ما مدى تأثير ألعاب الفيديو على نفسيتك؟

ألعاب الفيديو تُقدم عوالم خيالية من ناتج واقعنا، أحياناً تكون رائعة ومليئة بالطاقة الإيجابية.. وأحيانا أخرى تعمل سلباً لتؤثر على نفسيتنا وطبيعتنا. لايزال موضوع العنف في ألعاب الفيديو محط نقاش الكثيرين، فالبعض يعتقد أن هذا العنف يسبب الكثير من المشاكل لدى الأطفال وحتى الشباب البالغين.

ألعاب التصويب والتسديد، القتال وسرقة السيارات (نعم، أتحدث عنكِ يا GTA)، أصبحت تؤثر أكثر من أي شيء آخر على الشخص، حيث أنها تقدم له فرصة كبيرة وحرية مُطلقة للقيام بأي شيء ترغب نفسه فيه.. ماينعكس على عقولنا بكونه ممكنا ومقبولاً أيضا في مجتماعتنا، الأمر الذي ينتج عنه مشاكل كثيرة لاحقاً. لكن مهلا لحظة.. هذه الألعاب أصلاً ليست للأطفال ما دون سن الرشد، أليس كذلك؟

https://youtu.be/nSrUpJJXNuE

للأسف.. فلايزال الكثير من الأطفال يستهلكون هذا النوع من الألعاب أكثر من غيره، عناوين كثيرة تشترك في موضوع واحد ألا وهو القتال والتفجيرات والقضاء على أعدائك بأساليب وحشية.. عناوين مثل DOOM، Wolfenstein، Counter Strike و Gears of War.. كلها محبوبة لدى الملايين من اللاعبين، وهي عينة بسيطة جداً من مجموعة طويلة من الألعاب المُؤثرة على نفستنا سواء أكنا شباباً أو أطفالاً.. لكن التجاوب معها يختلف من شخص لآخر، فالبعض يدرك أنها مُجرد ألعاب في النهاية ولايجب الإنغماس فيها أكثر من اللازم، في حين أن مجموعة أخرى من اللاعبين يعيشون ويتنفسون هذه الألعاب بل وتتغير تصرفاتهم وأسلوبهم بعد كل مرة يقضون فيها ساعات من اللعب.

سمعنا الكثير من الأخبار والحوادث التي يكون سببها أحد ألعاب الفيديو، لكن لم نسمع عن أمور إيجابية خلقتها ألعاب الفيديو.. فهذا العالم شاسع والإبداع لاحدود له فيه.. توجد الكثير من الألعاب التي تبعث على الراحة النفسية من خلال صوتيات وموسيقى هادئة، فكرة خالصة تتمثل في القيام بمُهمات بسيطة لكن تتطلب ذكاءً وبديهة، ناهيك طبعاً عن مستوى ونمط الجرافيك الذي يكون رائعاً.. لكن للأسف فهي لاتحظى بنفس شعبية العناوين الضخمة الأخرى التي يغلب عليها طابع العنف كما أشرنا، بل أحيانا يتعداها ليصل إلى رموز جنسية وكلام بذيء كثير.

حاولت الكثير من المُجتمعات تقييد العنف في هذه الألعاب، لكن الأمر لم يتغير كثيراً منذ 10 سنوات، فالألعاب لاتزال تقدم نسبة كبيرة من العنف خصوصاً التي تعتمد عليها كفكرة أساسية، لكن ولحسن الحظ فبعض هذه الألعاب أيضاً تعالج قصصاً مهمة وقد تُضيف إلى رصيدك الثقافي معلومات جديدة أو حتى أفكاراً جديدة (نأمل أن تكون جيدة) خير مثال على ذلك هو Battlefield 1 القادمة في شهر أكتوبر، الحرب العالمية الأولى مع أحداث حقيقية وتواريخ مظبوطة، هذا حتما سيضفي قيمة للعبة عوضاً عن استنزاف وقتك في ألعاب الحروب المُستقبلية المليئة بمعلومات خيالية غير منطقية في مُعظمها. توجد أيضاً ألعاب مثل Mafia 3 والتي ستقدم لنا نظرة حول سنوات العنصرية والصراعات العرقية في الولايات المتحدة بشكل جانبي مع التركيز على بعض الجوانب التي تعيش بها عصابات المافيا السابقة، وعناوين أخرى كثيرة قد تضيف شيئاً قيماً لكل لاعب، بحسب ثقافته ومفاهيمه.

خلاصة القول أن هذه الألعاب بالفعل تخلق تأثيراً علينا، سواء أكان إيجابياً أو سلبياً، كلما أسرعنا في تقبله، كلما استطعنا الإستفادة منه والتحكم فيه، فعوض التعامل مع ألعاب الفيديو كمُجرد وسيلة للقضاء على الأعداء والتفنن في أساليب القتل، يجب تسخيرها لتكون مُتنفساً لك وطريقة جديدة للتعلم، فهذا العالم الفني رائع، ومن يدري كيف سيكون بعد 10 سنوات من الآن!

معاذ محسين
ألعاب الفيديو، وقهوة ساخنة.

اترك تعليقاً