عندما تفقد الحياة بريقها.. وتختفي جميع أشكال النور.. عندما ينقضي أجل الكائنات الحية في كل مكان.. حيث تتحول الأجساد إلى عظام هالكة.. والأشجار إلى أغصان شائكة.. ويغرق العالم في ظلامٍ دامس.. يحكم فيه الشر أطرافه.. ويلفظ فيه الخير أنفاسه.. عندها لابد من العودة.. لابد من حدوث صحوة.. لابد من المواجهة.. وإلا فالسقوط في هاوية النهاية ستكون محتومة!
عن اللعبة
– النوع: Indie, RPG, Strategy
– المطور: MuHa Games
– الناشر: MuHa Games
– تاريخ الإصدار: 20/11/2015
– إمكانية اللعب بشكل فردي.
– الأجهزة: PC
قصّة اللعبة
إنها قوى الظلام.. التي أغرقت العالم واجتاحته دون رحمة.. لم تترك شيئًا يُذكر على قيد الحياة سواء كان بشرًا أم شجر.. لم يسلم منها حتى الحجر.. دمار شامل على جميع الأصعدة.. حتى أنّ القوى الأسطورية التي كانت تحكم وتُسيطر على الوضع خارت قواها وتلاشت قدراتها حتى تحولت إلى مجرّد رموز لا تستطيع أنّ تُحرّك ساكنًا.. فهل ستتمكن بالفعل هذه الأساطير بمُساعدتك من المُضي قُدمًا واستعادة أمجادها القديمة؟! هل ستتمكن من بسط الأمان وإعادة الحياة إلى القرى والمدن في ثيا (Thea)؟! هذا ما ستسعى إليه في هذه الرحلة الصعبة المليئة بالخفايا والمُفاجآت..
أسلوب اللعب
في أسلوب متنوع مُتعدد ستعمل على إعادة أمجاد الأساطير ومُساعدتها في إيجاد الناجين من البشر، في مُحاولة يائسة للعودة إلى الحياة وفرض السيطرة على كل مكان بعد دحر قوى الشر منها.
اللعبة ليست سهلة أبدًا وتحتاج إلى الكثير من التفكير والتخطيط.. الكثير من القصص للقراءة والاستماع ومن ثم الاختيار.. الكثير من المعارك على هيئة أوراق لعب.. وغيرها الكثير.. وسنأتي على تفاصيل هذه الإمكانيات والميزات شيئًا فشيئًا فتابعوا معنا..
تبدأ اللعبة بمجموعة من الأساطير التي سيترتب عليك اختيار أحدها. عدد هذه الأساطير ثمانية، ولكن المُتاح أمامك سيكون فقط اثنان منها. أمّا البقية فستتمكن من الحصول على فرصة اللعب بهم بعدة طرق. فمنهم أربعة سيكونون مُتاحين لك بعد تقدمك في المُستوى باستخدام أيًّا من الأسطورتين الحاليتين والوصول إلى المستوى الثالث بها. وهناك أسطورة واحدة لا يُمكن الحصول عليها إلا بعد إتمام مهمة الشجرة الكونية (Cosmic Tree) داخل اللعبة. وهناك أسطورة واحدة أخرى لا يُمكن الحصول عليها إلا بعد فتح جميع الأساطير السبعة الأخرى.
لكل من هذه الأساطير قوى وميزات تُساعدك جدًا خلال اللعب. وهذه الميزات تختلف باختلاف الأسطورة. حيث تبدأ كل أسطورة بميزة واحدة فقط، ويتم الحصول على باقي الميزات من خلال نقاط الخبرة التي ستحصل عليها من جرّاء لعبك بها وإتمامك للمراحل والمهمات المُختلفة في اللعبة. فبعض الأساطير على سبيل المثال تدعم جميع أهالي القرية بمنحهم قدرة إضافية على الحصاد وجميع الموارد. وبعض الأساطير تجعل من قدرة الناس في القرية على اكتساب نقاط الخبرة أكبر وهكذا.
الأمر المُلفت للنظر هو الديناميكية والتوليد التلقائي. ففي البداية ستحصل على اثنين من الأساطير كما ذكرنا لاختيار أحدهما والبدء ولكن هذا الأمر عشوائي! فكل لاعب يحصل على اثنين قد يختلفان عن اللاعبين الآخرين، ولكن الأمر المُشترك هو أنّ هؤلاء الأساطير محدودين من حيث الأسماء والأشكال والقُدرات والعدد، والأمر العشوائي يقتصر على أي منهم ستحصل عليه في البداية.
بعد اختيارك للأسطورة التي تشعر أنّها الأنسب لك ولأسلوبك في اللعب ستختار الفئة التي ترغب في التركيز عليها من حيث سُكان القرية. وهنا ستجد ثلاثة أصناف أساسية منهم هي: (Warriors) وهم المحاربون، (Gatherers) وهم المتميزون بقدراتهم في الجمع والحصاد، (Craftsmen) وهم المتميزون بقدراتهم في صناعة المعدات والأدوات. ويُمكن استخدام أي من هذه الأصناف الثلاثة في أي مهمة تختلف عن تخصصه مُقابل حاجته للمزيد من الوقت من أجل إتمام نفس المهمة التي يستطيع أي شخص آخر مختص بها إتمامها في زمن قياسي بالمُقارنة معه.
الآن وبعد اختيار نوعية سكان القرية ستختار صعوبة اللعبة. وتوفر اللعبة في هذا الجانب الكثير من الخيارات الرائعة التي تجعل اللعبة متناسبة مع جميع الأذواق والرغبات. فبالإضافة إلى مستويات الصعوبة الأربعة الأساسية ستجد إمكانية تخصيص مستوى صعوبة خاص بك كما يحلو لك سواء زيادة الصعوبة إلى الدرجة القصوى أم تخفيفها. ولكل مستوى صعوبة تأثير على النتيجة النهائية للعبة. حيث يزداد تحصيلك النهائي طردًا مع زيادة مستوى الصعوبة، ولكن الأمر ليس بالسهل ويُفضل اختيار المستوى المتوسط في البداية حتى تتمكن من الأساسيات.
الأمر المميز في اللعبة هو الآلية التي تُحافظ على جميع نقاط الخبرة التي تم اكتسابها بأحد الأساطير حتى لو تركت اللعبة في مُنتصفها وقررت الاستسلام وإعادتها من البداية.
بعد اختيارك لكل شيء ستجد نفسك أمام قرية صغيرة بالإضافة إلى مجموعة من المُستكشفين في عالم ضخم يسوده ضباب الحرب. سيكون عليك في المراحل والجولات الأولى مُحاولة البقاء على قيد الحياة من خلال جمع ما يُمكنك من طعام وأخشاب ووقود للمُحافظة على سكان قريتك وحمايتهم من الجوع والبرد.
سيكون بإمكانك في أي وقت الولوج إلى القوائم المُخصصة سواء للقرية أم للمجموعة من أجل إدارة الأفراد والموارد والمعدات والأشياء القابلة للاستهلاك. أيضًا سيكون بإمكانك توكيل المهمات لمُختلف الأفراد وذلك بحسب اختصاص كل فرد وهذا أفضل كما ذكرنا سابقًا من أجل إتمامها في أقصر وقت ممكن.
أيضًا بالنسبة للمجموعة الاستكشافية سيكون بإمكانك اختيار أفرادها ومن ثم تزويدهم بالأسلحة والدروع. بالإضافة إلى تزويدهم بالطعام والوقود وما قد يحتاجون إليه في رحلتهم الاستكشافية من أجل معرفة ما يحيط بهم وما قد يتمكنون من جمعه من موارد ضرورية.
اللعبة تعتمد على نظام الجولات، وستجد أنّ كل شيء ستقوم به يحتاج عددًا مُعينًا من الجولات من أجل إتمامه. وخلال هذه الجولات قد تواجه هجومًا مُفاجئًا من قبل مجموعات من الحيوانات المُفترسة أو القوى الشريرة الغامضة أو حتى القوارض والطيور المتوحشة. وهنا ستبدأ في العمليات القتالية التي تعتمد على مبدأ أوراق اللعب. هذه المعارك باستخدام الأوراق بحاجة كبيرة إلى الحساب والتخطيط وبعض التوقعات المنطقية. حيث سيكون لديك عددٌ معينٌ من الأوراق بحسب ما يوجد لديك من أفراد، وفي المُقابل سيكون لدى العدو أيضًا مجموعته الخاصة من الأوراق بحسب عدد الأفراد الذين قاموا بشن الهجوم ضدك.
في هذه المعارك أنت مُعرّض للربح أو الخسارة. وفي حال الربح ستجني بعض الموارد بالإضافة إلى بعض الجروح البسيطة أو الحرجة. فقد يتعرض أفراد مجموعتك جميعهم أم أحدهم إلى الإصابات الخطيرة التي قد تتسبب في موتهم فيما بعد. أما في حال خسارتك لجميع أوراقك وتمكن الخصم منك فبالتأكيد ستكون الهزيمة نتيجتك وهذا أمر سيء.
وفيما يخص هذه المعارك فقد تم توفير خيار يسمح للعبة بحل لغز الأوراق ولَعِبها خلال المعركة بشكل آلي ولكنني لا أنصح بذلك لأنك قد تخسر في بعض الأحيان التي يُمكنك أن تربح فيها فيما لو قمت باللعب بشكل يدوي.
فيما يخص الأسلحة التي يُمكنك تجهيز الأفراد بها بالإضافة إلى الدروع فهي متنوعة. فهناك الفؤوس التي تُسبب الكثير من الضرر بالمُقارنة مع باقي الأسلحة. وهناك السيوف ودروعها والتي تزيد من نسبة تحملك للضربات. وهناك المطارق والرماح ولكل منها ميزاته الخاصة التي يتوجب عليك اكتشافها وتكريسها لصالحك.
أيضًا هناك تعاقب بين الليل والنهار. ويجب عليك توخي الحذر عند الاستكشاف في الليل والانتقال من نقطة إلى أخرى. إذ أنّ الوحوش بشكل عام تكون أكثر شراسة في الليل ما يجعلك مضطرًا إلى الدفاع عن نفسك كثيرًا ومواجهتهم. وفي حال الإصابة بجروح بالغة فمن الأفضل التوقف والتخييم في المكان الذي أنت فيه أو العودة إلى القرية الأساسية من أجل مُداواة الجروح. وهنا يجب عليك التأكد دائمًا من أنك تملك الطعام والوقود الكافي وإلا فإنّ أفراد المجموعة الذين تعرضوا للإصابة سيكونون عرضة للموت بشكل أكبر.
أيضًا هناك الكثير من الأبحاث التي يُمكنك القيام بها والخبرات التي يُمكنك جنيها في سبيل تسهيل مهامك والحصول على فائدة أكبر من كل عملية تقوم بها. أيضًا هناك الكثير من الأدوات التي يُمكنك اختراعها واستخدامها من أجل إتمام مُختلف المهمات بفعالية وسرعة أكبر.
جرافيك اللعبة
لو قمنا بالنظر إلى اللعبة على مُستوى الجرافيك ثلاثي الأبعاد لوجدنا أنه عادي إلى حد ما. أما بالنسبة إلى الرسومات اليدوية واللوحات الفنية وأشكال الشخصيات والمؤثرات الأخرى فسنجد أنها رائعة بالفعل وفيها الكثير من الدقة والتميّز. أيضًا وبالعودة إلى الجرافيك ثلاثي الأبعاد فقد وجدت أن الأنيميشن بسيط وليس فيه أي تعقيد وقد كان من الممكن جعله أكثر جمالًا وواقعية، ولكن وبما أنّ اللعبة تعتمد في مُجملها على التخطيط والاستراتيجية فأعتقد أنّ مسألة الاهتمام بهذه التفاصيل سيكون أمرًا ثانويًا إلى حد كبير.
وفيما يخص الواجهات المُختلفة والمتنوعة فبالرغم من التعقيد الكبير في اللعبة إلا أنّك ستجد أنّ كل شيء جميل ومُرتب وواضح. قد تجد صعوبة في البداية في الوصول إلى شيء ما أو إتمام مهمة مُعينة ولكن الأمر الرائع هو وجود مهام تدريبية ونصائح توضيحية لكل شيء جديد تقوم بتجربته. أيضًا تم الاهتمام بشكل كبير بتوفير منهاج تدريبي كامل داخل اللعبة مدعوم بالفيديوهات عالية الدقة من أجل توضيح أي مسألة غير مفهومة وكل ذلك في قوائم مُرتبة جدًا وبأسلوب جميل للغاية.
أصوات اللعبة
الموسيقى في اللعبة رائعة جدًا. فيها الكثير من الاسترخاء في الحالات الطبيعية والكثير من الأكشن في المعارك القتالية وعند مواجهة الكوارث والأمراض والأعداء. أيضًا المؤثرات الصوتية المُرافقة للمعارك والأحداث المتنوعة جميلة وذات دقة عالية وتوزيع مناسب ومُميز.
مدة اللعبة وقيمة الإعادة
لا يُمكن بحال من الأحوال إنكار صعوبة اللعبة وخصوصًا على القادمين الجدد إلى مثل هذا النمط من الألعاب. كما أنّ مستويات الصعوبة المُختلفة تتيح لك اختبار ما لا يُمكن تخيله من أحداث ومواجهة ما لا يُمكن توقعه من أعداء. الأمر الأكثر من رائع هو نظام التوليد الديناميكي في كل مرة تبدأ فيها بلعبة جديدة. حيث يتم وضع قريتك في مكان جديد كليًا لم يسبق لك أن بدأت به. كذلك الأمر لكل ما هو حولك من موارد، في كل مرة ستجد أشياء جديدة بالقرب منك أو أنّ كل شيء مُفيد بعيد وعليك اكتشاف موقعه والوصول إليه.
وفيما يخص الأساطير الثمانية وقدراتها ونقاط الخبرة فالأمر مُشجع للغاية وسيدفع بك إلى اللعب المرة تلو الأخرى حتى تكتشف القدرات الجديدة أو تحصل على أسطورة جديدة كليًا بميزات وقدرات مُفيدة.
وختامًا أقول..
لعبة ثيا: ذي أَويكينينج (Thea: The Awakening) من الألعاب المميزة بالفعل برأيي الشخصي وذات المدى الطويل. إذ تحمل من العمق الشيء الكثير. كما أنها تتناسب مع مُختلف الأذواق والحاجات والرغبات. جرافيك اللعبة جيّد ولا بأس به من جهة المُجسمات ثلاثية الأبعاد، ومن حيث الرسومات والصور واللوحات فهي رائعة بالفعل وذات ألوان وتفاصيل مميزة. كذلك أصوات اللعبة التي تضيف جوًا ساحرًا إلى الوقائع والأحداث التي قد تواجهك في كل وقت أو بين الجولات المتنوعة. وعلى العموم وفي النهاية لا يُمكنني إلا التأكيد على أنّ هذه اللعبة ليست كأي لعبة أكشن أو غيرها من الألعاب الاستراتيجية إذ أنها من فئة خاصة ونوع خاص، وبناءً على ذلك فإنني أنصح من يرغب بالحصول على نسخته الخاصة معرفة ما سيحصل عليه منها في حال كان جديدًا على مثل هذه الألعاب. أمّا بالنسبة للاعبين أصحاب الخلفية والخبرة في مثل هذا النمط من الألعاب فإنني أعتقد أنّ تجربتهم لها ستكون ممُتعة دون شك!
