استعادة الأمجاد في داركست دانجن | Darkest Dungeon | مُراجعة شاملة

Darkest Dungeon

نعم إنها أمجادنا القديمة.. أمجاد الآباء والأجداد.. كل شيء ذهب أدراج الرياح.. الحطام والدمار في كل مكان.. الظلام الدامس أغرق العالم من حولنا.. في طريق الموت والخوف ضاع من تبقى.. مات من لم يُحالفه الحظ.. ونجا حفنةٌ من الأبطال.. فهل هذا كافٍ لاستعادة هاملت؟!!


عن اللعبة

Darkest Dungeon

– النوع: Role-playing, dungeon crawl, turn-based strategy, roguelike
– المطور: Red Hook Studios
– الناشر: Red Hook Studios
– تاريخ الإصدار: 19/01/2016
– إمكانية اللعب بشكل فردي.
– الأجهزة: PC, Mac, Linux, PS4, PS Vita


قصّة اللعبة

Darkest Dungeon

عندما تملك كل شيء.. المال والسطوة والنفوذ.. القصور والحدائق.. كل متطلبات السعادة والراحة بين يديك.. لا داعي أبدًا للسعي وراء شيء.. أو التعب في سبيل الوصول إلى هدف وتحقيق حلم.. فجميع الأحلام مُحققة دون أدنى جهد.. عندها يبدأ الملل بالسيطرة عليك والتسلل إلى نفسك.. أنت تبحث عن المُغامرة.. عن أي شيء جديد من شأنه إسعادك ولو بشكل بسيط.. هذا ما حدث تمامًا مع أحد أفراد هذه العائلة الثرية.. فعندما شعر بذلك قرر الحفر تحت قصر العائلة.. واكتشاف خبايا الأعماق من كنوز ومقابر وسراديب.. ولكنّ المُفاجأة أبدًا لم تكن مُتوقعة.. لقد كانت قوى الشر في طريقه.. لم يلبث أن اكتشف الأمر حتى تمكنت من كل شيء وبدأت تعيث فسادًا ودمارًا في كل مكان..

لم يجد سوى سبيل واحد لإنهاء ما اقترفته يداه.. الاستعانة بمجموعة من الأبطال الشجعان من أجل تطهير المكان من هذه القوى وإعادة كل شيء إلى ما كان عليه.. فهل يعلم هؤلاء الأبطال حقًا ما ينتظرهم؟! وهل ستكون قلوبهم قادرة على تحمله؟! هل سيكون رصيدهم من الشجاعة كافيًا لتجاوز المُفاجآت؟! تابعوا معنا..


أسلوب اللعب

Darkest Dungeon

إنها رحلة الاستكشاف العميق.. رحلةٌ محفوفة بالرعب والخوف.. الخطر والمُفاجآت في كل مكان.. الوحوش والأعداء في طريقك.. وليس لديك سوى مجموعة من الشجعان والأبطال.. الذين أخذوا على عاتقهم إنقاذ الموقف واستعادة الأمن والأمان..

تبدأ رحلة الموت عندما تتحطم العربة التي جاء على متنها اثنان من الأبطال الذي يؤكدون أنهم سينجزون الوعد بالنصر وتحقيق المطلوب وهم في طريقهم نحو وجهتهم.. حيث تحيط بهم القبور من كل جانب.. وبعد نجاتهم من الحطام تبدأ أنت بالتحكم بالبطلين..

أسلوب اللعب يعتمد على منظور جانبي ثنائي الأبعاد.. حيث يُمكنك السير نحو اليمين من أجل التقدم أو اليسار من أجل التراجع وذلك باستخدام الماوس أو أزرار التحكم من لوحة المفاتيح. وكما ذكرنا ستبدأ بالتحكم ببطلين فقط في البداية ومع الوقت سيكون هناك مجموعة كبيرة منهم للاختيار. ولكل بطل تصنيف خاص به. كما يملك كل منهم أسلوبًا خاصًا سواء في الهجوم أم الدفاع. أيضًا لكل منهم مهارات خاصة به لا يملكها غيره، وضربات خاصة به.

Darkest Dungeon

خلال رحلتك والمهمات التي ستقوم بها ستعمل على تطهير الأماكن التي ستزورها وتمر خلالها من كل شر يترصّد فيها وكل فخ موجود هنا وهناك. وفي سبيل إتمام ذلك سيكون لديك خريطة لكل مهمة.. الخريطة تُمثل مجموعة من الغرف المُتفرقة المتصلة ببعضها البعض بسراديب وطرق. وللانتقال من غرفة إلى أخرى عليك اختيار الغرفة التالية من الخريطة حتى تمر في الطريق الذي يربطك بها. خلال مرورك في هذا الطريق ستواجه الكثير من الأعداء الذين سيظهرون فجأة أمامك. الآن وعندما يواجهك أحد هؤلاء الأعداء سيكون لزامًا عليك المواجهة في سبيل التقدم، وستبدأ المعركة بين أبطالك وأعدائهم.

هذه المعارك تعتمد على مبدأ تعاقب الأدوار بين الأبطال والأعداء. حيث ستقوم باستخدام الهجمات والميزات التي يتمتع بها كل بطل ضد الهدف الذي تجده مناسبًا. وهنا ستواجه الكثير من التحديات بالفعل.. يجب أن تقرر بشكل حكيم من سيكون في المُقدمة من الأبطال بحسب حالاتهم وقدراتهم.. كما يجب أن تختار الهجمة المُناسبة ضد العدو الأنسب وإلا ذهبت الضربة سُدًا والجولة دون فائدة. لكل جولة تأثير كبير.. لا يُمكن التفريط بأي منها وإلا كانت النتيجة سلبية جدًا.. فقد تخسر أبطالك جميعهم أو أحدهم نتيجة خطوة غير مدروسة..

Darkest Dungeon

أيضًا لكل بطل طاقة محددة وشريط يوضح مدى خوفه وشعوره بالرهبة والتوتر. هذا المؤشر مهم للغاية.. إذ أنه يتأثر بالكثير من العوامل التي تمر فيها.. فطبيعة المكان لها تأثيرها، بالإضافة إلى مستوى الإضاءة المتوفرة والتي يُمكنك التحكم بها باستخدام المشاعل التي ستجدها في طريقك أو التي ستقوم بشرائها قبل بدء المهمة. أيضًا يتأثر معدل الخوف والضغط النفسي بأدائك في المعارك وطبيعة الأعداء وهجماتهم.

Darkest Dungeon

دائمًا وكنتيجة لانتصارك في معركة ما سيكون هناك بعض الغنائم التي يُمكنك الحصول عليها والاستفادة منها. أيضًا وخلال سيرك بطبيعة الحال ستكون بحاجة إلى إطعام أبطالك والاهتمام بطاقاتهم وصحتهم، لذا يتوجب عليك دائمًا الحرص على شراء كميات كافية ومناسبة من الطعام تكفي الجميع طيلة الرحلة وإلا مات الأبطال من الجوع بدلًا من الخوف! كما يتوجب عليك شراء الأدوية والضمادات وغيرها من الأشياء الهامة التي من شأنها مُساعدتك في الصمود والبقاء حتى إنجاز المهمة بشكل كامل.

أيضًا وخلال رحلتك ومغامرتك ستجد على جانب الطريق أحيانًا أشياء قابلة للاستكشاف ويمكنك التفاعل معها بشكل أو بآخر. حيث يُمكنك الحصول على أشياء مُفيدة منها أحيانًا، وأحيانًا أخرى قد تجني منها الخوف والهلع والأذى لأنها قد تكون فخًا عاديًا أو حتى سامًا!

Darkest Dungeon

بعد المهمات ستعود إلى المدينة التي ستكون بمثابة قاعدة للانطلاق. ستجد في هذه المدينة بعض المعالم الأساسية التي تحتوي على مهمات متنوعة. بالإضافة إلى ذلك ستجد فيها المقبرة حيث سيتم دفن الأبطال الذين سيلقون حتفهم خلال المهمات والمعارك. وبالحديث عن هذه المقبرة فيجب أن تعلم أنّ اللعبة تعتمد على الكثير من الصعوبة والمواقف التي ستضطر فيها إلى التخلي عن المهمة من أجل إنقاذ أبطالك أو التضحية بأحدهم من أجل الكنوز التي ستجنيها والتي حصلت عليها في رحلتك. كل شيء يحدث في هذه المهمات يتم تخزينه بشكل تلقائي ولا مجال للتراجع عنه إطلاقًا إلا بإعادة اللعبة من البداية. لذا يجب أن تتوقع الكثير من الخسارات والكثير من اليأس والإحباط، ولكن الخيار النهائي سيكون لك إمّا بمُتابعة الرحلة أو بالعودة والاستسلام.


جرافيك اللعبة

Darkest Dungeon

تتمتع اللعبة بجرافيك مرسوم بشكل يدوي غاية في الروعة. الكثير من التميز في تصميم جو أسود غامض بعناصر تبعث على الخوف والتوتر. شخصيات الأبطال ذات أشكال فريدة ولكل منهم مجموعة من الألوان لأزيائه الخاصة. كما أنّ أسلحتهم المتنوعة ذات طبيعة متناسبة جدًا مع شخصية كل منهم. وقد تم الاهتمام جدًا بإظهار الجوانب السلبية للشخصيات بالإضافة إلى الإيجابية التي يتميزون بها. أمّا فيما يخص شخصيات الأعداء فهي لا تقل تميزًا عن شخصيات الأبطال، وبتنوع إضافي كبير من جميع النواحي، سواء التصنيف أم العتاد أم الحركة.

وبالحديث عن الحركة فاللعبة ذات أنيميشن رهيب جدًا بالنسبة للعبة من هذا النمط. كل حركة مُتقنة وتؤدي الغاية منها بشكل مثالي. كما أنّ المؤثرات المُختلفة للأسلحة والأدوات المُستخدمة خلال المهمات والمعارك جميلة جدًا وذات تفاصيل دقيقة للغاية. ستُلاحظ أيضًا استدارة زاوية الكاميرا نحو اليمين أو اليسار عند تبادل الأدوار بين الأبطال والأعداء وقد وجدت أنّ هذه الإضافة مميزة ومُلفتة للنظر ومُناسبة تمامًا للأجواء بالرغم من أنها ثنائية الأبعاد.

Darkest Dungeon

أمّا فيما يخص البيئة فهي ذات طبقات متعددة وستشعر أنّ كل شيء من حولك يتحرك كلما تحركت بشكل سلس للغاية. كما أنّ التفاصيل المُعبرة لكل شيء تجعلك تشعر برهبة المكان وأحيانًا تُساعدك في توقع نوع الأعداء الذين قد تُصادفهم في طريقك.

وفيما يخص نظام الإضاءة وتأثيره على أداء الأبطال والأعداء فهو أكثر من رائع. كما ستُلاحظ أنّ المدينة أو القاعدة سيمر عليها الليل والنهار بتناوب جميل لتظهر أمامك معالمها بشكل فني ساحر في مُختلف أوقات النهار.


أصوات اللعبة

Darkest Dungeon

أسلوب السرد الذي ستستمع إليه خلال رحلتك فريد جدًا وله طابع خاص وبصمة خاصة يُمكن تمييزها دائمًا بمُجرد سماعها. هذا التميز في الأداء الصوتي أعطى اللعبة المزيد من المُتعة في تصوير الوقائع والأحداث التي ستمر بها في كل لحظة. كما أنّ الموسيقى المُرافقة والمؤثرات الصوتية المتنوعة في الخلفية رائعة وتوفر وسيلة فعّالة لجعلك تندمج مع أحداث اللعبة بالرغم من أنّ كل ما تراه أمامك مجرد رسوم كرتونية وليست مُجسمات ثلاثية الأبعاد.


مدة اللعبة وقيمة الإعادة

Darkest Dungeon

إذا ما قمنا بالحديث عن مدة اللعبة فهي طويلة وتحتاج إلى أكثر من 22 ساعة من اللعب لإتمام المهمات الأساسية فيها، وإلى أكثر من ذلك من أجل إتمام اللعبة بشكل كامل بالتأكيد. ولكن الأهم هنا هو الحديث عن المتعة الكبيرة التي ستجنيها إذا ما تمكنت بالفعل من الاندماج بفكرتها والتقدم وعدم الاستسلام أمام أحداثها المأساوية التي قد تواجهك. هناك الكثير من الفائدة التي ستجنيها من اللعب المتواصل وخوض المعارك الرابحة وحتى الخاسرة. ففي كل مرة ستتعلم أسلوب جديد واستراتيجية أفضل من أجل الحفاظ على أبطالك دون أي أذى أو على الأقل الإبقاء عليهم أحياء ولو كانوا على حافة الموت.


وختامًا أقول..

لعبة داركست دانجن (Darkest Dungeon) من تطوير الفريق الرائع في استديوهات (Red Hook) كانت اللعبة المنتظرة بالنسبة للكثيرين من مُتابعيها ومُعجبيها. وبالفعل جاءت النتيجة برأيي الشخصي مُرضية جدًا وإلى أبعد الحدود. فمع أسلوب لعب سهل التعلم صعب الإتقان والاحتراف ستواجه الكثير من الخيارات المصيرية. ومع رسومات فنية سوداوية مُظلمة تحمل الشر في ملامحها تميزت لوحاتها ومراحلها وشخصياتها. وكانت الأصوات العنصر الرائع والمُركّب السحري لاستكمال هذه الخلطة الجميلة المميزة. وستكون نصيحتي الأخيرة لك في هذه المُراجعة هي أنّ شرط الاستمتاع بهذه اللعبة هو عدم الاستسلام لأي إحباط وعدم الحزن على أي فشل والتعلم منه ومُعاودة التجربة المرة تلو الأخرى.. فإذا كنت بالفعل قادرًا على ذلك فهذه اللعبة لك دون شك، وإلا فلا تُنفق أموالك على مثل هذا التحدي الذي ستخرج منه خائبًا مهزومًا مُحبطًا!

Mahmoud Abdullatif
الكاتبMahmoud Abdullatif
أعشق الجرافيك والأنيميشن، والاستمتاع بهما، وبالتأكيد في الدرجة الأولى في ألعاب الفيديو، ولا أجد سعادتي الحقيقية إلا عند السعي وراء اكتشاف خفايا هذه اللعبة أو تلك؛ والغوص والكتابة عن ذلك بكل دقة واحترافية!

اترك تعليقاً