لا تخلو الألعاب بشكل عام من القصص المُمتعة أو الغامضة.. ولكن في لعبة أوري آند ذا بلايند فوريست ستنتقل إلى مُستوى جديد بالفعل.. مُستوى مليء بالمشاعر والأحاسيس.. وفي أجواء خيالية حالمة مليئة بالمُغامرات والأكشن ستجد مزيج رائع يدفع بك إلى إكمال المسيرة التي ستتعلق بها من الدقائق السبعة الأولى!
عن اللعبة
– النوع: Action
– المطور: Moon Studios GmbH
– الناشر: Microsoft Studios
– تاريخ الإصدار: 11/03/2015
– إمكانية اللعب بشكل فردي.
– دعم كامل ليد التحكم (لمن يرغب باللعب على الكمبيوتر).
– الأجهزة: PC, Xbox 360, Xbox One
قصّة اللعبة
في البداية يجب التنويه إلى أنّ شخصية أوري (Ori) الرئيسية في اللعبة لم يتم تحديد جنسها ذكر أم أنثى بحسب تصريحات المطورين في (Moon Studios) وذلك لأنهم يرغبون في أن يقوم كل لاعب أن يعتبره/يعتبرها بحسب رغبته.. وبما أنّ هذه الشخصية تحمل الاسم (Ori) الذي هو في الأصل من اللغة العبرية والذي يعني الضوء (Light) في اللغة الإنجليزية فسوف نعتبر أنّ شخصية أوري أنثى كونها روح ضوئية تُشبه القطة إلى حد ما بالإضافة إلى أنها ضعيفة، شديدة الحساسية، وعاطفية للغاية.. لذا سنبدأ بالقول بأنها أوري.. الروح الحارسة حديثة الولادة التي سقطت من شجرة الأرواح في عاصفة هوجاء شديدة، ستجد نفسها وحيدة حتى تلتقي بالمخلوقة الحنونة (Naru) التي بدورها ستعتني بها كما لو أنها طفلتها المُدللة.. ولكن لا شيء يستمر.. ولا شيء يستقر.. ففي لمح البصر يمكن لكل ما هو من حولك أن يتحول ويتبدل.. وهنا تبدأ المشاعر العميقة في هذه القصة التي أعتبرها مزيج رائع من مُختلف الأحاسيس البشرية التي قد تُصادفها في لعبة من منظور ثنائي الأبعاد.. لن أتعمق أكثر في القصة حتى أترك لكم مُتعة اكتشاف خبايا كل دقيقة فيها..
أسلوب اللعب
نعم إنها لعبة ثنائية الأبعاد.. ولكن ليست أي لعبة.. إنها تحفة رائعة بكل المقاييس.. وبما أنّ الحديث في هذا القسم حول أسلوب اللعب فيُمكن القول أنّها واحدة من أقوى ألعاب الـ (Platformer) ثنائية الأبعاد وأصعبها بالفعل.. ليست لعبة للأطفال أبدًا.. إذ أنها تحمل من الصعوبة ما قد يجعلك تفكر مليًا وتتحقق من كل مكان ترغب في أن تقفز إليه أو تهبط عليه.
خلال الدقائق الأولى في اللعبة ستمر في ما يُشبه لحظات ومشاهدة سينمائية ساحرة بالفعل، وستتحكم خلالها بشخصية (Naru) ثقيلة الحركة تارةً وأوري تارةً أخرى. وفي الحقيقة لن يكون هناك الكثير لتقوم بها سوى الدخول في عالم القصة ومُحاولة الاندماج بشكل مبدأي مع الشخصيات. وبعد وقوع بعض الأحداث الشيقة التي تتخللها الكثير من المشاعر ستبدأ المُغامرة الحقيقية والسعي نحو إعادة إحياء الغابة والوصول إلى شجرة الروح وكل ذلك بشخصية أوري (Ori) الرائعة.
بالرغم من شكل أوري (Ori) الذي يوحي بالبراءة والضعف إلا أنّك ستتحمل مسؤولية تدريب هذه الشخصية وتطويرها وجعلها قادرة على اكتساب المزيد من القدرات والمهارات الضرورية لإتمام المهمة والرحلة التي بدأتها.
وبالفعل وفي عالم غابة نيبل (Nibel) المفتوح ثنائي الأبعاد ستجد نفسك أمام الكثير من التحديات والعقبات والأعداء والألغاز والأحداث. تنوع رائع في كل شيء، والأهم من هذا كله أنّ كل شيء ينتمي بالفعل للبيئة المُحيطة ولا يُمكن تخيّل شيء في مكان شيء آخر. وبالعودة إلى العالم المفتوح يُمكن القول أنّ الحرية أمامك لا حدود لها في التجول والاستكشاف قدر المُستطاع.. وأقول قدر المُستطاع لأنّك ستجد نفسك أحيانًا أمام عائق أو عقبة لا يُمكن تجاوزها إلا بعد اكتساب قدرة مُعينة أو مهارة خاصة مُحددة.
وهنا ستجد مسألة هامة للغاية من النادر أن نجدها في الألعاب ذات الأبعاد الثنائية من هذا النوع؛ وهي شجرة القدرات الخاصة بأوري (Ori) التي يُمكن جمع النقاط من أجل شراءها واكتسابها بالتسلسل. حيث توفر اللعبة ثلاثة فروع لهذه الشجرة كل منها يحمل مجموعة من القدرات الرائعة التي من شأنها إضافة الكثير من المُتعة والإثارة للعبة.. كما أنّها تُساهم بشدة في إمكانية تجاوز العوائق بشكل أفضل وأكثر ديناميكية وسلاسة.
وبالرغم من افتقار أوري (Ori) للقدرات القتالية أو الهجومية الفعّالة إلا أنّه يُمكن القول أنّ صديقتها سين (Sein) التي هي عبارة عن ضوء وعين شجرة الروح (Spirit Tree) التي ستلتقي بها في بداية اللعبة ستعمل جاهدة على مُهاجمة الأعداء وحماية أوري منهم حيث ستبقى عائمة في الهواء وعلى مقربة من أوري طيلة الوقت، كما أنها ستعمل على إرشاد أوري في مُغامرتها وستكون بمثابة الدليل لها.
وبالحديث عن الأعداء فكما أسلفنا لا تتمتع أوري بقدرات فعّالة من أجل الدفاع عن نفسها، وفي البداية ستكون هجمات سين (Sein) على الأعداء كافية إلى حد ما، ولكن مع التقدم بالمراحل وزيادة مستوى الصعوبة ستجد أنّ هذه القدرات غير كافية، وهنا بالتأكيد سيترتب عليك دائمًا الأخذ بعين الاعتبار تطوير قدرات كلًا من أوري وسين معًا. كما ستجد أنّه من الضروري جدًا الاستعانة بقدرات أوري التي ستتعلمها خلال الرحلة والتي ستجعلها قادرة على سبيل المثال على سحق الأعداء في حال تواجدهم أسفل منها أم إعادة تصويب وتوجيه ضرباتهم إليهم أم مُحاولة رميهم على الفخاخ الشائكة المتواجدة على مقربة منها وما إلى هنالك.
وفيما يخص مسألة التخزين فإنّ اللعبة توفر نظامًا رائعًا برأيي الشخصي، فهو يجعل من تجربتك مدروسة بالفعل، إذ أنّه يُمكنك التخزين في أي وقت تكون فيه أوري بأمان ولكنك بحاجة إلى نقاط الطاقة التي ستجد أنّها متوفرة بشكل جيّد وكافي. ويجب أن تكون على علم أنّ أي موت لأوري قبل عملية التخزين قد يتسبب في جعلك تكرر جزءًا طويلًا أحيانًا حتى تعود إلى نفس المكان الذي كنت فيه.
أصعب أجزاء اللعبة بالنسبة لي كانت عمليات الهرب التي ستكون بحاجة رهيبة إلى التركيز الشديد مع السرعة في أداء الحركات بشكل بديهي وذكي والاستفادة من كل شيء حولك. وما يزيد الأمر صعوبة هو عدم تمكنك خلال هذه الأجزاء من حفظ اللعبة، أي يجب عليك إنقاذ أوري أولًا ومن ثم وعند وصولها إلى بر الأمان يُمكنك حفظ تقدمك.
جرافيك وأصوات اللعبة
تُقدّم اللعبة مجموعة رائعة من اللوحات الفنية المُذهلة والتي تم العمل على أدق تفاصيلها بكل شغف وإتقان. لا يُمكن بحال من الأحوال مُشاهدة جرافيك هذه اللعبة دون الإعجاب به. كل شيء يتحرك بتناغم سلسل وبشكل انسيابي مع كل حركة أو نسمة أو تأثير مُباشر.
بالفعل عالم غابة نيبل (Nibel) كان ساحرًا جدًا، وستُلاحظ أنّ اندماج كل شيء في هذا العالم يتم وكأنه جزء لا يتجزّأ منه سواء الشخصيات الأساسية في اللعبة أم شخصيات الأعداء أم التأثيرات الضوئية الأخرى التي لا يُمكن وصف مدى روعة تصميمها.
أيضًا تمتعت اللعبة بموسيقى خلفية مليئة بالعواطف والأحاسيس التي تعمل على إكمال جميع مشاهد وأحداث اللعبة سواء المأساوية وما يُرافقها من حزن بالغ أم القتالية وما يُرافقها من توتر ورهبة وخوف.
وفيما يخص أصوات الشخصيات التي تقوم بسرد كل شيء بلغة غير معروفة وبشكل أشبه بالألحان كان مُتقنًا بالفعل ومُناسب جدًا لأجواء اللعبة وطبيعة شخصياتها غير البشرية. إنه اختيار وأسلوب ذكي بالفعل جعل تجربتي للعبة أكثر مُتعة وانسجامًا.
مدة اللعبة وقيمة الإعادة
أهم النقاط التي يجب الإشارة إليها هنا هي أنّ اللعبة ليست سهلة البتة كما ذكرنا، كما أنّ أحداثها تدور في عالم مفتوح متصل ببعضه البعض. ويُمكنك في أي وقت العودة إلى أي مكان كنت فيه سابقًا من أجل جمع ما فيه أو اكتشاف أسراره ومناطقه المخفية شريطة أن تملك المهارات اللازمة للعودة من تسلق للجدران أو قفز مزدوج أو غير ذلك. وبالتالي يُمكن القول أنّ مُدة اللعبة تعتمد على أسلوبك في اللعب ومدى حبّك للاستكشاف ولجمع كل شيء في غابة نيبل (Nibel). ولكن بشكل عام يمكن القول أنّ الزمن الطبيعي الذي يُمكنك إنهاء اللعبة فيه يتراوح بين ثمان وعشر ساعات.
وفيما يخص مسألة إعادة اللعبة فأعتقد أنّ تَمكّنك الحقيقي من أداء الحركات بسرعة وسلاسة بعد ختامك لها في المرة الأولى سيجعل رغبتك في إعادتها مرّة أخرى أمرًا مُرضيًا بالتأكيد.
وختامًا أقول..
أوري آند ذا بلايند فوريست (Ori and the Blind Forest) من تطوير الفريق الرائع في (Moon Studios) ونشر العملاقة (Microsoft) واحدة من أكثر الألعاب تأثيرًا بالفعل من جميع النواحي.. سواء البصرية أم السمعية.. والأهم ما تحمله من مشاعر تُلامس القلب والروح في آنٍ معًا.. نعم، إنها تحفة فنية بكل معنى الكلمة.. وسيُدرك كل من يقوم بخوض هذه التجربة الفريدة بالفعل ما أقصده تمامًا..