لا تخلو التجارب العلمية من احتمالات الفشل وخصوصًا في الحالات التي يعتقد فيها البعض أنهم الأفضل دون مُنازع، وأنهم قادرون على ضبط كل شيء تمامًا كما في العمليات الحسابية التي يقومون بإجرائها والتي يُجزمون أنها لن تُخطئ.. وهنا تكون الكارثة التي لا يتوقعها أحد! نتائج تفوق التصور والخيال!
عن اللعبة
– النوع: Action, Survival Horror, Early Access
– المطور: Tripwire Interactive
– الناشر: Tripwire Interactive
– تاريخ الإصدار: 21/04/2015
– إمكانية اللعب بشكل فردي.
– إمكانية اللعب المتعدد عبر الإنترنت.
– دعم كامل ليد التحكم (لمن يرغب باللعب على الكمبيوتر).
– الأجهزة: PC, Linux, PS4
قصّة اللعبة
بعد مرور شهر على الأحداث الأخيرة في الجزء الأول السابق (Killing Floor) بدأ الانتشار الهائل للمُستنسخين من الزومبي بشكل مُرعب في شتى أنحاء قارة أوروبا والذين كانوا نتاج التجارب الفاشلة التي قامت بها مُختبرات (Horzine Biotech) العلمية البيولوجية.
وبعد الدمار الذي لحق بكل شيء والانقطاع الكامل للاتصالات وسقوط الحكومات وسحق الجيوش في جميع البلاد تمكن بعض المدنيين من النجاة ممن كان الحظ حليفهم وقاموا بالاختباء في أماكن نائية على أمل منهم في أن يتم القضاء على هذه المخلوقات الغريبة والوحوش المرعبة التي لا تعرف الخوف أو الاستسلام.
ولكن من بين هؤلاء النجاة قرر بعض المدنيين وبعض الجنود المُرتزقة التصدي لهذه الوحوش مُقابل المال الذي عرضته عليهم مُختبرات (Horzine Biotech) في مُحاولة أخيرة للسيطرة على الوضع..
أسلوب اللعب
في أوروبا.. في صميم المدن الشهيرة والأرياف والغابات ستقوم أنت وفريقك بمهمة القضاء على وحوش الزومبي الغاضبة.. ومن منظور الشخص الأول ستكون على موعد مع الكثير من القتل وحمامات من الدماء. حيث ستواجه سواء بشكل فردي أم مع الأصدقاء أم عبر الإنترنت بشكل تعاوني مع أي لاعبين آخرين مجموعات من الوحوش على شكل موجات مُتدفقة باتجاهكم، وسيترتب عليكم التصدي لها والبقاء على قيد الحياة جميعًا أو على الأقل لاعب واحد من أفراد الفريق من أجل الانتقال إلى المستوى التالي والموجة التالية من الوحوش. وفي حال التمكن من قتل جميع الموجات ستكون المواجهة الأخيرة مع الزعيم الشرس لهذه المخلوقات والذي سيترتب عليكم هزمه في سبيل الفوز والانتصار، وإلا فالهزيمة هي النتيجة.
ولكل من هؤلاء الزعماء شخصية وأسلوب في القتال، وسيكون من الأفضل معرفة الأسلحة الفعالة ضده بشكل سريع بمجرد معرفته. وفي هذا الخصوص فإنّك ستجد الكثير من الصناديق التي تحتوي على الذخيرة بالإضافة إلى الدروع في خريطة اللعب، ولكن يجب الحذر واختيار الأنسب والأفضل دائمًا لأنّ شخصيتك تستطيع حمل وزن محدد لا يمكن تجاوزه.
أيضًا وعند الانتهاء من كل موجة ستكون قادرًا على شراء احتياجاتك من الأسلحة والذخائر باستخدام المال الذي تمكنت من جنيه جرّاء قتل الوحوش في الجولة السابقة وذلك من المتجر المُخصص المتوفر فقط لفترة محدودة جدًا بين كل جولة وأخرى. وبناءً على مدى جودة أسلوبك في القتل وخصوصًا عند تركيزك على التصويب باتجاه الرأس فإنك ستكسب بعض الثواني الخاصة التي تسمح لك بإبطاء الوقت بشكل جميل جدًا وهي ميزة تسمى (zed time) يُمكن الاستفادة منها من أجل إحراز إصابات دقيقة وفي الحالات الطارئة التي تشعر فيها أن كل شيء يتحرك من حولك بسرعة وأنّك غير قادر على التركيز، وكأنها لحظات مناسبة لالتقاط الأنفاس.
وفي حال عدم تمكنك من النجاة في إحدى الجولات فلن تعود للحياة والقتال حتى نهاية الجولة الحالية بعد أن يكسبها بالتأكيد باقي أعضاء الفريق وبالتالي الانتقال إلى بداية الجولة التالية. ولكن يُمكنك الاستفادة من الحقن الخاصة بالطاقة التي تحملها أو التي يُمكن لأصدقائك مُساعدتك بها والتي تعمل على زيادة الطاقة لديك في حال انخفاضها الكبير في مُحاولة للنجاة قبل فقدان كامل الطاقة والموت.
تسمح اللعبة بتعاون ستة لاعبين من مُختلف الشخصيات المتوفرة والأصناف. حيث ستكون البداية باختيارك واحد من مجموعة شخصيات متنوعة. لكل من هذه الشخصيات طريقة وأسلوب وميزات وأسلحة ومهمات أساسية ضرورية جدًا في المعارك والقتال. وتتضمن اللعبة حاليًا سبعة شخصيات أساسية بالإضافة إلى شخصية تحصل عليها مع الإصدار الخاص (Digital Deluxe Edition). وفيما يخص هذه الشخصيات فمن حيث القدرات الفعلية في المعارك فهم متماثلون تمامًا ولا يوجد بينهم أدنى اختلاف، إنما يكمن الاختلاف فقط في الأزياء والأشكال والأصوات والشخصيات والآراء وكيفية التعامل مع الوحوش وردود الأفعال خلال المعارك. أيضًا تتميز كل شخصية عن الأخرى بأسلحتها التي تبدأ بها، وشكل التطويرات التي تتمتع بها، بالإضافة إلى المهارات التي يمكن أن يتم اكتسابها.
أما فيما يخص أصناف هذه الشخصيات وأدوارها في العمليات القتالية فيوجد حاليًا ثمانية أصناف مُختلفة، وبحسب تصريحات المطورين فإنه يتم العمل على جعلها عشرة أصناف. الأصناف الثمانية الحالية هي: (Berserker)، (Field Medic)، (Support)، (Commando)، (Firebug)، (Demolitionist)، (Sharpshooter) و (Gunslinger). ولكل من هؤلاء دور ناجح فيه ومُساعد للجميع. فعلى سبيل المثال يقوم الـ (Berserker) بمهمته دائمًا وهو يقف في الصف الأول وجهًا لوجه مع وحوش الزومبي مُحاولًا القضاء عليهم بأسلحته اليدوية المميزة. بينما يتميز الـ (Firebug) بأسلحته النارية القاذفة للهب والمُتفجرة. كما يقوم الـ (Field Medic) بدور طبي داعم للجميع، وهكذا.
وفيما يخص الأسلحة فهي مميزة بالفعل في هذا الجزء، وقد تم تطويرها بشكل ملحوظ جدًا، حيث بات بإمكانك كلاعب الشعور بقوة الأسلحة وفعاليتها الحقيقية. وستكون الأسلحة بشكل عام مُتاحة أمام جميع الشخصيات ولكن يُنصح باستخدام الأسلحة التي تتناسب مع كل صنف وشخصية ذلك أنّها ستكون أكثر فعالية معهم بالإضافة إلى أنّك ستكسب المزيد من نقاط الخبرة نتيجة استخدامك للأسلحة المُخصصة.
جرافيك اللعبة
إنّ هذا الجزء من لعبة كيلينج فلور (Killing Floor) يُعتبر نقلة نوعية بالفعل وتطوير رائع عن الجزء السابق الذي صدر في العام 2009. لا شك أن فريق التطوير اكتسب الكثير من الخبرات بعد هذا الغياب الطويل والسنوات من العمل الجاد. بشكل عام أكثر ما لفت انتباهي هو التميز الرهيب والتنوع الكبير في الأنيميشن لكل شيء. فشخصيات الوحوش تتحرك بطريقة واقعية للغاية وذلك يعود إلى اعتماد فريق العمل على اختصاصي في أداء مثل هذه الحركات المذهلة والمُعبرة. أيضًا ستلاحظ أن أسلوب استخدام الأسلحة وآلية إعادة التلقيم واستبدال المخزن الفارغ بآخر ممتلئ تتم بشكل احترافي مذهل بالفعل. أيضًا تم العمل على تضمين عدة أشكال لعمليات الاستبدال الخاصة بالمخازن هذه، وذلك بحسب مستوى اللاعب وخبرته، حيث يتم الاعتماد على طريقة وحركة أسرع من السابقة في كل مستوى تحرزه وتتقدم فيه.
أما بالنسبة للوحوش وطريقة حركتها مع كل إصابة مُباشرة سواء من الأسلحة النارية أم اليدوية أم من القنابل فلكل منها ردة فعل مختلفة تمامًا. كذلك طريقة تقطيع أوصال الوحوش فريدة جدًا ومتنوعة جدًا جدًا. إذ يُمكنك التصويب نحو أي جزء من الجسم لتلاحظ أنه يتأثر وحده بالفعل، وهذه إضافة مهمة جدًا وتعطي اللاعب مُتعة حقيقية مع كل وحش يقوم بقتله.
أما بالنسبة للأنسجة المُستخدمة في كل شيء فهي ذات دقة عالية وتتمتع بتفاصيل واضحة وخصوصًا على أشكال وأجساد الوحوش والأسلحة. كذلك تصميم الخرائط كان ذكيًا وقد أعجبتني فكرة إجبار اللاعبين على الانتقال من نقطة إلى نقطة وخصوصًا مع نظام الإضاءة الديناميكي الذي تم تقديمه في هذا الجزء والذي يتأثر بشكل واضح ومُباشر مع الأحداث التي تدور في المكان. ففي حال رغبتك في البقاء في مكان ما مُغلق ذو سقف وإنارة فاحذر استخدام القنابل على سبيل المثال لأنها ستُلحق الضرر بجميع اللمبات القريبة وبالتالي سيتحول المكان إلى ظلام دامس باستثناء الأضواء التي تحملها على بعض الأسلحة لديك، وهذا خطر دون شك في مثل هذه الأجواء؛ حيث الوحوش من كل جانب!
أصوات اللعبة
تعتبر أيضًا الأصوات في هذا الجزء واحدة من أهم العناصر المميزة فيه. فلكل وحش شخصيته الفريدة وأصواته الخاصة التي تعبّر عن مدى شراسته أو غضبه. كما أنّ أصوات الأسلحة مؤثرة بالفعل سواء أصوات الإطلاق أم أصوات إصابة الطلقات لمختلف الأسطح. وفيما يخص الشخصيات الأساسية فقد برع الممثلون بأداء التعابير المُختلفة التي تقوم كل شخصية بإطلاقها وذلك تبعًا للوضع الحالي أو السلاح الذي يتم استخدامه أو الموقف الذي تتعرض له أو الزومبي الذي تتواجه معه.
أما الأجواء التي ستعيش فيها فهي مليئة بالصخب وتزيد الموسيقى المُرافقة هذه الأجواء إثارةً وصخبًا بشكل إيجابي للغاية مع بعض اللحظات المميزة بالتأكيد.
مدة اللعبة وقيمة الإعادة
لن أتحدث عن مدة اللعبة هذه المرة إنما عن قيمة الإعادة فقط لأن الأمر مهم جدًا. فإحدى أهم النقاط الإيجابية في هذا النمط من الألعاب هي القتل، والقتل، ولا شيء سوى القتل واستخدام الأسلحة المرة تلو الأخرى على نفس الأعداء. هذه النقطة الإيجابية قد تكون للبعض الآخر أكثر نقطة سلبية وهذا طبيعي جدًا. هذه اللعبة ومثيلاتها من نفس الصنف ذات خصوصية بالتأكيد. فالتكرار فيها شيء أساسي. بل إنها قائمة على التكرار في كل شيء. اختر شخصيتك، اختر سلاحك، صوّب نحو الكميات الهائلة من الوحوش، أطلق النار وحاول إحراز أكبر عدد من القتلى في صفوفهم.. هذا كل شيء! في كل مرة تبدأ فيها جولة جديدة لن تجد سوى ذلك. لذا فالأمر شخصي في الدرجة الأولى وبحسب ميول كل لاعب. أيضًا هناك مسألة أخرى قد تكون سلبية بالفعل ألا وهي انعدام أي ضرورة لأي تخطيط استراتيجي في اللعبة نتيجة عدم وجود أي فرصة تسنح لك بالتفكير في أي شيءأساسًا. فالوحوش لا تتوقف إطلاقًا إلا بين الجولات المُنفصلة، أي أن كل ما أنت بصدد فعله هو التصويب والقتل بكل معنى الكلمة حتى تنتهي الجولة أو حتى تنفذ الذخيرة لديك وتموت. ولكن عمومًا وبحسب تجربتي الحالية يُمكنني التأكيد أنّ كل من يُحب هذا النمط من الألعاب سيجد مُتعة حقيقية في هذا الجزء بجرافيك وأنيميشن ونظام تطوير عميق للغاية وطويل جدًا يستحق التكرار.
وختامًا أقول..
كيلينج فلور (Killing Floor) في جزئها الثاني جاءت نقلة نوعية على جميع الأًصعدة. فأسلوب اللعب أصبح ذي قيمة أكبر نتيجة النقاط التي يُمكن اكتسابها ومن ثم الاستفادة منها في إحراز المزيد من المهارات بطريقة جديدة. كذلك الأمر بالنسبة للجرافيك المميز وطريقة التحريك المُتقنة والخرائط الجيّدة. ولا يُمكن إلا التأكيد على مسألة أخيرة مهمة ألا وهي الأموال الطائلة التي ستُقدمها مُختبرات (Horzine Biotech) البيولوجية، وهنا سأقول: نعم هناك أموال طائلة لمن يقتل أكثر، ولكن السؤال الأهم هو هل ستنجح أنت وفريقك في أداء المهمة والقضاء على هذه الأعداد الهائلة من وحوش الزومبي المُستنسخة في سبيل كسب هذه الأموال بالفعل؟ في الحقيقة هذا ما ستجد إجابته لديك بعد تجربتك للجزء الثاني من كيلينج فلور (Killing Floor 2)..
