من ميزة تركيب الملحقات الإضافية، سيكون عليه دفع مبالغ إضافية للاستفادة من هذه الميزة التي من المفترض أن تكون نقطة قوة لبيع الهاتف، إذ يمكن الحصول على كاميرا 360 بسعر 279 دولار وكاميرا CAM Plus بسعر 70 دولار، وبالتالي فإن الاستفادة من أي ملحق آخر سيتسبب في زيادة سعر الهاتف أكثر فأكثر.
نفس الأمر ينطبق على هاتف Moto Z الجديد، والذي تم الإعلان عنه في البرازيل الأسبوع الماضي، وهو هاتف يدعم تركيب ملحقات إضافية تحمل اسم Moto Snaps، وسيتوفر الهاتف بدءًا من 624 دولار، على أن تتوفر ملحقات الهاتف بأسعار تتراوح بين 60 و90 دولارًا بالنسبة لبنك الطاقة ومكبر الصوت من JBL، في حين يتوفر ملحق عارض ضوئي بسعر 300 دولار، لذا سيكون على المستخدم دفع مبالغ إضافية من أجل الاستفادة من ميزة الملحقات.
الخيار الأفضل حاليًَا
هنالك عدد من الأجهزة “غير المركبة” التي تعتبر الأفضل حاليًَا في السوق، حيث تقدم أداء مماثلًا مقارنة بالهواتف المركبة، وتتفوق بعضها في حالات معينة بسعر أقل من سعر الهواتف المركبة مع ملحقاتها، فهاتف جالكسي إس 7 إدج على سبيل المثال، يأتي بمواصفات عالية، كاميرا تعتبر الأفضل حاليًَا في السوق، عمر بطارية طويل وأداء مميز يتيح له التعامل مع أكثر الألعاب تطلبًا بسهولة. هاتف جالكسي إس 7، يتميز هو الآخر بأداء مماثل لهاتف جالكسي إس 7 إدج، مع توفره بسعر أرخص، في حين تتوفر هواتف أخرى بأسعار أرخص وأداء في المستوى مثل هواتف الشركات الصينية OnePlus 3 وXiaomi Mi5 بالإضافة إلى هاتف Huawei P9.
ملحقات بأسعار معقولة
عند الحديث عن فكرة إضافة ملحقات للهواتف الذكية فلا يختلف اثنان أنها فكرة ممتازة، لكن ما تحتاجه هذه الملحقات هو توفير تجربة استخدام أفضل بكثير مما هو متوفر حاليًَا بالإضافة إلى توفير تكلفة كلية في المتناول، أي أن سعرها وسعر الهاتف يجب أن لا يكون مرتفعًا كثيرًا خصوصًا مع توفر الخيارات الأخرى التي تحدثنا عنها قبل قليل. لذا فالحديث عن هواتف رائدة بملحقات إضافية سيُفضي إلى تكلفة مرتفعة ستدفع المستخدم للتساؤل عما إذا كان فعلًا يحتاج لاقتناء هاتف وملحقات بسعر مرتفع مع توفر خيارات تقدم أداءً مماثلًا بسعر أرخص، خصوصًا وأن معظم هذه الملحقات تعتبر أدوات تكميلية لا ضرورية.
لذا فإن أفضل ما يمكن لمحبي فكرة الهواتف القابلة للتركيب فعله هو الانتظار لفترة أطول لحين نضوج هذه الفكرة بشكل كامل، وتوفرها بأسعار في المتناول مع تقديمها لوظائف مميزة تستحق الاقتناء، خصوصًا إن توفرت هذه الملحقات ضمن هواتف متوسطة ذات أسعار متوسطة، إذ سيكون بإمكان المستخدم حينها اختيار الملحقات التي يمكن أن تجعل هاتفه أقوى، ولعل إعلان شركة لينوفو عن كون ملحقات Moto Snaps ستكون متوافقة مع هواتف مستقبلية يبشر بإمكانية طرح الشركة لهواتف مركبة بأسعار متوسطة.
خلاصة
قد يكون لفكرة ملحقات الهواتف الذكية تأثير كبير على استخدامنا للهواتف الذكية مستقبلًا، لكنها حاليًَا مازالت فكرة غير ناضجة وذات تكلفة مرتفع.
