الإجرام والجنون.. كلاهما أخطر من الآخر إذا ما اجتمعا بثالثهما وهو الذكاء.. مع بعض لمسات التحدي والمُنافسة.. والضحية الأرواح البريئة.. ذنبها حظها السيء الذي جمع بين أسمائها وأماكن تواجدها.. فهل من سبيل لإيقاف هذا كله!
عن اللعبة
– اسم اللعبة ورابطها على متجر ستيم: Agatha Christie – The ABC Murders
– النوع: Adventure
– المطور: Microids, Artefacts Studios
– الناشر: Gravity Europe SAS
– تاريخ الإصدار: 04/02/2016
– إمكانية اللعب بشكل فردي.
– دعم كامل ليد التحكم (لمن يرغب باللعب على الكمبيوتر).
– الأجهزة: PC, Mac, Linux, PS4, Xbox One
قصّة اللعبة
قصة اللعبة مُقتبسة وقائمة على الرواية الشهيرة “جرائم الأبجدية” للسّيدة أجاثا كريستي (Agatha Christie) الكاتبة الإنجليزية التي تعد أعظم مؤلفة روايات جرائم في التاريخ، حيث بيعت أكثر من مليار نسخة من رواياتها التي ترجمت لأكثر من 103 لغات.
وتقوم القصة على المُحقق هيركيول بوارو (Hercule Poirot) البلجيكي الذي هو في الأصل شخصية خيالية رئيسية في العديد من الروايات البوليسية للكاتبة أجاثا كريستي. إذ يتلقى بوارو رسائل من المجرم الذي يقوم بقتل ضحاياه وفق التسلسل الأبجدي لأسمائهم وأسماء الأماكن التي يعيشون فيها. كما يتم ذكر مكان وتوقيت كل جريمة سيقوم بها، بالإضافة إلى ترك توقيعه الخاص عليها باسم (A.B.C.).
أسلوب اللعب
تبدأ اللعبة عندما يتلقى المُحقق بوارو (Poirot) الرسالة الأولى من القاتل، والتي يقول فيها أنّه قد سمع عن قدرات بوارو الاستثنائية في التحقيق واكتشاف الأسرار والمُشكلات وأنه سيعمد إلى وضع هذه القدرات على المحك وتحت الاختبار من خلال جرائمه التي سيُعلمه بها من خلال رسائله من أجل وضع حد لغروره وثقته بنفسه!
وبالفعل وبعد عدة أيام من وصول الرسالة الأولى يتلقى بوارو خبر مقتل أليس آشر (Alice Ascher) بائعة التبغ وهي سيدة في الخمسينيات من عمرها تقطن بلدة أندوفر (Andover). حيث يتم العثور على جثتها في محلها الخاص بعد عدة ساعات من وقوع الجريمة.
يتوجه بوارو إلى مسرح الجريمة وتبدأ رحلتك في التحقيق بأسلوب النقر والاستكشاف باستخدام الماوس فقط (point-and-click) أو قبضة التحكم. حيث سيتوجب عليك القيام بمهمات محددة من أجل اكتشاف تفاصيل الجريمة والتحقيق مع الشهود والمُشتبه بهم سواء من الجيران أم من الأقارب أم الأصدقاء المعروفين بالنسبة للضحية أم غير ذلك.
وكأسلوب لعب فإن اعتماد اللعبة على مبدأ النقر والاستكشاف سيجعل من بيئة اللعبة أمرًا هامًا للغاية بالنسبة لك. فكل جزء أو شيء مما تراه أمامك قد يكون ذي فائدة كبيرة على سير التحقيق. لذا ستجد نفسك تحاول النقر على كل شيء تشعر أنه قابل للتفاعل معك. وبالفعل ومن اللحظات الأولى سيكون بمقدورك الحديث أو التحديق إلى الأشخاص المتواجدين حولك والذين لهم صلة مُباشرة مع عمليات التحقيق في الجرائم أو أولئك الذين قد يكونون ذي فائدة كشهود عيان على الأحداث التي وقعت بالقرب منهم ومن أماكن تواجدهم.
ميزة التحديق ومُراقبة تصرفات كل شخصية قبل الحديث معها ستكشف لك غالبًا حالها وما إذا كانت تحاول إخفاء شيء ما من خلال ارتباكها أو ظهور علامات الخوف أو التردد أو ما شابه. كما يُمكنك استغلال فرصة انشغال الشخصية التي تكون قد تحدثت معها بشيء ما من أجل إعادة عملية مراقبة تصرفاتها وحركاتها وتعابير وجهها.
أيضًا وفي سياق عمليات التحقيق ستواجهك الكثير من الاستفسارات والتساؤلات التي سيكون مصدرها الأساسي ما تراه وما تسمعه في مسرح الجريمة. هذه التساؤلات ستكون بحاجة ماسّة إلى الإجابات الصحيحة وذلك بحسب التحليل الذي يُمكنك الاعتماد عليه واستنتاجه مما ستحصل عليه من معلومات خلال عمليات التحرّي. وقد تم وضع آلية في اللعبة تجعلك مُضطرًا إلى ربط الأحداث بالشكل الصحيح حتى تتم الإجابة على هذه التساؤلات بالشكل الصحيح.
أيضًا تعتمد اللعبة والمحقق بوارو شخصيًا على دفتر ملاحظاته الخاصة التي سيقوم بتسجيلها تباعًا والتي يُمكنك الاطلاع عليها كلما احتجت إلى ذلك من أجل استرجاع بعض المعلومات السابقة التي يمكن أن تكون قد نسيتها. كما يتم في هذا الدفتر تحديد جميع الأشخاص الذين قمت بمُقابلتهم أو استجوابهم، ويتم تحديد صفتهم بالنسبة للجريمة سواء كانوا ضحايا أم شهود عيان أم مُشتبه بهم.
أيضًا ستواجهك الكثير من الألغاز والأحجيات التي عليك حلها من أجل الحصول على أدلة إضافية أو معلومات إضافية مُفيدة. هذه الألغاز متنوعة ولكنها بشكل عام ليست بتلك الصعوبة التي كنت أرجوها ولكنها جيّدة وستشعر بالرضى عند اكتشاف طريقة حلها.
وخلال عمليات التحرّي والتحقيق ستحصل في بعض الأحيان على أشياء ذات فائدة من شأنها مُساعدتك في الوصول إلى أماكن أخرى مُقفلة على سبيل المثال أو أن تكون تلك الأشياء ذات تأثير مُباشر على بعض الأشخاص المُهمين في التحقيقات واكتشاف مُلابسات القضية.
جرافيك وأصوات اللعبة
لعبة (Agatha Christie – The ABC Murders) جميلة بالفعل من حيث تصوير البيئة والشخصيات بأسلوب كرتوني ولكن ثلاثي الأبعاد بتفاصيل رائعة وألوان جذّابة للغاية. الكثير من الأدوات والشخصيات والأشياء المنتشرة في كل مكان من حولك.. الأمر الذي يجعل استكشاف البيئة وما تحتويه أمرًا مُرضيًا جدًا. وبالفعل ستقضي وقتًا لا بأس به وأنت تتأمل كل ما حولك في سبيل اكتشاف شيء ما مخفي هنا أو هناك. كل شيء مُصمم بإتقان تام في الحقيقة وستستمتع بالكثير من المشاهد الطبيعية الخلابة بالإضافة إلى المباني والمواقع الجميلة.
أما فيما يخص الأصوات فهي ممتازة جدًا من حيث الأداء الصوتي للشخصيات الفريدة. فلكل شخصية طابعها الخاص وأسلوبها الذي يجعلها مُبتكرة بالفعل وذات تأثير قوي على اللاعب. كما أنّ المُؤثرات الصوتية المُرافقة للأشياء واقعية ومميزة للغاية. أيضًا أصوات المقاطع الموسيقية مُناسبة وجميعها تتماشى تمامًا مع قصة وأحداث اللعبة وشخصياتها.
مدة اللعبة وقيمة الإعادة
اللعبة بشكل عام يُمكن القول أنها سهلة إلى متوسطة من حيث الصعوبة، وهي بحاجة إلى عشر ساعات لعب بشكل وسطي. وفي الحقيقة كلا الأمرين يجعل من مسألة تناسبها مع سعرها أمرًا غير مُرضيًا نوعًا ما. نعم الجرافيك والأداء الصوتي وأسلوب التقديم جميعها مُتقنة ولكنها في النهاية قصيرة نسبيًا وليست مُعقدة أو صعبة وهذا الأمر السلبي الوحيد الذي يمكن أخذه بعين الاعتبار. قصة اللعبة مشوقة لأنها في الأصل مبنية على الرواية الرائعة للكاتبة أجاثا كريستي ولكن الألغاز كان من الممكن أن تكون أكثر تحديًا وابتكارًا. ومع ذلك فقد كانت تجربتي لها مُمتعة للغاية خصوصًا أنني أحب هذا النوع من الروايات البوليسية وقضايا التحقيق، لذا أعتقد أنك في حال كنت مُهتمًا بالفعل بمثل هذا النمط من القصص وأسلوب اللعب فأنت بالتأكيد ستشعر بمُتعة حقيقية خلال اللعب وستستمر في اللعب من أجل اكتشاف المزيد والإجابة على كافة التساؤلات.
وختامًا أقول..
لا شك أنّ رواية الجرائم الأبجدية للكاتبة الإنجليزية أجاثا كريستي تستحق القراءة بكل تمعن.. ولكنك في حال لم تكن من محبي القراءة فيمكن القول أنّ لعبة (Agatha Christie – The ABC Murders) قد نجحت بشكل جميل ومميز في تصوير أحداث وشخصيات ووقائع هذه الرواية الرائعة. أسلوب اللعب الذي يعتمد على الماوس فقط سيجعلك مُتفرغًا بشكل تام للتفكير والتحليل والتأمل.. وعند التأمل في كل شيء ستستمتع بجرافيك عالي الدقة وغني بالتفاصيل الملفتة بتصوير كرتوني مميز. أصوات الشخصيات ذات تأثير رهيب على الأحداث والتساؤلات التي تدور من حولك، وستجد نفسك مندمجًا مع كل ما يتم قوله في أي وقت.. وفي النهاية ستشعر بالرضى التام وكأنك تمارس عمليات التحقيق بشكل فعلي كلما تقدمت في اكتشاف سر ما أو نجحت في دفع شخصية ما إلى الاعتراف بالحقيقة التي تحاول إخفاءها عنك!