في أقاسي الجبال.. بين البحيرات والأنهار.. والسهول والهضاب.. يقبع مجموعة من الـ (gnomes) الأقزام الذين ينتظرون مُساعدة أحد مهما كان من أجل الاستمرار والبقاء على قيد الحياة.. فهل أنت مُستعد لهذه المهمة الصعبة! نعم إنها صعبة.. وبحاجة إلى الكثير من التمعن والتركيز..
عن اللعبة
– اسم اللعبة ورابطها على متجر ستيم: Gnomoria – صفحة اللعبة
– النوع: Indie, Simulation, Strategy
– المطور: Robotronic Games
– الناشر: Robotronic Games
– تاريخ الإصدار: 23/02/2016
– إمكانية اللعب بشكل فردي.
– الأجهزة: PC, Mac, Linux
قصّة اللعبة
إنهم مجموعة من الأقزام (gnomes) الذين وجدوا أنفسهم وحيدين في أرض شاسعة.. لا يعلمون كيف يبدؤون ولا ماذا يفعلون.. كل ما هو حولهم قابل للتحطيم وإعادة الإنتاج بشكل من الأشكال.. ولكن الأمر بالنسبة لهم صعب.. وهم بحاجة إلى مُساعدة من أجل النهوض بقريتهم وتحويلها إلى مملكة ضخمة! إنها الإدارة الحقيقية لكل شيء!
أسلوب اللعب
اللعبة فردية من منظور علوي تعتمد جرافيك بيكسل جميل.. تقوم على مبدأ البناء من الصفر.. الانطلاق نحو الازدهار والتطور والمزيد من الثروات والإمكانيات.. إنها إدارة لقرية متكاملة ليست موجودة في الأصل.. فأنت في البداية لا تملك سوى بضع أفراد من الـ (gnomes) مع بعض الأدوات والطعام والشراب.. هذا كل شيء!
عندما تبدأ هذه المغامرة ستجد نفسك أمام نافذة فيها الكثير من الخيارات التي يُمكنك التحكم بها من أجل توليد الخريطة التي ستقوم عليها مملكتك المُستقبلية. وأول ما ستختاره سيكون اسمًا لهذه المملكة سواء من بين مجموعة موضوعة مُسبقًا أم أي اسم ترغب به مهما كان.
بعد ذلك سيترتب عليك اختيار الأساسيات في اللعبة والتي ستكون ذات تأثير مُباشر على كل شيء ستقوم به خلالها. ومن هذه الأساسيات مستوى الصعوبة الخاص بالأعداء بالإضافة إلى معدل الهجمات ونوع الأعداء وما إذا كنت ترغب في أن تزداد قوتهم وشراستهم مع الوقت. أيضًا كميات المعادن وعلى أي عمق يُمكن إيجادها وما ستتضمنه الخريطة من تضاريس. كما ستقوم بتحديد حجم الخريطة سواء أرغبت في أن تكون ضخمة للغاية أم عادية وما شابه.
بعد أن تقوم بتحديد كل شيء سنأتي إلى أولى ميزات اللعبة ألا وهي العالم الذي سيتولد عند ضغطك على زر توليد الخريطة بحسب خياراتك.. وهنا ستجد أن كل خريطة تتولد بشكل مختلف عما سبق توليده وحتى لو كانت الخيارات نفسها.. لذا لن تكون كل لعبة تبدأ بها نفس التي سبقتها أبدًا.
بعد أن تجد نفسك في عالم اللعبة ستجد أن كل شيء تراه أمامك ما هو في الحقيقة إلا موارد أساسية لك.. وكل شيء دون استثناء قابل للتدمير وإعادة التدوير والبناء من جديد بالشكل الذي تجده مُناسبًا لك. فالأرض يُمكن حفرها إلى أعماق هائلة من أجل استخراج كنوزها المدفونة من معادن ومواد ثمينة وأخرى نادرة.. والجبال يمكن اختراقها وبناء المقرات داخلها أو تحتها أو على قممها. الأشجار يمكن جني ثمارها وتقطيع أخشابها وإعادة زرعها أو تحويلها إلى معدات أخرى مفيدة وغيرها الكثير.
هذا الأمر سيمنحك في الحقيقة ساعات طويلة جدًا لا تعد ولا تحصى من اللعب من أجل جمع الموارد الهائلة ومن ثم تحويلها إلى المعدات عبر ورشات العمل المُختلفة والمتنوعة. يُمكنك إنتاج كل شيء أنت بحاجة إليه.. فقط خطط بشكل صحيح كيف ستجمع ومتى والكمية التي أنت بحاجة إليها.. واترك الأمر للحرفيين المهرة من الـ (gnomes) لإتمام الباقي من أجلك! فهم ينتمون إلى الكثير من المجالات التي يبرعون بها، كل منهم يمكن تخصيصه وإعادة تسميته كما تشاء وبحسب الحاجة.
وفي هذا المجال ستجد نفسك بحاجة إلى الكثير من المستودعات لتجميع الموارد فيها.. حيث يُمكنك تخصيص كل مستودع لصنف معين أو جعله لأصناف عديدة.. الأمر يعود لك بأكمله. ومن جهة أخرى وحتى يبقى شعبك من الـ (gnomes) على أهبة الاستعداد لك ما ترغب بتنفيذه فعليك أن تهتم أيضًا لتوفير كل ما يلزمهم من أسباب العيش والراحة وحتى الأمن والأمان. فالحاجة إلى الطعام والشراب لا يُمكن الاستغناء عنها بالتأكيد.. أيضًا أماكن التجمع وتناول الطعام والمطاعم. ولا ننسى الحاجة إلى النوم والاسترخاء وتوفير الأسرّة المُريحة من أجل النوم بشكل أفضل وبالتالي وقت أقصر من النوم الجيد وساعات أكبر من العمل الدؤوب المتواصل.
في البداية لا داعي للقلق إذا وجدت أن أفراد الـ (gnomes) ينامون وهم على أقدامهم أو في أماكن غير مُخصصة.. ولكن من الأفضل لك ولهم تأسيس عدد من الأسرّة المصنوعة من القش العادي في أول الأمر.. ومع الوقت تطويرها وهكذا.
ولكل شيء في المكان الذي سيعيش فيه هؤلاء الـ (gnomes) تأثير عليهم وعلى زوارهم. وكلما كان اهتمامك أكبر بنوعية الجدران على سبيل المثال والأرضيات والأبواب والأثاث كلما زاد رصيدك من الثروات وزادت أهمية مملكتك وسعادة شعبك.. إذ أنّ مُعدل الثراء يعتمد على ما تملكه وما قمت ببنائه.. وكلما زادت ثرواتك كلما زادت الإيجابيات التي ستعود بالنفع عليك، أو السلبيات وأولها تزايد أعداد الغزاة الطامعين في الاستيلاء على ما تملك.
الأمر الممتع في اللعبة أنها تمنحك حرية كبيرة جدًا لا حدود لها.. فلك الاختيار بين بناء مملكة هادئة ذات طابع مُسالم وشعب طيب يحب الآخرين ويستمتع بصداقتهم، أو بناء مملكة عسكرية بحتة بجيش عنيف لا يرحم.. وعلى استعداد دائم لصد الاعتداءات الغاشمة والغزوات المُفاجئة التي يتم شنها ضدهم. وفي هذا الصدد توفر اللعبة آليات رهيبة جدًا يُمكن الاستفادة منها. حيث يُمكنك تأسيس الفخاخ الآلية المتنوعة على سبيل المثال التي – بعضها – ليست بحاجة إلى أي موارد من أجل العمل إذ أنها تعتمد على مبدأ بسيط للغاية يقوم على ضبط هذه الفخاخ للانطلاق بمجرد ملامستها.. وبالتالي تحقيق ضربة مؤكدة ضد الأعداء.. ولكنها ضربة واحدة.. وأنت بحاجة إلى إعادة ضبطها عن طريق أحد أفراد الـ (gnomes) من أجل تفعيلها مرة أخرى لصد هجوم جديد.
وهناك تنوع جميل في الأعداء بأشكال وأصناف مُختلفة. فهناك الغزاة من العفاريت والغيلان.. بالإضافة إلى الوحوش والهياكل العظمية والخنافس والعناكب وغيرها. ولكل من هؤلاء الغزاة قدرات خاصة يجب عدم الاستهانة بها. كما أنّ لكل منهم ما يجذبه نحو مملكتك.. فمنهم من يسعى نحو الثروة والموارد، ومنهم من يسعى نحو الطعام فقط! كما أنّ كلًا منهم يظهر لك في ظروف معينة وأوقات خاصة به أو أسباب محددة.. فكن دائمًا على حذر وخصوصًا عند التنجيم والبحث في باطن الأرض عن الثروات والمعادن النفيسة!
وفي المُقابل هناك التجار الذين يُمكنك عقد الصفقات معهم عند زيارتك.. وحتى يتم هذا الأمر بشكل ناجح عليك تحقيق بضع نقاط أساسية حتى يتمكنوا من القدوم إليك والبقاء في ضيافتك. وعادة يبقى التجار مدة ثلاثة أيام. وخلال هذه الأيام الثلاثة سيكون استهلاكهم للطعام والشراب بالتأكيد مما تملك. أيضًا سينامون في أي سرير مُتاح عند شعورهم بالنعاس، ومن الأفضل تجهيز كل شيء قبل التواصل معهم ودعوتهم.
وفيما يخص الوقت في اللعبة فيجب أن تكون على حذر وخصوصًا في البداية.. إذ أنني أنصح بشدة أن تجعل اللعبة في وضع التوقف المؤقت في كل مرة تخطط فيها بناء معين أو مجموعة من المهام أو ما شابه لأنك لن ترغب في اختبار الشتاء القارص وأنت لازلت دون شيء! فاللعبة تحتوي الفصول الأربعة الطبيعية، الصيف والخريف والشتاء والربيع.. وكل من هذه الفصول يمتد على 12 يوم فقط في اللعبة. أيضًا لكل من هذه الفصول تأثيراته المُختلفة على كل شيء أيضًا. كما يُمكنك الاختيار خلال اللعب بين تسريع اللعبة بمعدل مرتين أو ترك الزمن يمر بالشكل الأساسي.
جرافيك وأصوات اللعبة
كما أسلفنا في البداية فاللعبة قائمة على جرافيك بأسلوب البيكسل النقطي. كل شيء من حولك نقطي بتفاصيل كثيرة تعطي مظهرًا جميلًا مميزًا لكل أداة أو عنصر أو مادة مهما كانت.
أيضًا أشكال الشخصيات من أفراد وغزاة ووحوش وزوار وتجار وغيرهم جميعها مميزة ومتنوعة وفيها الكثير من الملامح الخاصة بكل صنف من هؤلاء. وبالنسبة للأطعمة والأشجار ومُختلف الأدوات والمعدات فكل منها يعطي انطباعًا خاصًا به ويُمكن تمييزه بسهولة تامّة بحسب اللون أو الشكل أو التفاصيل الأخرى التي يتميز بها.
أمّا فيما يخص الأصوات، فاللعبة تعتمد على أصوات أساسية ومؤثرات جميلة خاصة بمثل هذا النوع من الألعاب ذي الجرافيك النقطي. ولكن هناك خيار يمنحك القدرة على استبدال الموسيقى الكلاسيكية الافتراضية بأخرى تحمل طابع الأوركسترا.. وقد وجدت أنّ كلاهما في الحقيقة مميز بشكل من الأشكال.
مدة اللعبة وقيمة الإعادة
لعبة (Gnomoria) لا حدود لها.. وفيها من الإبداع والعمل الشيء الكثير جدًا.. ولكنها في الوقت نفسه بحاجة إلى الكثير من القراءة في مراجعها الرسمية التي تم نشرها على الإنترنت، وذلك من أجل معرفة الأساسيات لكل شيء. إنها بحاجة إلى دراسة حقيقية حتى تتمكن من اللعب بصورة صحيحة وبشكل احترافي. هذه النقطة تجعل اللعبة قوية جدًا وعميقة بشكل كبير، ولكنني أؤكد لكل من يعتقد أنّه سيحصل على لعبة بسيطة يُمكنه إتقانها في يوم أو يومين بأنه مُخطئ كليًا.. إنها بحاجة إلى أكثر من ذلك بسبب الكميات الهائلة من الموارد والاستراتيجيات المُتاحة والتي يجب أخذها بعين الاعتبار حتى تحمي نفسك من الفشل في كل مرّة.
وفيما يخص الإعادة فالأمر سيّان.. إذ أنّ عالم اللعبة الذي يتولد بشكل ديناميكي سيجعل كل تجربة جديدة لك مُختلفة وخصوصًا عندما تقرر تخطيط مملكتك بشكل جديد ونهج سياسة جديدة عن المرّة السابقة.
وختامًا أقول..
لعبة (Gnomoria) مُنافس حقيقي وقوي للألعاب القائمة على نفس الفكرة التي تتمثل في إدارة القرى والمدن والممالك وما فيها من موارد وما تمر به من مواقف وأحداث. كل شيء يُعطي انطباعًا فريدًا منذ البداية يجعلك تشعر أنك قادرًا على تخطيط دولتك المُستقلة بالشكل الذي تحلم به.. كل شيء نقطي بأسلوب جميل وألوان مميزة. أصوات اللعبة كلاسيكية خاصة بها. وآليات اللعبة معقدة في بعض الحالات ومتنوعة بشكل كبير يجعلك راضٍ عما توفره لك من قدرات. إنها مهمتك التي اخترت البدء بها.. فهل ستستمر؟!