لازلت حيًّا !! | Deponia Doomsday | مُراجعة شاملة

منذ الأزل وحتى اليوم.. نعمل جميعنا من أجل البقاء.. من أجل الصمود والاستمرار.. نحلم بمُستقبل أفضل.. بأن تتحول أمنياتنا إلى أشياء واقعية، ملموسة، خارج نطاق عالم الأحلام والخيال.. فهل يمكن للحلم أن يتحقق مهما كان صعبًا؟ وهل يُمكن أن نحصل على خاتمة جميلة لأهم أحداث حياتنا؟!


عن اللعبة

Deponia Doomsday

– اسم اللعبة ورابطها على متجر ستيم: Deponia Doomsday – صفحة اللعبة
– النوع: Point-and-click adventure, Indie
– المطور: Daedalic Entertainment
– الناشر: Daedalic Entertainment
– تاريخ الإصدار: 01/03/2016
– إمكانية اللعب بشكل فردي.
– الأجهزة: PC, Mac, Linux, PS4, Xbox One


قصّة اللعبة

Deponia Doomsday

بعد هذا العناء الطويل.. الحياة المليئة بالمُغامرات والبطولات.. أعتقد أنّه قد آن الأوان لأن أضحي بنفسي في سبيل وطني ومسكني.. في سبيل ديبونيا (Deponia).. إنها الكلمات التي قرر البطل روفوس (Rufus) تحويلها إلى حقيقة.. بعد أن تقدم به العمر وأصبح له شارب! فهل هذا معقول! ولماذا يا ترى!

ولن أتحدث أكثر عن قصة اللعبة وحتى عن الدقائق الأولى فيها من أجل ترك متعة اكتشاف سر الشاربين في هذا الجزء من ديبونيا! ديبونيا دومزدي (Deponia Doomsday)..


أسلوب اللعب

Deponia Doomsday

بطل السلسلة الرائعة ديبونيا (Deponia) يعود من جديد.. نعم روفوس (Rufus) يعود إلينا بمُغامرة جديدة بعد أن اعتقد الجميع أن نهاية السلسلة والجزء الأخير منها قد تم سابقًا في (Goodbye Deponia).. ولكن المطورين قرروا المُضي وإنتاج جزء جديد ونهاية جديدة.. فهل سيُلبي هذا الجزء بالفعل ما يطمح إليه مُحبي ومُعجبي هذه السلسلة المُميزة؟! لنُتابع ونكتشف أهم التفاصيل.. وكالعادة دون أي إفساد لقصة اللعبة أو كشف لأحداثها..

تبدأ لعبة ديبونيا دومزدي (Deponia Doomsday) عندما يجد روفوس نفسه (Rufus) في مكان ما مليء بالثلوج والرياح العاصفة.. حيث يسمع أصوات الوحوش وهي تقترب منه.. ولكنه سيقوم بالمهمة.. المهمة الأخيرة لإنقاذ ديبونيا (Deponia).. سيُضحي بنفسه دون أي تردد.. ولكن هذا الأمر غريب بعض الشيء على روفوس (Rufus).. في الحقيقة كل شيء غريب تمامًا ولا يمت للواقع بصلة.. إذ أنّ روفوس قد أصبح الشخص الأخير من شعب ديبونيا (Deponia).. الناجي الأخير.. وقد قرر أن يُنقذ ديبونيا من خلال تفجيرها! يا لها من خطة عبقرية!

ومع تعرفك على المزيد من الأحداث الشيقة التي ستتم جميعها خلال الدقائق الأولى من عمر اللعبة ستبدأ رحلتك الحقيقية.. رحلة البطل روفوس (Rufus) إلى المدينة المُعلقة (Elysium).. حيث سيتعرف في البداية إلى عالم أفضل كلمة يُمكن وصفه بها هي أنّه مخبول.. حسنًا.. ليس كليًا.. إلى حدّ ما.. وقد وصفته بالمخبول لأنه ببساطة جعل نفسه ضحية مثالية لطموحات البطل روفوس الكارثية!

Deponia Doomsday

هذا العالم الفيزيائي الذي يُدعى (McChronicle) من جامعة بورتا روستيكا (Porta Rustica) والمُتخصص – كما يزعم – بعلم الفيزياء الزمني قام بتطوير آلة زمن حقيقية يُمكنها الرجوع بالزمن إلى الماضي القريب.. ومع هذا فهو قلق جدًا من التأثير على الزمن الحقيقي بآلته تلك التي لا يستخدمها إلا من أجل ركن سيارته! إذ أنه يخشى من تحطيم شيء ما في كل مرة يقوم بركن سيارته فيها! لذا قرر صنع آلة الزمن هذه من أجل إعادة الزمن إلى الوراء والمُحاولة مُجددًا دون التسبب بأية خسائر!

ديبونيا دومزدي (Deponia Doomsday) قائمة على مبدأ وأسلوب الـ (Point-and-click).. أي أنك ستقوم بالضغط على الأشياء أو الاتجاهات التي ترغب بالتوجه نحوها.. حال هذا الجزء كحال جميع الأجزاء السابقة من سلسلة ديبونيا بالطبع.. ولكنّ تم تقديم ميزات جديدة كليًا في هذا الجزء، بالإضافة إلى أكثر من 70 شخصية مجنونة طريفة تزيد متعة اللعبة وتضيف جوًا مُضحكًا على الأحداث والحوارات.

Deponia Doomsday

كما تم إضافة ميزة العودة بالزمن التي تحدثنا عنها في البداية والتي ستجعل عودتك إلى الماضي والبدء من جديد تجربة فريدة ودورة جديدة في أحياء الخردة من حولك.

جاءت لعبة ديبونيا دومزدي (Deponia Doomsday) في هذا الجزء بشكل غني جدًا بالحوارات الشيقة والتعليقات الطريفة المُضحكة.. ولكنها بحاجة ماسّة إلى إتقان اللغة الإنجليزية حتى تتمكن بالفعل من الاستمتاع بكل حوار فيها. كما أنّ البطل روفوس سيكون قادرًا خلال مهماته على جمع الأشياء التي قد تكون ذات فائدة من أجل حل الألغاز التي ستُصادفه في مراحل اللعبة. وقد وجدت أنّ جميع الألغاز ممتعة جدًا في الحقيقة وبحاجة إلى الاستكشاف والتفكير في بعض الأحيان.. وربط الأحداث مع بعضها والاستفادة وتذكر وتجربة ما قد يكون بحوزتك من أدوات.

Deponia Doomsday

أيضًا تخلل اللعبة بعض المراحل أو الألعاب الصغيرة (minigames) التي سيكون لك الحرية سواء قررت لعبها أم تجاوزها. أيضًا وفي كل مشهد سيكون بإمكانك التفاعل مع الأشخاص وبدء الأحاديث معهم وتبادل التعليقات الساخرة أو حتى توجيه الأسئلة أو الإجابة على بعض التساؤلات الخاصة بهم. وبالحديث عن هذه الحوارات فقد كانت ممتعة جدًا وفيها الكثير من المعلومات الضرورية والهامة التي من شأنها توضيح الكثير من الأشياء لك. أيضًا وفيما يخص الأشياء التي يُمكنك التقاطها وجمعها فيُمكنك في بعض الأحيان دمج شيئين معًا وتشكيل أداة جديدة يُمكنها إتمام مهمة عالقة أمامك.


جرافيك وأصوات اللعبة

Deponia Doomsday

ديبونيا دومزدي (Deponia Doomsday) أشبه ما يكون بفيلم أنيميشن كرتوني رائع بجرافيك ثنائي الأبعاد مرسوم بشكل يدوي احترافي شديد الدقة وبألوان غاية في الروعة. لن تشعر خلال لعبك ديبونيا دومزدي (Deponia Doomsday) إلا وكأنك تشاهد أحد أفلام أو مسلسلات الكرتون.. ولكنك في هذا المسلسل تتحكم ببطل القصة.. توجهه حيث تشاء وكيفما ترغب.

جميع المشاهد في اللعبة مميزة وفريدة ومُختلفة ومتنوعة. الكثير من الاهتمام الواضح جدًا على أدق التفاصيل من أجل تقديم مشاهد متكاملة جدًا.. وقد نجح المطورون بالفعل في تقديم أفضل نسخة وجزء من سلسلة ديبونيا على هذا الصعيد دون شك.

أيضًا الشخصيات وأسلوب حركتها ومُختلف تفاصيل وجوهها وأجسادها جميعها كانت فريدة جدًا وفيها الكثير من الطرافة والخصوصية.

Deponia Doomsday

أما فيما يخص أصوات ديبونيا دومزدي (Deponia Doomsday) فهي دون شك رائعة جدًا ومميزة كما اعتدنا في هذه السلسلة. ومن أشد نقاط قوة اللعبة هو أصوات الحوارات الرهيبة والمُتقنة جدًا. كما أنّ أصوات المقطوعات الموسيقية في الخلفية والمؤثرات المُرافقة للأحداث والعبارات جميعها متناسبة جدًا مع طبيعة الشخصيات وأسلوبها في الحديث والتفاعل.


مدة اللعبة وقيمة الإعادة

Deponia Doomsday

ديبونيا دومزدي (Deponia Doomsday) تعتبر أطول الأجزاء وأكثرها تنوعًا. إذ يتخللها الكثير من الأحداث الغريبة والمُضحكة. بالإضافة إلى أنّ هذا الجزء جاء بأفكار جميلة وأعاد لمُتابعي ومُحبي السلسلة المزيد من المغامرات بأسلوب الـ (Point-and-click) مع البطل روفوس وأفكاره المجنونة. وبشكل عام فاللعبة تحتاج إلى وقت طويل حتى تتمكن من حل جميع ألغازها ومراحلها الأساسية والجانبية. وفيما يخص جزئية الإعادة فإنني أعتقد أنها ستكون ضرورية وممتعة في آن واحد وذلك من أجل فهم الأحداث بشكل أكبر والتعمق أكثر في جميع الشخصيات وحواراتها.


وختامًا أقول..

لكل محبي سلسلة ديبونيا يمُكن القول أنّ هذا الجزء ديبونيا دومزدي (Deponia Doomsday) بالتأكيد ودون أدنى شك من أكثر الأجزاء متعة برأيي الشخصي وأقواها. أسلوب اللعب كما اعتدنا عليه ولكنه يحمل المزيد من التطويرات. الأحداث والشخصيات مميزة جدًا.. وفيما يخص الخاتمة فسأترك لكم حرية الحكم عليها بالمُقارنة مع الجزء السابق. جرافيك اللعبة الكرتوني اليدوي جذّاب جدًا وبألوان وتفاصيل مُدهشة. أيضًا الأصوات والحوارات لا تقل أهمية وتميزًا عن الجرافيك. وفيما يخص الشخصيات وتعليقاتها فهي مليئة بالتعابير المُسلية وخصوصًا في المواقف الحرجة. وأخيرًا البطل روفوس (Rufus)، الذي سيعلم الجميع يقينًا أنّه وبالرغم من كل شيء ما هو إلا مشروع بطل لم يُحالفه الحظ.. بل أعتقد أنّ الحظ لم ولن يُحالفه.. لأنه في النهاية روفوس (Rufus) الذي لا يستطيع إتمام أي شيء دون القضاء على شيء في المُقابل! بل تحطيمه وتدميره بالكامل!

Mahmoud Abdullatif
الكاتبMahmoud Abdullatif
أعشق الجرافيك والأنيميشن، والاستمتاع بهما، وبالتأكيد في الدرجة الأولى في ألعاب الفيديو، ولا أجد سعادتي الحقيقية إلا عند السعي وراء اكتشاف خفايا هذه اللعبة أو تلك؛ والغوص والكتابة عن ذلك بكل دقة واحترافية!

اترك تعليقاً